النقيب وإنفعالات السياسيين

النقيب وإنفعالات السياسيين

شيء من الحرج يصيبنا عندما نتابع مواقف وتصريحات السياسيين العراقيين، فلغة الاتهام، والشتائم الضمنية والصوت العالي، أصبحت من سماتهم برلمانيين وحكام، وكأنهم يريدون بذلك أن يوصلوا لشعوب العالم، بأننا كعراقيين نفتقد إلي لياقة وفن الحديث ومستلزمات التوضيح والرد، إلا بالصراخ والتهديد والاتهام، ومثل هذه اللغة قد غادرتها حتي قساوسة واساقفة الكنائس في القرون الوسطي، وحاخامات اليهود في زمن النبي زكريا عندما حاولوا كعادتهم التشكيك بولادة مريم العذراء، والحق الإلهي للنبي عيسي .
فمن يتابع لقاءاتهم وتصريحاتهم علي شاشات الفضائيات وما أكثرها، يستطيع أن يسجل بوضوع تلك اللغة، بحيث بتنا نعرف عندما نسمع من بعيد بأن المتحدث هو فلان، فلا داعي لمتابعة حديثه لأنه لايخرج عن كونه سلسلة متصلة من إلقاء اللوم علي الأخرين واتهامهم بضياع العراق وصولاً للتهديد بحرب طائفية، واصبح المحاورون لايحتاجون لفن الحوار ولا للغة الكشف عن المضمون، فهؤلاء الرجال وغيرهم مستعدون للكشف عما تخزنه عقولهم الباطنية بسهولة والانتقال لشتم واتهام من يختلفون معهم بأسرع من شربة الماء .
المشكلة هنا ليست في هؤلاء فقط، وإنما في بعض كتاب الاعمدة في بعض الصحف العراقية، فهؤلاء يتصورون بانهم يصوغون احرف القرأن للقراء، وليست كتابات أقل مايقال عنها تفوح منها رائحة الطائفية النتنة، فلم يتورعوا عن قول هؤلاء، كأن المواطنة والوطنية العراقية إنتفت من قاموس هؤلاء الكتاب، ويريدون العودة بنا إلي داعس والغبراء .
كنا ولازلنا نتمني أن نسمع من الأخرين، بأن سياسيونا يتقنون فن الكلام، ومهما أشتدت الخلافات بينهم، وهذه حالة طبيعية في العمل السياسي، يبقون علي توازنهم، ولكن المشكل هنا غير ذلك، فهم يحولون الخلافات إلي عداوات ويحاولون بكل الوسائل نقلها من حواضنهم السياسية إلي الشارع العراقي، ويريدون بكل الوسائل المتاحة لديهم أن يصطدم الشارع بين هذه الجبهة وتلك، لكي يثبتوا للأخرين بأن قوة ضغطهم قادرة لتخريب أي شيء إذا ماتحققت مشاريعهم واهدافهم، وهذا السلوك السياسي الغوغائي هو الذي جعل سليماني قائد الحرس الإيراني يتحدث عن العراق وكأنه وصياً عليه، وجعل من رئيس وزراء تركيا أردوغان يهدد بالتدخل فيما إذا نشبت حرب اهلية، وجعل من حدود ومطارات بعض البلدان العربية تسأل العراقي من أي طائفة أنت، ولايكفيها جواز سفره وهويته ..؟ .
ويمكننا القول توكيداً علي الواقع الشعبي العراقي، إن الذين يتحدثون بأسم الجهة ليس بمقدورهم بالمطلق تحريك الشارع فيها لأنه شارع وطني عراقي بالصميم وهو لاينقاد لتلك الكتل والاحزاب والكيانات التي أثبتت السنين الماضية انها لايهمها سوي مصالحها ومايمكن أن تكسبه من حواضرها السلطوية، كذلك الحال بالنسبة للشارع الأخر فهو وطني عراقي بالمطلق، لاتستطيع أي جهة وحزب وكيان أن تدفعه للصدام مع أهله، وأن هؤلاء الذين يتحدثون أو يراهنون علي أنه شارعهم، فهم مفلسون تماماً، لكون هذا الشارع أدرك ويدرك يقيناً بأن العراق لشعبه بكل فصائله الاجتماعية وقومياته المتأخية، وليس لهذه الجهة أو تلك، وهذه السنوات تحكي قصة التراجع في البني التحتية للمدن وفي الحياة العامة والمعيشية للناس، وإذا أردنا أن لانبتعد كثيراً، فأن الذي يستطيعون تحريكهم من كلا الطرفين هم هؤلاء المعتاشين علي بقايا الولائم، والذين يجعلون من البنادق المخفية وسيلة للأرتزاق ليس إلا .
إتركوا لغة الخطابات النارية في الفضائيات وفي مابينكم، وتحدثوا بهدوء مثلما يفعل نقيب الصحفيين، فمهما كتب ضده أو عنه فهو لايخرج عن لغة الكلام الهادئ المتوازن، رغم إدراكه بأن حقوق الصحفيين لم تتحقق وأن ماقيل من المسؤولين لاتعدو كونها شعارات تطرح ثم تتبخر، فيما يمكن القول إن نقابة الصحفيين تمكنت خلال الفترة الماضية أن تعقد مؤتمرات صحفية عالمية وعربية في بغداد كان العراق محروماً منها لأكثر من 20 عاماً في حين هذه الكيانات والتكتلات والاحزاب والشخصيات لم تحقق مؤتمراً واحداً لصالح العراق اللهم سوي شر الملابس الوسخة علي حبال العراق في الداخل والخارج . نحن نتمني علي سياسيينا أن يتخلصوا من لغة الشتائم والتهديدات والكلمات النارية، وأن يمعنوا النظر بقضايا الناس ومصالح البلاد، وبدون ذلك فأن تقاعدهم يكفي لكي يكونوا امراء في بيوتهم ومناطق سكناهم اينما تكون ..
جاسم مراد

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02
















نجيرفان البارزاني يختار أركان حكومته اليوم

نجيرفان البارزاني يختار أركان حكومته اليوم
الكردستاني: المعارضة ترفض المشاركة في الكابينة الوزارية

بغداد – زينة سامي
اربيل – هيمن بابان
الموصل – الزمان
يستعد الحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل حكومة جديدة بعد ان قدمت حكومة رئيس الوزراء برهم صالح استقالتها ضمن الاتفاقية الستراتيجية الموقعة مع الاتحاد الوطني الكردستاني.
وقال القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان لـ(الزمان) امس ان (رئيس الاقليم مسعود البارزاني وافق علي استقالة حكومة صالح والتي قدمها منذ اسبوعين ليستعد رئيس الحزب الديمقراطي نيجرفان البارزاني لتولي منصب رئيس الوزراء ويبدأ باختيار الوزراء اليوم الثلاثاء ضمن الاتفاقية التي وقعت بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني) موضحا ان (مناصب عدة ستشهد تغييرا في شخصياتها وسيشارك الحزبين في تشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن المعارضة التي وجهت الدعوة اليها لغرض المشاركة الا انها رفضت ذلك) علي حد قوله.
ولفت عثمان الي ان (الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة لن يكون كثيرا كون الاطراف المشاركة في القضية متفقة).
من جانب آخر بحث نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني نيجيرفان البارزاني مع سكرتير الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني محمد حاجي محمود الاوضاع في الاقليم والعراق والمتغيرات التي تشهدها المنطقة، والتشكيلة الجديدة لحكومة الاقليم. وذكر بيان للحزب امس ان (اللقاء تناول الاوضاع في الاقليم والعراق والمتغيرات التي تشهدها المنطقة)، وما يجب القيام به مستقبلاً لتنظيم البيت الكردي وإجراء الاصلاحات في الاقليم لنتمكن بمشاركة الجميع من اتخاذ الخطوات الضرورية معاً.
ونقل البيان عن محمود قوله (نحتاج في الكابينة المقبلة الي تنظيم البيت الكردي وإجراء حكومة الاقليم لإصلاحات، ونحن في غضون ذلك ندعم الكابينة الجديدة).
وأشار البيان الي ان (البارزاني أشار الي: ان الهدف من هذه الزيارة كانت بشكل عام بحث الاوضاع في العراق والاقليم مع الاطراف السياسية الكردستانية ودورها في النضال التحرري).
ورداً علي سؤال بشأن التشكيلة المقبلة لحكومة الاقليم، قال البارزاني (سنكون سعداء إذا تمتعت الكابينة المقبلة للحكومة بقاعدة موسعة)، إن (المسائل الموجودة حالياً علي الساحة الكردستانية هي مسؤولية جميع الاطراف السياسية الكردستانية بالسعي والعمل معاً من اجل تقديم المزيد من الخدمات لهذا البلد والشعب).
حالات إنتحار
الي ذلك أقدم شاب في العشرين من عمره علي قتل نفسه، مساء امس في ناحية بعشيقة التابعة لمحافظة نينوي، وقال مصدر في الناحية امس ان (الضحية كان يدرس في إحدي كليات جامعة الموصل). واضاف المصدر ان (حالة الانتحار هي السادسة خلال شهر واحد تقريبا في المناطق ذات الأغلبية الايزيدية والتي تتبع اداريا نينوي لكنها تخضع عمليا لسلطة اقليم كردستان).
وقالت منظمة رابطة التآخي والتضامن الإيزيدية المنظمة ان (عدد المنتحرين والمنتحرات من أبناء وبنات المكون الايزيدي (وصل في عام 2011 الي 81 حالة انتحار في مناطق تواجد الايزيدية، والمنظمة تعمل ومنذ اكثر من سنة علي تنفيذ مشاريع للحد من هذه الظاهرة).
وقال مدير المشروع الذي يتابع حالات الانتحار المنظمة عدي كروز ان (المنظمة ستعمل علي تنفيذ عدة برامج ومشاريع خلال عام 2012 من اجل تقليل ظاهرة الانتحار، وسوف تكون هناك جهود مكثفة من الأعضاء الناشطين من أجل وضع الخطط والبرامج بشكل يساهم في تقليل الظاهرة).
وكشف كروز عن الاحصائيات التي قدمتها المنظمة بشأن حالات الانتحار في مناطق وجود الايزيدية. مبينا ان (عام 2003 شهد تسجيل حالة انتحار واحدة. وعام 2005 ثلاث حالات انتحار وعام 2008 سجلت 13 حالة وعام 2010 سجلت 46 حالة وفي عام 2011 سجلت 81 حالة).

