واشنطن:إيلون ماسك يروج وجامعات أمريكية تحقق في معاداة السامية

واشنطن‭–(‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬الزمان‭ ‬

‭ ‬دان‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الجمعة‭ ‬‮«‬الترويج‭ ‬البغيض‮»‬‭ ‬لمعاداة‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إيلون‭ ‬ماسك،‭ ‬مالك‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ (‬تويتر‭ ‬سابقا‭.‬

وتعقيبا‭ ‬على‭ ‬منشور‭ ‬لماسك‭ ‬تبنى‭ ‬فيه‭ ‬نظرية‭ ‬مؤامرة‭ ‬معادية‭ ‬للسامية،‭ ‬اعتبر‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬أندرو‭ ‬بايتس‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‮»‬‭ ‬تكرار‭ ‬‮«‬كذبة‭ ‬بشعة‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭.‬

وأضاف‭ ‬‮«‬ندين‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬هذا‭ ‬الترويج‭ ‬البغيض‭ ‬لمعاداة‭ ‬السامية‭ ‬والكراهية‭ ‬العرقية،‭ ‬والذي‭ ‬يناقض‭ ‬قيمنا‭ ‬الأساسية‭ ‬كأميركيين‮»‬،‭ ‬متابعا‭ ‬‮«‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬مسؤولية‭ ‬جمع‭ ‬الناس‭ ‬ضد‭ ‬الكراهية،‭ ‬وواجب‭ ‬عدم‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يهاجم‭ ‬كرامة‭ ‬مواطنيه‭ ‬الأميركيين‭ ‬ويقوّض‭ ‬سلامة‭ ‬مجتمعاتنا‮»‬‭.‬

فيما‭ ‬فتحت‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬الأميركية‭ ‬تحقيقات‭ ‬بشأن‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬ومعاداة‭ ‬الإسلام‭ ‬داخل‭ ‬جامعات‭ ‬مرموقة‭ ‬شهدت‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬متباينة‭ ‬وتوترات‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحركة‭ ‬حماس‭.‬‮ ‬‭ ‬وأعلنت‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الخميس‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬هي‭ ‬كولومبيا‭ ‬وكورنيل‭ ‬وبنسلفانيا‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أفضل‭ ‬مؤسسات‭ ‬جامعية‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬الأميركي‭.‬

ويشمل‭ ‬التحقيق‭ ‬سبع‭ ‬مؤسسات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬جامعة‭ ‬في‭ ‬كانساس،‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تحرك‭ ‬مماثل‭ ‬للوزارة‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬الجارية‭. ‬وتتعلق‭ ‬خمسة‭ ‬تحقيقات‭ ‬باتهامات‭ ‬بـ»مضايقات‭ ‬معادية‭ ‬للسامية‮»‬‭ ‬واثنان‭ ‬بـ»مضايقات‭ ‬معادية‭ ‬للإسلام‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬الوزارة‭. ‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬ميغيل‭ ‬كاردونا‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬للكراهية‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬مدارسنا،‭ ‬نقطة‭ ‬على‭ ‬السطر‮»‬‭.‬

