بريطانيا تنتظر تيريزا ماي المرأة الحديدية وكاميرون:نعم إنها قادمة

1p1

لندن‭-‬الزمان‮ ‬

‮ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬البريطاني‭ ‬الحاكم‭ ‬إن‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي‭ ‬أصبحت‭ ‬المرشحة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المتبقية‭ ‬في‭ ‬السباق‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬الحزب‭ ‬وستبدأ‭ ‬عملية‭ ‬رسمية‭ ‬الآن‭ ‬لتأكيد‭ ‬توليها‭ ‬المنصب‭. ‬واكد‭ ‬ذلك‭ ‬ديفيد‭ ‬كاميرون‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬الاثنين‭.‬

وأدلى‭ ‬جراهام‭ ‬برادي‭ ‬بالتصريحات‭ ‬بعد‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬أندريا‭ ‬ليدسوم‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنافس‭ ‬ماي‭ ‬انسحابها‭.‬

وبمجرد‭ ‬إعلان‭ ‬توليها‭ ‬زعامة‭ ‬الحزب‭ ‬ستصبح‭ ‬ماي‭ ‬تلقائيا‭ ‬رئيسة‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬خلفا‭ ‬لديفيد‭ ‬كاميرون‭.‬

ولم‭ ‬يوضح‭ ‬برادي‭ ‬الإطار‭ ‬الزمني‭ ‬لتوليها‭ ‬المنصبين‭ ‬لكنه‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬العملية‭ ‬ستنتهي‭ ‬‮«‬قريبا‭ ‬جدا‭.‬‮»‬‭ ‬لو‭ ‬عرفت‭ ‬وزيرة‭ ‬الداخلية‭ ‬البريطانية‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي‭ ‬تماما‭ ‬كيف‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬الاجنحة‭ ‬المؤيدة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬داخل‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين،‭ ‬والاجنحة‭ ‬الرافضة‭ ‬لهذا‭ ‬الخروج،‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬لها‭ ‬بتقديم‭ ‬نفسها‭ ‬مرشحة‭ ‬توافق‭ ‬لقيادة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬وبالتالي‭ ‬ترؤس‭ ‬الحكومة‭. ‬وكانت‭ ‬ماي‭ ‬اصبحت‭ ‬الاثنين‭ ‬المرشحة‭ ‬الوحيدة‭ ‬لخلافة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المستقيل‭ ‬ديفيد‭ ‬كاميرون،‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬منافستها‭ ‬وزيرة‭ ‬الدولة‭ ‬للطاقة‭ ‬اندريا‭ ‬ليدسوم‭ ‬من‭ ‬السباق‭ ‬لرئاسة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭. ‬واكد‭ ‬كاميرون‭ ‬ان‭ ‬ماي‭ ‬ستصبح‭ ‬رئيسة‭ ‬للحكومة‭ ‬بحلول‭ ‬يوم‭ ‬الاربعاء‭. ‬المعروف‭ ‬عن‭ ‬ماي‭ ‬انها‭ ‬من‭ ‬المشككين‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الاوروبي،‭ ‬الا‭ ‬انها‭ ‬فضلت‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬البقاء‭ ‬وفية‭ ‬لرئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬كاميرون،‭ ‬وانضمت‭ ‬الى‭ ‬صفه‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬البقاء‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاوروبي‭. ‬الا‭ ‬انها‭ ‬قامت‭ ‬بالحد‭ ‬الادنى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاطار،‭ ‬وواصلت‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تدفق‭ ‬المهاجرين،‭ ‬ما‭ ‬قربها‭ ‬من‭ ‬معسكر‭ ‬دعاة‭ ‬الخروج‭. ‬وتعتبر‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي،‭ ‬النحيفة‭ ‬الطويلة‭ ‬القامة‭ ‬ذات‭ ‬الشعر‭ ‬الرمادي‭ ‬القصير،‭ ‬اقرب‭ ‬الى‭ ‬التيار‭ ‬اليميني‭ ‬المحافظ‭ ‬داخل‭ ‬الحزب،‭ ‬رغم‭ ‬طرحها‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لجذب‭ ‬المؤيدين‭. ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬تتسلمها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬انتهجت‭ ‬خطا‭ ‬متشددا‭ ‬جدا،‭ ‬اكان‭ ‬في‭ ‬تعاطيها‭ ‬مع‭ ‬المنحرفين‭ ‬او‭ ‬المهاجرين‭ ‬السريين‭ ‬او‭ ‬الدعاة‭ ‬الاسلاميين‭. ‬واذا‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يأخذ‭ ‬عليها‭ ‬افتقارها‭ ‬الى‭ ‬الجاذبية،‭ ‬فانهم‭ ‬يقرون‭ ‬لها‭ ‬بكفاءتها‭ ‬ويتهمونها‭ ‬ببعض‭ ‬التسلط‭. ‬فهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬حازمة‭ ‬جدا‮»‬‭ ‬حسب‭ ‬الدايلي‭ ‬تلغراف،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬البعض‭ ‬الى‭ ‬القول‭ ‬عنها‭ ‬انها‭ ‬‮«‬مارغريت‭ ‬تاتشر‭ ‬الجديدة‮»‬‭. ‬الا‭ ‬انها‭ ‬تبدو‭ ‬اقرب‭ ‬الى‭ ‬انغيلا‭ ‬ميركل‭ ‬المستشارة‭ ‬الالمانية،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬والدي‭ ‬الاثنتين‭ ‬قسان،‭ ‬وهما‭ ‬محافظتان‭ ‬عمليتان‭ ‬منفتحتان‭ ‬للتسويات‭ ‬ولا‭ ‬اولاد‭ ‬لهما‭.‬

