القاهرة- مصطفى عمارة
اكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في تصريحات خاصة لمراسل -الزمان- بالقاهرة امس وجود علامات اكيدة لانتقال الصراع بين تركيا ومصر في ليبيا من مرحلة التوتر والصدام العسكري إلى مرحلة التنافس الاقتصادي على كعكة ليبيا، حيث نجحت مصر خلال زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في عقد عدة إتفاقيات إقتصادية كرست وضعية خاصة لمصر في ليبيا في الوقت الذي نجحت فيه تركيا في عقد إتفاقيات مع رئيس وزراء ليبيا لعودة الشركات التركية لتنفيذ 407 مشروعا في ليبيا.
وأضاف المصدر أن عودة العلاقات الطبيعية بين مصر وتركيا إلى طبيعتها مرتبط بسحب تركيا للمرتزقة التابعين لها من ليبيا وإنهاء التواجد العسكري التركي في ليبيا باعتبار أن تلك القضية تشكل قضية أمن قومي مصري فضلا عن اعتراف النظام التركي بالنظام المصري عقب 30 يونيو رغم أن مصر تشعر بارتياح إلى الخطوات التركية الأخيرة ضد جماعة الإخوان المسلمين والتي وضعت أساس لحوار تركي مصري يؤسس لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين ، فيما أشار السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن تركيا لديها رغبة قوية هذه المرة لتحسين علاقاتها مع مصر نتيجة تغيير ظروف المنطقة والظروف الداخلية واتجاه الوضع في المنطقة إلى التهدئة وتفكير دول المنطقة .وفي السياق ذاته حذر عدد من الخبراء السياسيين من عودة المعارك مرة أخرى إلى ليبيا مع استمرار وجود المرتزقة وانتشار عدد كبير من الميليشيات.
وفي هذا الإطار قال د. سامي الجارحي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المشهد في ليبيا يبدوا ضبابيا خاصة أن الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية لم تتغير كثيرا خاصة مع تواجد الميليشيات السورية التابعة لتركيا والتي تضم عددا كبيرا من المقاتلين الذين شاركوا في الحرب السورية ،لافتا إلى أن تلك الميليشيات لا زالت موجودة حتى الآن على الرغم من الوعود التركية بإخراجها ، وأوضح أن ثاني تلك العوامل هو سيطرة عدد من المسلحين السابقين على المناصب القيادية في أركان ومؤسسات الدولة الليبية وتحديدا خلال فترة حكومة الوفاق فضلا عن انتشار الفساد السياسي والاقتصادي داخل مفاصل الدولة .