دبابيس- خليل شكري هياس

 

دبابيس

خليل شكري هياس

مازلتَ تعزفُ لحنَك الأزلي

ومازلتُ أغصُّ بشركِ أيقاعِكَ

أيُّهَا الغرابُ المبجلُ.

*********

كلّما أصغيتُ لهديرِ نزفِكِ

يشهقُ بي أنينُكِ

أيَّتًها اليمامةُ البيضاءُ

*********

الغبارُ الآتي من جهةِ الرَبِّ

يفتكُ بحلمةِ الزيزفونِ

بينما الماءُ لاهٍ برضابِ الحلمِ

**********

سماؤنَا الخضراءُ

لمّا تزل تعدُنَا بالبشارةِ

لا تدري

أنَّ أنثى الإنتظارِ

رحلتْ تفتشُ

عن كونٍ آخرَ.

*********

قهوتي تسرُّ  إلى فنجانِها

لن أوقظَ اليومَ

حسَّهُ الصوفي

ولا  زهرةَ البريةَ

في أرضِهِ.

*********

يا أنتِ

نحلةُ خذلانِكِ

حطتْ على زهرةِ إحباطي

فنامَ قمرُ السعادة نومتَهُ الهانئةِ.

*********

يا سِرَّ  المرآة

ضَحكَ الخِمَارُ

مذ تسللَ إلى بئرِكَ.

*******

قرأتُ آياتِكِ

فتبتُ من الطهرِ.

*******

الخطيئةُ التي تبوحُ لكِ

كلَّ مرةٍ عن سفكِهَا

لدمِ الغوايةِ في حقلِي

ذاتُهَا من أهدرتْ دمَ الحبِ بيننا.

*********

سماؤنا السمراءُ

لمّا تزل توعدُنا باللوزِ

ونحنُ بلوعةِ الجمرِ

نعانقُ أنثى الإنتظارِ

*******

الكنيــــ -سجدُ

صديقتُنا

تنظرُ في مرآةِ غربتِها

فترانَا كراتٍ من ثلجٍ

تذرُوهَا الريحُ  صوبَ الصحراءِ

*****

الكنيـــ – سجدُ

أمُنا

خفيفًا خفيفًا

تلفظُ نشيجَ إنشادِها

وهادئاً تودعُ

تينَها والزيتونَ

*****

الكنيــ – سجدُ

 قصيدتُنا

مثلُنَا تشردتْ

و مثلُنَا أصيبتْ

بحمى الحنينِ.

******

الحكايةُ شارفتْ

على البوحِ

لا فرصةَ أخرى

للتخاتلَ في سرِ المكيدةِ

ولا خلفَ حائطِ مبكاكِ

******

ها هي الوردةُ الحمراءُ

تنسلُّ هُوينًا هُوينًا

من خدرِ حروفِكِ

إلى سطرِهَا

******

الحربُ جارتُنا العتيقةُ الجديدةُ

تشقُ هذه المرة عنوةً

قميصَنَا من قُبُلٍ

وتنذر ُبكلِّ غنجِ العاهراتِ

نشرَ فضائِحِنَا على حبلِ الغروبِ.

*******

قميصي الأحمر ُ

المعطرُ برضابِ اللوعةِ

ينفضُ عنه أراملَ الخيبةِ

وينتظرُ سوسنةً أخرى

تكسرُ جوعَ يتامى الروحِ.

*****

سبعُ ياقوتاتٍ

تطرزُ جيدَهَا

في يومِها المـوؤدِ

بينما الوحشةُ تحفرُ

عميقًا في إخدودِ القلبِ

*****

   يا جنةً من خمرِنَا المفقودِ

مذ يوم النحرِ الأبكمِ.

يا حزنَ يونسَ

يا صبرَ نخيلِ الجنوبِ

يا سحرَ تينِ كردستانَ

عيدُنَا مرّ الآنَ

يتيماً بلا عزاء.

مشاركة