عين على التعليم
تحديث المناهج
تقوم العملية التعليمية على ثلاثة أركان هي الأستاذ والمنهج والطالب ولكي تكون فاعلة يجب ان تؤدي كل من تلك الأركان الثلاث دورها على نحو فيه الكثير من الانسجام والتكامل ، وان الغاية الأساسية من التعليم المدرسي هي إحداث تغيير ايجابي في المنظومة المعرفية للطالب من خلال إدخال معلومات جديدة الى تلك المنظومة بما يكسبه القدرة على الاستفادة من تلك المعلومات في حياته العملية وبالشكل الذي يخدم المجتمع . ولكي يكون الاستاذ ناجحا في مهمته عليه ان يكون مستوعبا وبشكل تام للمادة العلمية التي يقوم بتدريسها ، كما يفترض به القدرة على توظيف ما لديه من معرفة تتعلق بكيفية التعامل مع الطلبة في ميداني علم النفس وطرائق التدريس فيراعي الفروق الفردية بين طالب واخر فهناك طلبة يتمتعون بمستوى ذكاء مرتفع وآخرون اقل ذكاء وهناك البعض منهم من ذوي السلوك الانبساطي وآخرين يمتازون لانهم انطوائيين ، ومن الطلبة من يميل الى المشاكسة واثارة المشاكل في حين ان هناك طلبة لهم طبع وديع وميل الى إطاعة توجيهات المدرسين وادراة المدرسة ، ويتوجب على الأستاذ ان يفرض النظام والانضباط داخل الصف الدراسي ومن غير اللجوء الى العقوبات البدنية واللفظية حيث ان هذه الإجراءات العنيفة لا تتناسب مع الأساليب التربوية الحديثة فضلا عن انها تشكل اسائة الى كرامة الطالب وتعمل على هز ثقته بنفسه وتخلق جوا من التوتر الامر الذي ينعكس سلبا على مستوى التحصيل العلمي للطلبة . ويفترض في الاستاذ تشجيع روح المبادرة وحب الاستطلاع لدى الطلبة وان يدفعهم الى طرح الأسئلة واعتياد التفكير التحليلي بعيدا عن أساليب التحفيظ والتلقين ، اما المناهج الدراسية فيتوجب ان تكون مواكبة للتطورات العلمية وان تخضع للتحديث المستمر ولا بد لها ان تتلاءم مع المراحل العمرية للطلبة ومع ميولهم واتجاهاتهم ومع مستوى تحصيلهم العليمي السابق . ويتوجب على الطالب ان يكون ملما بالمادة العلمية التي درسها في المراحل السابقة وان يكون قادر على توظيفها والاستفادة منها في المراحل الراهنة واللاحقة ، وان يؤدي فروضه المدرسية ويشارك في الانشطة الصفية ولا صفية بشكل فاعل وان يتجنب اللجوء الى الحفظ من دون الفهم الحقيقي لما يقرءا وان يلتزم بالأنظمة المرعية في المدرسة فيتجنب اثارة المشاكل مع مدرسية او مع ادارة المدرسة .
هذا ويعاني النظام التعليمي في العراق الكثير من المشاكل التي تتطلب حلولا جذرية . وتعد مشكلة تسرب الطلبة من المدارس وعدم إتمامهم لتحصيلهم الدراسي واحدة من اخطر المشاكل التي يتوجب العمل على ايجاد الحلول الناجعة لها . ويعاني الكثير من الطلبة من انخفاض في مستوياتهم العلمية . وهناك عدد كبير من المدارس التي تكتظ بالطلبة ، فظلا عن ذلك فان الكثير من الأساتذة بحاجة الى تطوير قدراتهم العليمة . ويجري في اغلب الاحيان تجاهل الفروق الفردية بين الطلبة من قبل الاساتذة اما بسبب الاهمال او لعدم استيعابهم لأهمية مراعاة تلك الفروق في التعامل مع الطلبة . ويلاحظ لجوء إدارات المدارس الى تكليف اساتذة مختصين بتدريس مواد معينة تدريس مواد علمية اخرى هي ليست من اختصاصهم .
ويلجئ الكثير من المعلمين والمدرسين الى العقوبات البدنية الامر الذي يسبب الكثير من المشاكل التي قد تصل الى حد يدفع بعض الطلبة الى ترك مقاعد الدراسة.
كما ان المناهج الدراسية بحاجة الى تحديث وتطوير يواكب المستجدات على الصعيد العلمي .
ان ايجــــــاد الحلول للمشاكل التي تواجه العملية التربوية في القطر يتطلب تضافر جهود القائمين على التعليم مع إدارات المدارس واولياء امور الطلبة من اجل الارتقاء بالمستوى العلمي والتربوي في مدارسنا الامر الذي يــشكل في حال تحققه خطوة مهمة نحو الهدف الأسمى لتعليم والذي يتمثل بقيام نهضة علمية شاملة .
ايمن المرزوك – بغداد
AZPPPL