أنباء عن وساطة جزائرية وأخرى سعودية لجمع أنقرة مع دمشق والقاهرة
اسطنبول – توركان اسماعيل
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الأربعاء إن تركيا تهدف إلى تطوير علاقات جيدة مع سوريا والعراق مضيفا أن البلدين بحاجة إلى الاستقرار حتى تنجح جهود مكافحة الإرهاب. ومنذ تولى منصبه في مايو أيار قال يلدريم مرارا إن تركيا بحاجة «لزيادة أصدقائها وتقليص أعدائها» في اعتراف ضمني فيما يبدو بأن السياسات السابقة كانت سببا في تهميش أنقرة. وقال يلدريم في تصريحات بثها التلفزيون على الهواء مباشرة «قمنا بتطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل وأنا واثق أننا سنطبع العلاقات مع سوريا أيضا. ولكي تنجح المعركة ضد الإرهاب ينبغي أن يعود الاستقرار لسوريا والعراق وهما بحاجة لإدارة سياسية قوية تمثل شعبي البلدين.» وتابع قوله «هذا هو هدفنا الأهم والذي لا يمكننا الرجوع عنه: تطوير علاقات جيدة مع سوريا والعراق وكل جيراننا حول البحر المتوسط والبحر الأسود.» وأعلنت تركيا الشهر الماضي إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بعد قطيعة استمرت ستة أعوام وعبرت عن أسفها لروسيا بشأن إسقاط طائرة حربية في مسعى لإصلاح تحالفات شابها التوتر. وأصر مسؤولون على أن هذه الخطوات لا تمثل تغيرا على نطاق أوسع في السياسة الخارجية لأنقرة. وقال يلدريم إن تغيير الحكومة في سوريا «حتمي» بل و»تأخر» بعد أن أُزهقت أرواح كثيرة وشُرد نحو تسعة ملايين شخص بعيدا عن ديارهم. و قامت تركيا الشهر الماضي بخطوات لانهاء خلافاتها مع كل من اسرائيل وروسيا في اطار مساعيها للتقارب الاقليمي.ان القيام بجهود مماثلة تجاه مصر وسوريا سيكون اكثر صعوبة على انقرة. وكانت انقرة خفضت مستوى علاقاتها مع مصر منذ اطاح الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013. الا ان تعيين بن علي يلديريم - الحليف المقرب من الرئيس رجب طيب اردوغان - رئيسا للوزراء في ايار/مايو اعتبر مؤشرا الى تبني نهج اكثر تصالحية في سياسة تركيا الخارجية بعد المواقف المتشددة لسلفه احمد داود اوغلو. وفي احدث مبادراتها الدبلوماسية، عادت تركيا الى مبدأ «لا مشاكل مع الجيران» في سياستها الخارجية والتي تبناها اردوغان اثناء توليه رئاسة الوزراء. الا ان هذا النهج تدهور ليتحول الى مبدأ «العديد من المشاكل مع الجميع» بحسب وصف المحللين، وذلك بعد تبدد امال تركيا بوجود انظمة مقربة منها بعد ما سمي ب»الربيع العربي». وصرح مسؤول تركي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس «نهجنا الدائم هو الحفاظ على علاقات جيدة مع الجميع الا اذا كان النزاع امرا لا مفر منه».
وفي تصريح لافت الاربعاء، قال يلديريم «لقد طبعنا علاقاتنا مع اسرائيل وروسيا. وانا واثق بانها ستعود الى طبيعتها مع سوريا».
الا انه لا يوجد اي مؤشر الى ان ذلك يؤذن بتغيير في سياسة تركيا تجاه الاسد، وبتغيير جذري في سياسة تركيا التي دعمت مقاتلي المعارضة في سوريا ولا تزال.
ونشرت تقارير في الاسابيع الاخيرة عن احتمال ان تلين انقرة موقفها، رغم نفيها تكهنات الصحف بان الجزائر تتوسط في اجراء اتصالات بين انقرة ودمشق.
وقال ارون شتاين من مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط التابع لمجلس الاطلسي ان «تليين تركيا لموقفها تجاه الاسد» بدأ الصيف الماضي عندما اعلن اردوغان ان بامكان الاسد البقاء في الرئاسة لمدة ستة اشهر اثناء عملية الانتقال السياسي.
واوضح ان «هذه السياسة تختلف عن اصرار تركيا السابق على تنحي الاسد في بداية اطار زمني يمتد ستة اشهر».
ويقول مراقبون ان جهودا دبلوماسية سرية، مثل تلك التي تمت مع اسرائيل، ربما تبدأ لرأب الصدع بين انقرة والقاهرة، رغم ان اردوغان استبعد حتى الان اي مصالحة مع النظام المصري.
وتحرص السعودية على توثيق العلاقات بين القاهرة وانقرة، بعد ان اصبحت وبسرعة اقرب حلفاء تركيا عقب تولي الملك سلمان عرش بلاده في كانون الثاني/يناير 2015.
ودعمت السعودية بقوة الاطاحة بمرسي ما ادى الى تضرر العلاقات بين الرياض وانقرة.
وصرح مسؤول بارز في الحزب التركي الحاكم هذا الشهر ان انقرة سترسل قريبا وفدا الى مصر للمساعدة في تخفيف التوتر. واضاف سابان ديسلي «باذن الله سيحدث تحسن في العلاقات مع مصر كذلك».