أوراق خليجية (2)
الإرهاب جريمة دولية يجب القضاء عليها
وهو ايضا الامر الذي دفع بمجلس الامن الى توسيع مفهوم تهديد السلم والامن الدولي عقب حوادث الحادي عشر من سبتمبر حيث عد ما تعرضت له أمريكا في ذلك التاريخ ، عملا إرهابيا وقرر بأن جميع الأعضاء متفقون على أن الإرهاب جريمة دولية يجب القضاء عليها ، وكذلك يعد المجلس حيازة بعض الدول لأسلحة الدمار الشامل مما (يخشى!!؟؟) من أنظمتها وسياستها مع الدول المجاورة عملا من الأعمال التي تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين بدليل إصداره القرار رقم 1441 بإلزام العراق بفتح حدوده ومنشأته النووية واعطاء الحرية التامة لفريق التفتيش الدولي عن أسلحة الدمار الشامل، وهو الأمر الذي ترتب عليه العدوان على العراق وأفغانستان واحتلال أراضي العراق بكاملها، كما انه الامر الذي اعتمدته قاعدة قانونية في التمدد بتصريحات خرازي ( قراءة استشرافية ) الى ابعد مما عنته ظاهرا ، اي ( استشراف الواقع والخشية مما يجر اليه وليس التذرع بالنوايا ) فالتذرع بالنوايا عمل غيرقانوني.
قاعدة القراءة القانونية : كما اني اعتمد في قرائتي ، القاعدة القانونية التي تاسست عليها اغلب تشريعات الامم المتحدة – مبدأ حسن الجوار بين الدول- وقد تكرس هذا المبدأ في ميثاق الامم المتحدة منذ تأسيسها ، وهو يلزم الدول الاعضاء بعدم استخدام القوة المسلحة او التهديد بها ، وان تزيا صاحب التهديد هذ زيا غير رسمي ،كما هو الحال مع تصريحات خرازي ، اذ انها ترصف الى جانب التصريحات العدوانية الاقدم لمسؤولين ايرانيين اخرين سابقين وحاليين ، بكون البحرين هي المحافظة الايرانية 14 ، في حين ان مملكة البحرين شخصية اعتبارية – مادية – لها حقوق وواجبات دولية مثل باقي دول العالم بغض النظر عن مساحتها وموقعها وقوتها , كونها تتمتع بالعناصر المادية لمقومات الدولة من ارض وشعب وسيادة سلطتها الحاكمة ، وتلك الحقوق تفرض الشرعة الدولية احترامها لا الاستهتار او الاستهانة بها او الانتقاص منها ، كما ان جوهر العدالة في القوانين الدولية التي تنظم علاقات الدول هو التوازن السليم بين مصالح الدول من اجل تحقيق الامن والسلم الدوليين وحسن الجوار الدولي , وهذا يعني توطيد مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لان العدالة الدولية تعني منع الحروب والتهديد او التلويح بها، وهوما تثبت ايران ولاية الفقيه يوميا انها ليست على خطه ، او انها على النقيض من ذلك دولة تنضح كل سلوكياتها وتصرفات وتصريحات رموزها الحاكمة القائمة والقاعدة بالعدوانية ، والشيء ذاته تنضح به مؤسساتها الثقافية والايديولوجية والاعلامية .
وتصريحات خرازي تتقاطع تماما وكل ما له علاقة بمباديء حسن الجوار ، بل انها تعبير فج فاضح عن عنجهية النظام الايراني وعدوانيته .
سوابق ايرانية : وهو ليس اول من صرح بشان احتلال البحرين ، فثمة من عد الخليج كله ملك ايران ، وثمة من هدد الامارات ، والسعودية ، وابرز سوابق التصريحات العدوانية بشان البحرين هي دعاوى خطباء الجمعة الايرانية الى (فتح البحرين !!؟؟) واقامة الحكم الاسلامي في المنامة على غرار ولاية الفـــــــقيه في طهران ؟؟ وتصريحات شريعة مداري وهو مستشار إعلامي (ناطـــق إعلامي باسم إيران في مكتب قائد الثورة الإيرانية المرشد الاعلى خامنئي).
وعلي ناطق نوري ، وهو احد مستشاري مرشد جمهورية خميني ، الوريث علي خامنئي ،وهو رئيس التفتيش بمكتب قائد الثورة وعضو مجلس تشخيص النظام الذي يعين ويلغي تعيين قائد الثورة ، المرشد الاعلى ، الذي هو أعلى سلطة في إيران ، وتاكيده علنا وفي الصحافة الايرانية ان البحرين هي المحافظة 14 الايرانية ؟؟ وعلى الرغم من التنصل من تصريحات نوري ، او بالاحرى مقاله الذي نشره بهذا الخصوص ، فان ادعاءاته اثارت قلق العرب جميعا ليس على البحرين وحسب ، وانما على العديد من الاقطار العربية ،(وتصريحات هؤلاء جميعا بغض النظر عن شخصياتهم لا يمكن عدها تصريحات شخصية ، فهي لا تعالج امورا شخصية وانما قضايا خطرة المساس بالسلام والامن الاهلي و الدولي والشرعة الدولية التي تنضم العلاقات بين الدول) فالادعاء التاريخي بعائدية الجزر الاماراتية الثلاث لها ، الذي استندت اليه ايران في احتلالها ، هو ذاته الادعاء الذي كرره مستشار خامنئي بعائدية البحرين التاريخية لايران،وهو ذاته المشروع الذي يتلبس اردية البحرين الكبرى ، وجمهورية البحرين الاسلامية ، وهو ذاته الذي يكرره العديد من المسؤولين والمؤرخين والمثقفين والكتاب الايرانيين حول العراق الايراني ، الا يعطي هذا (الخشية) التي نتحدث عنها مشروعية قانونية ، في ضوء تصريحات خرازي المستنسخة عما سبقها ؟؟ ولاسيما ان هناك واقعة تاريخية تسجل سابقة عدوانية يقاس عليها ، هي احتلال ايران الجزر الاماراتية الثلاث ؟؟
العرب والعالم يناصرون البحرين :وهو ما يحق للعرب ان يطرحوا في ضوئه تساؤلا قانونيا منطقيا مشروعا ، ماذا بعد التهديد باحتلال البحرين ؟؟
وهل سينتهي التصريح الجديد بالاحتجاج الذي رفعته الخارجية البحرينية نهاية تصريح ناطق نوري علما ان البحرين كانت اكثر جدية في تعاملها مع تصريح نوري ،فأوقفت مفاوضات شراء الغاز الطبيعي من إيران، ومنعت السفن الإيرانية من دخول مياهها الإقليمية ، وموقف البحرين هذا حظي بالتاييد العام لعموم دول العالم والشرعة الدولية إذ عد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما عرّج على البحرين في زيارته إلى المنطقة في حينه ، أن دول العالم مطالبة بالتمسك بالشرعية الدولية والإحجام عن التشكيك في سيادة الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
كما استنكرت الولايات المتحدة الأميركية التصريحات الإيرانية بشأن البحرين، وأعربت عن دعمها الكامل للمملكة كحليف رئيس لها.
