مصر وتركيا تنهيان القطيعة بإعادة العلاقات على مستوى السفراء

القاهرة‭- ‬الزمان‭ ‬

أعلنت‭ ‬مصر‭ ‬وتركيا‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بينهما‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬السفراء‭ ‬بعد‭ ‬زهاء‭ ‬عشرة‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬تدهورها،‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬لسلسلة‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬القوتين‭ ‬الإقليميتين‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭.‬

وأكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬بيانين‭ ‬منفصلين،‭ ‬‮«‬رفع‭ ‬علاقاتهما‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لمستوى‭ ‬السفراء‮»‬‭.‬

وأشارتا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يهدف‭ ‬‮«‬الى‭ ‬تأسيس‭ ‬علاقات‭ ‬طبيعية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬‮«‬عزمهما‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتهما‭ ‬الثنائية‭ ‬لمصلحة‭ ‬الشعبين‭ ‬المصري‭ ‬والتركي‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬الطرفان‭ ‬أن‭ ‬رفع‭ ‬التمثيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬يأتي‭ ‬تنفيذا‭ ‬لقرار‭ ‬متخذ‭ ‬من‭ ‬الرئيسين‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬والتركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬إردوغان‭.‬

توتّرت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬وأنقرة‭ ‬بعد‭ ‬إطاحة‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬بالرئيس‭ ‬محمد‭ ‬مرسي‭ ‬الذي‭ ‬انتمى‭ ‬الى‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وكان‭ ‬حليفا‭ ‬للرئيس‭ ‬التركي‭ ‬وحزبه‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭.‬

وتعهّد‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬عدم‭ ‬التواصل‭ ‬‮«‬أبدا‮»‬‭ ‬مع‭ ‬السيسي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قائدا‭ ‬للجيش‭ ‬لدى‭ ‬الإطاحة‭ ‬بمرسي،‭ ‬وتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬البلاد‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬2014‭.‬

الا‭ ‬أن‭ ‬الرئيسين‭ ‬استعادا‭ ‬التواصل‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬اذ‭ ‬تصافحا‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬التي‭ ‬استأنفت‭ ‬مصر‭ ‬أيضا‭ ‬علاقتها‭ ‬معها‭ ‬بعد‭ ‬اتهامها‭ ‬بدعم‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭.‬

وفي‭ ‬شباط‭/‬فبراير‭ ‬2023،‭ ‬تواصل‭ ‬إردوغان‭ ‬والسيسي‭ ‬هاتفيا‭ ‬بعيد‭ ‬زلزال‭ ‬مدمّر‭ ‬ضرب‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وأودى‭ ‬بعشرات‭ ‬الآلاف‭.‬

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬التوتر‭ ‬السياسي،‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وتركيا،‭ ‬بل‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬4،4‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬إلى‭ ‬11،1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬بحسب‭ ‬مركز‭ ‬كارنيغي‭ ‬للأبحاث‭. ‬وفي‭ ‬2022،‭ ‬كانت‭ ‬أنقرة‭ ‬أول‭ ‬مستورد‭ ‬للمنتجات‭ ‬المصرية‭ ‬بقيمة‭ ‬أربعة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭.‬‮ ‬

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬التقارب،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تباينات‭ ‬عدة‭ ‬قائمة‭ ‬بينهما،‭ ‬اذ‭ ‬تستضيف‭ ‬اسطنبول‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬تنتقد‭ ‬مصر‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬المقرّبة‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬التي‭ ‬تعتبرها‭ ‬القاهرة‭ ‬‮«‬إرهابية‮»‬‭.‬‮ ‬

كذلك،‭ ‬تفرّق‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬القاهرة‭ ‬وأنقرة‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬التفاهمات‭ ‬بين‭ ‬تركيا‭ ‬ومصر‭ ‬كانت‭ ‬مجدية‭ ‬بشأن‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬الشهور‭ ‬الأخيرة‭ .‬

مشاركة