البرمودا ونكوص قيمنا

البرمودا ونكوص قيمنا

للعراقيين عادات سيئة كثيرة تحدث عنها علماء الاجتماع والنفس قديماً وحديثاً وهي خصال بنيوية ترتبط بتركيبتهم النفسية و تتعلق ببيئتهم الجغرافية القاسية وارثهم الحظاري المليء  بالحروب والاغتيالات والانقلابات والعبودية ..

تحدث عنها المختصون بأسهاب العادات اقصد يصل احياناً الى حد التنكيل بالشخصية العراقية تشخصياً فقط ولكم ان تقرأوا كتاب باقر ياسين الذي يتحدث فيه عن العراقي بعمق شديد وببحث تاريخي غاية بالدقة .

كُتب عنا الكثير وسال مداد المفكر علي الوردي بمجلدات سبعة شخص فيها كل علل وادران المجتمع الرافديني في لمحاته السبعة على ما اذكر ولكن لم يكلف احد نفسه الى الان للكتابة عن معالجة هذه الشخصية المركبة التي تعاني الكثير من المشاكل من ايام السومريين الى الان .

لم يعمل احد لا عالم اجتماع ولا سلطان او حاكم على تخليصهم منها ولا اعرف سبب هذا الامر وكأن من يكتب عنا يجــــد لذة في رزالتنا تلك وتطييح حظنا؟

من عاداتنا السيئة التي اكتسبناها مؤخراً نتيجة انتقال العالم من المجتمع الصناعي الى مجتمع المابعد صناعي او ما يسمى عصر المعلوماتية اننا لا نميز بين ما نرتديه في مناسبة سعيدة كالعرس وبين ما نرتديه ونحن في مسبح داخلي مثلاً ؟

للأعراس ازياؤها كما للمسابح ومن غير المنطقي ان يأتي شاب لابساً شورتاً قصيراً و(نعال)  ابو الاصبع وتيشيرت فسفوري ويجلس بقرب رجل تجاوز السبعين وهو بكامل اناقته و وقاره ومن غير اللأئق ان يتجول شاب في شوارع بغداد مرتدياً كيمونه وبرمودا ويروم الدخول الى دائرة من دوائر الدولة ؟! حدث هذا امامي اليوم في الباب المعظم وقرب مدينة الطب بالضبط !

ربما سأتحدث عن حلول ولو ببساطة يعني بدل ان يكون هناك برنامج يتعلق ببطون العراقيين وما يأكلونه من اكلات لا تستطيع ان تصنعها لا ام كاظم ولا ام مهدي مثلاً ويكون بديلاً عن هذه البرنامج مال الفايخين برامج تربوية ذات مضامين قيمية تهذيبية تعمل على تنمية وتشذيب واعادة صياغة الذوق العراقي الذي يعاني نكوصاً وتراجعاً  شديدين ؟

سعدي علو

مشاركة