العمل: وراء المستجدين تجّار وتمويل وعوامل مشجعة

التسول ظاهرة ملفتة في شوارع العاصمة

العمل: وراء المستجدين تجّار وتمويل وعوامل مشجعة

بغداد –  تمارا عبد الرزاق

ان استمرار الاوضاع الصعبة وغير المستقرة التي يمر بها العراق منذ الاحتلال في 2003 كان لها الاثر الكبير على الشرائح الاجتماعية الضعيفة ولاسيما الاطفال والشباب اذ اجبرت تلك الظروف العديد من هؤلاء الى التسرب من المدارس او ترك الدراسة والعمل في مهن بعضها صعبة ومهينة.

 ولكن يحاول البعض ان يجعل من التسول خاصة من الذين لديهم القابلية الجسدية للعمل من ان هذه الوسيلة طريقاً سهلة ومربحة ومن دون رأس مال للربح لذا فقد شاعت هذه الظاهرة بشكل ملفت وبأعداد كبيرة من المتسولين بحيث ضاعت على المواطنين ايهم احق بالصدقة والاخر يصطنع المرض او يستدرج عطف الناس بعرض اطفال رضع او مرضى في ظروف قاسية صيفاً وشتاءً.

إحراج المواطنين

(الزمان) استطلعت اراء المواطنين عن ظاهرة التسول التي اصبحت تسود العديد من المناطق واحراج المواطنين بالعطف عليهم حيث تقول مريم احمد الت تعمل في احد الدوائر الحكومية ان (ظاهرة التسول غير حضارية لكن بسبب الحاجة المادية لجأ اليها اغلب الفقراء لكنها اصبحت ملجأ للفقير والشخص الذي يصطنع الفقر واصبح من الصعب تمييز من منهم هو الفقير الحقيقي في هذه المدة شاهدت دوريات الشرطة تقوم بأخذ المتسولين من الساحات العامة التي يتواجد فيها المتسولون من كافة الاعمار منهم من يبيع الحلويات بحجة العمل وهذه المبادرة جميلة من الحكومة لكن هناك اشخاص يكونوا فقراء ومحتاجين لهذه النقود وعلى الجهات المعنية ان توفر لهم عمل افضل من الجلوس في الشارع).

ويقول مهند حسن ان (افضل حل لهذه الظاهرة عندما قدمت الدوريات بأخذ المتسولين لانهم يمثلون ظاهرة غير حضارية ولاسيما انهم يفتقرون الى الاداب العامة والالفاظ النابية الخالية من الاخلاق على اصحاب السيارات واذا تفوهت عليهم بكلمة يردونها بعشر ففي احد الايام طلب مني طفل مساعدة واعطيته 250 ديناراً حيث تكون اقل عملة وكذلك من باب الاحراج افضل من ان لا اعطيه شيء رميها في وجهي وقال لي لا اريدها بسبب قلة قيمتها وعلى الحكومة ان تستمر بهذه الحملة حتى لا يعاودوا اللجوء الى هذه المهنة). وتقول مروة جاسم تبلغ من العمر 33 عاماً ان (التسول اصبح الكل يلجأ إليه لان هذه الظاهرة مهنة لكسب النقود من دون مشقة ولم تقتصر هذه الظاهرة على المشي بين السيارات لكن اصبح هناك نساء مع اطفالهم يجلسون امام المعاهد والكليات وطلب المساعدة من الطلبة ويستخدمون الاطفال كدعاية ويعرضون اطفالهم الى الاهانة وقتل براءتهم من خلال هذه الظاهرة ولجأت النساء للتسول في هذه الاماكن بسبب ما يرتدون من ملابس متنوعة واكسسوارات تجذب النظر لكن الطلبة اكثر حاجة الى هذه النقود وعلى الجهات المعنية ان تكثف دورياتها في كل مكان ولا تقتصر في اماكن معينة).

ويقول محمد منصور انا (افضل اعطاء النقود للعاملة الاسيوية بدل من المتسولين بسبب عدم المعرفة الجيدة من هو الفقير الذي يحتاج لهذه النقود بكون العاملة اكثر حاجة بالرغم من عملهم المستمر طوال اليوم وعندما انظر اليهم اعطيهم من دون الطلب لان النظر يكفي بانهم في بلد الغربة ومهنة التسول مهنة غير صحيحة في المجتمع وهناك اعمال يمكن ممارستها افضل من التسول كبيع الخضروات البسيطة ويكون عمل من ليس لديه نقود وعلى الحكومة ان تستمر في مطاردة المستولين حتى يتم التخلص من هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بشكل غير طبيعي).

إلقاء قبض

من جانبه قال المتحدث باسم الداخلية سعد معن لـ(الزمان) امس ان (ظاهرة التسول هي ظاهرة غير حضارية والاسر الاكثر اهمية هناك جماعات ينظمون الى المستولين ويقوموا باستغلالهم والاساءة الى البلد حيث قامت القوات الامنية بالقاء القبض عليهم وجعلهم في الاماكن المخصصة منهم من يتم اعادة تأهيلهم والبعض منهم يتم محاسبتهم وهناك تعاون من جميع القوات الامنية للقضاء على هذه الظاهرة شيئاَ فشيئاَ حتى تنحسر ويتم القضاء عليها بشكل نهائي). من جانبه ذكر مصدر في وزارة العمل لـ(الزمان) امس ان (من واجب الوزارة مساندة القوات الامنية للقضاء على هذه الظاهرة لان يكون خلفها تجار وتمويل خاص وعوامل مشجعة وعندما يلقى القبض على المستولين تقوم الوزارة بتدقيق معلوماتهم ويقدموا تعهداً بان لا تتكرر هذه الحالة والوزارة غير ملزمة بتوفير عمل لهم بسبب عدم تأهيلهم وافضل من توفير عمل للمتسولين هناك اصحاب شهادات جالسين في بيوتهم لهم الاولوية في هذه الوظائف ويكون اغلب المتسولين اصحاب عوائل ولديهم مسكن ومشمولين بالرعاية الاجتماعية بكون هذه المبالغ لا تكفي فيتوجهون الى التسول لكسب المال).

مشاركة