
الأبعاد التاثيرية الإستراتيجية للصراع السلطويؤ – حقي الراوي
ان العلاقات الودية اللآئقة في العمل الاداري المهني ينبغي ان تتمثل اولاً وقبل كل شئ في القيادات القوية (الرؤساء) في المؤسسه او المجتمع الواحد اكثر من تمثلها بالضعفاء (المرؤوسين) او بمن هم دون ذلك والهدف مما تقدم يشير الى ان المرؤوسين يتعلمون القيم الانسانيه والمهنيه بشكل كبير للغايه عن طريق الادراك المعرفي القيمي الواقعي تجاه ما يشاهدونه من سلوك ظاهر للعيان لمن هم في الخط الحقيقي المتحكم بالسلطة القيادية الادارية سواءً كان ذلك السلوك يشير الى تبني العلاقات الوديه الانسانيه اللائقه او عكس ذلك والمتمثل بالصراع السلطوي القيادي .
فان كانت العلاقات المهنية الودية ( الدعم والاسناد القيادي للطرف الاخر في السلطة ) هي المتمثلة والسائدة في السلوك القيادي الاداري فان الرؤساء في هذا التصور يحققون بما يسمى بالاسس الفاعله في تصميم ركائز التعلم بالقدوه الحسنه لدى القيادات الدنيا والعاملين كافه.
وفي جانب اخر يمكننا القول ان المرؤوسين يتبادلون ذلك التعلم الانساني المهني فيما بينهم للوصول الى التكامل القيمي المؤسسي النابع من القوة التاثيريه الايجابيه للعلاقات الاجتماعيه المهنيه السائده داخل المؤسسه لان التكامل قانون يحكم سلوك المرؤوسين ويحوله الى تقاليد اجتماعيه تصبح بمثابة قوى نسبيه يصعب اختراقها او التفريط بها .
وكذلك الحال ان هذا التعلم لا يمكنه ان يحقق اي من انواع التبني غير الموفق للمرؤوسين مستقبلاً تجاه مؤشرات تتمحور في نمو قوى تاثيريه لأتجاهات نفسية سالبة في ذواتهم نحو مؤسستهم او المجتمع او الدولة سواءً كانت تلك القوى عبارة عن اتجاهات تشير الى التمرد والصراع واللوم والانتقاد والمطالبه (المستمرة دون القناعة) والسخرية والانسحاب والجمود والتخلي و الضجر وما الى ذلك من مؤشرات لاتجاهات سلبيه فضلاً عن ان السلوك الودي الملاحظ لنوع العلاقات القيادية يسهم في تحجيم بل الغاء اي من التأثيرات النفسيه والنزاعات اللاعقلانيه للعاملين فيما بينهم او نحو قياداتهم في المؤسسه او المجتمع او الدوله ويسود خلالها عامل الاطمئنان الذي يرتبط برضاهم واهتماماتهم في تقديم الخدمات كافه حتى وان كانت المؤسسه او الدوله تقدم اقل مما تقدمه المؤسسات او الدول الاخرى من خدمات انسانيه لانها اكسبتهم البعد الوجداني والاجتماعي في ان يكونوا منتمين حقاً لا ان يكونوا غير ذلك لان النفس البشريه ترى في قيمة الاشياء اكثر تصوراً حقيقياً خفياً من قيمة الأثمان .
اما اذا كان المرؤوسين يستشعرون بحواسهم ويشاهدون بأُم اعينهم ما يدور من علاقات قياديه اداريه تشير الى تفاقم مستمر للصراعات والمناكفات والاتهامات غير المنطقيه في هرم السلطه فان العوامل التاثيريه النفسيه قد تتباين في الطرائق التعلميه لنوع السلوك القيمي المكتسب مقارنة بما يشاهدونه من علاقات وديه قياديه اداريه سائده فيما بينهم .
ففي الحالة الاولى (العلاقات الودية) فان العوامل التاثيريه النفسيه هي تعلميه حقيقيه قيميه استراتيجياً مكتسبه تتمتع بثبات يكاد ان يكون تصوراً مطلقاً يسهم في استحداث حالة قيميه فاعله تجاه الانجاز وتحقيق الاهداف بفاعليه فلايمكن تجاوزها كونها اتفقت والمبادئ الاساسيه التكوينية للسلوك القيمي للعقل الجمعي في الكل المتكامل للمؤسسه او في المجتمع الواحد .
اما الحاله الثانيه ( الصراع القيادي السلطوي ) فان العوامل التاثيريه النفسيه للعاملين تجاه القيادات الاداريه ستكون متمرده منتقده متخليه ضجره متذمره تتطلع للميل النفسي المتقلب في التردد والحذر والخوف والقلق والانسحاب والتهديد على وفق ما يشاهدونه من صراعات شخصيه لعلاقات نفعيه لمصالح فئويه خاصه متحققه على مستوى السلطه والتسلط في الاستمرار والبقاء للدور القيادي الاداري وذلك لانها لا تعبر حقاً عن الانتماء الحقيقي للمؤسسه او المجتمع او الدوله وهذا الاستنتاج لما تقدم من تحليل يعد تشخيصاً حقيقياً للعوامل النفسيه الطبيعيه التي تسهم بشكل فاعل في ظهور ما يسمى بالتفكك البنائي او ظهور حاله من التقدم والارتقاء في المعنى الاستراتيجي للدوله في المنظور النفسي القيمي الانساني المعاصر على وفق نوع العلاقات الانسانيه السائده في المشهد القيادي الاداري المهني .
{ استاذ دكتور


