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02
















مراكز عشوائية لمحو الأمية بإنتظار قانون النواب

مراكز عشوائية لمحو الأمية بإنتظار قانون النواب

بابل – حسن علي الحلي
اكد مدير تربية بابل نجاح جواد كاظم ضرورة الحد من العمل العشوائي لمراكز محو الامية وتنظيم قانون يسير عملها.
وقال كاظم لـ(الزمان) امس (ان مراكز محو الامية فتحت بشكل عشوائي في المحافظة وليس لها قانون ينظم عملها).
مشيرا الي ان القانون ما زال في اروقة البرلمان ونحن بانتظار اقراره لما له من اهمية بالنسبة لشريحة مهمة من المواطنين في المحافظة.
وبين مدير التربية (ان هناك مراكز عديدة لمحو الامية فتحت بعد سقوط النظام السابق بالتعاون مع مديرية التربية فيما فتح البعض الاخر فريق الاعمار الامريكي وفي المسيب هناك اكثر من مركز لمحو الامية يدرس فيه بعض المتطوعين من خريجي التربية ومعاهد المعلمين علي امل تعيينهم فيها.
من جهة اخري اعترضت مديرية بلدية بابل علي مجسر الحصوة لوجود خلل فني في التصميم وقال مدير بلديات المحافظة عبد الحسين منصور لـ(الزمان) امس (ان المديرية سجلت اعتراضها علي تصميم المجسر في الحصوة كونه سيخلق زخما لسيارات الحمل الكبيرة وعن التبليط في الاحياء والمدن اوضح ان البلديات اوقفت التبليط في المناطق حتي تحقيق الخدمات الرئيسية الاخري.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02
















كربلاء توزع المنح المالية بين المهاجرين

كربلاء توزع المنح المالية بين المهاجرين

كربلاء -محمد فاضل ظاهر
اعلنت رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس محافظة كربلاء بلقيس الشريفي عن المباشرة بتوزيع المنح المادية التكميلية للعائدين من خارج القطر الوجبة الاولي والبالغة مليون دينار للمهجرين ومليون و500 الف دينار للمهاجرين والذين سبق ان استلموا منحا مالية سابقة.وقالت الشريفي لـ(الزمان) امس ان (هذه المنح شملت الفا و 618 اسرة وسيتم توزيعها بالتعاون مع فروع المصرف في المحافظة كما ان هذه المنح تأتي في اطار المساعدات المالية المقدمة من وزارة الهجرة والمهجرين لهذه الشريحة).
من جانب آخر قالت رئيس لجنة البيئة في مجلس محافظة كربلاء سهيلة شنو (انه تم تشكيل لجنة مكونة من ممثلين من مديرية بيئة المحافظة والرقابة الصحية وشرطة البيئة اضافة الي مديرية الامن الوطني لتحسين الواقع البيئي في المحافظة).
واوضحت شنو لـ(الزمان) امس انه (تم اتخاذ عدد من الاجراءات بحق معامل تصفية المياه غير المجازة كما اغلقت اللجنة 22 منظومة تصفية مياه اضافة الي استحصال التعهدات القانونية بحق 83 معملاً).
وعن عدد المعامل التي تم احالتها للقضاء.
اشارت شنو الي (احالة 12 معملا مخالفا الي القضاء ويأتي هذا في ضوء عمل اللجنة المستمر لجميع المخالفات والتي تضر بالواقع البيئي في المدينة).

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02
















وساطة الأزهر متأرجحة النتائج في منع الغاضبين من مهاجمة مبني الداخلية

وساطة الأزهر متأرجحة النتائج في منع الغاضبين من مهاجمة مبني الداخلية
تجهيز سجن طره لاستقبال مبارك وزوجته متخوفة من الإقامة الجبرية

