فوز أوباما انتعاش آمال إيران بالتفاوض وغموض حول سوريا
الديمقراطيون يحتفظون بالأغلبية في مجلس الشيوخ والجمهوريون يهيمنون على النواب
واشنطن ــ مرسي ابوطوق
هزم باراك اوباما خصمه الجمهوري ميت رومني وحقق في الواحدة والخمسين من العمر فوزا تاريخيا بحصوله على ولاية ثانية على رأس القوة العالمية الاولى.
من جهته اعترف المرشح رومني الذي بدت عليه علامات الارهاق بهزيمته في خطاب ألقاه بلهجة لا تخلو من عزة النفس امام مؤيديه في بوسطن بعد دقائق من اتصاله بالرئيس الامريكي لتهنئته. وأجمع خبراء السياسة الدولية ان آمال إيران انتعشت في استمرار المفاوضات حول الملف النووي وابعاد شبح الحرب فيما يزداد الغموض حول موقف اوباما من الوضع الدموي في سوريا في ظل الدعم الروسي والصيني لنظام الرئيس بشار الأسد.
من جانبهم أبقى الديمقراطيون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ بعد أن سيطروا على مقاعد احتدمت المنافسة عليها مع الجمهوريين في ماساتشوستس وانديانا مع الاحتفاظ كذلك بالمقاعد التي كانوا يشغلونها بالفعل عن ولايات منها فرجينيا وميزوري. وربما تتيح اعادة انتخاب باراك اوباما لفترة رئاسية ثانية فرصة جديدة للتفاوض مع ايران بشأن برنامجها النووي في الوقت الذي يتعرض فيه نظامها الحاكم لضغوط اقتصادية بفعل العقوبات.
وبعد أن قاوم حتى الان أولئك الذين يدفعون الأمور تجاه الحرب مع ايران سواء في الولايات المتحدة او في اسرائيل وبعد أن تحرر من ضغوط أي انتخابات أخرى يبدو أوباما اكثر حرية للسعي نحو تسوية دبلوماسية في الوقت الذي يواصل فيه التهديد بمزيد من العقوبات الاشد صرامة اذا لم تلتزم طهران.
وقال جاري سيك الخبير بالشؤون الايرانية والمسؤول الامني الامريكي الاسبق مهد اوباما الساحة بعناية وهو يملك خيار محاولة التوصل الى اتفاق على نحو ما بشأن المسألة النووية وهذا يعني الكثير بالنسبة له . وقال كريم سادجدبور الباحث في معهد كارنيجي لدراسات السلام الدولي في واشنطن اوباما كان رئيس صارما بالنسبة للمتشددين الايرانيين لأنه كشف انهم هم المشكلة. وعززت محاولاته للتواصل مع ايران الانقسامات الداخلية فيها وخلقت وحدة دولية اكبر .
ولدى ادارته الان فرصة لمواصلة المحادثات مع ايران على الرغم من ان الحملة الانتخابية الرئاسية في ايران العام القادم قد توقف هذا المسعى خلال بضعة اشهر.
وقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي للتلفزيون الاسرائيلي بالتأكيد سيكون أوباما اكثر فاعلية على المدى القصير لأن لديه سياسة جاهزة بالفعل. من الممكن ان تكون هناك محادثات مباشرة مع ايران .
ومن المتوقع ان تستأنف المحادثات بين ايران ومجموعة الدول الست وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ومعها المانيا في نوفمبر تشرين الثاني او ديسمبر كانون الاول بعد ن توقفت المحادثات في يونيو حزيران وهناك مؤشرات على ان القائد الايراني الاعلى علي خامنئي ربما يكون لديه الاستعداد للمضي قدما.
واختارت السفارة الأمريكية في الرباط أن تقيم ليلة الانتخابات الأمريكية في المعهد العالي للاعلام والاتصال، وهو المعهد العمومي الوحيد الذي يكون إعلاميين وخبراء اتصال في المغرب. وقالت حسناء بوفكيري لـ الزمان ان خلال هذه الليلة قام طلبة المعهد بتغطية الحدث من العاصمة الرباط.
ورغم ان النتيجة لا تمثل مفاجأة فقد أصيب الجمهوريون بخيبة أمل لأنهم تصوروا أن فرصتهم للفوز بأغلبية مساوية لفرصة الديمقراطيين لكن الهزيمة لحقت بهم لأسباب من بينها المعارك داخل الحزب.
وأحدثت الانتخابات استقطابا داخل مجلس الشيوخ مع تناقص عدد المعتدلين بشكل عام وزيادة عدد المحافظين بين الجمهوريين وعدد الليبراليين بين الديمقراطيين. وفي مجلس النواب ظلت الهيمنة للجمهوريين مما يعني أن الكونجرس ما زال يواجه انقساما حزبيا كبيرا.