وذكّر‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬بيئات‭ ‬تعليمية‭ ‬آمنة‭ ‬وجامعة،‭ ‬حيث‭ ‬يتمتع‭ ‬الجميع‭ ‬بحرية‭ ‬التعلم‮»‬،‭ ‬وحيث‭ ‬يكون‭ ‬الطلاب‭ ‬‮«‬محميين‭ ‬من‭ ‬الكراهية‭ ‬والتمييز‮»‬‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭/‬تشرين‭ ‬الأول،‭ ‬حذّر‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬من‭ ‬‮«‬الزيادة‭ ‬المثيرة‭ ‬للقلق‭ ‬في‭ ‬الحوادث‭ ‬المعادية‭ ‬للسامية‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭. ‬وتشهد‭ ‬الجامعات‭ ‬الأميركية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التباينات‭ ‬المحيطة‭ ‬بالحرب،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬حيث‭ ‬أثار‭ ‬بيان‭ ‬مؤيد‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وقعته‭ ‬اتحادات‭ ‬طلابية‭ ‬سخط‭ ‬مسؤولين‭ ‬سياسيين‭ ‬اتهم‭ ‬بعضهم‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬بمعاداة‭ ‬السامية‭. ‬وفي‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬والتي‭ ‬تخضع‭ ‬حاليا‭ ‬للتحقيق،‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬نشاط‭ ‬منظمتين‭ ‬طلابيتين‭ ‬دعتا‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬واتهمتهما‭ ‬إدارة‭ ‬الجامعة‭ ‬بإلقاء‭ ‬‮«‬خطابات‭ ‬تهديد‭ ‬وترهيب‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬جامعة‭ ‬كورنيل،‭ ‬ومقرها‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬ولاية‭ ‬نيويورك،‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تهدئة‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وجه‭ ‬القضاء‭ ‬الفدرالي‭ ‬لائحة‭ ‬اتهام‭ ‬إلى‭ ‬طالب‭ ‬تلفّظ‭ ‬بإهانات‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬وتهديدات‭ ‬بالقتل‭ ‬ضد‭ ‬زملاء‭ ‬يهود‭.‬

وفي‭ ‬جامعة‭ ‬بنسلفانيا،‭ ‬تم‭ ‬عرض‭ ‬رسائل‭ ‬معادية‭ ‬للسامية‭ ‬على‭ ‬مبان‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬فيلادلفيا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬وفق‭ ‬المؤسسة‭. ‬وقال‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭ ‬الوزارة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬الجامعة‭ ‬تعتزم‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬بالكامل‭ ‬مع‭ ‬الوزارة‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬المتحدث‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬مقتضب‭ ‬‮«‬ستواصل‭ ‬الجامعة‭ ‬السهر‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬وجميع‭ ‬أشكال‭ ‬الكراهية‮»‬‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬تحقيقات‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم،‭ ‬المستندة‭ ‬إلى‭ ‬تشريعات‭ ‬مكافحة‭ ‬التمييز‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬خلال‭ ‬حركة‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬الستينيات،‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬الدعم‭ ‬الفدرالي‭ ‬الذي‭ ‬تتلقاه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬جنائي‭.‬

وأتى‭ ‬تعليق‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تعقيبا‭ ‬على‭ ‬قيام‭ ‬ماسك‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬منشور‭ ‬معادٍ‭ ‬للسامية‭ ‬عبر‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬إكس‮»‬‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬قلت‭ ‬الحقيقة‭ ‬الفعلية‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ووسائل‭ ‬إعلام‭ ‬أميركية‭ ‬اعتبروا‭ ‬أن‭ ‬المنشور‭ ‬الأساسي‭ ‬يؤشر‭ ‬إلى‭ ‬نظرية‭ ‬مؤامرة‭ ‬قديمة‭ ‬بوجود‭ ‬خطة‭ ‬سرية‭ ‬لليهود‭ ‬لإحضار‭ ‬مهاجرين‭ ‬غير‭ ‬نظاميين‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإضعاف‭ ‬هيمنة‭ ‬الغالبية‭ ‬البيضاء‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬متداولي‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬منفّذ‭ ‬عملية‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬في‭ ‬كنيس‭ ‬في‭ ‬بيتسبرغ‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬18‭ ‬شخصا‭.‬

واعتبر ‭ ‬بايتس‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬ترداد‭ ‬هذه‭ ‬الكذبة‭ ‬البشعة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬خلف‭ ‬أكثر‭ ‬الحوادث‭ ‬المعادية‭ ‬للسامية‭ ‬دموية‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الأميركي،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬عن‭ ‬اليوم‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬للشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬منذ‭ ‬المحرقة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭.‬

مشاركة