وعندما‭ ‬وصفت‭ ‬نفسها،‭ ‬قالت‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي‭ ‬‮«‬انا‭ ‬لا‭ ‬اجول‭ ‬على‭ ‬محطات‭ ‬التلفزة،‭ ‬ولا‭ ‬احب‭ ‬الثرثرة‭ ‬خلال‭ ‬الغداء،‭ ‬ولا‭ ‬احتسي‭ ‬الكحول‭ ‬في‭ ‬حانات‭ ‬البرلمان،‭ ‬ولا‭ ‬اوزع‭ ‬العواطف‭ ‬المجانية‭. ‬انا‭ ‬اقوم‭ ‬بعملي‭ ‬لا‭ ‬اكثر‭ ‬ولا‭ ‬اقل‮»‬‭.‬

‭-‬‭ ‬‮«‬امراة‭ ‬صعبة‮»‬‭-‬‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬النائب‭ ‬المحافظ‭ ‬والوزير‭ ‬السابق‭ ‬كينيث‭ ‬كلارك‭ ‬انها‭ ‬‮«‬صعبة‭ ‬فعلا‮»‬‭ ‬فردت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬مازحة‭ ‬‮«‬واول‭ ‬من‭ ‬سيلاحظ‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬جان‭ ‬كلود‭ ‬يونكر‮»‬‭ ‬في‭ ‬اشارة‭ ‬الى‭ ‬محادثات‭ ‬الخروج‭ ‬المتوقعة‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬الاوروبية‭. ‬ولدت‭ ‬تيريزا‭ ‬برازييه‭ ‬في‭ ‬الاول‭ ‬من‭ ‬تشرين‭ ‬الاول‭/‬اكتوبر‭ ‬1956‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ايستبورن‭ ‬على‭ ‬الشاطى‭ ‬الجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬لانكلترا‭ ‬من‭ ‬اب‭ ‬هو‭ ‬قس‭ ‬انغليكاني‭. ‬وبعد‭ ‬دراستها‭ ‬الجغرافيا‭ ‬في‭ ‬اوكسفورد‭ ‬وعملها‭ ‬في‭ ‬مصرف‭ ‬انكلترا‭ ‬دخلت‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬عام‭ ‬1986‭ ‬وانتخبت‭ ‬مستشارة‭ ‬لقطاع‭ ‬ميرتون‭ ‬في‭ ‬لندن‭. ‬وبعد‭ ‬فشلها‭ ‬مرتين‭ ‬انتخبت‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬عام‭ ‬1997‭ ‬نائبة‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬مايدينهيد‭ ‬المزدهر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بركشاير‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬انكلترا‭. ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬2002‭ ‬و2003‭ ‬اصبحت‭ ‬المراة‭ ‬الاولى‭ ‬التي‭ ‬تتسلم‭ ‬الامانة‭ ‬العامة‭ ‬لحزب‭ ‬المحافظين‭. ‬وذاع‭ ‬صيتها‭ ‬عندما‭ ‬القت‭ ‬خطابا‭ ‬وصفت‭ ‬فيه‭ ‬المحافظين‭ ‬عندما‭ ‬كانوا‭ ‬متشددين‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬يمينيتهم،‭ ‬بانهم‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الاشرار‭ ‬‭-‬ناستي‭ ‬بارتي‮»‬‭ ‬ما‭ ‬اغضب‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬انصار‭ ‬الحزب‭. ‬وبين‭ ‬1999‭ ‬و2010‭ ‬تسلمت‭ ‬مراكز‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الظل‭ ‬للمحافظين‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬قدمت‭ ‬الدعم‭ ‬لديفيد‭ ‬كاميرون‭ ‬في‭ ‬حملته‭ ‬لترؤس‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭. ‬وعندما‭ ‬اصبح‭ ‬كاميرون‭ ‬رئيسا‭ ‬للحكومة‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬كافأها‭ ‬بتسليمها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬فيها‭ ‬عند‭ ‬اعادة‭ ‬انتخابها‭ ‬عام‭ ‬2015‭. ‬تقول‭ ‬احدى‭ ‬المتعاونات‭ ‬معها‭ ‬‮«‬ان‭ ‬لدى‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي‭ ‬قدرة‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬وهي‭ ‬جد‭ ‬متطلبة‮»‬‭ ‬مضيفة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تحب‭ ‬المجازفة‭ ‬وهي‭ ‬موضع‭ ‬ثقة‮»‬‭. ‬الا‭ ‬انها‭ ‬تفتقر‭ ‬الى‭ ‬الدفء‭ ‬الانساني‭ ‬والى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التواصل،‭ ‬لذلك‭ ‬وزعت‭ ‬اخيرا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬صورها‭ ‬الشخصية‭ ‬وهي‭ ‬تتأبط‭ ‬ذراع‭ ‬زوجها‭ ‬المصرفي‭ ‬فيليب‭ ‬جون‭ ‬ماي‭ ‬او‭ ‬خلال‭ ‬زواجها‭ ‬في‭ ‬الكنيسة‭ ‬عام‭ ‬1980‭.‬

تقول‭ ‬تيريزا‭ ‬ماي‭ ‬انها‭ ‬تحب‭ ‬رياضة‭ ‬المشي‭ ‬والطبخ‭. ‬وهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬المزاح‭ ‬في‭ ‬حلقاتها‭ ‬الضيقة‭. ‬واذا‭ ‬كانت‭ ‬تحرص‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تبدو‭ ‬جد‭ ‬كلاسيكية‭ ‬في‭ ‬ثيابها‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تفوت‭ ‬فرصة‭ ‬لارتداء‭ ‬حذاء‭ ‬جذاب‭ ‬ملفت‭ ‬للنظر‭.‬

مشاركة