أيني

قصة قصيرة

أيني

ايسر الصندوق

كان غريبا أن تسأل صديقتها كل يوم  عن امها , هل هي من رافقتها الى المدرسة ام لا؟ وهل بالأمس استقبلتها عند عودتها الى البيت ؟يأخذها الحنين لتلك المواقف وللحظاتها ، ولا تتسع لها الطرق حتى ولو ليوم واحد  ان تشعر بها , عند ذهابها الى المدرسة تتهيأ لحمل ذلك الكيس المصنوع من القماش السميك ، لقد أخاطته والدتها بشكل جيد وبماسكات قوية كي تستطيع من خلالها حملة بشكل ثابت  طول الطريق ، وتقوى على حملة طول المسافة بيدها وفي الأخرى تحمل حقيبتها المدرسية  فترة ، وفترة تعلقها على كتفها, كيس يحوي بعض الحاجيات على الرغم من صغر حجمه لكنه ثقيل على معصمها ، تلمه ببطء محاولة ان لايفتح وتتبعثر الحاجيات منه ، ومن المهام الملقاة عليها ان تحمله عند ذهابها الى المدرسة مع بدء النهار

تأخذها الخطوات ولا شيء يظللها , خطوات عجولة , هذه الخطوات هي القريبة من النهار وضجيج الشارع , تسير بها بين الرصيف وأبواب البيوت الصغيرة  المتلاصقة والمتشابهة حتى تستوقفها فكرة ان تبدل الكيس باليد الاخرى و، تتمايل لكنها سرعان ما تستأنف السير والمضي بطريقها حتى النهاية ،وعندما تصل كان كل شيء على ما يرام ، والكيس كما هو لم يسقط منه شيء ، اما هي فبدت في حالة خوف وبوجه منكمش شاحب وعينان غائرتان ونفس ضعيف ترمي بنظراتها خلف خطوات الاخرين ، فكان هو المكان الذي يصل الى  المدرسة ويمرالكثيرن خلاله من صديقاتها ، وما كان عليها الا حمل الكيس وايصاله الى امها عند نهاية الطريق وهي تفترش الارض ببضع من الحاجيات لبيعها هي مصدر رزقها ، لأن أمها لا تقوى على حمل كل الحاجيات ، لذا تستعين بابنتها لأيصال البقية اليها عند ذهابها الى المدرسة ،وما كان للبنت الا ان تنظر الى المارة بهذا الطريق عند الرصيف قبل بدء النهار وبدء دوام المدرسة خوفا من نظرات الآخرين , يبتلعها قلبها بمرارة الحزن لما هي فيه امامهم .

مشاركة