قصتان قصيرتان

قصتان قصيرتان

كمال لطيف سالم

شحوب

كان يسير وكأنه لا يسير. فكرة قفزت في خاطره ثم انطفأت شيء من رائحة قديمة ذكرته بذلك القوام والملامح التي هي أشبه بملامح أمه.. كاد يتذكرها ولكنه لم يعد يتذكرها.بوابة كانت موصدة ولكنها أرسلت أزيزاً يشبه الأنين. كانت تنام بقربه ولكنها بعيدة.. حاول أن يعبر المديات الممتدة أمامه كان ينام بقربه الفراغ!

تعثر بحجر كان ينبت وسط الطريق العشبي. شعر برأسه يسقط جانباً وأوراق سرية تناثرت هنا وهناك وتبعثرت الحروف بين علب من الكارتون النصف محترق

صوت أشبه بدغدغة لامس صدره.. عرف انها هي.. ولكن لماذا تطلبه بعد سنين. ماذا.. هل تستطيع المجيء

–           إلى أين

–           إلى حيث ترى رجلي الجديد الذي حل محلك

–           ولماذا ترغبين أن أراه؟

–           اذن لا بأس

سار في الطريق نفسه الذي سارت به.. ولم يكن هناك طريق ولم تكن هي التي عرفها.. تغير كل شيء.. ونام الحنين.. عاد يبحث عن رأسه.. عاد يبحث عن الحروف لم يكن هناك غير ورق ابيض شاحب..

كتلة

كتلة لحمية هائلة سدت الباب العملاقة التي انتصبت امامه بناية مهيبة

انتظر لدقائق أن تزاح هذه الكتلة الصخرية، كان الوقت قد توقف. غيوم سوداء سفعت المكان وريح تحمل ذرات رصاصية راحت تضرب الحجرة والحيطان. أصوات تشبه الرعد ودوامات من تراب أسود، ظل هكذا لا يتغير حتى وجد النظارات تسقط عن وجهه.  كانت كتلة الشحــــــم قد غادرت والباب أصبحت على سعتها، لم يكن هناك ما يعكر صفو خطواته التي ســـــارت بأتجاه باب دخلها بسهولة لم يكن هناك سوى هواء منعش ورائحة طيبة وابتسامة شاهدها لأول مرة؟

أهي التي تبتسم؟

اقترب اكثر صار على مقربة من قماش وردي. مد كفه. ذهبت إلى الفراغ

اصاخ السمع من جديد.. لم يكن هناك صوت وحدق ملياً بالفراغ لم تكن هناك ابتسامة!

مشاركة