خبير لـ (الزمان) : وساطة العراق الدبلوماسية تحظى بتأييد وقبول إيراني سعودي

 

 

 

بغداد تحتضن مباحثات إقليمية لتسوية الخلافات وإعادة العلاقة بين الغريمين

خبير لـ (الزمان) : وساطة العراق الدبلوماسية تحظى بتأييد وقبول إيراني سعودي

بغداد – قصي منذر

اكد الخبير الستراتيجي عماد علو ، ان وساطة العراق الدبلوماسية بين السعودية وايران،  اثمرت بعد سلسلة زيارات اجراها المسؤولون في الحكومة بين البلدين ، ومهدت الطريق نحو اللقاء الاول الذي تحتضنه بغداد اليوم الاحد بعد قطعية دامت خمسة اعوام. وقال علو لـ(الزمان) امس ان (بغداد قطفت ثمار حراكها الدبلوماسي والوساطة التي لعبتها بين الرياض وطهران ، في تقريب الرؤى وتسوية الخلافات القائمة منذ سنوات ، حيث كان للخطوة دور فاعل ومؤثر ، وذو مردودات ايجابية على المنطقة)،

واضاف ان (زيارات المسؤولين المتبادلة كان لها الوقع الاكبر على كسر الجليد بين السعودية وايران وتقريب الهوة ، للانطلاق نحو عهد جديد مبنى على احترام الاخر وبعيد عن الصراعات التي انعكست بشكل سلبي على اقتصادات تلك الدول)، وبشأن امكانية حصول تحالف جديد في المنطقة ينتج عن مبادرة الصلح بين البلدين، اكد علو انه (من السابق لاوانه حصول حلف بين هذه المحاور ، ولكن هناك رؤية مشتركة تبناها العراق وعدد من الدول ، وهي الانفتاح وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة ، ولاسيما ان هناك مشاريع مكملة لطريق الحرير ، بهدف تعزيز دور الشرق الاوسط في الصناعة والانتااج بعد التدهور الذي شهده العالم نتيجة تدهور وتلكؤ الصناعات بسبب تفشي وباء كورونا). يزور اليوم الاحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى الدوحة وبغداد ،بعد أيام من تقارير عن تضييف العراق لقاء بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين’ لبحث العلاقات المقطوعة بين.وأفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان امس أن (ظريف سيزور اليوم قطر والعراق على رأس وفد دبلوماسي)، واضاف ان (الجولة تأتي في إطار تطوير العلاقات الثنائية، ومتابعة المباحثات الإقليمية وما هو أوسع منها)، مشيرا الى أن (ظريف سيلتقي خلال زيارته عددا من المسؤولين البارزين في البلدين).

وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الإيرانية بعد أيام من تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، الذي تحدث عن تضييف بغداد ، لقاء بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين، في ما وصفته بأنه (أول مباحثات سياسية مهمة) بين البلدين منذ قطع الرياض علاقاتها مع طهران في كانون الثاني العام 2016.وأكد مصدران حكومي وآخر دبلوماسي ان (الاجتماع الذي سيعقد في بغداد ، سيتبع بلقاء آخر في الأيام المقبلة). ولم تؤكد طهران أو تنفي حصول اللقاء.لكن خطيب زاده كرر خلال مؤتمر سابق، ترحيب بلاده بالحوار مع السعودية.وقال ان (إيران لطالما رحبت بإجراء مباحثات مع السعودية، وتعد أن ذلك سيكون في صالح شعبَي البلدين والسلام الاقليمي والاستقرار)، مشددا على أن (المقاربة الإيرانية لا تزال مستمرة).

ولم تعلق الرياض رسميا على التقارير، لكن صحيفة سعودية ، نقلت عن مسؤول بارز لم تسمه، نفيه حصول مباحثات مع إيران في العراق.وتعد ايران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم حركة الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

وقطعت الرياض علاقاتها مع طهران ، إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد، نفذه محتجون على إعدام رجل الدين نمر النمر.كما تبدي الرياض قلقها من النفوذ الاقليمي لطهران، وتتهمها بالتدخل في شؤون دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وكذلك تتوجس من البرنامج النووي وقدراتها الصاروخية.وتأتي التقارير عن حوار بين الطرفين، في ظل مباحثات تستضيفها فيينا بين طهران والقوى الكبرى، تهدف الى البحث عن سبل لعودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي لعام 2015? ورفع عقوبات فرضتها الإدارة السابقة للرئيس دونالد ترامب على ايران بعد انسحابها أحاديا من هذا الاتفاق عام 2018.وسبق لإيران أن رفضت دعوات سعودية لإشراك الرياض وحلفائها الاقليميين في أي مباحثات دولية بشأن الملف النووي، لكنها أكدت مرارا استعدادها لإجراء حوار إقليمي.وبقيت العلاقات بين طهران والدوحة وثيقة إبان الأزمة الدبلوماسية الخليجية التي اندلعت في أعقاب قرار الرياض وحلفاء اقليميين أبوظبي والمنامة والقاهرة عام 2017? قطع العلاقات معها على خلفية اتهامها بالتقرب من إيران ودعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو ما نفته قطر.

مشاركة