وداعاً أبا وسام

وداعاً أبا وسام

فائز جواد

في الامس القريب وقبل رحيله كنت اتفقده واسال عنه  خاصة عندما يكون كرسيه في الجريدة فارغا وغرفته موصدة فيراودني القلق وابادر بالسؤال عنه لانني عرفته مثلما عرفه زملاؤنا في ( الزمان ) كان من الساعات الاولى يحضر لمقر الجريدة  مايدل على حرصه وتفانيه بعمله ، ويقينا ان المرض اللعين الذي اصابه في الاونة الاخيرة لم ينل من حركته ونشاطه الذي كان محط اعجاب الزملاء كافة ، نعم كان مكابرا  ومتحديا ومخلصا بعمله بالرغم من صعوبة تنقله من مكان الى آخر لجلب الاخبار الثقافية بحكم عمله كمسؤول الصفحة الثقافية في ( الزمان ) فكان يحضر الى الاتحاد العام للادباء والكتاب مع حقيبته التي يتخمها بالاخبار الثقافية وكان يحرص على متابعة مايكتبه اصدقاءه وزملاءه من الكتاب والمثقفين بل وينقل لهم ماتنشره ( الزمان ) على صفحاته فكانت حصته من الصحف اليومية من الجريدة ضعف حصة المنتسبين بسبب التزامه مع زملاءه الكتاب وحرصه على ايصال نسخة الجريدة  للذين تنشر مساهمتهم في عدد الجريدة ، نعم حاول الراحل ان يتجاوز مرضه الذي رافقه وعانى لمدة ليست بالقليلة من صعوبة الكتابة والسير وحاول الذهاب الى الهند للمعالجة لكن دون جدوى وبقيت حالته تتضاعف سوءا بالتالي اضطر ان يتمتع باجازة اجبارية ويكون حبيس البيت والجدران الاربعة وهذا هو الاخر ضاعف من ازمته الصحية والنفسية وبالرغم من هذا فاننا نتفاجأ بانه يحضر لمقر الجريدة  بين الحين والاخر جالبا معه ماكتبه من اعمدة ومتابعات ثقافية ليؤكد انه مازال قويا وحيويا وقادرا على الكتابة رغم المرض ، وهذا ماضاعف قلقنا عندما يغيب لايام متتالية فتبادر الجريدة بالاتصال بذويه والاطمئنان على صحته ولانخفيكم ان قلقنا لم يهدا لاننا ادرى بوضعه الصحي الذي بدى يتراجع في الاونة الاخيرة لتعلن عائلته عن وفاته وانتقاله الى رحمة الباري عزوجل ، رحمك الله ابا وسام فبرحيلك خسرنا انسانا مثقفا ومهنيا وقلما كبيرا ،ونحن نفتقد زميلا واخا وصديق كبيرا باخلاقه وطيبته ، فلذويك ابا وسام الصبر والسلوان فارقد بين رحمته تعالى  بسلام  ونساله ان يغفر لك ويرحمك برحمته الواسعه .

مشاركة