زمان جديد الكراهية تملأ العالم
علاء كولي
لا أعرف مدى الكراهية التي يحملها العالم ضد بعضه بعضاً، اليوم لا احد يتمنى الخير لغيره،احد يدعو للناس او للشعوب عندما تكون هناك محنة، الكراهية والقسوة تجتاح الجميع، هناك كراهية تحملها الشعوب ضد بعضها بعضاً بسبب الدين والجنس والسياسة في بعض الأحيان، هناك مجتمعات تكره مجتمعات أخرى لانها تعتقد انها أفضل منها، هناك أقوام ترى نفسها أحسن من أقوام أخرى، هناك دين يرى أتباعه هم الأفضل وان الله مختص بهم وحدهم ويدعون للعالمية وينسون عدالة الله، هذه التصورات والأوهام جعلت كل فئة تعتقد انها الأفضل ثم تحمل حقدها وكراهيتها ضد الفئة الأخرى لانها تختلف عنها في الاعتقاد الدين الاثنية الانتماء الرقي وكل شيء قابل ان يكون مصدراً من مصادر هذا الكره.
شعوب تتحامل على بعضها بعضاً ودول ضد الأخرى وتكتلات ضد أخرى ايضا، حقد يكاد يملأ العالم كله،أصبح الفرد يبحث عن انسانيته الآن ،كل شعب عندما يكون في محنة نجد ان هناك شعوباً أخرى تتشفى به لا لشيء لمجرد أنهم يكرهونهم في هذا الوجود وربما إن الاحداث السياسية هي التي تصنع هذا الشيء هذا الكره الذي يدفع الطرف الاخر للقيام بالقتل الانتحار السرقة وحتى الاغتصاب وليس اغتصاب الجسد بل اغتصاب المشاعر،أديان ترى نفسها هي وحدها من خصها الله بالبشرى وان الباقين مجرد نعاج او مجرد وجود هامشي والآخر الهامشي يرى نفس ما يراه غيره.
هنا في العراق ازعم أن الكراهية وصلت حتى للأطفال، زرعت الكراهية في روح الطفل يعلمونه كيف يكره من يختلف معه في الدين او الانتماء، هناك مدارس لهذا الشأن، الجميع يعلم أطفاله لكن لايشعرون بذلك لم أجد احد يحتفي بإنسانيته أمام انسان آخر أمام شعب أخر.
ما حصل في أمريكا هذه الأيام من اعصار أودى بحياة الكثيرين وما أحدثه من أضرار مادية ومعنوية وشرد الملايين من البشر هذه كارثة انسانية تحل بهم ربما أنا احد المتضرعين لله أن يخرج هذا الشعب من محنته، كنت أدعو وأخشى لأصدقائي هناك، كنت مرتبكا ماذا لو كان صديقي مهند احد الضحايا هناك، ماذا لو كان صديقنا علي هادي، ماذا لو كانت صديقتي الطيبة لينا هي احد الضحايا، ماذا لو كان هناك أطفال مغتربون من العراق ضحايا، ضجيج في رأسي في كل مكان، اتابع الاحداث بشغف وأدعو أن لا يصاب احد بأذى.
أتكلم من منطلق إنساني من شعور يخالجني لو كان الأمر معنا، لقد حصل مع اعظم دولة في العالم وهي تقف مكتوفة الأيدي اعصار يقتل أبناءها أطفالا ونساء وشرد البعض الاخر ربما لا أتفاجئ عندما اجد هناك من يدعو بكل كراهية وهذا ما حصل معي عندما نشرت على حائطي في فيسبوك صورة لولاية مانهاتن وهي تغرق أجد التعليقات ممتلئة بالحقد والكراهية ومجردة من كل عناوين الانسانية يتضرع فيها المعلقون الى الله لكي يغرق ويقتل أمريكا وشعبها وكل بشر فيها. أنا متأكد ان اغلب المؤمنين هنا في بلادنا ربما يصلون كي تمحى من على وجه الأرض ولن يبقى لها اثر. مؤمنون وخطباء يدعون بكل كراهية. ما هذه الوحشية التي تملأكم وتملأ قلوبكم أنتم من تدعون ان الله معكم، تخيلوا وان هذه الأعاصير والعواصف في بلادكم هذا الشعب الذي تدعون عليه ستجدونه يدعو الله بأن يخلصكم من محنتكم يدعو لكم بالخير. هل نسيتم ما حصل من كوارث في اليابان وكيف ان العالم ذهل من هذه الفاجعة؟ ماذا لو كانت في بلادنا؟ من يقف معنا؟ الصلاة لا تنفع عندما تكون قلوبكم سوداء وادعيتكم هذه مجرد خسائر تعتقدون انها تصل بهذه الكراهية، أدعية محملة بالكراهية ضد الانسان نفسه، هل يقبل الله هذه الأدعية؟كلا، الله اكبر من كل هذه الأشياء يختبر ما قد يصيب كل امة وكل شعب ابقوا صامتين فقط، العالم لا يحتاج لادعيتكم، فقط أغلقوا قلوبكم ودعوا الكراهية تموت داخلكم وامنحوا العالم طيبة ومحبة قدر الانسان بما يفعل..
AZP20