الإمارات تشيد بجهود السعودية لإجلاء رعاياها من السودان
القاهرة- مصطفى عمارة – أبو ظبي -الزمان
دخلت الهدنة التي رعتها واشنطن في السودان التنفيذ على امل استمرارها 72 ساعة بعد موافقة طرفي الصراع البرهان وحميدتي، فيما يستمر اجلاء الأجانب والدبلوماسيين، ويقترب عدد القتلى من 500 قتيلا ويتجاوز أربعة آلاف جريح ، مع نقص في امدادات الأغذية والصحة.
وعلى الرغم من نفي نجل خليفة حفتر أن تكون زيارته للسودان ولقائه بحميدتي قائد قوات الدعم السريع لها صلة بالأزمة السودانية، إلا أن مصدرا أمنيا رفيع المستوى في القاهرة أكد في تصريحات خاصة للزمان أن الأجهزة الأمنية المصرية رصدت تدفق شاحنات وقود وشاحنات عسكرية تابعة للجنرال خليفة حفتر لامداد قوات حميدتي بالأسلحة والوقود، وهو ما دفع القيادة العسكرية المصرية إلى إرسال تحذير شديد اللهجة إلى حفتر بالتوقف عن إمداد قوات حميدتي بالأسلحة نظرا لخطورة ذلك على الأمن القومي المصري . فيما حذر خبراء عسكريون من خطورة استمرار الأزمة على الأمن القومي المصري إذ تعمل قوى إقليمية ودولية على استغلال الأزمة لتحقيق أجندات خاصة ،فقد تم رصد تحركات للقوات الأمريكية والروسية كما دخلت إسرائيل على خط الأزمة بعرضها التوسط بين الفريقين المتنازعين .
في السياق ذاته استمر تدفق اللاجئين السودانيين ولاجئين من جنسيات أخرى إلى مصر عبر الحدود المصرية السودانية هربا من المعارك الدائرة وسط دعوات من ناشطين سياسيين بالسماح لهؤلاء اللاجئين بدخول مصر بدون تأشيرة، ويرى خبراء اقتصاديون أن يؤدي استمرار تدفق هؤلاء اللاجئين من تفاقم الأزمة الإقتصادية وهو ما دفع مصر إلى مساهمة المجتمع الدولي في تقديم معونات إلى مصر لمواجهة أزمة تدفق اللاجئين .
فيما أعربت السيدة مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السابقة للسودان في اتصال مع -الزمان- عن صدمتها مما يجرى في بلدها وأكدت السيدة مريم أن ما حدث بين فرقاء في الجيش السوداني شكل صدمة للسودانيين الذين كان لديهم أمل كبير أن يكون الجيش السوداني حاميا للديمقراطية خاصة أن الأزمة في البلاد كانت في طريقها للانفراج. ودعت وزيرة الخارجية السابقة طرفي النزاع إلى تحكيم صوت العقل والحكمة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها السودانيين ، ومن ناحية أخرى علق الباحث المصري في الشئون الإقليمية هاني الجمل علي تدخل الإمارات العربية المتحدة في حل الأزمة وتحذير البعض من خطورة هذا الدور على الأمن القومي المصري وأوضح الجمل أن هناك اهتماما خاصا من الإمارات ومصر بالأزمة السودانية لانها خاصرة الجنوب للعمق الاستراتيجي المصري .وأضاف أن التنسيق المصري الإماراتي نجح في إنهاء أزمة احتجاز الجنود المصريين في مطار مروى .وأشار أن الجانبين المصري والإماراتي ركزا على بذل الجهود الحثيثة لتهدئة الأوضاع ووقف التصعيد والعودة للحوار كما دعى الجانبان الأمم المتحدة لإقامة هدنة والحد من نزوح 20 ألف مواطن سوداني نحو الحدود التشادية و ثمّن وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان جهود نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان لإجلاء رعايا الإمارات وعدد من الدول الأخرى من السودان، وفق ما جاء على وكالة أنباء الإمارات «وام».
وأوردت الوكالة أن الوزير الإماراتي شكر خلال اتصال هاتفي نظيره السعودي «على المساعدة في إجلاء مواطني الدولة من السودان، مشيدا بالجهود البارزة التي تقوم بها الرياض في تنفيذ عمليات الإجلاء بالتعاون مع مختلف الدول».
وكانت الرياض نظّمت عمليات إجلاء بحرًا وجوًا من مدينة بورتسودان إلى جدّة شملت 356 شخصًا هم 101 سعودي و255 أجنبيًا من 26 بلدًا، بحسب وزارة الخارجية السعودية.
واندلعت المعارك في السودان في 15 نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، الذي كان حليفا للبرهان ونائبا لقائد الجيش قبل أن يتحولا الى خصمين. وأدت المعارك إلى مقتل 427 شخصًا على الأقل وجرح نحو أربعة آلاف بجروح، وفق وكالات الأمم المتحدة.