ومع عودة الرئيس باراك أوباما الى البيت الأبيض فان النتيجة تنبئ بالمزيد من التأزم بين الحزبين.
ونجح اوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة الذي وصل الى البيت الابيض قبل اربع سنوات بناء على شعار الامل والتغيير ، في اقناع غالبية من الامريكيين بانه الافضل لقيادتهم خلال السنوات الاربع المقبلة، رغم حصيلة اقتصادية فاترة. واعلن اوباما في خطاب الفوز الذي القاه امام انصاره صباح امس في شيكاغو ان الافضل قادم للولايات المتحدة وهنأ ميت رومني على حملته التي خاضها بقوة .
وقال اوباما في مقر حملته في شيكاغو حيث حضرت عائلته الى المنصة، انه يريد العمل مع رومني من اجل دفع البلاد قدما .
واكد الرئيس الامريكي انه يعود الى البيت الابيض اكثر تصميما من اي وقت مضى .
العرب وفوز اوباما ص3
وفي خطاب حماسي استمر 25 دقيقة قال اوباما نعلم ان الافضل للولايات المتحدة الامريكية قادم . واضاف الرئيس الامريكي امام الالاف من المناصرين الذين كانوا يصفقون ويرددون هتافات اربع سنوات اخرى ، رغم كل اختلافاتنا، الغالبية بيننا تشاطر الامال من اجل مستقبل امريكا .
وتابع في هذا الاتجاه سنمضي، الى الامام مستعيدا احد شعارات حملته الانتخابية.
ومع تاكد فوز اوباما بانتصاره في ولايتي اوهايو وايوا الحاسمتين، حضرت حشود كبرى الى امام البيت الابيض ورددت هتافات مؤيدة لاوباما و اربع سنوات اخرى .
وفيما لم تعلن بعد النتائج في كل الولايات بما يشمل ولاية فلوريدا الحاسمة، اصبح لدى اوباما اصوات 303 من كبار الناخبين متجاوزا بفارق كبير الاصوات الـ270 المطلوبة للفوز.
وما مهد طريق الوصول الى البيت الابيض امامه الفوز في ولايات بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغن التي تعتبر عادة ديمقراطية لكن حاول رومني في اللحظة الاخيرة اقناع الناخبين المترددين فيها بدعم الجمهوريين.
كما فاز في ولايات حاسمة مثل فرجينيا حيث اصبح قبل اربع سنوات اول ديموقراطي يفوز بها منذ 1964، ونيفادا واوهايو ونيوهامشير وكولورادو وايوا وقضى بذلك على آمال رومني الضئيلة بتحقيق الفوز.
وقال رومني امام الالاف من مناصريه لقد قدمنا كل شيء خلال هذه الحملة وشكرهم على جهودهم.
واضاف متحدثا عن اوباما ان مؤيديه وفريق حملته يستحقان التهنئة ايضا قائلا أوجه اطيب تمنياتي لهم جميعا لكن خصوصا الرئيس والسيدة الاولى وابنتيهما .
وكذلك شكر مرشحه لمنصب نائب الرئيس بول راين مؤكدا ان ان اختيار راين كان افضل خيار قام به.
وقال حاكم ماساتشوستس السابق انه يصلي من اجل نجاح الرئيس في هذه الاوقات التي تشهد تحديات كبرى لامريكا .
وبعد سنتين من تعايش صعب بين مجلس شيوخ يخضع لهيمنة الديمقراطيين ومجلس نواب ذو غالبية ديمقراطية، دعا رومني الطرفين الى العمل معا. وفي ختام انتخابات الثلاثاء بقي التوازن هو نفسه في مجلسي النواب والشيوخ.
واضاف رومني في مثل هذه الاوقات، لا يمكننا السماح بالتموضع الحزبي .
ولم يسبق منذ الثلاثينيات ان فاز رئيس اميركي في ظل نسبة بطالة تفوق 7,2 ، كما ان ديمقراطيا واحدا هو بيل كلينتون سبق ان شغل البيت الابيض لولايتين رئاسيتين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتجمع الاف الاشخاص في وقت متاخر الثلاثاء في ساحة تايمز سكوير في نيويورك للاحتفال باعادة انتخاب اوباما ورفعوا الاعلام ورددوا هتافات اربع سنوات اخرى فيما نزلت حشود ايضا الى امام البيت الابيض في واشنطن للاحتفال بالفوز.
وسارعت دول العالم الى تهنئة الرئيس الامريكي الجديد بفوزه.
AZP01