المرزوك … نجم بابل المضئ ابدا ً

المرزوك … نجم بابل المضئ ابدا ً

فوزي الاتروشي

موت مفكر امر مفجع يتجاوز العائلة الى المحيط الثقافي ومن ثم يشمل الوطن كله فالعقل المنتج المترع بالثمر يعمر الحياة ويبني ويثري تراث الوطن ليصبح بذلك ثروة وطنية تفرض على الجميع الافتخار به , ولاسيما حين يكون المبدع متنوع الاهتمامات لا يكتفي بالقليل ولا يجنح الا الى الكمال في العمل .

ان (صباح المرزوك) شيخ المفهرسين العراقيين , وهو اكاديمي وتدريسي ومؤلف وباحث ومثقف كبير ذو طبع موسوعي . فهو الكاتب والناقد والمشارك في الفعاليات والندوات الثقافية .

لم يكن هذا المثقف الرائع بعيـــــداً  عن الناس او منطوياً  على ذاته او مغروراً  بعلمه , بالعكس فبيته كما قال الكاتب بشار عليوي كان قبلة لكل المثقفين والادباء وكان هو انساني الفكر والسلوك .

كتب عن (نازك الملائكة) و (ابن زيدون) ووضع معجم المؤلفين والكتاب العراقيين ولفت الانظار الى كل اعلام مدينة الحلة , بل انه اصبح العنوان المرجعي المعرفي الاساس للتعرف على مدينة الحلة بتاريخها وتراثها وثرائها الفكري والادبي من خلال كتب مثل (معجم الامثال الحلية) و (معجم التعابير والكنايات والاقوال الحلية) , وكان اخر اصداراته (معجم المؤلفين السريان) حيث توفي يوم (17/1/2014) ليترك بعده ثروة من الفكر والعمل الصالح والاغناء الثقافي اللامحدود وكنا في وزارة الثقافة قريبين من هذا المبدع من خلال طبع احد كتبه ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية /2013 , وكان الزميل العزيز (رعد علاوي) مدير عام دائرة الشؤون الادارية والمالية في الوزارة دائم الحديث عن فكره واهميته على مستوى محافظة بابل وعموم العراق .

ان (صباح المرزوك) قدم للمكتبة العراقية خزيناً من المعلومات لغرض توثيق وارشفة اعلام الثقافة والفكر مثلما قدم نموذجا ً للمثقف الذي ينزف من دون تعب او كلل على اديم الورق منطلقاً  من فكرة ان اكبر رأسمال للانسان هو مايتركه بعد الرحيل من علم وفكر وأثر طيب يقتدي به الاخرون , اذا فهو نجم هوى جسدياً  ليبقى مضيئاً في سماء الحلة والعراق كنجم لا يقبل الافول .

{ وكيل وزارة الثقافة