القاهرة ــ الزمان
ساد الهدوء الحذر محيط وزارة الداخلية المصرية بعد ليلة من الاشتباكات المتقطعة استخدم فيها المتظاهرون الحجارة بينما استخدم الامن الغاز المسيل للدموع مما اجبر المتظاهرين علي الانصراف الي الشوارع الجانبية كما نجحت جهود عدد من مشايخ الازهر في اعادة الهدوء الي منطقة القائد ابراهيم ومصطفي كامل بالاسكندرية في الوقت نفسه قامت لجنة طبية مكونة من عدد من مستشاري مكتب النائب العام والادارة الطبية العسكرية بوضع خطة عاجلة خلال الاسبوعين القادمين لتجهيز سجن طره امنيا وطبيا لنقل الرئيس مبارك وقدرت تكاليف الاعداد بـ 1.5 مليون جنيه.
واوضح مصدر طبي في المركز الطبي العالمي الذي يعالج فيه حسني مبارك ان النائب العام طلب من اللجنة الطبية المكلفة بالكشف عليه ضرورة اعداد تقرير نهائي عن حالته الصحية وامكانية نقله الي مستشفي السجن نظرا الي التداعيات والازمة الراهنة التي تشهدها ميادين مصر عقب احداث بورسعيد مؤكدا ان اللجنة لم تنته من كتابه التقرير النهائي متوقعا ان يتم نقل مبارك الي مستشفي السجن خلال ايام قليلة جدا خصوصا ان حالته الصحية تسمح بنقله اذا توافرت غرفة في مستشفي السجن مجهزة كغرفة عناية مركزة.
مبارك يعاني حاليا من ارتفاع في ضغط الدم اضافة الي عدم انتظام في ضربات القلب وتوقف نشاط فايروس المخ هكذا يقول المصدر موضحا ان تلك الامراض تتم السيطرة عليها مشيرا الي ان سوزان ثابت متوترة جدا وقالت لمبارك “ما باليد حيلة الجميع بدأوا يتخلون عنا” سوزان ايضا لديها تخوفات من وضعها تحت الاقامة الجبرية بعد ان علمت ان هناك مطالب شعبية بذلك.
المصدر قال ان مبارك يرفض تماما فكرة الذهاب الي مستشفي السجن مؤكدا ان ذلك سيكون اخر يوم في حياته وهو يتحدث للمقربيين منه عن تاريخه وبطولاته في حرب اكتوبر واصراره علي البقاء داخل البلد وعدم تفكيره في الهروب منذ تنحيه ومفاجاته بان الاوضاع ستنتهي به في مستشفي السجن.
وفي السياق ذاته اعلن مساعد وزير الداخلية مدير مصلحة السجون اللواء محمد نجيب ان الداخلية تدرس توزيع علاء وجمال ابني الرئيس المخلوع حسني مبارك ورموز النظام السابق المحبوسين في سجن المزرعة بطرة علي عدد من السجون وذلك استجابة لمطالب القوي السياسية ونواب البرلمان التي تصاعدت بعدما تردد عن تورط قيادات النظام المخلوع في احداث بورسعيد الاخيرة. مشيرا الي ان قطاع السجون يقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتنفيذ ذلك في وقت قريب فيما اكد ان هناك شركة مقاولات تسلمت بالفعل مستشفي السجن لعمل الترميمات والانشاءات الخاصة بالمباني علي ان يتم تزويددها بالتجهيزت الطبية والاطباء اللازمين لتكون جاهزة لاستقبال الرئيس السابق بعد شهرين من الان. وقال في تصريحات خاصة لا نقبل ان يكون الموجودون في طرة من رموز النظام السابق يديرون شؤون البلاد ويدبرون المؤامرات كما تردد مؤخرا لانهم موضوعون تحت رقابة مشددة وممنوعون من الاتصال مضيفا: انا وزملائي وشرفاء الوطن من سيدفعون الثمن في حال وجود اي مخالفات مؤكدا ان مسؤول مسؤولية تاريخية عن اي تقصير او اهمال يحدث وقال: لن اغامر بسمعتي واسمي واسمح بايذاء الوطن او ان اخونه لافتا الي ان القوات المسلحة هي المختصة بتامين السجن جوا حيث لا توجد طائرات تدخل الي السجن الا بموافقة وبعلم القوات المسلحة وفي الغالب لا تدخل الطائرات ابدا الا لحالة الضرورة القصوي. وكشف نجيب عن ان قطاع السجون قام بعمل نظام جديد لمنع وقطع الاتصالات عن المحبوسين بسجن طرة عبر تركيب اجهزة تشويش علي التليفونات المحمولة مشيرا الي انه لا توجد سوي شبكة ارضية خاصة بمباحث وافراد امن السجن بالاضافة الي انه يتم التفتيش بصفة يومية علي جميع النزلاء لضبط ما بحوزتهم من مخالفات سواء كانت هواتف محمولة او اموال او مخدرات الي جانب الاجراءات التفتيشية المفاجئة التي تجريها وزارة الداخلية وخضوع السجون للاشراف القضائي حيث تقوم النيابة العامة بحملات تفتيشية مفاجئة علي السجون. من ناحية اخري طالب سياسيون بضرورة تطبيق قانون الغدر او افساد الحياة السياسية علي نزلاء طرة واتباع النظام السابق علي خلفية الاشتباه في تورطهم في مجزرة بورسعيد بعد ان ادلي المقبوض عليهم في الاحداث باعترافات للنيابة تؤكد تورط رجال النظام السابق من اعضاء الحزب الوطني والبرلمان ببورسعيد فضلا عن رجل اعمال عرف بصلته وصداقته بجمال مبارك. واكد السياسيون ان مصر اصبحت في قبضة القابعون بطرة حيث انهم يخططون لاحراق البلاد ولن يتركوها الا ارضا سوداء واشاروا الي ان حرق مصر وتدميرها كاملة لا يحتاج سوي ملايين قليلة مع بلطجية ماجورين بمبالغ زهيدة وان مجرمي طره اسقطوا الداخلية تماما ويبداون الان مع الجيش والشعب لاحراق البلاد.
وطالب عبد الغفار شكر «القيادي بحزب التحالف الاشتراكي» بضرورة تطبيق قانون الغدر او افساد الحياة السياسية علي نزلاء طرة المشاركين في مجزرة بورسعيد ورجال النظام السابق الطلقاء.
واضاف: الا ان القانون الحالي والذي اصدرة المجلس العسكري به الكثير من العيوب واهمها انه لم يعط النيابة العامه حق رفع الدعوي مباشرة بل اعطي هذا الحق والذي يعتبر مفتاح رفع الدعوي للمواطن المصري مطالبا اياه بجمع البيانات والادلة علي ذلك وهو ما يتعذر توفيره للمواطن العادي لذلك قد يكون الحل الوسط ان تسير تحقيقات النيابة كما هي الان في استجواب المتورطين وكل منهم سيكشف الاخر لنصل في النهاية الي الراس المدبر للمذبحة لتتم محاكمته وجميع من تورطوا في تنفيذها. كما يحق للمواطن رفع دعاوي قضائية ضد رجال النظام السابق في كثير من القضايا التي ارتكبوها اثناء الحكم السابق كتزوير الانتخابات ونهب اموال الشعب وذلك من خلال القضاء العادي علي ان تكون ادلتهم في الاتهامات ما ورد في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية واحكام القضاء فيما يخص تزوير الانتخابات البرلمانية علي سبيل المثال. واقترح علي مجلس الشعب اصدار قانون جديد وصارم لمحاكمة كل من يشكلون خطرا علي الدولة باحكام رادعة بصفته المجلس المفوض من الشعب لتولي شؤون البلاد.
من جانبه اتهم حسين عبد الرازق «القيادي بحزب التجمع» المجلس العسكري بتفريغ قانون الغدر من اهدافه لعدم الزام النيابة بتحريك الدعوي وكان المجلس العسكري يقصد من ذلك حماية النظام السابق بقوة القانون والدفاع عنه وبالتالي جاء القانون دون قوة محاسبة المسؤولين عن الافساد السياسي وهو ما يجعله بعيدا كل البعد عن حل ازمة مذبحة بورسعيد الحالية.
جمال زهران «استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس والبرلماني السابق» قال ان قانون الغدر لم يعد حلا فاعلا الان خاصة بعد ان استنفذ المجلس العسكري كل طاقتنا في المطالبه بالقانون ثم اصدرة بشكل يعرقل محاسبة المفسدين من رجال النظام السابق.

الفاسدين والمفسدين
وقال كما فعلنا في ايام الثورة الـ 18 من رفع سقف مطالبنا بعد رفض الرئيس المخلوع النزول علي ارادة الشعب حتي تم التنحي فسقف مطالبنا مع الثوار ارتفع مع محاكمة الفاسدين ليصل الي حد المطالبة بمحكمة ثورية يقوم مجلس الشعب بتشكيلها وتشمل جميع الفاسدين والمفسدين منذ العهد السابق حتي مجزرة بورسعيد وعلي مجلس الشعب ان يمتثل لارادة الشعب ويشكل هذه المحكمة بصفته الذراع اليمني للثورة وان لم يستجب للمطالب فسيقطع الشعب تلك الذراع التي لم تعبر عن الثورية الحقيقية التي مازالت مستمرة.
المستشار زكريا عبد العزيز «رئيس نادي قضاه مصر» اكد ان الاحداث التي تعيشها مصر حاليا لن يستفيد منها سوي من يجلس في مزرعة طرة ويقدم له جميع وسائل الراحة والامكانيات التي من خلالها يستطيع القيام بشق وحدة الصف المصري تحت مظلة وتغطية امنية كاملة من بقايا نظام داخل وزارة الداخلية. واشار عبد العزيز الي ان ما يحدث الان هو محاولة لاجهاض ثورة 25 يناير وقتلها واتاحة الفرصة امام من يريد الانقضاض عليها للحصول علي كل المكاسب لافتا الي ان بقايا النظام لم تستطع الثورة حتي الان القضاء عليها في مؤسسات الدولة والتي مازالت تديرها كما هو الحال ايام الرئيس المخلوع حتي مبارك دون ان يتغير شيء. واضاف ان تجدد الاحداث في الذكري الاولي للثورة له مدلول كبير علي ان مصر تسير في الاتجاه الخطا بدا منذ عمليات السطو علي البنوك مرورا باحداث بورسعيد وانتهاء حتي الان باحداث وزارة الداخلية التي ظن قادتها انهم يستطيعون ان يؤدبوا الشعب بعدم القيام بعملهم في الوقت الذي يحصلون فيه علي كامل حقوقهم المالية مشيرا الي ان حادث بورسعيد كشف الطريقة التي يفكر بها النظام السابق القابع بوزارة الداخلية.
وقال ان الايام العصيبة التي مرت بها مصر من عدم وجود امن في الشوارع كانت امنه وعندما عاد الامن اصبحت مصر بلا امان وشاعت الفوضي في كل مكان مضيفا احمل المسؤولية كاملة لكل من الداخلية والمجلس العسكري وكذلك الحكومة التي لم تقدم اي شيء. وتساءل الدكتور حسام عيسي «استاذ القانون الدولي» كيف يعقل بعد عام كامل علي قيام الثورة ان تصبح مهمة وزارة الداخلية الانتقام وقتل المتظاهرين والثوار مشيرا الي ان الداخلية موجودة ليس لتامين الوضع الداخلي ولكن لاشاعة الفوضي في مصر.
واشار عيسي الي ان الذين يجب ان بتحملوا المسؤولية كاملة هم من يقومون بادارة البلاد من حكومة ومجلس عسكري لا الشعب الذي يقتل ويضرب طوال الوقت وعلينا جميعا الوقوف في وجه من يريد قتلنا لا ان نغمض اعيننا ونقاتل بعضنا البعض.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02























