قوة السلطة – عبد المنعم الاعسم
تزعم السلطة الغاشمة دائما انها منتصرة في جميع المعارك ومختلف الانهيارات، وهي «قوية» طالما انها باقية، تدير الاقدار وتتمتع بـ»شرعية» مُعبّر عنها باعتراف الدول وعضويتها في مرجعيات المجتع الدولي، لكن الفيزياء تقول شيئا آخر، فان «قوة السلسلة تقاس بقوة أضعف حلقاتها» الامر الذي تتهرب السلطة الغاشمة عنه حين تتغافل عن تلك الحلقات الضعيفة القاتلة في منظومة الحكم، الادارية والسياسية والعلاقات، وهي تُفاجأ في معابر الاحداث العاصفة انها اضعف مما كانت تزعمه من بأس. في الحافظة امثلة لا حصر لها.ان تجربة الانتخابات العراقية ما بعد 2003، من الاستفتاء على الدستور حتى انتخابات مجالس 2923 (مثلا) اكدت الحقيقة الفاجعة، بان الانتصار بالنسبة لأي جماعة هو هزيمة في المطاف الاخير، وان الفوز على المتنافسين «ورطة» ذلك لأن سلطة القرار يجري طبخها في مكان آخر خارج قاعات الحوار التي تنقل صورها الشاشات الملونة، فيما تتكفل المدونات والمعلومات والمعطيات والشائعات مهمة تفكيك صورة الدولة الدستورية الزائفة، إدارةً وقضاء ومقامات طاووسية تتخذ هيئة المسؤولية.والحال، وبوجيز الكلام، ان مَن يتباهى انه قويّ «لا يُقهر» ولا ينظر الى حلقات ضعفة الحقيقية ويعالجها، سينظر بوضوح يوما الى القعر الذي قاد البلاد اليه ..
*طبعا لا أتحدث عن كرة القدم.