
إلى وزير التربية .. لا تعطيهم الأذن الطرشة – حمدي العطار
لا يقاس حرص المسؤول في العراق على مواقفه الوطنية لأن السياسة في العراق بعد 2003 سريالية يصعب على المواطن البسيط أستيعابها!كما لا يمكن أن نحاسب المسؤول في العراق على الفساد الاداري والمالي،لأن المحاصصة الطائفية والحزبية فرضت وضعا بمثابة الحصانة والحماية لكل الكتل السياسية المتنفذة بالسلطة التنفيذية والتشريعية! كما أن مسألة الانجازات قد تم أستبعادها من تقييم المسؤول في العراق أما بحجة الوضع الأمني والسياسي غير المستقر، أو أن تركة النظام السابق لا يتحمل عب تحملها المسؤول الحالي،أو أن المسؤولين السابقين في الوزارة هم من أوصل الوضع الى ما هو عليه!أو أن التقشف وقلة التخصيصات بسبب الحرب على داعش وانخفاض سعر النفط جعلت المسؤول المسكين مكتوف الايدي (العين بصيرة واليد قصيرة)!
أذن كيف يمكن للمسؤول أن يكسب ود وأحترام المواطن الذي من المفروض ديمقراطيا هو من أوصله الى كرسي الحكم أو (حقيبة الوزارة)!
قبل يومين وانا امر مصادفة بالقرب من مبنى وزارة التربية ،شاهدت مجموعة من الرجال والنساء والفتيان،يتجمعون رافعين لافتات تطالب وزير التربية ان يكون عادلا ويشمل أبناءهم في الاختبار التنافسي للقبول في مدارس المتميزين،كان الجو ملتهبا بالحرارة والشمس تضرب رؤوس الامهات والاباء والابناء.
أقتربت من أحدهم لأعرف ما هي المشكلة، أجابني بحرقة:-وزارة التربية تدعم “الطالب الكسلان وتحطم الطالب الشاطر والذكي” فورا استرجعت اعطاء فرصة ثانيــــــــة وثالثة للطلبة الراسبين في الامتحانات لمساعدتهم في النجاح فضلا عن نجاح بعض الطلبة بالغش أو الرشوة!
تدخل شخص آخر يشارك في المظاهرة”نحن أهالي الطلبة الصف السادس الابتدائي والحاصلين على معدل دون 95 بالمئة تم حرمان أبنائنا من التنــــــافس بأختبار القبول بمدارس المتميزين، علما بأن السنة الماضية تم السماح للطلبة بمعدل 90 بالمئة من التنافس على المتميزين.
وفي السنة الحالية وافق وزير التربية على الأستثناء لقبول تنافس الطلبة بمعدل 90 بالمئة ألا أنه تراجع بعد ساعتين عن قراره!
أقتربت من أحد الطلبة وهو معاق وسألته كم المعدل الذي حصلت عليه؟ أجابني 94.5 بالمئة !!
كانت المظـاهرة على وشك الانتـهاء ودرجــات الحرارة ترتفع والشمس تزداد سخونة ولم يكلف مكتب وزير التربية التحرك للحديث مع المـــتظاهرين وأخذ ورقة مطالبهم والتعامل معهم بأنسانية وتهدئة خواطرهم بدراسة مطالبهم من قبل الوزير والرد عليها بعد ايام.
هكذا هو التصرف الصحيح والسليم لمثل هذه الامور، وليس الامتناع عن أستــــــقبالهم وعدم الاستماع الى مطالبهم ومشاكلهم،خاصة وهم لا يطلبون المستحيل، وهم من الطـــــــــلبة المتفوقين حتى أن بعضهم كان تسلسله الاول على مدرسته لكن للامتحانات الوزارية ظروفا خاصة قد يرتبك الطالب وبخـــــطأ فهل نحكم عليه بهذه الصورة القاسية.
أذا كان السبب هو (الطاقة الاستيعابية) لمدارس المتميزين فالأمر ليس بهذا التعقيد المتنافسون بالاختبار حاليا عددهم 26 الف طالب سيتم قبول 4 الاف طالب من خلال نتائج الاختبار، عدد الطلاب الذين يستفيدون من الاستثناء هو الفان طالب.
أسمحوا لهم بالتنافس ليكون عدد الطلبة المتنافسون 28 الف طالب بدلا من 26 الف طالب وسيبقى عدد الطلبة المقبولين هو (4) الاف طالب من دون الاخلال بالطـــــاقة الاستيـــــعابية لمدارس المتميزين!
نتوجه الى وزير التربية بهذه المناسبة لرعاية الفئات العمرية الشابة وتشجيعهم على التحصيل والتفوق لا أن يتركهم يقفون مع أولياء أمورهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة.
فهذا الموقف يقتل فيهم روح الابداع وحب التحصيل، والتعامل معهم بلا مبالاة يجعلهم يفقدون الامــــــل بتقدير جهودهم مستقبلا،سيدي وزير التربية انت (المربي) الاول لجميع العراقيــــــين فلا تتجاهل مشاعر أبنائكم وأنظر بعين العطف لمطــــــالبهم وطيب خواطرهم ولا (تعطيهم الاذن الطرشة).














