روسيا تريد لعب دور الوسيط والمخاوف من جدية حرب أهلية

روسيا تريد لعب دور الوسيط والمخاوف من جدية حرب أهلية
موسكو تسعي للترويج لحل سياسي لتخفيف الضجة حول استخدامها الفيتو

بيروت ــ رويترز: ربما يؤدي نجاح سوريا في تفادي صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تراه رخصة لتغيير النظام الي تصعيد الصراع الداخلي فيتحول الي حرب أهلية شاملة يعتقد كثير من المحللين أن الرئيس بشار الأسد لا يستطيع الفوز بها في نهاية المطاف.
وبعد انهيار الجهود الدبلوماسية الوحيدة التي يعترف بها خصوم الأسد سواء المعارضة المسلحة او المدنية المنقسمة أصبحت الأجواء مهيئة لعزلة دبلوماسية أعمق لسوريا وربما تدفق المزيد من الأسلحة والأموال علي المسلحين.
وقال نبيل بومنصف الصحفي في جريدة النهار اللبنانية “نحن لم نعد نتحدث عن حرب اهلية افتراضية. نحن في صلب الحرب الاهلية. بدأ بالحرب الاهلية… وأسوأ ما في نتائج الفيتو الجديد الروسي الصيني انه سيسعر الحرب الاهلية. سيسعرها بقوة”.
واستخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يوم السبت كان يسعي الي دعم مقترح من جامعة الدول العربية لإنهاء سفك الدماء المستمر منذ 11 شهرا في سوريا من خلال حث الأسد علي سحب قواته من المدن والسماح ببدء الانتقال السياسي.
وفشل استصدار قرار مجلس الأمن بعد يوم من قول معارضين للأسد إن قواته قتلت اكثر من 200 شخص بنيران المدفعية في مدينة حمص مما دفع الغرب الي التعهد بزيادة الضغط علي الأسد الي أن يترك الحكم.
وقد يعزز الفيتو حجة سوريا التي تقول إنها تكافح تمردا يقوده إسلاميون وتموله وتوجهه دول الخليج لكن محللين يرون أنه لا يقدم مسارا دبلوماسيا بديلا للخروج من أسوأ أزمة تواجهها سوريا خلال حكم عائلة الأسد الممتد منذ اكثر من 40 عاما.
وقال بيتر هارلينج من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات “من الواضح أن هذا «الفيتو» تأييد لنهج النظام في التعامل مع الأزمة التي دفعت البلاد علي مدي الأشهر الأحد عشر الأخيرة الي حافة الهاوية. “يمكننا أن نتوقع أن يمضي النظام علي نفس النهج مما يزيد احتمال الحرب الأهلية”.
وأكدت روسيا التي تبيع السلاح لسوريا ولها قاعدة عسكرية علي ساحلها أن الموافقة علي مشروع القرار كانت ستذكي الصراع لأنه لم يكن سيحمل جماعات المعارضة نفس القدر من المسؤولية عن أعمال العنف وسفك الدماء التي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط خمسة آلاف قتيل.
وستلعب موسكو دورا للوساطة من خلال وزير خارجيتها سيرجي لافروف ورئيس مخابراتها المقرر أن يلتقيا بالأسد الثلاثاء تنفيذا لتعهدها الأسبوع الماضي بالسعي الي إنهاء سفك الدماء عن طريق التفاوض. لكن المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة في الخارج التي ينضوي تحت لوائها عدد من الجماعات الأخري رفض هذا العرض بالفعل. ويزعم المجلس أنه يتحدث باسم المعارضة السياسية السورية وله صلة غير واضحة بالقوات المنشقة علي الجيش. وقال أيهم كامل المحلل في مجموعة يوراسيا لاستشارات المخاطر “روسيا تفهم ما يمر به النظام السوري فهو يعاني من عدم القدرة علي التكيف بسرعة”.
وأضاف “هي تشجع النظام السوري علي الإصلاح وليس إزالة كل الكيانات. الأمر يتعلق بإعادة الهيكلة لا الإزالة”.

بدء العملية السياسية
ويستبعد هذا النهج المطلب الرئيسي للمعارضة التي تحرز تقدما الآن فيما يبدو في حملة تهدف الي نبذ الأسد بعد أن طردت تونس سفيره وسحبت اعترافها بالنظام الحاكم في دمشق.
وقال رامي خوري المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط “قد يطلبون «الروس» منه التحرك بما يكفي لبدء عملية سياسية لكنني لا أري كيف يمكن تحقيق هذا الآن. المعارضة لن تتحدث معه وهو لن يتفاوض علي خروجه”. وفي ظل ضآلة احتمالات التوصل الي حل عن طريق التفاوض ربما يتحول الاهتمام الي توازن القوي بين المعارضة المسلحة وجيش الأسد. ويقول البعض من المعارضة إن الجيش تصرف بضبط نفس نسبي علي الرغم من تزايد أعداد القتلي ويرون أن أحد أسباب هذا هو الخوف من تمكين ضباط بعيدين للغاية عن دوائر الحكم.
واقتربت القوات المنشقة ــ التي لها قائد نظري يقيم في تركيا علي مقربة ــ من مشارف العاصمة.
وأدت حملات عسكرية سابقة شنتها الحكومة الي انضمام المزيد من الجنود لصفوف القوات المنشقة وربما تجد هذه القوات الآن مزيدا من المؤيدين لقضيتها بما يتيح تزويدها بمزيد من الأسلحة.
وقال هارلينج “اذا كان الكفاح المسلح هو الخيار الوحيد المتبقي علي الطاولة فإن هناك فرصة لكي تحقق جماعات المعارضة العمق الاستراتيجي الذي كان مفقودا”.
وعبرت واشنطن عن تهديدها بمزيد من الضغط علي الأسد في اطار الانتقال السياسي وحسب.
وتعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الأحد بتجفيف مصادر السلاح لسوريا بينما أيدت “خطط المعارضة السلمية من أجل التغيير”. وأشار خوري الي النفوذ الرمزي الذي مارسته السعودية علي الانتفاضة.
وتشعر الرياض بالقلق من الاضطرابات السياسية التي تجتاح الشرق الأوسط وأرسلت قوات الي البحرين التي تحكمها أسرة سنية وأخمدت احتجاجات تطالب بالديمقراطية العام الماضي. لكن السعودية عبرت بوضوح عن رفضها لأعمال العنف وسفك الدماء حين شن الأسد حملة علي مدن سورية مضطربة في بداية شهر رمضان.
وتستضيف المملكة رجل الدين السوري الشيخ عدنان العرعور الذي غادر البلاد حين سحق الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار انتفاضة مسلحة قادها إسلاميون وشن حملة علي مدينة حماة منذ 30 عاما مما أسفر عن سقوط عشرة آلاف قتيل علي الأقل.
وأتيح للشيخ الظهور علي قنوات فضائية موالية للسعودية ليندد بحكم الأسد من زاوية طائفية ودعا في أحيان الي عمليات انتقام جماعي من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الرئيس السوري.
وقال خوري “الجماعات المسلحة التي تقاتل ضدهم «الحكومة» تصعد فيما يبدو وأعتقد أنك ستجد من يدعمونها في مناطق متفرقة من العالم علي أساس انساني وايضا عسكري”. وأضاف “هناك مخاوف من ان تتحول المعارضة الي وكيل للسعودية وقطر… غير أنه اذا كانت هناك إمكانية للاختيار فإن معظم الناس يفضلون سوريا محررة بنفوذ واسع لمجلس التعاون الخليجي علي نظام الأسد”.
ويقول بومنصف إن هذا التصعيد سيؤدي حتما الي صراع طويل ودموي وأضاف “مازال النظام هو الاقوي علي الارض ولكن نحن نتجه نحو شيء مثل توازن القوي.
“عندما يصير منطق الحرب الاهلية بأي منطقة في العالم تفلت من ايدي الدول الا بتقاسم المصالح لا اكثر ولا اقل وهذا يزيد من تصعيد الصراع لا يخفف منه ونحن اكثر ناس خبراء به في لبنان. 15 سنة عشنا بهذه الدوامة”.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02























