جَلّ من لا يخطئ
الشيء المنطقي أن الحبر سيسيل ولن تجف الصحف، ومن الطبيعي جداً أن تأتي ردة الفعل (حال تأثرنا لهزيمة أو تعادل بطعم الخسارة للمنتخب الوطني) غير طبيعية فيها شيء من الإنفعال الذي يخرجنا عن طورنا فلا نزعل على غضبنا إن غضبنا ولا نهتم ولا نبالي حينها إن لامنا اللائمون على عاطفة فقدنا قدرة السيطرة عليها، ذلك أن حب الوطن يختلف عن كل شيء له علاقة بحياتنا، وكل منا سيكتب وجهة نظره الخاصة التي تحتمل الصواب والخطأ، وقد يكون لكل منا رأي في هذا اللاعب أو ذاك، وقد نتدخل في شؤون المدرب زيكو ولو على الورق، وقد ينصب أحدنا نفسه فنياً (أفهم) منه أو أي مدرب آخر (وهذه حالة مستشرية حتى لدى الجمهور العراقي)، لكن يجب أن نحترم خيارات المسؤول الأول تقنياً وتكتيكياً عن المنتخب ويجب ألا ننسى أنه إنسان أولاً وأخيراً وخياراته معرضة للخطأ.
لذا من هذا المنطلق وبعيداً عما سيكتبه أو يقوله الآخرون فإن تعادل منتخبنا الوطني أمام نظيره العماني في تصفيات مونديال 2014 من وجهة نظرنا المتواضعة ليس نهاية التصفيات ولا فقدان الأمل في التأهل، لكنه بداية لوقفة جدية من الإتحاد العراقي والمدرب زيكو حول مصير المنتخب (لأنني أحاول إقناع نفسي بأن هذه الصفحة قد طويت) ففي مرحلة حساسة وحرجة وصعبة كالتي يعيشها ومديره الفني زيكو ومع إستحقاق مهم جداً أجد أنه من المواطنة الصادقة أن نقف مع المنتخب ونسانده ونساعد البرازيلي الذي يعيش مرحلة تحدٍ هامة في تاريخ الكرة العراقية.
أن تحرص على مصلحة المنتخب الذي يمثل وطنك وتقدمها أي هذه المصلحة على مصلحة آنية تختص بك فهذا دليل على أنك حضاري ناضج وواع، وأن تقف أمام هذا المنتخب تدعم، تساند وتشجع، هذا أيضاً تأكيد على أنك في منظومة الرياضة عضو فاعل، وبفاعليتك ودورك وحجم مسؤوليتك ربما ساهمت في تحقيق ما قد يعجز عنه المدرب في الخطة، واللاعب في المهارة والتنفيذ،ساعدوا زيكو في تنفيذ برنامجه ورؤيته وقناعاته الفنية فالمرحلة هي مرحلة تحدٍ، والإستحقاق عالمي، والمشوار صعب لكنه ليس مستحيلاً، لابد أن نكرس في عقول وأذهان الجماهير الرياضية ثقافة التحدي الإيجابي، وأن يسهم الإعلام الرياضي في حملة التعبئة المعنوية للقاء اليابان تحديداً بكل ما يحمله من حسابات فنية دقيقة تتطلب الحذر والتنظيم الجيد والروح القتالية العالية المطلوبة حتى نقطع مشواراً جيداً في مثل هذا الاإستحقاق المهم، فالمنازلة ستكون شرسة ومهمة بعد ان وضعنا أنفسنا في عنق الزجاجة بهذا التعادل والمستوى المخيب للإمال، إلى جانب أنها نقطة انطلاق.. المهم أن يكون تأهلنا لمونديال 2014 بعيداً عن حسابات ونتائج مباريات أخرى لسنا طرفاً فيها وهذه هي حسابات التأهل إلى المونديال والتي لن تتم إلا من خلال إجتيازنا مباراة اليابان لتسهل علينا حسابات أستراليا خلال مشوار التأهل الذي لا يقبل غير الروح القتالية العالية وروح التحدي القوية،علينا أن نستوعب ما حدث من أخطاء في المباراتين السابقتين، وأن نضع خصمنا الياباني في حجم قوة (البرازيل والأرجنتين) حتى نتمكن من مجاراته ونطبيق الأسلوب المناسب معه لتحقيق نتيجة إيجابية معه ، ففي الكرة متى ما أيقنت بقوة خصمك ومتى ما تعاملت معه بنظرة إحترام فأنت بمثل هذا الأسلوب ستنجح وتتجاوز الصعب. فنياً اليابان قوي، صعب، متمكن، وبنفس النظرة يجب أن يكون منتخبنا، وعليه ان يسير وفق هذا المبدأ، مما يعني أن اللقاء سيكون صعباً ولن يحسم هكذا بسهولة، وإذا ما كان للحسم وسيلة فالوسيلة هي الدعم والمساندة وتحفيز اللاعبين،علينا جميعاً تقع مسؤولية الدعم وهو أقل ما يمكن لي ولك ولكل محب تقديمه، بالأخص في هذه المرحلة التي من الضرورة بمكان أن نغلق ونطوي ملفها، بإختصار هذه دعوتي على الورق، مع اليقين بأن الذين يعشقون منتخب الوطن ليسوا بحاجة لمن يقدم لهم الدعوة.
تغريدة:
عندما يزول الغبار ستظهر الصورة.
موفق عبد الوهاب
ستوكهولم
/6/2012 Issue 4227 – Date 16 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4227 التاريخ 16»6»2012
AZLAS
AZLAF