كلمة ونص
بعد سنة إستلمتها ذاكرة القصيدة الشعبية
بعد اكثر من سنة كاملة على صدور كتاب (ذاكرة القصيدة الشعبية / الجزء الاول) دراسة وتحقيق علي حمودي الخفاجي الصادر عن (دار المرتضى) بشارع المتنبي لعام 2013 الماضي حصلت على نسخة منه، استلمتها من المؤلف مباشرة قبل ايام.
والكتاب محاولة جادة من قبل الشاعر المخضرم علي حمودي الخفاجي من قضاء الخالص، الذي اعرفه منذ اكثر من 40 سنة مضت، حيث كان يراسلني عبر الصحف المحلية التي كنت ومازلت اعمل فيها مشرفا على صفحات (الادب الشعبي) اذ سبق لي ان نشرت له عشرات القصائد الرصينة التي تدل على شاعريته، وانحيازه الى التجديد والحداثة والتمييز، وهكذا فقد اراد الخفاجي الخوض في بحر الكتابة عن الادب الشعبي وشعراء القصيدة الشعبية، الذي اختار عددا منهم، ومن نصوص قصائدهم، التي درسها وتفحصها وسجل ملاحظاته وانطباعاته عنها من وجهة نظر شاعر ومتابع للشعر الشعبي خاصة لحقبة النصف الثاني من القرن العشرين حتى اليوم الحاضر..
وتشرفت انا ان سطرت له كلمة بقلمي المتواضع نشرت في الكتاب المذكور، سلطت فيها الضوء على ملامح من سيرة وعطاء ونتاج الخفاجي المتواصل من دون انقطاع وحييته على مبادرته هذه المتمثلة باصداره الكتاب المذكور، الذي سيصبح بمرور الايام واحداً من المراجع المهمة في مسار حركة الادب الشعبي لاشك في ذلك.
وكتاب الخفاجي الذي يضم 255 صفحة القطع المتوسط، احتوى على العديد من الفصول والابواب الجديرة بالاطلاع والقراءة من بينها على سبيل المثال لا الحصر: من هموم البحث/ تصورات خاطئة، فيما يضم الفصل الاول موضوعات عديدة منها: اسئلة القصيدة الشعبية، ونعم نصفق للقصيدة الشعبية لكن نخاف عليها من… مسؤولية الشاعر امام المتلقي؟ ام مسؤولية المتلقي امام الشاعر..؟ والبرامج المهتمة بالقصيدة الشعبية.. وحاجة الناس للشاعر الشعبي، وكلمات الاغنية بوصفها شكلا من اشكال الشعر الشعبي، وايدلوجية الشاعر، وما هي مبررات صمت النقد عن القصيدة الشعبية الخ..
وفي الفصل الثاني تناول الخفاجي تجربة ونتاجات عدد من شعراء المرحلة المتميزين حسب وجهة نظره الذي كان من بينهم: عماد المطاريحي/ البناء الجمالي، ومؤيد العطار/ صعوبة المعاناة، وعادل الصويري/ حداثة الشعر، عباس المصور/ التصوير، وكتاب قائد السلطاني / تماسك القصيدة، تماسك الموضوع، وشهيد الحلفي/ توظيف الشعر، كامل سواري/ استنطاق الاخر، وعبد الكريم القصاب/ شاعر الشموخ والكرامة، ومحمد الخالدي/ نزيف الحلم.. الخ. فيما تضمن الفصل الثالث من الكتاب: نماذج تطبيقية/ القصائد، والفصل الرابع منه تضمن على نشر محطات شعرية، والذائقة العامة والذائقة الفنية، من يقيم الشعر، جدران القاعات الناطقة، والقصيدة الشعبية، القصيدة الفصحى، وبيع الشعر.. لاشك ان الزميل الشاعر الخفاجي، قد بذل جهدا واضحا في اعداد وتهيئة هذا الجزء من كتابه والذي نأمل ان يردفه بالقسم الثاني لاكمال ما بدأ به من عمل خير سيحتسب له.
عادل العرداوي