بيروت (أ ف ب) – أعلنت لجنة تحكيم جائزة غونكور الثلاثاء من بيروت قائمة الروايات الأربع المتأهلة إلى نهائيات السباق للفوز بنسخة 2022 من الجائزة الأدبية الفرنسية الأهم، متجنبةً أي إشارة إلى الجدل الذي حدا ببعض أعضائها إلى صرف النظر عن الحضور إلى لبنان.
ومن المقرر أن تسلّم الجائزة المرموقة إلى الفائز بها في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مطعم “دروان” في باريس، كما درجت العادة.
ويتناول الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي في روايته “ساحر الكرملين” (Le Mage du Kremlin) الصادرة عن دار “غاليمار” في نيسان/أبريل الفائت قصة مستشار متخيَّل لفلاديمير بوتين، ومن خلاله يستكشف تاريخ روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي.
وفي “العيش سريعاً” (Vivre vite) الصادر عن دار “فلاماريون”، تستحضر بريجيت جيرو الأيام الأخيرة لزوجها الذي قُتل في حادث دراجة نارية عام 1999، وعواقب هذه المأساة.
أما كلوي كورمان فتجري في “الأخوات تقريباً” (Les presque soeurs) عن دار “سوي”، تحقيقاً مع قريبات والدها اللواتي كن في طفولتهنّ ضحايا محرقة اليهود.
وعلى امتداد 600 صفحة في كتاب “مجموع إنساني” (Une somme humaine) لماكينزي أورسيل (من هايتي) الصادر عن دار “ريفاج”، تتحدث من عالم بعد الموت امرأة يسكنها الشعر والعنف. وسبق لكاتب من هايتي هو لوي فيليب دالامبير أن تأهل أيضاً إلى النهائيات العام الفائت عن “ميلواكي بلوز”، لكنّ السنغالي محمد مبوغار سار هو الذي فاز في نهاية المطاف بالجائزة عن روايته “ذاكرة البشر الأكثر سرّية” (La plus secrète mémoire des hommes). استبعدت لجنة التحكيم من النهائيات كتابين كان يُعتقد أنهما من الأوفر حظاً للمنافسة على الجائزة، هما “الحياة السرية” (
) لمونيكا سابولو و”القلب لا يستسلم” (Le cœur ne cède pas) لغريغوار بوييه.
وأعلنت أكاديمية غونكور لائحة المتأهلين إلى النهائيات من بيروت ضمن إطار الدورة الأولى من “مهرجان كتب بيروت” الأدبي الذي يشارك فيه نحو مئة كاتب ناطق بالفرنسية من مختلف أنحاء العالم حضروا إلى العاصمة اللبنانية التي تشكّل مدينة فرنكوفونية بارزة.
وتولى رئيس الأكاديمية ديدييه دوكوان الإعلان عن أسماء المتأهلين من مقر إقامة السفيرة الفرنسية لدى لبنان آنّ غريّو، أمام مجموعة من المدعوين المختارين.
وتوجّه دوكوان “بكلمة شكر صادقة جداً” إلى مضيفة الحدث، قائلاً “نحن مرتاحون هنا”.
لكنّ رأي عدد من أعضاء لجنة التحكيم الذين فضّلوا البقاء في باريس كان مختلفاً.
فوزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى المحسوب على حركة “أمل” الشيعية المتحالفة مع “حزب الله”، لم يكن راضياً عن برنامج “مهرجان كتب بيروت”، وهذا ما حدا به إلى نشر تصريح في 8 تشرين الأول/أكتوبر الجاري ” اتهم فيه “بعض الأدباء” المشاركين في المهرجان، من دون تحديد أسمائهم، بأنهم “من معتنقي المشاريع الصهيونية (…) وداعميها”. وأضاف المرتضى الذي عاد وسحب منشوره من التداول “لن نسمح لصهاينةٍ بأن يحلّوا بيننا وأن ينفثوا في لبنان سموم الصهيونية.
- حضور منقوص -
وما كان من أربعة من كبار الكتّاب الأعضاء في الأكاديمية هم إريك إيمانويل شميت والطاهر بن جلّون وباسكال بروكنير وبيار أسولين، إلا أن قرروا عدم الحضور إلى بيروت.
وقال بن جلّون الاثنين في حديث عبر إذاعة “فرانس إنتر”: “لن أشعر أني بأمان في هذا البلد الذي تحصل فيه الاغتيالات بسهولة”.
وتعرّض بن جلّون لانتقادات من بعض الأوساط بسبب مواقفه الداعية إلى فهم أفضل بين العرب واليهود، ورفضه المقاطعة المنهجية لإسرائيل.
ونظراً إلى امتناع فرنسواز شاندرناغور وباتريك رامبو عن الحضور أيضاً إلى بيروت، لم يكن موجوداً في الإعلان عن المتأهلين، إلى جانب دوكوان، سوى أمين السر فيليب كلوديل وعضوي اللجنة كاميّ لورانس وبول كونستان.
وأعلن الكاتب الفرنسي من أصل لبناني سليم نصيب هو الآخر أنه عدلَ عن المشاركة في المهرجان، موضحاً أنه شعر “باشمئزاز عميق” من تصريحات الوزير اللبناني.
وكان من المفترض أن يطلق نصيب من بيروت روايته الجديدة “الجلبة” Le Tumulte التي صدرت في آب/أغسطس الفائت، والتي يرى بطلها المولود في بيروت لعائلة يهودية، تماماً كالكاتب، أن “البلد سينفجر إذ ارتد كل واحد إلى طائفته وحدها”.