القاهرة- مصطفى عمارة
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن لقاء وزيري خارجية مصر وإيران في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومين تمخض عن تشكيل لجنة إعلامية وأخرى سياسية لمتابعة تطوير العلاقات بين البلدين.
واضاف أن العراق تلعب دورا رئيسيا في هذا الملف على أن لا يتم الإعلان عن نتائج تلك الوساطة لضمان نجاحها في ظل التعقيدات التي تشهدها المنطقة حاليا.
وأكد المصدر أنه لا توجد نقاط تباين كبيرة بين الجانبين باستثناء علاقة طهران بحركتي حماس والجهاد اذ ترى مصر أن طهران تلعب دورا سلبيا فيما يتعلق بالدور المصري في الملف الفلسطيني والذي تعتبره مصر جزءا من الأمن القومي المصري، كذلك تدخلات إيران في الشئون الداخلية للدول العربية والتي ترتبط بشكل كبير بالأمن القومي المصري.
وفي السياق ذاته قال مساعد وزير الخارجية الاسبق عبدالله الأشعل في تصريحات خاصة لمراسل -الزمان – أنه لا توجد مصلحة في استمرار قطع العلاقات بين مصر وإيران بل على العكس هناك مصالح استراتيجية لمصر من وراء إعادة هذه العلاقات حيث ستسهم اعادة العلاقات في إحداث طفرة سياحية قد تتجاوز 10 ملايين سائح خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر حاليا، ورغم ذلك فإن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على مصر تحول دون عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واتفق معه في الرأي د. حسن نافعه استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مؤكدا أن هناك قوى إقليمية ودولية ستحاول عرقلة أي تقارب مصري ايراني نظرا لأن هذا التقارب سيؤدي إلى تغييرات استراتيجية في المنطقة خاصة بالنسبة لإسرائيل فيما أوضح السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق أن القاهرة ليست في عجلة من استئناف العلاقات مع إيران حتى تتأكد من تغيير في السياسات الإيرانية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بتدخل إيران في دول المنطقة خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني وعلاقة إيران مع الفصائل الفلسطينية خاصة حركتي الجهاد وحماس .
وكشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن الأجهزة الأمنية المصرية رفضت طلبا من الرئيس السابق محمد مرسي لتنظيم السياحة الإيرانية إلى مصر حتى لا تستخدم إيران تلك الورقة في نشر التشيع داخل مصر خاصة بالنسبة للجماعات الصوفية. وفي المقابل أكد د. مصدق بور الخبير السياسي الإيراني في اتصال هاتفي معه أن الشعب الإيراني متشوق لإعادة العلاقات مع مصر والتي يكن لها حبا خاصا، وعن التخوفات المصرية من الدور الإيراني في المنطقة، قال أن إيران تغيرت عما كانت عليه في بداية الثورة الإيرانية فلم تعد تسعى لتصدير الثورة الإيرانية إلى دول المنطقة.