الشاعرة والروائية نضال القاضي لـ (الزمان): أطالب الوزارة بألاّ تكون مثقفاً رسمياً بل عضوياً

الشاعرة والروائية نضال القاضي لـ (الزمان): أطالب الوزارة بألاّ تكون مثقفاً رسمياً بل عضوياً

بغداد – غفران حداد

صوت نسائي متعددة المواهب ملئية بالعنفوان والكبرياء العراقي من يقرأ كتابتها الأدبية يشعر انه يقرأ شعراً فيه فلسفة اكثر من الفلسفة أحيانا، جريدة (الزمان) استضافت الشاعرة و الروائية نضال القاضي في حوار لا يخلو من الصراحة.

{ حدثينا عن البيئة التي ولدت فيها موهبة الشاعرة والروائية نضال القاضي؟

– ولدت في أسرة قول الشعر لديها عادة ورثتها أبا عن جدّ كما ورثت من طلعها حتى جذورها حزن الفرات وقد امتدّت معه وتشعّبت وتشتّت على طول ضفافه. ولطالما سمعت قهقهات أمّي التقيّة الصارمة وهي تقول متباهية أنها وضعتني في آنية ورثتها من عهد ملكيّ وتلقفني أب جميل.. قال لي مرّة:”السياسي حين يحزن يموت” ومات!. وماقلته فيه كان بداية من بداياتي التي شكّلت ماأنا عليه الآن وكان ذلك عام 1982 :

تؤرّقهُ نجمةٌ ..

والليالي تنام على بابهِ والكلاب

فياأيّها الليلُ أسدلْ طويلا إذا مرّ

كي لاتراهُ الكلاب…

{ هل هنالك شخصية ما كانت السبب والأثر في نفسكِ لتحذي حذوها؟

– كلّ من سبقني علّمني وأنصت للطفل وأموت على لثغته فلطالما قادت لثغته حواسي في المسالك ذاتها لنمسك معا بمفردة أتعبتني مطاردتها. كلّ من سبقني علّمني ومن يأتي من بعدي فأنا أتابع باهتمام وباحترام كل التجارب التي يسعفني الحظ بالحصول عليها.لكني لاأحذو حذو أحد فأنا “أمشي مع الجميع وخطوتي لي”!.

{ رأيك في الأدب النسوي اليوم؟

– أفرزت العقود الثلاثة الأخيرة أسماء عراقية نسوية على درجة من الأهمية في الرواية والقصّة أذكر منها الكاتبة الرائدة لطفية الدليمي التي تتمتع باشتغالات متقدّمة على مستوى اللغة .لدينا ايضا ميسلون هادي، هدية حسين عالية طالب وإيناس البدران وغيرهن ولاأبالغ إذا قلت أنهن تفوّقن وتسيّدن مشهد الكتابة النسوية عربيا.أما على مستوى الشعر وهناك مرحلتان الأولى قبل 2003 وتألقت فيها ريم قيس كبة،فائدة آل ياسين,نجاة عبدالله,رسمية محيبس زاير وكلالة نوري,والثانية بعد 2003 وهنا ظهرت بعض الأسماء التي تحاول الشعر!.. تحاول تعلمه كصنعة من خلال تعليمات بعض النقاد ولابأس في المحاولة لكن الشعر ليس تشريح لغة وابتكارا لمسوح يؤوي فكرة ما وحسب انما هو روح وهذا الذي لايستطيع أي ناقد أن يعلمه أويهبه لها.في الوقت نفسه هناك أصوات جميلة سمرقند مثلا وعلياء المالكي,إيمان الفحام،آمنة محمود وعذرا لمن لايحضرني اسمها الآن ولمن تجد في رأيي هذا مايجرحها فلطالما قالت العرب:

الشعر صعب وطويل سلمه

إذا ارتقى فيه الذي لايعلمه

زلّت به الى الحضيض قدمه!!

وارجو ان لايفسد رأيي هذا للود قضية.

*: نحن في مجتمع ذكوري مستبد كيف استطعت الدخول بقوة لهذا المجتمع وابراز مواهبك بهذا الشكل؟

لاأعبأ به هذا الذي أسميته مجتمعا ذكوريّا مستبدّا!!. إني أتقدّم بقوة الأنسان الذي في داخلي لابالأنثى وحدها تلك التي هي وبكل فخر أنا!. فضلا عن حقيقة أنّ النساء والرجال وعلى حدّ سواء يقفون صاغرين إزاء العمل المهم ذلك أنّه يفرض نفسه بقوة ويسترعي الإنتباه.وماتعرضت له من مضايقات من المستبدّ الذكوري هذا بحسب وصفك في الوسط الأدبي او خارجه وتحديدا من خلال الوسط الأدبي لما يفترض ان يتمتع به من حساسية تأكّد لي أنه مجتمع مساكين واستبداده محاولة لتعويض خسارات كثيرة ومؤلمة سواء على صعيد المواقف العامة أم في ارتباكات رجولته أمام المرأة!! حين يقطف منها قبلة قسرا أووهي غافلة مثلا!!!والسلوك هنا يدعوالى الشفقة أكثر مايدعو اليه ظنّا منه انه يبدو بذلك مودرن وعصري!!! ثم ليدوخ بعدها في جرعة من كأس أونصّ أوتهويمات عقدة ما !.في الوقت نفسه هناك نماذج تستوقفني شخصا وقلما وأكنّ لها كلّ احترام وتقدير.

{ روايتكِ (سيرة ظل) اثارت جدلاً كبيرا فماذا اردت ان تقولي للمتلقي من خـــلالها؟

– الظلّ هو التاريخ الذي لا تسلط عليه الأنظمة السياسية الحاكمة عن عمد ومع سبق الأصرار والترصّد مصابيحها !وهو موجود في كل زمان ومكان!.أما أنّ الرواية مكتوبة بلغة شعرية فأعتقد أنّ الأدب هو سرد شعري وليس تقريريا كما لو كان مقالا صحفيا فالصحافة لها لغتها. وللأدب لغته التي إزاءها الكاتب نحّات إزميله هو المخيال الذي يعامل به المفردة.

{ هل انت مع ام ضد التظاهرات والمناشدات التي ينادي بها المثقفون بين مدة واخرى للمطالبة بحقوقهم؟

– أنا مع شعبي حتى تتحقق مطاليبه العادلة في الحياة الكريمة ومعه الى النهاية او البداية في الوسيلة التي يقترحها هو. ثم من قال لك أنّ تظاهر المثقف معيب؟ التظاهرات تخرج المثقف من برجه العاجي وتدمجه بالناس ولكن علينا الاّ نفرط بشأن مهم جدا وهو حلقة التغيير ذاتها التي أدخلت الى حياتنا تقليدا جديدا يكفله الدستور وهو حق التظاهر.

{ بماذا تطالبين وزارة الثقافة وأتحاد الادباء والكتاب في العراق؟

– أطالب وزارة الثقافة بألاّ تكون مثقفا رسميا !! بل مثقفا عضويا !!.وعلى اتحاد الأدباء أن يسعى للحصول على دعم الدولة للكتاب والكاتب فالكتب اليوم غالية ولم يعد بالمستطاع شراؤها كالسابق وحقوق الكتّاب رمزية بالنسبة لجهودهم وقيمة أعمالهم.