الداخلية: مذكرات قبض وإعترافات وراء ملاحقة المطلوبين > حقوق الإنسان تطالب بوقف الإعتقالات الطائفية
الغزالية والدورة والأعظمية تهجّر شبابها خشية الإحتجاز
بغداد- خولة العكيلي – اسراء القيسي
شكا اهالي مناطق الدورة وحي العدل والغزالية والجامعة والاعظمية من الاعتقالات العشوائية التي تنفذها القوات الامنية والتي طالت الفئات العمرية كافة.
وقالوا لـ(الزمان) امس ان (قوات سوات تعتقل شبابنا دون معرفة الاسباب مما دفعنا لارسالهم الى اقاربنا في مناطق اخرى خشية اعتقالهم) واضافوا ان (الغزالية افرغت من شبابها لان المداهمات والاعتقالات مستمرة وهذا يؤكد استهداف مناطق دون غيرها في بغداد) عادين ( ذلك بالتصرف غير الانساني ويتعارض مع حقوق الانسان) ملفتين الى ان (هذه الاساليب في الترويع لا تبني المجتمعات لانها تلحق الضرر بالمنظومة الاجتماعية لانها ترسخ الطائفية التي ارادها المحتل). مطالبين الحكومة ومنظمات حقوق الانسان بالحث على الكف عن هذه الاساليب لاننا ابناء بلد واحد).
وتؤكد ام حامد من سكنة الاعظمية ان (المداهمات على ابناء المنطقة اثرت على المستوى المعيشي للاسر حيث ان المعيل الوحيد يتم اعتقاله وتبقى الاسرة من دون مورد مالي).
مشيرة الى ان (العوز يلحق باهالي المنطقة لان اعمال ابنائها او الازواج تعطلت فالبعض يغادر بيته ليهرب الى مكان آمن لا تصله القوات الامنية وبذلك فهو ايضاً يبقى من دون مورد وهذا يدفع باللجوء العمل مع جهات سيئة من اجل الحصول على المال له ولاسرته).
اما ق. ص العسكري المتقاعد البالغ من العمر 65 عاما فقد غادر مسكنه في حي الجامعة متوجها الى اربيل حيث قال لـ(الزمان) امس (لقد اخبرني فاعل خير ان اسمي ورد في قائمة صدرت من وزارة الداخلية بالقاء القبض عليّ كوني بعثي وعسكري برتبة لواء سابق) واضاف (على اثرها غادرت مع زوجتي الى كردستان وكلما اقرر العودة الى داري اسمع عن مداهمات جديدة واعدل عن قراري) مؤكدا ان (عملي السابق ليس له علاقة بالامور الامنية انما كان فنياً ولم اقترف ذنباً ليدرج اسمي ضمن المطلوبين) مشيرا الى ان (مغادرتي الى كردستان ليس خوفاً انما لمرض بالقلب والسكر ولا احتمل السجن وانا في هذا العمر).
وقال المواطن كريم مجيد من منطقة الدورة ان (الاعتقالات التي تقوم بها القوات الامنية لا تستهدف سوى الابرياء من ابنائنا وهي اعتقالات مقصودة وتركزت في مناطق يسكنها مكون معين في محاولة لاثارة الطائفية بين فئات الشعب) واضاف (ارسلت ابني الوحيد الى محافظة اخرى خشية ان يتعرض للاعتقال ولا اعلم متى سينتهي هذا الامر لكي يعود).
خارج العراق
في حين بينت مريم عبد الغني من سكنة شارع ابو طيارة في الدورة ان (العديد من الاسر ارسلت ابنائها الى مناطق او محافظات اخرى او الى خارج العراق وهذه الحملة التي قامت بها القوات الامنية قد افرغت المناطق من شبابها) مبينة ان (ما يجري الان مدروس وهو بسبب الانتخابات المقبلة حتى لا نتمكن من انتخاب مرشحينا في حين تهيمن المكونات الاخرى ويفوز مرشحوها). على حد قولها.
من جانبها قالت عضو لجنة حقوق الانسان النيابية وصال سليم علي لـ(الزمان) امس ان (الاعتقالات التي تقوم بها القوات الامنية في مناطق حزام بغداد تستهدف مكونات معينة من دون صدور اوامر القاء قبض بحق الاشخاص الذين يتم اعتقالهم هو امر قد لاقى العديد من ردود الافعال المستنكرة وهذه ليست المرة الاولى التي تجري فيها مثل هذه الاعتقالات) واضافت ان(بعض الذين يتم اعتقالهم اقتيدوا من دون مذكرة قبض والبعض الاخر من خلال مذكرة اعتقال قديمة اي انه جرى اعتقاله سابقاً وانهى مدة اعتقاله لكن باستخدام المذكرة القديمة ذاتها يتم اعتقاله مرة اخرى) مبية ان (اللجنة قامت برفع تقارير الى منظمات عديدة ولا نعلم لماذا تواصل السلطات القضائية سكوتها على هذه الانتهاكات).
واوضحت سليم ان (هذه الحملات منافية للدستور اذ لا يجوز اعتقال شخص بدون مذكرة كما لا يجوز حجزه اكثر من ثلاثة ايام بلا سبب)، وتابعت ان (العديد من الشكاوى تردنا بهذا الشان من المواطنين اضافة الى الاحصائيات من وزارة العدل لكن للاسف دورنا يقتصر على رفع التقارير للجهات المختصة وليست لدينا سلطة في منع اعتقال احد او اطلاق سراح المعتقلين).
من جانبه اكد الناطق باسم العمليات المشتركة العميد سعد معن لـ(الزمان) امس ان (القوات الامنية تقوم بعمليات بمناطق العراق كافة ولاسيما بداخل بغداد وفق مذكرات قضائية لاننا جهة تنفيذية فضلا عن اطلاق سراح المشتبه بهم بعد 24 ساعة فقط اذا لم تثبت ادانتهم).
عمليات عشوائية
واضاف (لا توجد عمليات عشوائية للاعتقالات وانما وفق مذكرات واعترافات من المعتقلين على الاخرين وهذه العمليات مستمرة وفق عمليات ثأر الشهداء والعمليات النوعية للجيش والشرطة التي تستند على معلومات استخبارية دقيقة).
وقال القيادي في ائتلاف متحدون رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية سليم الجبوري امس ان (ما يجري من عمليات استفزازية وبطرق تفتقر الى المهنية العسكرية في التعامل مع المواطنين ومداهمة بيوت الامنين وترويعهم في مناطق مكون بذاته تعد محاولة لتحويل المجتمع الى طبقات وترسخ البعد الطائفي في قناعات من يقع عليهم الظلم).
وأضاف الجبوري في تصريح امس ان (مايجري من مخالفات قانونية في اعتقال الموطنين من دون مذكرات قضائية وإطلاق الالفاظ الطائفية والنابية اثناء المداهمات العنيفة التي تجريها القوات الامنية تعد حلقة في سلسلة الفشل الامني و التخبط وهي محاولة للتغطية على الارتباك وعدم قدرة تحقيق الامن في البلاد). الى ذلك قال الحزب الإسلامي العراقي إن تواصل عمليات الاغتيالات والتفجيرات ، واعتقال الآلاف منذ أيام من مناطق محددة ، يكشف عن خطة خبيثة لاثارة الفوضى وإلحاق الأذى بأهلنا وأبناء شعبنا بشكل استفزازي ومتعمد . واعرب في بيان امس عن (استغرابه من السلوك الحكومي الذي مازال يمعن بخططه التي تقوم على اعتقال اكبر عدد ممكن من الأبرياء والزج بهم في السجون والمعتقلات).