حرب الجزائر: ذاكرات متعارضة ترفض التسويات علي الخلافات

حرب الجزائر: ذاكرات متعارضة ترفض التسويات علي الخلافات

باريس ــ الزمان
مع اقتراب الذكري الخمسين لانتهاء حرب الجزائر، ما زالت الجراح مفتوحة والذكريات الاليمة حاضرة يتم استذكارها، من قتلي قطار انفاق شارون في باريس في 8 شباط/فبراير 1962، الي مجازر 17 تشرين الاول/اكتوبر 1961 في باريس، ومجازر 5 تموز/يوليو 1962 في وهران، وقتل “الحركيين” بعد اتفاقات ايفيان. وقال المؤرخ بنجامان ستورا لفرانس برس “ان هذا المنطق الاستذكاري الجماعي مأساوي”، علما انه يؤيد “احياء ذكري الضحايا بشكل توافقي”، بعد خمسين عاما علي انتهاء الحرب.
وتابع مشددا “ينبغي اخراج الذاكرات من عزلتها”. واوضح المؤرخ “وكأنه لا يمكن للبعض الاقرار بعذابات الاخرين. فلكل تاريخه، ولكل قتلاه، فيما ينبغي علي الجميع احياء ذكري الضحايا مجموعين سواء كانوا شيوعيين «في شارون» او جزائريين «في 17 تشرين الاول/اكتوبر في باريس» او من الاقدام السوداء «من الفرنسيين المقيمين في الجزائر في 5 تموز/يوليو» او من الحركيين” اي الجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي.
وتابع مشددا “لن نعرف التهدئة اذا كان كل منا يصر علي القول +عذابي اكبر من عذابك، قتلاي اكثر، الفظاعات التي عانينا منها افدح+. ينبغي التوقف عن جزئة الذاكرة بهذه الطريقة”. ولطالما غطت مأساة شارون، حيث قتل تسعة متظاهرين شيوعيين او من انصار الحزب الشيوعي في محطة قطار الانفاق الباريسية في 8 شباط/فبراير 1962، علي كوارث اخري مرتبطة بحرب الجزائر، من بينها مقتل مئات الجزائريين في باريس في 17 تشرين الاول/اكتوبر 1961، بحسب المؤرخ الذي نشر عدة اعمال بمناسبة الذكري الخمسين لنهاية الحرب. وتابع “لكن في السنوات القليلة الماضية، انعكس هذا التوجه وتم اعداد عدد من الافلام الروائية تتحدث عن 17 تشرين الاول/اكتوبر، علي غرار فيلم الان تاسما “نوي نوار” «الليل الحالك». وبالنسبة اليه فإن احداث شارون هي التي بدأت تتلاشي امام احداث 17 تشرين الاول/اكتوبر منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وتدهور الحزب الشيوعي في فرنسا. وقال “لقد دفعت احداث شارون ثمن كل ذلك، لان الحزب الاشتراكي لم يحتل حيز الذاكرة الذي اخلاه الحزب الشيوعي”. لكن مؤرخين اخرين علي غرار اوليفييه لو كور غرانميزون رئيس تجمع “ضد نسيان 17 اكتوبر 1961” يعتبر ان العكس هو الصحيح. بالنسبة اليه فان الجزائريين الـ200 الذين قتلوا في هذا اليوم سقطوا من الذاكرة فيما ما زالت ذكري شارون قائمة.
وقال “ما زالت فرنسا لم تقر بمسؤوليتها في جريمة الدولة هذه”.
واضاف “تلقي رجال الشرطة اوامر بالقمع وقامت اعلي مناصب الدولة بالتغطية علي المجزرة. كما حاولوا القاء مسؤولية الضحايا علي جبهة التحرير الوطنية” الجزائرية. واوضح ان “نسيان 17 تشرين الاول/اكتوبر يعود الي حد كبير الي التغطية عليه والالتباس بينه وبين تظاهرة شارون”. وكان مئات الاف الاشخاص شاركوا في تشييع قتلي شارون. وقال غرانميزون “هذا الحشد كان له اثر تضليلي ساهم في اسقاط 17 تشرين الاول/اكتوبر من ذاكرة الناشطين الشيوعيين وكامل المجتمع”. واعتبر ان “ذكري شهداء شارون ستبقي حية بفضل الحزب الشيوعي الذي يغذي بذلك الميثولوجيا الخاصة به وباليسار عموما”. وراي المؤرخ جيل مانسرون الذي كان نائب رئيس رابطة حقوق الانسان حتي حزيران/يونيو 2011 وصاحب كتاب “الاخفاء المثلث لمجزرة” ان اغلبية الفرنسيين تريد “فتح صفحة جديدة”. واشار الي ان مجزرة 17 تشرين الاول/اكتوبر اخفيت بمجهود من مسؤولين في الدولة الفرنسية وتم محوه من الذاكرة لصالح شارون كما تجاهله المسؤولون الجزائريون الذين تسلموا البلاد مباشرة بعد الاستقلال. واستغرق الامر حتي 2011 كي يكرم المرشح الاشتراكي الي الانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند ورئيس بلدية باريس برتران ديلانوي ذكري هؤلاء الضحايا، بحسب غرانميزون الذي طالب بالاعتراف بمجازر 17 تشرين الاول/اكتوبر. كما طالب المؤرخ بالغاء قانون 23 شباط/فبراير 2005 حول “حسنات الاستعمار” وبحل “مؤسسة ذاكرة حرب الجزائر”.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP02























المتهم بتسريب وثائق لويكيليكس يواجه الرجل الذي وشي به

المتهم بتسريب وثائق لويكيليكس يواجه الرجل الذي وشي به
مانينغ مثليي الجنس واجه صعوبات في الخدمة العسكرية خلال تطبيق سياسة لا تسل لا تقل تجاه أقرانه في الجيش الاميركي

لندن ــ الزمان
يبدو أن مؤيدو الجندي الأمريكي المحتجز حالياً، برادلي مانينغ، ليسوا ضئيلين البتة، فالجندي المشتبه به الرئيسي في تسريب شريط فيديو للقوات الأمريكية وهي تهاجم مجموعة من الأشخاص في العراق إلي موقع “ويكيليكس” المثير للجدل، يلقي تأييدا واضحا في امريكا إذ سيقوم مؤيديه بمسيرات في عدة مدن أمريكية الجمعة لحث الحكومة الأمريكية علي إسقاط التهمة بحقه.
ويقول المنظمون إن المسيرات المؤيدة لمانينغ «22 عاماً» ستنطلق من 19 مدينة أمريكية، بما فيها مدن نيويورك ولوس أنجلوس وتورنتو. يشار إلي أن مانينغ يعمل محللا لاستخبارات الجيش، وهو معتقل حالياً في سجن كوانتيكو بولاية فرجينيا، ومتهم بتسريب شريط فيديو يتضمن هجوما بالطائرات لموقع “ويكيليكس”، الذي قام ببثه في شهر إبريل/نيسان الماضي، وأثار جدلاً واسعاً حول عمليات الجيش الأمريكي.
وبحسب السي أن أن، وجهت لمانينغ تهم تسريب معلومات سرية بطريقة غير مشروعة عبر كمبيوتره الشخصي وتحميل برنامج غير مرخص علي نظام الكمبيوتر السري له علاقة بتسريب الفيديو لطائرات مروحية وهي تشن هجوما علي عدد من الأفراد، بينهم صحفي ومصور، في العراق عام 2007. كما اتهم مانينغ بالاتصال بمصدر غير مخوّل وتسليمه معلومات عسكرية سرية قد تلحق الضرر بالولايات المتحدة. ويصور شريط الفيديو عملية القصف التي نفذتها مروحية من طراز أباتشي، وأدت إلي مقتل 12 مدنياً في يوليو/ تموز 2007، بينهم اثنان من مراسلي وكالة أنباء رويترز. وكان مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” قد كشف لـ CNN في وقت سابق أن مانينغ، هو المشتبه به الرئيسي في تسريب عشرات الآلاف من الوثائق السرية الخاصة بعمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان. ويُعتقد أن مانينغ تمكن من الحصول علي أكثر من 90 ألف وثيقة سرية، بالإضافة إلي حسابات بريد إلكتروني، ونشرها علي الإنترنت، حسبما أفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لاستمرار التحقيق بالقضية.

