رقم سلبي – سامر الياس سعيد

في المرمى

رقم سلبي – سامر الياس سعيد

ابرزت مشاركة كلا من فريقي الشرطة والقوة الجوية بمنافسات بطولة دوري ابطال اسيا عددا من المؤشرات والملاحظات التي اسهمت بتعزيز  ضعف مستوى الفرق العراقية وعدم مجاراتها  لمستويات الفرق المناظرة لها خصوصا الخليجية سواء باعتمادها على خميرة من اللاعبين المحترفين ممن اجادوا وابرزوا  قابلية فرقهم اضافة لحسن تكتيك المدربين ممن اشرفوا على تلك الفرق والذين عرفوا بخبرتهم ورؤيتهم للمباريات امكانية هزيمة الفرق العراقية  والاستئثار بنقاط المباريات  وابقاء هذه الفرق تتذيل قوائم الترتيب .

ومن الملفت في تلك المشاركة الهزيلة  البطاقات الملونة لاسيما الحمراء التي رفعت بوجوه لاعبين مثلوا المنتخب الوطني العراقي مما  ابرز تساؤلات كثيرة عن الانفعال الزائد والعصبية التي لامبرر لها  والاعتراضات على الحكام  ولعلها من جانب لاعبين  لاينبغي لهم الوقوع بتلك المؤشرات  التي  تعزز افضلية الفرق الاخرى وتفقد فرقهم  القوة المطلوبة لابل تجعلها تلعب تحت وطاة النقص العددي  الذي ينعكس سلبا على اداء اي فريق .

وقد تعرضت  كلا من فريقي القوة الجوية والشرطة لهذه المواقف الصعبة التي فتحت امام الفرق الاخرى منفذا مهما في  استثمار هذا النقص وتجييره لصالحها  وتغليب كفة الفوز  في صالحها  بتوظيف النقص العددي الذي لامبرر له  خصوصا في بطولة بمستوى ابطال القارة الاسيوية  وكل الانظار شاخصة لها بقيمتها المهمة في  ابراز قدرة فرق القارة  وتظهير مستوياتها الفنية  المهمة .

وقد عانى  المنتخب العراقي من هذه الحالة مرارا عبر محطاته الدولية التي خاضها  خصوصا حينما كان  يتسيد ميدان المباراة امام فرق اخرى الا  وترفع البطاقة الحمراء بوجه احد لاعبينا لتنعكس المباراة تماما وتسير بغير مجرياتها التي كانت عليها قبل هذه الانعطافة  وكلنا يعلم ما لتلك اللحظات من صعوبة ينبغي ان يتعامل معها المدرب بحنكة وتجربة واسعة  في استنباط اللاعب الذي يملا فراغ  غياب اللاعب المطرود وامتصاص زخم الفريق الاخر  وقدرته على استثمار تلك الثغرة التي احدثها غياب اللاعب الذي طرد من تلك المباراة  بالهجمات المرتدة والاختراقات التي تشكل عبئا  كبيرا على اي فريق قبل ان  تنتهي اشواط المباراة  بالنتيجة التي يريدها منتخبنا  وحسب .

لذلك ينبغي على فرقنا استنباط ذلك الرقم السلبي المتات من هذه المشاركة المخيبة  التي مهما  ابرز تصريحات مدربي الفرق بامكانية التعويض والعودة لاجواء البطولة الا  ان المستوى الفني لتلك الفرق بات محط تساؤلات واستفهامات كبيرة  وكان ينبغي قبل الزج في تلك البطولة القارية المهمة من ان تسهم ادارات تلك الفرق  بالتنسيق مع  الجهات ذات العلاقة  والبحث عن رؤية مناسبة لظهور متميز في البطولة دون ان يمتلك فريق الشرطة على اقل تقدير  اسما تدريبيا له  الخبرة المطلوبة بقراءة المباريات وتوفير الادوات المناسبة للتعامل مع كل مباراة على حدة  بتوظيف اللاعبين المناسبين القادرين على احداث الفارق وعدم الاصطدام بحاجز الدفاعات التي تشكلها تلك الفرق  وتنويع اسلحة المباريات  في  جانب اللعب على الاطراف او  استخدام مهارة التسديد  من خارج الصندوق  وهذا ما افتقره له فريق الشرطة الى جانب  ارهاق الفريق الجوي  وعدم  اجادة  اللاعبين في  تنفيذ الجمل التكتيكية للمدرب ايوب اوديشو والذي اذعن الى تلك الجزئية قبل الشروع بانطلاق  مباريات  دوري ابطال اسيا الا ان  موعدها المبكر افقد  المدرب المذكور اي علاجات مناسبة لتضميد جروح الفريق الجوي قبل الدخول باجواء المنافسات القارية  لكن الامر المهم والملفت في هذا الموضوع هواللاعب  الدولي او بالتحديد لاعب المنتخب الوطني وابعاده عن كل حالات النرفزة والعصبية  وابقاء جهده البدني خارج عناصر  التاثيرات الخارجية التي يمكن ان تكون عن طريق قرار حكم المباراة او من خلال تصرفات لاعبي الفريق الاخر  حيث يسعون لاخراج اللاعب من اجواء التركيز  وادخاله اجواء الضغط النفسي الذي يقربه من  الوقوع في  فخ الحصول على بطاقة الحرمان من مواصلة اللعب وخسارة جهوده المطلوبة داخل  ميدان المباراة.

مشاركة