تكريم اسم نعيم وندوة رد الجميل لعبد الحميد
العراق يتوّج بجوائز مهرجان القاهرة للمسرح
بغداد – ياسين ياس
حصد المسرح العراقي ثلاث جوائز في ختام مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته 32 الاثنين الماضي على مسرح الجمهورية في دار الاوبرا المصرية بحضور مدير عام دائرة السينما والمسرح نقيب الفنانين جبار جودي ونخبة من نجوم العالم والوطن العربي إذ نال الكاتب والمخرج جواد الاسدي جائزة افضل نص مسرحي عن العرض المسرحي ( سيرك ) فيما نالت الممثلة شذى سالم جائزة افضل ممثلة في العمل ذاته ، وجائزة افضل ممثل نالها علاء قحطان مناصفة مع الفنان البحريني المرزوقي .
واعرب جودي عن فخره بهذا الإنجاز الكبير الذي يعكس عمق التجربة المسرحية العراقية وريادتها ، ويليق بتاريخ العراق الثقافي والفني .وكان جودي قد قدّم باقة ورد لفريق العمل (سيرك)عند عُرضه ضمن فعاليات المهرجان ،وحظي العرض بتفاعل كبير وإشادة واسعة من جمهور المهرجان لما حمله من رؤية إبداعية متميزة وحضور لافت على خشبة المسرح.مشيدا بجهود القائمين على العمل، مباركاً لهم هذا النجاح ومؤكداً أن مثل هذه المشاركات تمثل إضافة نوعية للفن العراقي وتليق بمبدعيه متمنياً لهم دوام التوفيق والإنجاز.والعرض من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل دائرة السينما والمسرح.وكان الوفد العراقي قد حضر حفل الافتتاح في الاول من ايلول الجاري فيما شارك جودي بعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية.
كما كرّم المهرجان اسم الفنانة الراحلة إقبال نعيم تقديرًا لمسيرتها وإسهاماتها في إثراء المسرح العراقي والعربي حيث تسلمت درع التكريم شقيقتها الفنانة عواطف نعيم التي ألقت كلمة مؤثرة بهذه المناسبة.وتضمن المهرجان ندوة تكريمية للفنان الراحل سامي عبد الحميد. بعنوان (رد الجميل) ، وعنها قال الفنان ميمون الخالدي الذي حضر الندوة إن (هذه المبادرة تهدف إلى تعريف الأجيال العربية بشخصيات مسرحية بارزة مثل الأستاذ الكبير سامي عبد الحميد، وتسليط الضوء على محاوره الإبداعية كمعلم، ومترجم، وممثل، وأستاذ، ومخرج).
وعن فوز العراق بثلاث جوائز في المهرجان تحدث لـ(الزمان )الاكاديمي والتدريسي في كلية الفنون الجميلة كاظم العمران قائلا(الثلاثه الفائزين هم زملائي وأصدقائي. منهم الفنانة شذى سالم التي فازت بجائزة افضل ممثلة عن مسرحية(سيرك)حيث يجسد حضورها علامة مضيئة في الأداء النسوي القائم على التوازن بين العمق النفسي والصدق التعبيري،كما حصد المخرج والكاتب جواد الاسدي على جائزة أفضل نص المسرحيةوهو إنجاز يتماهى مع تجربته الفكرية والفنية التي طالما اشتبكت مع أسئلة الانسان العربي في مواجهة القمع والاغتراب والخيبات. أما افضل ممثل مناصفة بين علاء قحطان من العراق ومحمد عبدالله من البحرين فهي اشا رة إلى الاداء المسرحي العربي يتكامل في تنوعه، ولاانسى ان علاء قحطان هذا الفتى المبدع شهدت له أمام لجنة القبول في كلية الفنون الجميلة بأنه سيكون طاقة شبابية واعدة تتسم بالابداع في كل خطواتها الفنية.وها نحن نتباهى به أمام العالم في كل محفل فني)واضاف(هذا الفوز ليس حدثا عابرا بل هو امتداد لتاريخ طويل من خلال اسهام العراق في المسرح العربي منذ عقود.حيث قدم جيلا بعد جيل من المخرجين والكتاب.والممثلين الذين اسسوا المسرح العراقي الرصين).
