أوباما واثق من دعم الكونغرس للعمل العسكري ضد سوريا
كيري تركيا والسعودية والإمارات تفتح قواعدها للضربة
واشنطن ــ مرسي أبو طوق
باريس ــ القدس
القاهرة ــ أ ف ب ــ الزمان
أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي دعمه لأي قرار عسكري يتخذه الرئيس باراك أوباما. فيما كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أن المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا عرضت على الولايات المتحدة استخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا.
ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن اثنين من أعضاء الكونغرس اللذين شاركا في اجتماع عبر الفيديو مع كيري، أن الأخير أبلغ الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس خلال الاجتماع بأن 3 دول شرق أوسطية، هي السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، كانت من أوائل البلدان التي أعلنت عن دعمها للعملية العسكرية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. وأضافا أن كيري توقع خلال الاجتماع الذي أجراه مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية مع أعضاء الكونغرس، أن تحذو دول أخرى حذو البلدان الثلاثة، لدعم أي عمل عسكري تقوم به القوات الأمريكية ضد النظام السوري. من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة التركية بولنت ارينتش يوم إن تركيا تملك تفويضا من البرلمان لشن عملية عسكرية على سوريا وإنها تتخذ كل الاجراءات الضرورية لذلك. وقال ارينتش في مؤتمر صحفي بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي لدينا تفويض برلماني لضربات على شمال العراق ولدينا تفويض لضربات على سوريا. قمنا بدراسة في إطار التفويض بشأن سوريا للحفاظ على أمن بلادنا. وإذا اقتضت الضرورة يمكننا فعل ذلك مجددا. ليس هناك شك أن مصالح تركيا مهمة أيضا . وأضاف أن الحكومة التركية تجري استعدادات لشن ضربة محتملة على سوريا. فيما أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما امس انه واثق من ان الكونغرس سيوافق على تحرك عسكري في سوريا وان الولايات المتحدة لديها خطة اوسع لمساعدة مقاتلي المعارضة على الانتصار على قوات الرئيس بشار الاسد.
في وقت قالت المعارضة السورية امس ان خبيرا بالطب الشرعي في سوريا لديه أدلة على تورط الرئيس بشار الأسد في استخدام أسلحة كيمياوية في هجوم قرب حلب في مارس آذار الماضي انشق وسافر الى تركيا. وقالت سارة كركور المتحدثة باسم ائتلاف المعارضة الذي يتخذ من اسطنبول مقرا له ان عبد التواب شحرور رئيس الأطباء الشرعيين في حلب سيعلن عما لديه من أدلة على تورط حكومة الأسد في هجوم بالاسلحة الكيمياوية وقع في 19 آذار في خان العسل. وصرح مسؤول آخر بالمعارضة بأن شحرور لديه وثائق تثبت وقوع هجوم بالاسلحة الكيمياوية وأقوال شهود من الشرطة تتعارض مع الرواية الرسمية للاحداث. وقتل أكثر من 24 شخصا في الهجوم على خان العسل في محافظة حلب الشمالية. وتبادلت الحكومة ومقاتلو المعارضة الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيماوية.
من جانبه قال الرئيس الاميركي لقادة الكونغرس امس انه يجب محاسبة الرئيس السوري بشار الاسد على استخدام اسلحة كيمياوية، وذلك في اطار مساعيه للحصول على موافقة البرلمانيين على توجيه ضربة عسكرية ضد دمشق. واعرب اوباما عن ثقته من الحصول على موافقة الكونغرس بمجلسيه على توجيه الضربة العسكرية متعهدا ب تحسين المساعدات الاميركية للمعارضة السورية. وقال اوباما لقيادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس وقادة اللجان الامنية من الحزبين بان الاسد انتهك الاعراف الدولية المهمة باستخدام اسلحة كيميائية. وقال ان ذلك يمثل تهديدا خطيرا على الامن القومي في الولايات المتحدة والمنطقة . وتابع ونتيجة لذلك يجب محاسبة الاسد وسوريا . واكد اوباما كذلك على ان العملية التي يريد القيام بها في سوريا محدودة . واضاف ان ذلك لا يتطلب نشر قوات على الارض، فهذه ليست العراق وهذه ليست افغانستان . وردا على سؤال حول ما اذا كان واثقا من انه سيحصل على الموافقة في التصويت الذي سيجري في الكونغرس الاسبوع المقبل، قال اوباما في اجتماع البيت الابيض نعم انا واثق . من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند امس ان فرنسا لن تتدخل وحدها في سوريا اذا رفض الكونغرس الامريكي التحرك العسكري. وقال هولاند بعد اجتماع مع الرئيس الالماني يواكيم جوك اذا لم يكن القرار من الكونغرس ايجابيا فلن نتحرك وحدنا لكننا لن نتهرب من مسؤوليتنا عن دعم المعارضة في سوريا بطريقة تمثل ردا . ودعا الرئيس الفرنسي امس اوروبا الى اتخاذ موقف موحد من الملف السوري، معربا عن ثقته بانها ستفعل ذلك . وصرح هولاند في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني يواكيم غوك نجد نفسينا، كرئيس الماني ورئيس فرنسي، باننا نشعر بنفس الاستياء ونندد بالمقدار نفسه بالهجوم الكيميائي في سوريا في 21 اب، مضيفا على اوروبا كذلك ان تسعى الى الوحدة بخصوص هذا الملف. وستفعل ذلك، مع تحمل كل طرف مسؤوليته فيما تبدو فرنسا اليوم الوحيدة في اوروبا المتحمسة للمشاركة في ضربة عسكرية ضد سوريا.
