أدباء وأصدقاء بين الكرادة الشرقية وكرادة مريم وشخصيات الكرخ
باسم عبد الحميد حمودي
بغداد
صلة الكرخي بالكرادة الشرقية (قديما) صلة استكشاف مناطقية يدخل فيها الفولكلور متحرشا بالكراديين سواء كانوا من كرادة مريم (التي تقابل الكرادة الشرقية من جهة الكرخ) أم الكرادة الشرقية بجانبيها (كرادة داخل وكرادة خارج).
ولم تكن تسمية الكرادة قديما مقتصرة على الكرادات الثلات ، فقد كانت هناك عدة كرادات ومنها كرادة الكريعات التي قتل فيها الملا شجر الكاظمي ، أضافة الى كرادات اخرى ، فالكرادة اسم فعل لعمل الكرد أي نقل الماء من النهر الى اعلى حيث سواقي البساتين المحاددة لجرف النهر المنخفض عنها ، وعمل الكرد مثل عمل الناعور ولكن بشكل آخر ، والكرد هنا (بفتح الكاف) هو النقل للماء من اسفل الى اعلى وعذرا للتكرار هنا فقد طغت على القلم وصاحبه عادة المعلم التي صاحبته اكثر من ربع قرن … وما تزال .
والكرخي الذي هو المتكلم يحب النهر وضفافه حب اهل الكرادة له ،ويجاور الكرخيون النهر صيفا حيث السباحة وصيد السمك وسكن الجراديغ صيفا في شرائع (جمع شريعة) الكودي والقمرية وابن طوبان والكريمات ورأس الجسر والعطيفية وصولا الى شريعة النواب بالكاظمية ،فيما يجاور الكراديون النهر من عدة اماكن حبث السباحة والعمل الزراعي وما يتبعه من نقل المنتجات الى الاسواق القريبة .
وصلة الكرادي بالنهر صلة عاشقة لاتريد مفارقته حتى أن ابتعد بها الحال من الزراعة والكرد الى الوظيفة والعمل التجاري ، أو الى السياسة والصحافة ومن هؤلاء المغفور لهم شامل كاظم الحمد وشاكر جابر البغدادي وناجي جواد الساعاتي وهادي العلوي، وقد وفد الكرادة بعد هذا الناقد الراحل علي جواد الطاهر وقد اضحى من عشاقها والمقدم في مجالسها حتى وفاته رحمه الله .
ومن الكراديين المعروفين على اكثر من صعيد الكاتب الراحل هادي العلوي وشقيقه النائب السابق حسن العلوي والفريق عبد الكريم قاسم (جار آل العلوي في محلة العباسية في كرادة مريم ، قبيل انتقاله الى الرصافة وانتقال العلويين الى الشرقية) والدكتور طالب الخفاجي وآل الشعرباف ومنهم الوجيه عبد الحسين ومجلسهم العامر وآل الربيعي ومنهم المهندس محمد الربيعي وآل الشديدي ومنهم المترجم اللامع والباحث الفولكلوري محمد كاظم سعد الدين الشديدي ومحمد جواد وسواهما،ومن ابناء كرادة مريم اولاد عبد عباس المفرجي سائق قطار الموت وفي مقدمتهم منذر والناقد السينمائي علاء .
وكان ممن سكن كرادة مريم الكاتب الكبير جعفر الخليلي والاستاذ عبد المجيد الشاوي والقاص موفق خضر والدكتور اسعد محمد جعفر وشقيقه المحامي سعيد الخفاجي(الذي اغتيل غدرا عام 1959) وشقيقهما الاكبر السياسي صادق جعفر الفلاحي وسواهم كثير .
من الكرخيين الذين عشقوا النهر وعاشوا قربه السباح العالمي علاء الدين النواب والرياضي اسماعيل المشهداني الشهير بـ(لبلب) والمحامون محمود ابراهيم العبطة الناقد والمحامي اللامع وشقيقه محمد العبطة (احد وزراء العدل السابقين) والقاضي جودت رفعت الهندي والصيدلي عبد الستار رشيد الهندي والعقيد خالد رشيد الهندي والعميد سلمان الحصان واللواءناجي شاكروالباحث انور الناصري ومئات غيرهم ومن مختاف المهن والاجيال . ومنهم اللواء حمودي مهدي وآل المولى وآل المدلل والاستاذ محسن المومن واخوته وآل مصطفى الخليل وآل الزيبق وآل الشواف منهم ايضا العميد الركن عامر خالد الحمدان وشقيقه الاكبر خالد ثامر الحمدان (وكان ملازما اولا يوم 14 تموز 58 وقد جرح يومها وهو يدافع عن الاسرة المالكة دون جدوى).
من ادباء الكرادة الشرقية المرحوم عبد المنعم المخزومي وهو مذيع لامع غادرنا سريعا ومنهم الاستاذ الدكتور داود سلوم الذي غادرنا منذ سنوات قريبة وخصص دارا له مكتبة عامة لمن يهوى الدرس والقراءة فزاد بذلك فضلا على فضله العلمي .
وكان لفيف من ادباء الكرخ والكرادة يقتعدون مجلسا اسبوعيا في مقهى حسين الحمد (التي حولها صاحبها الى محلات غذائية منذ اجل قريب) وكان من هؤلاء شامل كاظم الحمد والخفاجي طالب والسيد شاكر جابر البغدادي روائي (الايام المضيئة) و(الهارب) ومؤرخ الكرادة الشرقية وكاتب هذه السطور والمحامي الناقد محمود العبطة وسواهم .
تباعد الزمن بهؤلاء وانتقل منهم الى رحمة الله من انتقل وحل بالمقهى الدكتور صغاء صنكور الصالح (ابو سدير) والصحفي علي حسين والاذاعي الصحفي علاء حسن وغيرهم حيث سادت النراكيل وحوارات السياسة حتى انتهت المقهى الى ما انتهت اليه ليقتعد الادباء مقاهي اخرى وسط رخيته…ومازالوا كذلك !