دردشة إلكترونية
وخلال الجلسة روي ادريانو لامو، قرصان المعلوماتية الشهير، كيف ان الرجل الذي تبين له لاحقا انه الجندي برادلي مانينغ، اتصل به للمرة الاولي بواسطة بريد الكتروني في 20 مايو 2010.
وقال لامو انه تحادث عبر خدمة الرسائل الفورية المشفرة مع مستخدم يدعي “براداس87” وانه اكتشف لاحقا ان هذا المستخدم هو برادلي مانينغ بدليل ان الاخير ارسل له دعوة عبر فيسبوك لكي يصبح صديقا له في موقع التواصل الاجتماعي.
وقال لامو خلال الجلسة “اردت ان اعرف من هو هذا المحادث البعيد وما كان يريده”.
واضاف انه في هذه الدردشة الالكترونية التي جرت بينه وبين المستخدم “براداس87″، ونشر تفاصيلها موقع “وايرد دوت كوم”، اطلعه الاخير علي موضوع تسريب وثائق اميركية سرية الي “رجل استرالي مجنون ابيض الشعر” فيما يبدو اشارة الي مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج. وردا علي سؤال لوكلاء الدفاع عن المتهم، اقر لامو بانه عاني في السابق مشاكل مع المخدرات ومشاكل في الصحة العقلية وقال ايضا انه سبق له ان اعترف بذنبه امام محكمة بممارسة التزوير الالكتروني في 2004.
وكانت مسؤولة سابقة عن مانينغ اكدت خلال جلسة الثلاثاء انها عارضت فكرة ارساله الي العراق. وقالت الكابورال السابقة جيرلياه شومان ايضا ان مشادة كلامية وقعت بينها وبين الجندي قبيل اعتقاله في مايو 2010 وانه يبدو انه صفعها علي وجهها خلال المشادة.
وعقدت جلسة الاستماع في قاعدة فورت ميد قرب واشنطن لتحديد ما اذا كانت هناك ادلة كافية لاحالة مانينغ الي المحكمة العسكرية بتهمة “الاتصال بالعدو” والتي تصل عقوبتها الي السجن المؤبد. ومانينغ «24 عاما»، الذي خدم في العراق، متهم بانه سرب الي ويكيليكس بين تشرين الثاني/نوفمبر 2009 وايار/مايو 2010 وثائق عسكرية اميركية سرية عن حربي العراق وافغانستان، اضافة الي 260 الف برقية دبلوماسية اميركية عائدة لوزارة الخارجية. وخلال جلسة الثلاثاء وصف ادريانو لامو، قرصان المعلوماتية الشهير، كيف ان الرجل الذي تبين له لاحقا انه الجندي برادلي مانينغ، اتصل به للمرة الاولي بواسطة بريد الكتروني في 20 ايار/مايو 2010.
وقال لامو انه تحادث عبر خدمة الرسائل الفورية المشفرة مع مستخدم يدعي “براداس87” وانه اكتشف لاحقا ان هذا المستخدم ما هو الا برادلي مانينغ بدليل ان الاخير ارسل له دعوة عبر فيسبوك لكي يصبح صديقا له في موقع التواصل الاجتماعي. وقال لامو خلال الجلسة “اردت ان اعرف من هو هذا المحادث البعيد وما الذي يريده”. واضاف انه في هذه الدردشة الالكترونية التي جرت بينه وبين المستخدم “براداس87” اطلعه الاخير علي موضوع تسريب وثائق اميركية سرية الي “رجل استرالي مجنون ابيض الشعر” في اشارة الي مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج.
وردا علي سؤال لوكلاء الدفاع عن المتهم، اقر لامو بانه عاني في السابق مشاكل مع المخدرات ومشاكل في الصحة العقلية وقال ايضا انه سبق له ان اعترف بذنبه امام محكمة بممارسة التزوير الالكتروني في 2004.

مساعدة العدو
وكانت مسؤولة سابقة عن مانينغ اكدت خلال جلسة الثلاثاء انها عارضت فكرة ارساله الي العراق. وقالت الكابورال السابقة جيرلياه شومان ايضا ان مشادة وقعت بينها وبين الجندي قبيل اعتقاله في ايار/مايو 2010 وانه خلال المشادة ضربها علي وجهها.
واشار الدفاع الي ان مانينغ كان يعاني مشاكل تتعلق بميوله الجنسية المثلية ومشاكل عاطفية الا ان المسؤولين عنه اخفقوا مرارا في مساعدته او في اتخاذ تدابير مسلكية بحقه او سحب تفويضه الامني. ولفت هؤلاء ايضا الي ان مانينغ صاحب الميول الجنسية المثلية، واجه صعوبات في الخدمة العسكرية خلال تطبيق سياسة “لا تسل، لا تقل” تجاه مثليي الجنس في الجيش الاميركي والتي كانت تمنع المثليين من اعلان ميولهم الجنسية جهارا تحت طائلة تسريحهم من الخدمة، قبل ان يتم الغاء هذه السياسة عام 2011.
وبعد مرافعة الدفاع المتوقع استمرارها علي مدي يوم، قد يستغرق قاضي التحقيق اسابيع عدة قبل اتخاذ قرار حول امكان اقامة محاكمة عسكرية.
ويواجه برادلي مانينغ 22 تهمة اخطرها “مساعدة العدو” التي قد يواجه بسببها عقوبة السجن المؤبد. ومساعدة العدو ممكن ان تشكل خيانة عظمي الا ان الجيش الاميركي اكد انه لن يطلب عقوبة الاعدام.
وقال مانينغ بحسب احاديث الكترونية تم تسريب مضمونها عبر موقع وايرد.كوم الالكتروني “اريد ان تعرف الناس الحقيقة، بمعزل عن هويتهم، لانه من دون معلومات لا يمكن للجمهور اتخاذ قرارات تنم عن اطلاع”.
ومثل هذه التصريحات جعلت من مانينغ بطلا بالنسبة للناشطين ضد الحروب من بينهم الصحافي المعارض للبنتاغون دانيال ايلسبورغ الذي سبق ان شارك في جلسة استماع لمانينغ وجمع انصارا له خارج قاعدة فورت ميد.
ووصفت الحكومة الاميركية تسريب المعلومات لموقع ويكيليكس بانه “جريمة” عرضت المصادر السرية والامن القومي والسياسة الخارجية الاميركية للخطر.
وكان اسانج، الموضوع قيد التوقيف الاحتياطي في بريطانيا بانتظار امكان ترحيله الي السويد لمواجهة تهم بالاعتداء الجنسي، نفي علمه بمصدر تسريبات ويكيليكس الا انه اعرب عن دعمه لمانينغ وجمع اموالا للدفاع عنه.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP07























