حاوره: عبدالحق بن رحمون – الرباط
يشهد المغرب انفتاحا وسرعة قصوى للمضي بشكل جدي لتوسيع نطاق الخدمات الرقمية، من خلال التوجه لتعزيز بنياته التحتية التكنولوجيا الرقمية، والارتقاء بجودة الخدمات العمومية، وتيسير الولوج إليها، وكذا زيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية للاقتصاد. كما أن المغرب عازم بعد جائحة كورنا على تعميم اﻹدارة الرقمية بطريقة مندمجة تمكن مختلف القطاعات والمرافق من الولوج المشترك للمعلومات.
وفي هذا الاطار، أطلق مؤخرا سليمان العمراني، الخبير في التحول الرقمي، أول مجلة إلكترونية بالمغرب، متخصصة، في قضايا التحول الرقمي بالمغرب وقال في هذا الصدد لـ (الزمان) إن المغرب يتوافر «على منظومة أمنية رقمية متقدمة، تتجلى في عدة تشريعات ومؤسسات، إلى جانب الإمكان التقني الذي يضمن صلابة تلك المنظومة وسلامتها من الاختراقات.» كما أبرز العمراني أن هذا الورش يبقى مفتوحا على «التطوير المستمر بما يحقق السيادة الرقمية للمغرب.» وأضاف العمراني في حوار لـ (الزمان) أن من بين أهداف ودواعي إطلاق مجلة التحول الرقمي أن هذا المشروع الاعلامي يأتي «استجابة لحاجة وطنية كبيرة، للتعريف بقضايا التحول الرقمي في المغرب بصفة خاصة، وإبراز الجهود العمومية التي تبذل بشأنه ومقاربة أوجه الخصاص التي تعتري تلك الجهود.»
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
المغرب يعرف تحولات على المستوى الرقمي. هل يساير هذا التحول مع السرعة في صبيب الأنترنت والأمن المعلوماتي؟
انخرط المغرب منذ عقود، وبوتيرة أكبر في السنين الأخيرة، في استحقاقات التحول الرقمي، التي من أبعادها العميقة التحول لنظام جديد يقوم أساسا على استثمار التكنولوجيا الرقمية في كافة مناحي الحياة المؤسساتية والإدارية، ومن مشمولات هذا الورش رقمنة الخدمات العمومية والتأهيل الرقمي للتدبير الداخلي. ومن أجل إنجاح رهانات التحول الرقمي في المغرب، عبَّأت السلطات العمومية العديد من المخططات والتشريعات والتدابير التنظيمية والتقنية، كما أقامت عدة مؤسسات وبِنْيَات، غير أنه يلاحظ على التدبير العمومي لهذا الورش الحيوي والاستراتيجي عدةُ نقائص من ضمنها استمرار الفجوة الرقمية التي نبَّهت لها تقارير مجموعة من المؤسسات الوطنية والدولية، والمقصود بذلك عدم التعميم الشامل لشبكة الأنترنت إلى اليوم على المستوى الوطني، وضعفُ هذه الشبكة في بعض المناطق خصوصا النائية، وأيضا استمرارُ التكلفة المرتفعة لشبكة الأنترنت الثابت ذي الصبيب العالي( شبكة الألياف البصرية)، إلى جانب تأخر المغرب في إرساء شبكة الجيل الخامس(G5).
وفيما يخص الأمن المعلوماتي، فإن هناك منجزا وطنيا جديرا بالتقدير، حيث يتوفر المغرب على منظومة أمنية رقمية متقدمة، تتجلى في عدة تشريعات ومؤسسات، إلى جانب الإمكان التقني الذي يضمن صلابة تلك المنظومة وسلامتها من الاختراقات، ويبقى هذا الورش مفتوحا على التطوير المستمر بما يحقق السيادة الرقمية للمغرب.
أطلقتم جريدة متخصصة في التحول الرقمي، ما الهدف منها؟
**هي الجريدة ذات اسم النطاق: www.sdtconsulting.ma، وهي ثمة تفكير استغرق شهورا تمخض عن هذا المنجز، والباعث على ذلك هو الإسهام في معالجة الخصاص الكبير الذي يعتري المشهد الإعلامي في المغرب، حيث لا يوجد حسب علمي موقع مغربي متخصص في قضايا التحول الرقمي، ويعمق من هذا الخصاص غياب برامج متخصصة في هذا الشأن في المنابر الإعلامية العمومية والخاصة، المكتوبة والسمعية البصرية، الورقية والإلكترونية، باستثناء برنامج وحيد انطلق مؤخرا على القناة التلفزية الأولى المغربية.
ويأتي هذا الموقع استجابة لحاجة وطنية كبيرة، للتعريف بقضايا التحول الرقمي في المغرب بصفة خاصة، وإبراز الجهود العمومية التي تبذل بشأنه ومقاربة أوجه الخصاص التي تعتري تلك الجهود، واستدعاء التجارب الرقمية المتقدمة عالميا، كما يهدف الموقع إلى تقديم الخدمة للباحثين عبر توفير المعلومة والتعريف بالتقارير المتعلقة بالتحول الرقمي الوطني وإعادة نشرها. القارئ / المجتمع الرقمي اليوم يعتبر الرقمي هو منصات مواقع التواصل الاجتماعي. ما محل المجتمع لمواكبة التحولات الرقمية بعيدا عن زيف منصات التواصل الاجتماعي التي صار انتشارها ضيقا ومرتبطا بمؤسسات إشهارية؟
لا يمكن اختزال المنصات الرقمية في شبكات التواصل الاجتماعي، بصرف النظر عن أهمية هذه الأخيرة، بل إن مدلولها أشمل، وتعني كل قناة تواصلية تتأسس باستثمار التكنولوجيات الحديثة كالمواقع الإلكترونية والمدونات ومنصة زوم وغيرها.
ولا خلاف أن شبكات التواصل الاجتماعي توفر إمكانا تواصليا هائلا، لكنها لا تسلم على العموم من بعض الأعطاب ويقوم عملها على الزيف أحيانا للأسف كما ورد في سؤالكم.
أما لفظ الرقمي فدلالته أعم ويعني النموذج القائم على التكنولوجيا، ومن مظاهره استعمال الأدوات المعلوماتية في مقابل الاستعمال الورقي.
على ماذا تستند مجلة التحول الرقمي؟ هل نشر المعلومة والتقنية أو التنظير العلمي لتحول رقمي فعال في المؤسسات؟
**المتفحص للموقع/ المجلةwww.sdtconsulting.ma سوف يلحظ هيكلةً تقوم على تبويب من أهم عناصره:
- باب الأخبار والمستجدات، الذي يقدم الخبر الراهني الوطني أساسا؛
- باب «مقالات وأنشطة»، ويقدم مقالات تحليلية أو يُعَرِّفُ بأنشطة رقمية عمومية أو خاصة؛
- باب «تقارير وأطروحات»، ويُعَرِّفُ بالتقارير المؤسساتية الصادرة بشأن التحول الرقمي الوطني وبالأطروحات الجامعية ذات الصلة؛
- باب» كتَّاب الرأي»، وينشر مقالات الرأي التي ترد على الموقع من كتاب ومؤلفين تعالج قضايا التحول الرقمي؛
وللإشارة، فالموقع ينشر أيضا مواد باللغة الفرنسية، سواء كانت أخبارا أو مقالات تحليلية أو مواد سمعية بصرية.