ذات خبر أخير

ذات خبر أخير
حيدر حاشوش العقابي
ولج المساء يحلم بليل ماسي،
ليل لايشبه ليل المقابر…
لكنه مدهش للغاية فالمسكين يسكن قصرا من الرمل
ولااحد يستطيع ان يطفيء شموعه البيضاء
حيث يمتلك علاماته الكاملة في حقه في الحياة
يقول:
جميلة هذه الليلة
اذ لاشواء فيها لهذا الجسد
ولا بكاء يمرق من مجسات أضلاعه
وهو يتضوع من الموت،
الليلة لايتحرك احد
المصابيح وحدها لي..
والقمر في اوج خموله يشير لخطوط يدي
انا اول خليفة داسته خيول الزيف
ومازال يبطن شرار عينيه
في اغتراب اخير
يعتصم بالفصول الذبيحة قبالة الشمس
الخليفة
انا……
انا وحدي قادر علي الرؤيا،
الملم صبح النجوم ،واغسلها في الماء البارد،
هكذا يولد النهار من أقبية ظامئة للبسالة
ومن نتؤات لأرحام قصرت الولادة فيهما،
ازيت الذاكرة الفجة بدماء الصحون،
حياتي ضابية التكوين أحلك من هذا الظلام،
لكن اوراق قصائدي مازالت تتكلم كل اللغات
ولينشر العطور في اماكن عدة،
انا لاابيع يدي لصعاليك النهار،
ولاالامس خصور البنات لاتاكد من فحولتي،
انا أضحل مما تتصور ،
في لحاء المي رقد الموت كثيرا
وهاانا اشيد الاجساد من شباك انتظاري،
ياخليفة:
مااصدق الخريف
الذي اعمي ربيعك المر،
لاتقاوم وحدك في انتظارك،
هذه صورتي،
تتجسد علي شكل حمي
وغدا تتفجر كالشظايا في وجهك الغريب،
ايها الخليفة..
لست وحدك في الارض ،فللصمت اشرعة
وللحزن صوت يخرج من بطون الفقراء،
اللعنة علي الضمير الغائب في غرفة الانعاش،
اللعنة علي هذا المهذب في الكلام،
والاعمي بالاكاذيب….
اللعنة علي هذا الزيف الذي خدش عراقيتنا المرة
وجعلنا نستورد الإنسانية من اصقاع الارض،
حسنا ساقول سلاما اليك،
من وجعي اقول سلاما…
ساقول سلاما للريح حين تنثر حبات الدقيق،
ساقول سلاما للرئيس،الذي يزرع في ارضي الموت والعطش،
ساقول سلاما لخيوط العنكوت التي نسجت ،لتقضي علي حياتي،
سلاما للمشوهين باقنعة شتي،
سلاما لخزف المسافات.لطعنة الخنجر في خاصرتي
سلاما لطفلي يحمل اعباءكم الزائفة فوق مخدته وينام
ساقول سلاما لدولة الفقراء،
ودولة التعساء
ودولة الشوارع المتشظية بلاوجل.
سلاما لمحطات ايامنا الخالية من الدنس السياسي،
سلاما لاغتصاب افراحنا في شارع الشرف السياسي
سلاما لصاحب المجاعة..
وهو يحكم قبضتيه علي ارواحنا،
سلاما لرئيس الوزراء
ورئيس الجمهورية العاطلة عن العمل،
سلاما للبرلمان الذي يسمع ولايري
ويري ولايسمع
سلاما لعدنان الاسدي …
الذي ارغمني ان اتعود علي المجاعة
والذي تسبه زوجتي كل يوم،
سلاما للحكومة كلها ،بلااستثناء
ادخلكم الله فسيح جناته
فلم اقبل اياديكم علي ماصنعتموه لنا،
استخدمتم ادوات حصادنا
وحصدتمونا الي اخرا قتلانا،
لكنني اقول:
لن يفسدني الجوع
امام هياكلكم
فالشياطين لاتستطيع ان تقلب في المصاحف
مادام وجه الله في كل مكان وزمان
ومادامت جيوبنا مغلقة بوجه الرياح
رياح التغير
ورياح التخندق السياسي
والتفلسف السياسي،
لكنني لن اتوقف عن نقطة علي السفح
رغم اني اعترف
إنني انذل البحارة الذي باع زورقه باصبع مغمس بحبر المواجع
/2/2012 Issue 4123 – Date 15- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4123 – التاريخ 15/2/2012
AZP09

مشاركة