دعوة الشركات الأمريكية لتطوير غرب القرنة تحمل رسائل سياسية

النفط تفاوض عملاقي الطاقة لتشغيل أكبر حقل في العراق وخبير:

دعوة الشركات الأمريكية لتطوير غرب القرنة تحمل رسائل سياسية

بغداد – قصي منذر

عدّ خبير نفطي، خطوة بغداد بدعوة الشركات الأمريكية لتطوير حقل غرب القرنة الثاني، ليست اقتصادية بقدر ما هي رسالة سياسية واضحة.

وقال الخبير حمزة الجواهري في بيان أمس إن (قُصر الدعوة على الشركات الأمريكية يعكس رغبة حكومية في تحقيق توازن مفقود بعد توسّع النفوذ الصيني داخل معظم الحقول النفطية العراقية).

استعادة حضور

وأضاف إن (واشنطن تسعى لاستعادة حضورها في واحد من أهم ملفات الطاقة في البلاد)، مؤكداً إن (الشركات الأمريكية لن تدخل كشريك استثماري مباشر، بل ستعمل وفق عقود دعم فني تماشياً مع التشريعات العراقية)، وتابع إن (الهدف الحقيقي من هذه الخطوة يتمثل في طمأنة الولايات المتحدة بأنها ليست خارج اللعبة النفطية في العراق، وأن بغداد ما تزال تحافظ على قنوات تعاون طاقي مع واشنطن).

وشرعت وزارة النفط، في وقت سابق، بمفاوضات مباشرة مع شركات أمريكية عملاقة، لتولّي تشغيل حقل غرب القرنة الثاني، خلفاً لشركة لوك أويل الروسية التي تدير الحقل منذ أكثر من عقد، وطالتها عقوبات على خلفية الحرب في أوكرانيا. وأكدت الوزارة في بيان تلقته (الزمان) أنها (اتخذت الإجراءات الأصولية بتوجيه دعوات مباشرة وحصرية إلى عدد من الشركات النفطية الكبرى الأمريكية والدخول في مفاوضات مباشرة معها لتقديم عطاءاتها والتنافس الشفاف بينها، بغية انتقال إدارة حقل غرب القرنة الثاني إلى إحداها)، وتابع إن (هذه الخطوة تخدم المصالح المشتركة وتعزز استقرار الأسواق العالمية وتضمن إدامة عملية إنتاج النفط العراقية وحصصه السوقية وإدامة موارد الدولة).

من جانبه، قال مسؤول في الوزارة أمس إن (الشركة التي سيتم اختيارها ستتولى تشغيل الحقل بدلاً من لوك أويل)، وأضاف إن (الحقل يُعدّ من أكبر الحقول النفطية في العالم). في غضون ذلك، رأى خبراء نفطيون عراقيون، إن شركة إكسون موبيل هي الأوفر حظاً للفوز بإدارة الحقل. وكانت إكسون قد عادت إلى الساحة العراقية في تشرين الأول الماضي، بتوقيع اتفاقية مبادئ مع وزارة النفط، لتمهيد الطريق أمام تطوير حقل مجنون النفطي في الجنوب، بعد انسحابها من العراق عام 2024 إثر توقفها عن تطوير حقل غرب القرنة واحد، الذي انتقل لاحقاً إلى شركة صينية.

وجاءت هذه التطورات بعد إعلان واشنطن، في 22 تشرين الأول الماضي، فرض عقوبات على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين، ضمن مسعى لتجفيف مصادر تمويل الحرب الروسية على أوكرانيا، ودخلت العقوبات حيّز التنفيذ في 21 تشرين الثاني الماضي. وتشغّل لوك أويل حقل غرب القرنة الثاني، منذ أكثر من عشر سنوات، وينتج الحقل حالياً 480 ألف برميل يومياً، ما يمثل نحو 10 بالمئة من إجمالي إنتاج العراق و15 بالمئة من صادراته النفطية.

ويقدّر احتياطي العراق النفطي بنحو 150 مليار برميل، ما يكفي لتغذية الأسواق العالمية لأكثر من 120 عاماً وفق تقديرات رسمية.

ويُعدّ العراق، الذي يعتمد على النفط لتأمين نحو 90 بالمئة من إيراداته، ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، ويصدر ما معدله 3.5 ملايين برميل يومياً. الى ذلك، نفت شركة دانة غاز، ما ورد في صحيفة المونيتور بشأن توقف العمل في حقل خور مور الغازي.

ادعاءات غير صحيحة

واوضحت الشركة في بيان أمس (موقفها إزاء ما ورد في المقال المنشور في صحيفة المونيتور، الذي تضمّن ادعاءات غير صحيحة تتعلق باستئناف العمليات في منشأة خور مور الغازية)، وتابع إن (ما أورده من معلومات غير دقيقة ومضللة لا يستند إلى أي حقائق)، مؤكداً إن (رئيس حكومة تصريف الاعمال محمد شياع السوداني، شدّد بشكل واضح، على أهمية الإسراع في استئناف إنتاج الغاز)، ولفت إلى إن (العمليات قد استُؤنِفت فور استكمال جميع التقويمات الفنية وإجراءات السلامة اللازمة).

وشـــــــدد على القول إن (الشركة تثمّن الاستجابة السريعة من قبل رئيس مجلس الوزراء والحكومة العراقية، ودعمهما المتواصل في الجوانب الأمنية، وكذلك الزيارة الفورية التي قام بها كبار المسؤولين الاتحاديين إلى موقع خور مور، فضلاً عن التزام الحكومة بالإصدار العاجل لتقرير التحقيق والمتابعة المطلوبة).

مشاركة