تعزيزات مدرعة من جبل الزاوية تنضم الى قصف المروحيات في حلب
11 جثة معدمة بالرصاص في القدم والجيش النظامي يقصف حجر دمشق الأسود
ونزوح جماعي من حي التل
بيروت ــ ا ف ب دارت اشتباكات عنيفة امس ولليوم السادس على التوالي في احياء مدينة حلب في شمال سوريا بين مقاتلين معارضين والقوات السورية، بينما ما زال حي الحجر الاسود في دمشق يتعرض للقصف من قوات النظام التي تحاول السيطرة عليه ، بحسب ما افاد المرصد السوري. وقال نشطاء سوريون قدموا تسجيل فيديو لرجال مصابين بثقوب في رؤوسهم إنهم عثروا امس على 11 جثة لرجال أعدمتهم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في حي القابون بدمشق. وأظهرت اللقطات 11 جثة تكسوها الدماء بعضها في أزقة وبعضها داخل مبنى. وقتل ثلاثة فيما يبدو بالرصاص بعد تغطية رؤوسهم بقمصانهم وكان آخر يركع في مواجهة الحائط. وقالت رانيا الميداني وهي نشطة في المعارضة تعيش قرب حي القابون إن الرجال ألقي القبض عليهم قبل خمسة أيام في حي مجاور. وأضافت لرويترز عبر سكايب إن النشطاء عثروا عليهم في شارع تشرين واعتقدوا ان هؤلاء الرجال كانوا في السجن. وأضافت أنهم تمكنوا من دخول الشارع امس فقط حيث عثروا على الجثث لأن الشبيحة الموالين للأسد كانوا يحتلون الشارع.
وقوات الأسد وأفراد الشبيحة متهمون بارتكاب عدد من المذابح بما في ذلك قتل 108 أشخاص على الأقل يوم 25 آذار نحو نصفهم من الأطفال في محافظة حمص وهو ما أكده مراقبو الأمم المتحدة في سوريا. من جانبهم قال سكان ونشطاء ان قوات سورية أطلقت امس قذائف مدفعية وزخات من الصواريخ على حي التل إلى الشمال من دمشق في محاولة للاستيلاء على البلدة من المعارضين الأمر الذي أثار فزعا واسعا واجبر مئات الأسر على الفرار من المنطقة.
واضافوا قولهم ان الكتيبة الميكانيكية 216 ومقرها قرب حي التل بدأت تقصف البلدة التي يسكنها 100 ألف نسمة الساعة 3 15 صباحا بمعدل قذيفة كل دقيقة وتشير التقارير الأولية أن المجمعات السكنية تضررت من القصف. وقالت مصادر المعارضة ان المقاومين دمروا حاجزا للجيش كان قد قطع الطريق من التل إلى دمشق وان معظم السكان يفرون شمالا إلى جبال القلمون القريبة. وقال رافي علام احد النشطاء عبر الهاتف من تل يطل على حي التل المروحيات العسكرية تحلق فوق البلدة الآن. واستيقظ الناس من صوت الانفجارات وهم يفرون . واضاف قوله الكهرباء وخطوط الهاتف قطعت وكانت التل تعتبر ملاذا آمنا ولجأت آلاف الأسر من حمص واحياء في دمشق مثل دوما خلال الأشهر القليلة الماضية الى التل . يقع حي التل على بعد ثمانية كيلومترات إلى الشمال من دمشق وقد سقط في أيدي مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي مع عدة أحياء في العاصمة وعلى مشارفها بعد ان قتل تفجير أربعة من كبار معاوني الأسد. فيما تدور اشتباكات عنيفة في احياء مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي تستخدم المروحيات في محاولة لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة الواقعة شمال البلاد، في حين تتعرض بعض مناطق دمشق وريفها الى القصف، بحسب ناشطين. في وقت قال نشطو المعارضة السورية ان الآلاف من الجنود السوريين انسحبوا بمدرعاتهم من جبل الزاوية في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد امس متوجهين الى مدينة حلب التي يقول معارضون انهم يسيطرون على قرابة نصفها الان. وقال النشط عبد الرحمن بكران من جبل الزاوية ان مقاتلي المعارضة هاجموا مؤخرة القوات المنسحبة من المنطقة في قرية أورم الجوز ورامي قرب طريق حلب اللاذقية السريع وفي قرية البارة غربي طريق حلب دمشق السريع. وافاد المرصد السوري ان حي بستان القصر في مدينة حلب يشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة . واضاف المرصد ان اشتباكات دارت فجرا في المدينة في حي سيف الدولة قرب كلية العلوم، وفي حي الميرديان قرب فرع الهجرة والجوازات، وفي حي الجميلية قرب مقر فرع حزب البعث الحاكم. وفي ريف حلب، تعرضت مدينة الباب للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول اعادة سيطرتها على المدينة، بحسب المرصد. وافادت لجان التنسيق المحلية ان احياء القدم والعسالي وجورة الشريباتي في دمشق تتعرض الى قصف عنيف ، بالاضافة الى قصف عنيف على الحجر الاسود . وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان احدى القذائف اصابت مسجد الفرقان في حي العسالي وأحدثت اضرارا كبيرة . وفي محافظة ريف دمشق، اشار المرصد الى سماع اصوات انفجارات في ضاحية قدسيا يعتقد انها ناتجة عن قصف من قبل القوات النظامية التي قصفت مدينتي التل والهامة فجرا . واشارت الهيئة الى نزوح عدد كبير من العائلات من التل بعد القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة بالدبابات والمدفعية ، موضحة ان الكهرباء مقطوعة بشكل كامل بينما تدعو المآذن الأهالي للنزول إلى الملاجئ. وفي مدينة حمص سقط مقاتل معارض اثر اصابته برصاص قناصة بحي القرابيص. ولفتت الهيئة الى قصف عنيف على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص بقذائف الهاون والمدفعية ، بينما تشهد مدينة الرستن في الريف الحمصي قصفا عنيفا ومتواصلا منذ ساعات الصباح الاولى بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران المروحي . وفي محافظة ادلب قتل اربعة مدنيين اثر القصف واطلاق النار الذي تتعرض له بلدة كفرومة، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى مقتل طفلين نتيجة القصف على بلدة كرناز في ريف حماه فجرا، بينما تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات بحثا عن مطلوبين في بساتين حي الشريعة الذي شهد امس الثلاثاء مقتل 16 مدنيا خلال اقتحام قوات الامن المدينة.
وحصدت اعمال العنف في سوريا امس 158 قتيلا هم 114 مدنيا و13 مقاتلا معارضا، بالاضافة الى 31 من القوات النظامية.
/7/2012 Issue 4261 – Date 26 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4261 التاريخ 26»7»2012
AZP02