واعتبر خبراء امس ان نظام دمشق لم يعد يملك الوسائل اللوجيستية التي تتيح له تنفيذ اعتداءات على الاراضي الفرنسية لكنه يستطيع ان يستهدف مصالح او رعايا فرنسيين في لبنان بواسطة مجموعات مثل حزب الله الشيعي اللبناني الحليف القوي للنظام السوري.
وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي بان الخطر الرئيسي يكمن في لبنان، حيث يوجد نحو الفي فرنسي و20 الف لبناني يحملون الجنسية الفرنسية، لا سيما على المنشات الدبلوماسية وقوة الامم المتحدة يونيفيل والمدارس والمراكز الثقافية الفرنسية.
وردا على سؤال عن تعزيز محتمل للاجراءات الامنية المتعلقة بحماية الرعايا الفرنسيين بعد تهديدات بشار الاسد اوضحت وزارة الخارجية الفرنسية ان ذلك يجرى بشكل دائم في جميع انحاء العالم وفقا لتطورات الموقف .
واشار فيليب لاليو المتحدث باسم الوزارة الى انه بعد اعتداءات لبنان، في مدينة طرابلس في 23 اب وفي بيروت في 9 تموز و15 اب ، تقرر تعزيز حالة التيقظ في كل الاراضي اللبنانية .
وعلى موقع الوزارة نصائح للمسافرين اصبح الجزء الغربي من الاراضي اللبنانية يحمل اللون البرتقالي وينصح بعدم التوجه اليه الا لاسباب ضرورية . امام باقي البلاد فهو معلم باللون الاحمر اي لا ينصح اطلاقا بالذهاب اليه.
من جانبه اعلن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون بونر امس انه سيدعم مشروع القرار الذي قدمه الرئيس باراك اوباما والذي يتضمن توجيه ضربات عسكرية الى سوريا.
وقال بونر في ختام لقاء مع ابرز المسؤولين في الكونغرس الاميركي في البيت الابيض مع اوباما سادعم نداء الرئيس لصالح القيام بتحرك ردا على استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق.
من جهته، قال النائب الجمهوري عن فيرجينيا إيريك كانتور، الرجل الثاني في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري يعود للرئيس أوباما أن يشرح أمام الكونغرس والشعب الأمريكي أن هذا المسار الصحيح للتحرك واضاف آمل أن ينجح في هذا المسعى .
من جهتها، قالت زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوزي إن على واشنطن الردّ على الأعمال التي تقع خارج دائرة السلوك الإنساني المتحضر . ولكنها قالت إن الشعب الأمريكي بحاجة لأن يطلع على المزيد من المعلومات الاستخباراتية عمّا جرى في سوريا.
فيما اعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية امس ان عملية اطلاق الصواريخ التي رصدتها موسكو صباح الثلاثاء في البحر المتوسط تندرج في اطار تدريبات عسكرية اسرائيلية اميركية مشتركة.
في وقت أكد خبير مصري بارز في الشؤون السياسية والاستراتيجية أن التدريبات العسكرية التي تجري حالياً بين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل تهدف الى توصيل رسالة الى من يفكرون في توسيع نطاق المواجهة مع الولايات المتحدة اذا قامت بعملية عسكرية ضد سوريا.
وقال الدكتور مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ان سقوط صاروخين باليستيين في البحر المتوسط والذي أعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية أنهما جاءا في اطار تدريبات مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية هما بمثابة رسالة تحذير لكل من يفكر في مهاجمة اسرائيل اذا ما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بشن عملية عسكرية ضد سوريا .
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون امس أن الصاروخ الذي اطلقته اسرائيل في المتوسط بالتعاون مع واشنطن لا علاقة له بالضربة المتوقعة على سوريا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل ان الاختبار لم يكن له أي علاقة بدراسة الولايات المتحدة لعمل عسكري للردّ على استخدام سوريا السلاح الكيميائي الشهر الماضي.
وأشار ليتل الى ان واشنطن قدمت المساعدة التقنية والدعم للاختبار الصاروخي الاسرائيلي.
وقالت الوزارة في بيان اطلقت وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخية الاميركية بنجاح صباح الثلاثاء في الساعة التاسعة والربع صاروخ رادار من طراز انكور .
وتابع البيان انها اول تجربة لاطلاق هذه النسخة من الصاروخ وجرت … فوق المتوسط. جميع عناصر النظام عملت بحسب الصيغة التشغيلية المقررة .
واضافت اطلق صاروخ الاختبار من البحر المتوسط وتم توجيهه من قاعدة عسكرية في وسط اسرائيل . وذكر البيان اطلاق صاروخ واحد فقط.
من جهته اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون خلال زيارة لقاعدة عسكرية ان هذه العملية كانت مقررة منذ زمن وكللت بالنجاح .
واضاف ان الجيش سيستمر في التزود بمثل هذه الانظمة .
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت في وقت سابق عن رصد اطلاق صاروخين من وسط المتوسط الى ساحله الشرقي من دون تحديد ان كانت سوريا مستهدفة. وذكرت وكالات الانباء الروسية لاحقا ان الصاروخين سقطا في البحر.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء ان امننا القومي … يعتمد على الانظمة الدفاعية المضادة للصواريخ وعلى ارادتنا الحديدية وهما عنصران يمنحاننا القوة للدفاع عن انفسنا .
واضاف على الذين يفكرون في مهاجمتنا ان يدركوا ان ذلك ليس من مصلحتهم .
بالرغم من ارجاء تدخل اميركي في سوريا تبقى اسرائيل متأهبة في حال حصول تجاوزات على اراضيها وسبق ان نشرت بطاريات مضادة للصواريخ على حدودها الشمالية.
AZP01