سوريا: الأصدقاء والأعداء

سوريا: الأصدقاء والأعداء

روبرت فيسك
ترجمة: بشار عبدالله
يزداد العنف سوءا. والجامعة العربية تنفض يديها في يأس. وقد تتكلم السيدة كلينتون بغضب وغرور في الأمم المتحدة. لكن النظام السوري وأنصار حزب البعث القديم لا يتزحزحان. العرب وحدهم لا يشعرون بدهشة. ذلك أن سوريا ــ “الأم العربية الواحدة”، أم الشعب العربي، كما يقول البعثيون ــ مخلوق صعب، وحكامها هم من بين الأعند في الشرق الأوسط، معتادون علي رفع الأصدقاء وكبس الأعداء. و”رفض” سوريا أي شيء غير الانسحاب الإسرائيلي الكامل من مرتفعات الجولان في مقابل السلام يشبه إلي حد كبير “رفض” ديغول الشهير دخول بريطانيا في الاتحاد الأوربي.
صحيح، أن النظام السوري لم يواجه من قبل معارضة بهذا الحجم. وإذا كان القتلي لا لم يصل عددهم حتي الآن إلي ما يقرب من 10 آلاف أو 20 ألفا قتيل جراء انتفاضة مدينة حماة في العام 1982، التي عالجها الرئيس حافظ الأسد، فإن طبيعة حجم التمرد اليوم، وحالات الفرار من الجيش السوري، وفقدان الحلفاء الرب باستثناء لبنان، البلد الصغير، وطبعا ? التنامي البطيء لبوادر حرب أهلية كل هذه تجعل سوريا أمام أخطر لحظة في تاريخها ما بعد الاستقلال. تري كيف يمكن للرئيس بشار الاسد الصمود؟
حسنا، هناك روسيا، طبعا، وعزم بوتين وميدفيديف علي عدم الوقوع في مأزق الغرب في الأمم المتحدة، كما سبق أن فشلا في الاعتراض علي فرض مناطق حظر لجوي علي ليبيا والتي أدت مباشرة إلي انهيار القذافي. وهناك إيران، التي ما تزال سوريا بالنسبة لها المنطلق العربي. وربما يكون صحيحا إلي حد كبير الشك الايراني في احتمال تعرض سوريا لهجوم دولي أساسا بسبب هذا التحالف بينهما. وبالتالي فإن ضرب سوريا البعثية ورئيسها الشيعي العلوي، سيصيب عمق إيران نفسها في مقتل. وهناك أيضا إسرائيل، التي يندر أن تنطق بكلمة عن سوريا لأنها تخشي من احتمال أن يحل محل نظامها نظام أكثر تعنتا.
ولكن سوريا هي أيضا رمز. فهي عيون العرب، البلد العربي الوحيد الذي تحدي الغرب في رفضه اتفاق سلام غير عادل في منطقة الشرق الأوسط. وحده، رفض اتفاقية سلام أنور السادات مع إسرائيل. وحده، الذي أدار ظهره لياسر عرفات بعد اتفاقه اليائس علي “السلام” مع اسرائيل. وتاريخيا، تحدت سوريا وحدها المحتل الفرنسي في العام 1920 ثم مرة أخري في العام 1946 حتي احترق برلمان دمشق فوق رؤوس المدافعين عن حقوق سوريا. وفي الوقت الذي يختار العديد من اللبنانيين نسيان تاريخهم، فإن الحقيقة الراسخة التي لم تزل قائمة هي أن معظم اللبنانيين بعد الحرب العالمية الأولي، كانوا يفضلون أن تبقي أراضيهم جزءا من سوريا ــ أنظر نتائج لجنة كينغ كرين ــ علي العيش في دولة مستقلة تحت رعاية فرنسية.
وبعيدا عما تحب أمريكا أن تدعيه من أن سوريا دولة قائمة علي التوسع، فإن الحقيقة هي أن سوريا لديها أراض ما تزال مقتطعة منها. فقد فقدت لبنان بسبب المكائد الفرنسية. وفقدت الاسكندرون في العام 1939 عندما سلمته فرنسا إلي تركيا بعد استفتاء احتيالي علي أمل أن أن ينظم لقاءه الأتراك الي تحالف الحلفاء ضد هتلر. كما فقدت الجولان التي ذهبت لاسرائيل في العام 1967. إن لسوريا كدولة ــ قبل نظامها ــ تعاطف واحترام كبيران في العالم العربي. والرئيس بشار الأسد ــ الذي لا يتملق مثل حسني مبارك في مصر ولا يتصف بالجنون مثل القذافي في ليبيا ــ يعرف كل هذه الحقائق.
لكن البعث ليس “العروبة”، ومع ذلك فإن الكثير من مؤيديه قد يعلنون العكس. إن عقودا من الاستقرار لم تخلص سوريا من الفساد. وعززت بالتالي نظاما يتصف بالاستبداد، وهو شأن الأنظمة التي تحملها العرب لسنوات طويلة: الاستبداد أفضل من الفوضي، والسلام أفضل من الحرية، وإن كانت الأقلية الشيعية هي المهيمنة، فإن العلمانية أفضل من الطائفية. والسبب، هو أن كل من يريد من السوريين رؤية نتائج دولة طائفية، فما عليه إلا أن ينظر إلي الحرب الأهلية في لبنان.
إنني بكثير من الحرج، أعود بذاكرتي الآن إلي ذلك الصراع الرهيب والكلمات القاسية التي كتبتها منذ سنوات عدة: أن اليوم سيأتي، بعد سنوات من وجود “قوات حفظ السلام” العسكرية السورية في لبنان، عندما يمكن أن يُطلب من الجيش اللبناني القيام بدور “حفظ السلام “في سوريا. في ذلك الوقت، كان كلامي أشبه بنكتة شريرة. ولكن ربما ليس الآن. فواقع الأمر، أن أي قوة سلام لبنانية في سوريا ــ فيها تمثيل الجميع الطوائف في لبنان «من سنة، وشيعة، ومسيحية مارونية، وأرثوذكسية ودروز وأرمن» ــ قد تكون سبيلا نحو إخماد حرب أهلية هناك. من سخريات القدر، ربما، أننا وجدنا حضورا للجيش السوري في لبنان خلال السنوات 1976 ــ 2005. وهو أمر مستحيل بالطبع. لكنه يظهر طبيعة التغيير السياسي في الشرق الأوسط.
في واقع الأمر، قد تلجأ الحكومة السورية إلي القتال وحدها. وهذا ما تفعله دائما. فعقيدة الأب الأسد والابن واحدة دائما تقوم علي الصبر. تمسك بقوة، مهما كانت ادانة بقية دول العالم، ومهما تفاقمت تهديدات إسرائيل أو أمريكا ــ في نهاية المطاف، ستتحول دورة عجلة الحظ من جديد في صالحك.
قد توحي المذبحة الفظيعة في حمص ومناطق أخري من سوريا، وقطع الرؤوس والتعذيب، بأن عمر بقاء الرئيس الأسد في الحكم يتناقص. فالناس يموتون في سوريا مثلما لقي الناس في مصر وليبيا واليمن حتوفهم. غير أن معركتهم تتسبب بالفعل بانقسامات طائفية في شمال لبنان، وتجد مكانها داخل البرلمان اللبناني، علي الرغم من أن هذا الأمر لن يكون أولوية في سلّم اهتمام الحكومة السورية.
إن معركة البقاء أمر فظيع وعلي ما يبدو فإن الرئيس بشار الأسد ما يزال يعتقد أن بإمكانه أن يصمد من خلال حزمة الاصلاحات المقترحة قبل تفكك سوريا. ويبدو أن لا أحد خارج سوريا يعتقد بأنه سينجح في ذلك. ولكن ثمة سؤال واحد يفرض نفسه الآن: لنفترض أن النظام صمد وبقي قائما، تري أي نوع من سوريا سيحكم؟
المصدر: ذي اندبندنت