دعم قوي حصلت عليه المنامة أيضاً من الدول العربية ومن دول كبرى في المنطقة كالسعودية التي حذرت طهران من المساس بأمن وسيادة البحرين، ومصر التي قام رئيسها حسني مبارك بزيارة وصفت بالتضامنية إلى البحرين. وكذلك قام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بزيارة مماثلة. تلت ذلك زيارة تضامنية قام بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعبّرت كثير من الدول عن دعمها للبحرين كالمغرب وتركيا، فيما عد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية أن أي مساس بأمن البحرين مرفوض وخط أحمر، والان الا يمثل تصريح خرازي استهتارا بسيادة البحرين ؟؟وبالمباشر الا يمثل وهو امتداد لتصريحات تكشف نوايا عدوانية وتعد بمشاريع عدوانية مستقبلية ، رفضتها الشرعة والشرعية الدولية كما بينا ، تقاطعا والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول ؟؟ ويضع بيمين البحرين ورقة دعوى قانونية ضد التوجه العدواني الايراني الرسمي الذي يلقح وينتج هكذا تصريحات تتواتر بين الحين والاخر ؟؟ واذا ربطنا تصريحات خرازي بتوقيتها المتزامن ووصول الاوضاع في سوريا عنق الزجاجة ، وفشل اجتماعات 5+1 التي جرت في موسكو في الوصول الى نتيجة ما يهدد ايران باسوأ العواقب على خلفية ملفها النووي ، حيث انتهت الاجتماعات في 19 حزيران المنصرم دون تحديد موعد لاجتماع اخر كما سبق ان اشرنا في اوراق سابقه ، والقرار القضائي البحريني حول جرائم الكادر الطبي في السلمانية ، الا يكشف هذا حقيقة دوافع التصريح والغاية منه ؟؟ الا يعني ان ما غاظ خرازي ومن وراءه ، الفشل الايراني المتعدد المضامير ، واصرار البحرين على استقلاليتها ، القــــــــضاء البحريني عن هذه الاستقلالية ؟؟
ولماذا نلجأ الى الاستشراف لبيان توجهات النظام الايراني العدوانية واقعا ، والحقائق امامنا .. وعلى سبيل المثال : كشفت الوقائع على الارض بدلالات مصادر امنية خليجية ، ان ايران هيأت فعلا عسكريا لاحتلال البحرين ابان احداث فبراير ، وان خططها العدوانية كانت تستهدف دول الخليج العربية كافة ، وقد اوردت نقلا عن تلك المصادرصحيفة “السياسة” الكويتية تفاصيل مهمة من المخطط الإيراني ذاك ؟؟ ، وقالت: إن “فصلاً مهماً منه كان يستهدف دولة الكويت، وما شبكة التجسس الايرانية التي كشفت واحيلت على القضاء الكويتي إلا رأس جبل الجليد العائم ، إذ كان الهدف احتلال بعض الجزر الكويتية في سياق التدخل البحري الإيراني تحت ستار حماية الشيعة في البحرين، واحتلال بعض الجزر الخليجية”.
وأوضحت المصادر أن تنفيذ المخطط بدأ منذ أشهر عدة، سبقت فبراير 2011 ، وكانت فوضى وأعمال الشغب التي شهدتها البحرين في مؤامرة فبراير ، بداية السيناريو العدواني الهادف إلى زعزعة الجبهة الداخلية البحرينية، وكان مخططاً لها أن تستمر ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تكون اثنائها كل محطات التلفزة الفضائية الإيرانية ووسائل إعلام عربية ودولية أخرى قد أظهرت أن ما يجري في البحرين هو عملية إبادة للشيعة في المملكة، عن طريق أعمال قتل مصطنعة يمارسها عملاء إيران ضد المتظاهرين الذين تبينهم تلك الوسائل على أنهم الشيعة كلهم، ومحاولة إقناع العالم بأن ما يجري هو ممارسة تفرقة عنصرية ودينية طائفية ضد فئة من الفئات ترتكبها الحكومة البحرينية لتبرير طلب حماية إيرانية من بعض “البرامكة الجدد” في البحرين، فتسارع قوات الحرس الثوري الإيراني إلى فرض حصار بحري على المملكة ودول الخليج واحتلال بعض الجزر تمهيدا للقفز على البحرين وفرض أمر واقع جديد في المنطقة.
صافي الياسري – باريس
AZPPPL