لقاء صحفي
وفي السياق حل نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي ضيفا على جريدة القاهرة الإخبارية في حوار اجراه معه الصحفي محمد عبد المنعم نقرأ ادناه بعض منه:
قال جودي عن توواجده في لجنة تحكيم المهرجان (بداية يسعدني أن أكون ضمن لجنة تحكيم متنوعة في هذه الدورة، فالمشاركة تتيح لي متابعة العروض المسرحية بدقة واستمرارية، وهو أمر نفتقده أحيانًا بسبب مشاغلنا النقابية والإدارية، والعراق له تواجد دائم في المهرجانات سواء عبر العروض أو المؤتمرات الفكرية أو لجان التحكيم).وعن تكريم اسم الراحلة الدكتورة إقبال نعيم بالمهرجان قال (لا شك أن تكريمها لفتة بالغة الإنسانية، إذ كان مقررًا أن يحتفي بها في حياتها، لكن رحيلها المفاجئ لم يمنع إدارة المهرجان من الوفاء بوعدها، تسلمت شقيقتها الدكتورة عواطف نعيم التكريم، وكان مشهدًا مؤثرًا يعكس الوفاء لتاريخها). عن ملامح الدورة الجديدة لمهرجان بغداد السينمائي الذي ينطلق قريبا قال (المهرجان تأسس العام الماضي بدعم حكومي، وهذه الدورة الثانية ستنطلق بعد أيام قليلة، وضيف الشرف سيكون تونس، ولدينا 5 أفلام روائية عراقية طويلة، وورش مميزة، ونستعد لإعلان تكريم 11 فنانة من رائدات السينما العراقية، ونخطط أن تكون الدورة المقبلة دولية بالكامل) فيما قال عن مهرجان بغداد الدولي للمسرح الذي ينطلق في تشرين الاول /أكتوبر المقبل(ما يميز هذا المهرجان استقباله لعروض غير مألوفة، إذ استضفنا مشاركات من 7 دول أجنبية و5 دول عربية، ونحن نحرص على جودة العروض حتى لو تطلب الأمر تكاليف إضافية، فهدفنا التميز).
وعن تأثير الأوضاع الإقليمية المضطربة على الحركة الفنية العراقية اكد (بلا شك تؤثر الحروب والتوترات في المنطقة على حركة العروض والتنقلات، والعام الماضي، تأجل مهرجان بغداد لشهر كامل، ما أدى إلى انسحاب أغلب العروض الأجنبية، ومع ذلك نحاول التأقلم ومواصلة العمل) وعن كيفية دعم الأفلام المستقلة العراقية لتمثل البلد في المحافل الدولية قال (هناك مبادرة من رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني لدعم السينما، واستقطبنا أكثر من 52 مشروعًا في مختلف المراحل (تطوير، إنتاج، ما بعد الإنتاج)، هذه المشروعات ستكون انطلاقة حقيقية مع نهاية العام) وقاجاب على سؤال محوره دور العرض وجاهزيتها قائلا( العراق يتميز بدور العرض، واليوم لدينا 12 دار عرض جديدة بأحدث التقنيات، وسنفتتح 14 دارًا إضافية بنهاية العام، فالجمهور العراقي متعطش للفن ويستقبل الأفلام والمسرحيات والدراما التلفزيونية بحفاوة، وهذا يبعث فينا الأمل) وعن كيفية حفظ الأرشيف السينمائي العراقي اوضح (لدينا مبادرة «الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية»، متخصصة في أرشفة كل ما هو مرئي ومسموع للحفاظ على تاريخنا الفني).