الأرض والعرض
ردة فعل المظلوم
في سابقة تاريخية خطيرة لم يحدث مثلها لأي بلد من بلدان العالم لا يصح بيع ارض الوطن أو التنازل عنها ، هل ممكن إن تتنازل أمريكا عن قسم من أرضها في نيويورك أو واشنطن مثلا وهل سمعنا إن فرنسا باعت ارض لها في باريس أو إن ألمانيا أو بريطانيا أو غيرها من الدول ذات السيادة تتنازل عن قسم من أرضها لدولة أخرى ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو الغرابة والعجب الذي يحدث لهذا البلد ومن قراءة لخبر في إحدى الفضائيات والخبر هو إن النائب عالية نصيف تحذر أصحاب المنازل الحدودية مع الكويت والتي من المقرر ضمها إلى الكويت بعدم الموافقة على بيع منازلهم وان لا تحدث مصيبة كمصيبة الفلسطينيين الذين استولى الكيان الصهيوني على أراضيهم .
برلمانية هي التي صرحت وحذرت وجرى دم الغيرة في شرايينها في الوقت الذي لم نر ولم نسمع إن البعض من الذين يدعون بالوطن والمواطنة صباح مساء قد استنكروا ، فالضمير بوصلة تتجه إلى السماء ، فعندما تكون القضية تخص الوطن والأرض لم يحركوا ساكنا ولكنها عندما تخص الامتيازات والمرتبات والمصفحات تهتز الشوارب ، حقا أنها مصيبة عندما نسمع ونرى بأم أعيننا إن من يطالب بالاستحواذ على ارض عراقية ويوافق من يوافق على بيع هذه الأرض بغض النظر عن كل الحجج والأعذار فإذا كانت الأمم المتحدة هي التي أعطت الحق للتجاوز على أرضنا وفي نظام سابق فلماذا يوافق الحكم الحالي على نفس الخطأ وهل الأمم المتحدة مخولة على بيع أراضي دول أخرى . إن الدبلوماسية العراقية الحالية تخجل من رد ظلم وقع في السابق أو خطأ جسيم حيث إن الأمم المتحدة لها أهداف نبيلة غير هذه وهي ما وجدت كمنظمة كي تهب ارض بلاد إلى بلاد أخرى . أنا أقول ما أقدس الدبلوماسية لو كانت مستقيمة وعادلة وجريئة وغير خجولة إزاء المسائل المصيرية فالمعروف إن الدبلوماسية العراقية كانت قوية والمفاوض العراقي كان عنيدا في انتشال الحق ووضعه في نصابه وصلبا في المواقف التي تمس كرامة الوطن فما الذي جرى اليوم ؟ .
إن تبرير الأمور لصالح الآخرين ضد مصلحة الوطن هو هروب من الواقع وعدم الدفاع عن أماني الوطن ومقدساته من الأرض والعرض هي دبلوماسية فاشلة وضعيفة ، أتذكر قصة طريفة بين عراقي وعراقي حيث تجاوز احدهما بمسافة متر واحد على ارض الأخر الزراعية فما كان من المتجاوز عليه (بفتح الواو) إن يهزج الأهزوجة التالية : (يا أم صرة ترابج كافوري) وكانت أم صرة هذه ارض زراعية يتجاور فيها الاثنان أي إن الإنسان يموت من اجل وطنه وعرضه.
أخيرا أقول ما أسمى الرجال لوكان حبهم للأرض والمقدسات مثل حبهم للمال والكراسي والامتيازات وما أسمى من رشحوا للانتخابات الحالية اليوم لوكان حبهم للعراق وأرضه ومقدساته مثل حبهم لكثرة الملصقات والصور الأنيقة التي علقوها فوق بنايات المدارس والدور السكنية ، إن قادتنا وسياسيينا منهمكون اليوم بقضاياهم الذاتية ومصالحهم متناسين الهم الأكبر وهو ما يحيط بالوطن من مخاطر كبيرة تحت ظل الفوضى وهم بذلك مثل ذلك الذي وقف عند جدار مدينته روما وهي تحترق متلذذا بالمنظر غير آبه بما حدث وما سيحدث ، إن الوطنية أيها الإخوة هي شعور وحب يزداد لهبه في القلوب وينمو كلما كثرت هموم الوطن وآلامه وأحزانه فعالية هي عالية حقا عندما سرت الغيرة في عروقها كمواطنة ومسؤولة فمتى تسري الغيرة حقا ومتى تهتز شوارب الآخرين ؟
لفته عباس القره غولي – ذي قار
AZPPPL