
أين حقوق المواطن ؟ – خالد الخزرجي
تتسابق ألامم وتسخر كل طاقاتها من اجل تأمين حقوقا ألمواطن دون تمييز بين أبيض وأسود أو طائفة واخرى ..فكما ألمواطنون عليهم واجبات تجاه أوطانهم .. فأن لهم حقوقا كثيرة يجب على الدولة تنفيذها .. بهذه ألعدالة بين ألحقوق والواجبات تقدمت دول ألعالم بحضاراتها الثقافية وألمادية وأصبحت هذه ألدول تتنافس في تقديم ألحقوق وألخدمات لشعوبها ..حتى أصبح تعدد ألخدمات ونوعيتها وتحقيق حقوق ألانسان هي المعايير ألتي يتنافس بها ألسياسيون من أجل ألحصول على ثقة شعوبهم في ألانتخابات الرئاسية …
ومن أبسط حقوق ألانسان التي تقدمها ألدول ألمتحضرة لشعوبها … حقه في ألسكن .. حقه في ألعمل .. حقه في توفير مياه صالحة للشرب .. حقه في ألكهرباء .. في ألدراسة ..في ألتكافل ألاجتماعي .. حقه في موارد بلده ألطبيعية وغير ألطبيعية .. حقه في ألتعليم .. حقه في ألحرية بكل أشكالها .. حقه في ألعلاج ألمجاني . وغيرها من ألحقوق ألاخرى ..
فأين نحن من كل هذه ألحقوق ..؟؟ أصبحت شعوبنا أليوم تعيش في واقع ليس له شبيه بين دول ألعالم … فألمواطن ألذي يريد ان يحصل على مياه صالحة للشرب عليه أن يخصص جزءا من راتبه ألبسيط كي يؤمن له ولعائلته مياه نقية خالية من ألجراثيم وألامراض … وهكذا على صعيد ألكهرباء .. أما فيما يتعلق بحقه في الحصول على فرصة عمل (( تعيين )) فهذه أمنية لايحصل عليها ألامن له معارف بين ألسلطات ألثلاثة .. أو له أنتماء بين ألاحزاب ألمتنفذه .. حتى وأن كان غير حاصل على ادنى ألشهادات ألعلمية ؟.. أو عليه أن يدفع عشرات ألملايين من أجل ألحصول على هذه ألفرصة ألعظيمة … ولا أعلم كيف تستقيم وتتحقق ألعدالة وألنزاهة وألعيش ألرغيد بين أفراد ألشعب ..وخصوصا ألموظفون منهم ممن لا تتجاوز مجموع روتبهم ألخمسمئة ألف دينار أو أقل من ذلك أذا ماعلمنا أن سلم رواتبهم قد غابت ألعدالة في تطبيقه … وعجزت ألدولة بوزاراتها ومؤسساتها وخبرائها عن تحقيق ألعدالة في تنفيذه .. وغابت مفردات ومواد قانون ألخدمة ألمدنية رقم (24 لسنة 1960) ألتي تنظم حياة ومسيرة ألموظف في حقوقه المالية وحقوقه ألاخرى …
وهنا أسأل من يعنيه ألامر .. كيف يعيش ألموظف ألذي يحصل على ألراتب الذي أشرت أليه انفا … اذا كان يشتري ألماء … ويشتري ألكهرباء .. ويدفع مبالغ مقابل حصوله على خدمات صحية ؟.. وكم بقي من راتبه كي يستطيع دفع أيجار ألشقة أو ألدار ألذي يسكنه؟.. وكيف يستطيع تأمين ألمواد ألغذائية .. ومستلزمات ألحياة ألاخرى لزوجته وأولاده ؟
أيها ألسادة .. ولستم بسادتي .. لقد أضعتم على بلدي وشعبي ثروات طائلة كان من ألممكن ان يعيش الشعب ألعراقي حياة أفضل بكثير من حياة ألشعوب ألاخرى … ولكن سياستكم ألهوجاء ولصوصية ألبعض منكم .. دفعت بالعراق الى أتون ألحروب وألطائفية .. وارتماؤكم بأحضان ألاجنبي أفقدتنا أبسط ألحقوق ألتي يجب ان يحصل عليها ألمواطن … وحولتم بغياب ألعدالة موظفي ألدولة الى سراق ولصوص ومرتشين ..
ألمْ يسأل أحدكم يامن تسمون أنفسكم رجال دولة وسياسة كيف يعيش ألموظف بهذا ألراتب ألبسيط … ؟؟ لا أريد أن أخوض أكثر من ذلك لأنني اعلم أن ألموظف وألمواطن بل ألشعب بكل شرائحه ألاجتماعية لايهمكم ولا وجود لهم في قواميس حياتكم … همكم ألاول وألأخير .. ألسلطة ..والمال .. وليذهب ألشعب ألى ألجحيم …. وباختصار أقول أصبحنا نعيش في دولة كجامعة علي بابا تُخرجْ ((حرامية)).. لقد أضعتم بلدا عريقا وشعبا كريما وبددتم ثرواته ومستقبل أجياله … ومعذرة لكل موظف شريف ..















































