نتيجة تاريخية للأردن على ملعب سينتناريو
أورغواي تكمل عقد المتأهلين للمونديال بالتعادل مع النشامى
{ مدن – وكالات: رفع “النشامى” الهامة، وخرجوا بتعادل تاريخي مع منتخب اورغواي “0-0” في المواجهة التي جمعتهما فجر الخميس الماضي على ملعب سينتناريو أحد أشهر ملاعب العالم في اياب الملحق العالمي المؤهل لنهائيات كأس العالم بكرة القدم . وأنجز النشامى وعدهم بإظهار الصورة الحقيقية لكرة القدم الأردنية ومثلوا عرب آسيا خير تمثيل في الملحق العالمي الذي ودعوه مرفوعي الرأس. وأعلنت أورغواي أفراحها الرسمية مع جماهيرها التي احتشدت في ملعب المباراة والتي فاقت ال “70” الف متفرج بمناسبة بلوغها مونديال البرازيل للمرة “12” بتاريخها حيث شكل فوزها ذهابا “5-0” حسما مبكرا للتأهل. وقدم منتخب الأردن أداء تكتيكيا ناضجا أحرجوا خلاله بطل العالم لعامي “1930-1950” في عقر داره حينما نجحوا في مناددة نجوم أورغواي ليذيبوا فارق الإمكانات والقدرات بفضل العزيمة والإصرار الذي تسلح به نشامى منتخب الأردن. وأحسن المصري حسام حسن قراءة معطيات المباراة حينما تعامل بواقعية ومنطق مع قدرات خصمه ودفع بتشكيلة مثالية أدت دورها على أكمل وجه. دخل المنتخب الأردني المباراة وطموح تقديم أداء يليق بسمعة الكرة الأردنية هاجسه، بعدما فقد حظوظ التأهل بخسارته ذهابا بخماسية، لينجح مع مضي الوقت في فرض نفوذه سريعا على منطقة العمليات بفضل التشكيلة المتوازنة والمنطقية التي دفع بها حسام حسن حينما حشد لاعبيه في منطقتي الدفاع والوسط حيث تولى قيادة خط الوسط شريف عدنان وشادي أبو هشهش ومحمد خير وعبدالله ذيب وعدنان عدوس فيما تواجد أحمد هايل وحيدا في الأمام. وحاول منتخب الأردن البحث عن فرص لمباغتة خصمه من خلال تناقل الكرات بسرعة وبدون أدنى فلسفة واحداث التقاطعات المناسبة حول منطقة الجزاء وعبر الأطراف لكن دفاع اورغواي بتواجد لوجانو وبيريرا وكاسيريس وديجو جودين تعاملوا بحذر وتركيز عال مع الهجمات الأردنية ودشنوا ترسانة متينة أمام الحارس مارتن سيلفا. وحاول منتخب اورغواي خلال المباراة الإعتماد على أخطاء منتخب الأردن والعمل على استثمارها بأقل جهد ممكن في محاولة لإختزال اللياقة البدنية وتجنب أي اصابات محتملة معتمدين على استيوني واريفالو رودريجيز ، لكن الخطورة على المرميين بقيت غائبة بإستثناء الفرصة التي سنحت لكافاني الذي تلاعب بدفاع الأردن وسدد كرة بدون تركيز ذهبت بعيدا عن المرمى رد عليه هايل بتسديدة غير متقنة. تماسك المنتخب الأردني وتنفيذ لاعبيه للمهمات المطلوبة والترابط بين الخطوط والتنظيم الدفاعي المميز الذي ظهر عليه عقل وخطاب والدميري وزهران منحه الثقة لتشكل هذه المؤشرات سمات ايجابية للاعبي النشامى ليقدموا أداء تكتيكيا منضبطا استطاعوا من خلاله تحييد الجماهير الأورغوانية التي ملأت مدرجات الملعب والحد من خطورة لاعبي اورغواي.
مباراة كبيرة قدمها منتخب الأردن وكان كل ما ينقصه مضاعفة الكثافة العددية في المناطق الأمامية لتشكيل الخطورة اللازمة على مرمى سيلفا حيث افتقد هايل للمساندة الفاعلة نتيجة المهمات الدفاعية التي أنيطت بلاعبي خط وسط منتخب الأردن الذين سعوا لإغلاق المساحات في المناطق الخلفية للحد من الإنطلاقات الخطرة لسواريز وكافاني. وشهدت الدقيقة “44” أخطر فرص المباراة حينما هيأ كافاني كرة برأسه داخل منطقة الجزاء ليسددها المدافع جودين برأسه لكن العارضة نابت عن الشطناوي بالتصدي لها، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. حافظ منتخب الأردن على تشكيلته مع مطلع الشوط الثاني بعدما قدم اللاعبون المهمات المطلوبة منهم على أكمل وجه، لكن الدفاع الأردني تعرض لضغط هجومي واضح من قبل منتخب أورغواي الذي ظهرت تعليمات مدربه تاباريز بضرورة التسجيل. التطلعات الهجومية الواضحة لمنتخب اورغواي فرضت على النشامى التراجع والتصدي لهذه المحاولات للمحافظة على نظافة الشباك ونجحوا في ذلك وتصدى الشطناوي بثقة لتسديدة سواريز التي نفذها من ضربة حرة مباشرة. وفي خضم تلك المعطيات ، سحب حسام حسن محمد خير ودفع بخليل بني عطية وبخاصة أن الأخير يمتلك نزعة هجومية ومهارات فردية عالية قد يحتاجها منتخب الأردن في الهجمات المرتدة فيما دفع تاباريز بالهداف فورلان بدلا من استيوني لتعزيز القدرات الهجومية لمنتخب اوروجواي. ولاحت في الدقيقة “59” فرصة خطرة للأورغواي من ضربة ركنية سددها لوجانو برأسه مرت بجوار القائم الأيمن للشطناوي ليرد منتخب الأردن بهجمة مماثلة وصلت على إثرها الكرة لعدوس الذي هيأها مباشرة للمتحفز هايل داخل منطقة الجزاء لكنه تأخر بالتسديد صوب المرمى. ولم ترق نتيجة التعادل السلبي للجماهير الأورغوانية التي بدأت تطالب منتخب بلادها بضرورة التسجيل في الوقت الذي كان فيه هايل يسدد من خارج الجزاء كرة استقرت في أحضان مارتن.