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP07























ما بعد جولة مون

ما بعد جولة مون

عبدالله محمد القاق
ما أن انتهت جولة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الشرق اوسطية التي شملت كلا من الاردن وفلسطين واسرائيل من اجل اطلاق العملية السلمية وبدء حوار حقيقي بين الجانبين الفلسطيني والاردني حتي دعا الي ضرورة تحقيق الحل للقضايا الاشكالية كالحدود والامن والقدس لكنه لم يطالب اسرائيل بشكل واضح وعملي بالسعي لوقف الاستيطان والحد من اعمال القمع والغطرسة التي يقوم بها المستوطنون الاسرائيليون من اجل اقتلاع الاراضي المزروعة واستمرار قمع الفلسطينيين وتشديد الحصار عليهم في كل من القدس والضفة الغربية والقطاع ولم يتحدث “مون” بشكل جلي ايضا عن مسؤولية اسرائيل في افشال المباحثات الاستكشافية التي جرت في عمان وبين الاسرائيليين والفلسطينيين بحضور الاردن واللجنة الرباعية والتي حمّلت القيادة الفلسطينية اسرائيل المسؤولية الكاملة عن فشل هذه اللقاءات بسبب “اصرارها” علي بناء المستوطنات ورفضها حل الدولتين الأمر الذي سيحال برمته الي لجنة المتابعة العربية خلال هذا الاسبوع لبحثه برمته قبل البدء بالتحركات الفلسطينية المطلوبة دوليا.
لقد تعمد الأمين العام للامم المتحدة إرضاء اسرائيل خلال جولته في الاراضي الفلسطينية بخاصة في قطاع غزة عندما رفض الالتقاء بأسر الشهداء والمسجونين وعدم الحديث عن قضيتهم الوطنية او الحصار الجائر الذي تفرضه اسرائيل بل اهتم بجولته في الجانب الاسرائيلي بشكل كبير لإرضاء الولايات المتحدة الامريكية لتأكيد وقوفه منحازا الي جانب اسرائيل في حين تجاهل ايضا التقارير الصادرة عن الامم المتحدة والتي اكدت تعرض اكثر من 1100 فلسطيني معظمهم من الاطفال الي تهجير قسري نتيجة هدم المنازل علي ايدي قوات الاحتلال عام 2011 وهو ما يمثل زيادة نسبتها 80 في المائة مقارنة بعام 2011 وهذه التقارير جاءت من الأمم المتحدة نفسها واكدت ايضا علي ان القوات الاسرائيلية هدمت 622 مبني سكنيا يمتلكها الفلسطينيون خلال عام 2011 وهو ما يمثل زيادة نسبتها 42 في المائة مقارنة بعام 2010.
لقد تغني سفير اسرائيل في الامم المتحدة في حديث نشرته يديعوت احرونوت يوم الخميس الماضي بزيارة “مون” الي اسرائيل مشيرا الي ان هذه الزيارة ستتيح للامين العام ان يري بنفسه “الاخطار” المحدقة بإسرائيل والتحديات التي تواجهها وسيتغير رأيه فيها وفيما يقال عنها بالمحافل الدولية.. ويضيف السفير الاسرائيلي في مقالته: “وبرغم هذه التهديدات سيسمع الامين العام في لقاءاته مع مواطنين اسرائيليين عن الطموح الي السلام وعن البراغماتية وعن الاستعداد لمصالحة، اسرائيل… مستعدة لإبدائها لكن لا بكل ثمن ولا بطريقة احادية”.
هذه التخرصات من السفير الاسرائيلي غير صحيحة وغير صادقة وانما تجيء في اطار النهج الاسرائيلي الرامي الي احتلال الاراضي واقتلاع المزروعات والتهجير القسري للفلسطينيين ومحاولة ايهام العالم ان اسرائيل تنشد السلام وهي حقيقة بعيدة كل البعد عنه وترغب بمواصلة رقعة الاراضي التي تحتلها مستندة ومدعومة من المواقف الاوروبية والامريكية وعدم تحرك الامين العام للامم المتحدة بغية حث اسرائيل علي القبول بقرارات الشرعية الدولية بخاصة ان الامين العام نفسه الذي قوبل برشقه بالاحذية وبالحجارة والبيض لدي عبوره معبر ايرز في طريقه الي غزة لم يلتق بالفلسطينيين من ذوي الشهداء او الاسري هناك او قيادة حماس بل اكتفي بزيارة بروتوكولية لبعض مباني الامم المتحدة دون ان يرف له جفن من الواقع الفلسطيني المؤلم.. جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم الاخير علي الفلسطينيين والذين اسهم في تهديم المنازل والبني التحتية لغزة التي تحاول اسرائيل اجتياحها في مناسبات عديدة وقصف المناطق الآهلة بالسكان دون الرضوخ للمناشدات العربية والدولية بوقف هذه الاعتداءات.
ان تصريحات السفير الاسرائيلي في الامم المتحدة التي يشير فيها الي استعداد بلاده للسلام هي محاولة لذر الرماد في العيون وهي كاذبة في التوجه او الطرح لأن اسرائيل تسعي الي التوسع ومواصلة القتل ومصادرة الاراضي واستمرار اعتقال الفلسطينيين بخاصة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني واعضاء في المجلس من عام 1993 وحتي يومنا هذا.
مطلوب من الأمين العام بعد اختتام جولته الشرق اوسطية وقناعته بمواقف اسرائيل العدوانية ان يطالب ــ اذا كان صادقا برغبته بإحلال السلام في المنطقة ــ المجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته الكاملة لإلزام اسرائيل بالتقيد بقواعد القوانين الدولية وكذلك دعوتها لوقف انشطتها الاستيطانية بخاصة في القدس الشرقية ومحيطها ووقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة الوطنية ورفع الحصار المفروض علي الشعب الفلسطيني علي قطاع غزة ووقف العنف الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين كما قال السيد اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة وكذلك مطالب الامين العام بدعوة اسرائيل لوقف اعمال المستوطنين الارهابية والاجرامية ضد الفلسطينيين بحرق دور العبادة ومصادرة الممتلكات والسعي لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من نشر قوي الامن في كافة التجمعات السكانية فضلا عن ضرورة قيام المبعوث الدولي بدور اكبر لضمان تنفيذ المانحين للالتزامات المالية المطلوبة منها لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من الوفاء بهذه الالتزامات بخاصة انها تعاني من ازمة مالية خانقة والعمل علي تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره واقامة دولة فلسطين المستقلة علي حدود العام 1967 وعاصمتها القدس والسماح للشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة.
فهل يعمل الامين العام ذلك جراء رؤيته المباشرة واتصالاته العملية مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي؟!
لعل وعسي
رئيس تحرير جريدة الكاتب العربي الاردنية

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP07























الروائية لينة كريدية تتحدث لـ«الزمان» عن الفرق بين الثرثرة والحبكة

الروائية لينة كريدية تتحدث لـ«الزمان» عن الفرق بين الثرثرة والحبكة
أتدفأ بنجوم بيروت وأهمش الرقيب ثمّ أعانق القارئ

حوار ــ خلود الفلاح
لينة كريدية روائية لبنانية تكتب لان هناك متعة خفية في الكتابة تجعلها تري الكون بتفاصيلها، تكتب عن نساء يشتركن في القلق والتفاصيل والبحث المستمر عن دفء، يجمعها التناقض وتعلل ذلك بأن هذه الشخصيات هي التي تلفت الانتباه كونها غير تقليدية ومتمردة، كذلك حاولنا اكتشاف جانباً من تجربتها في هذا الحوار.
û لماذا تكتبين؟
ــ أكتب من أجل متعة الكتابة والبوح بما نشعربه، بما نراه بما نفكر فيه… أكتب لأنني أحب هواية حبك الأخبار. فليس من الضروري أن يكون هناك هدفاً محدداً من الكتابة، صحيح أنه يمكن للروائي أن يلعب دور المسيح المخلص لحل مشاكل أو أزمات الناس، لكن الأصح هو أن ينظر الروائي عميقاً في النفس الإنسانية وأن يضع إصبعه علي الجرح ويلقي الضوء علي حالات نفسية أو أحداث أو مشاكل يمكن أن تواجهنا في الحياة… والحل أو تصوّر الحل يبقي رهناً بالمجتمع ككل وبأصحاب الإختصاص.

û نصك الروائي…. إلي ماذا يطمح؟
ــ كما أسلفت سابقاً إلي تسليط الضوء علي مشاكل أو أحداث إنسانية نعيشها بشكل مباشر أو غير مباشر، نكون علي تماس بها أو نمر بقربها… ولكي نستطيع الوصول فعلاً إلي حقيقة هذه المشاكل وجب علي الروائي أن يتمتع بقدر من الدراية بعلم النفس كي يستطيع أن يحبك الشخصية الرئيسية أو الشخصيات كافة الواردة في روايته، لأن الرواية الحديثة لم تعد مجرد سرد ثرثري كما في السابق بل هي جزءاً أو أجزاء من الواقع الذي نعيشه وما يحتويه من تناقضات مختلفة.

û نساءك حزينات، متفوقات، متخاصمات مع الجسد ومتصالحات معه، كيف عالجت هذه الثنائية المتناقضة من خلال أعمالك الروائية؟
ــ الإنسان مخلوق تركيبته معقدة وتسكنه التناقضات بشكل عام، وهذا الأمر أكثر وضوحاً لدي العنصر الأنثوي ربما لأن المرأة عفوية وصادقة أكثر في التعبير عن نفسها وأكثر تأثراً بما يدور حولها لأسباب عدة… والشخصيات التي تبرز لديها هذه التناقضات هي الشخصيات التي تلفت النظر كونها غير تقليدية وتشعر لديها بنوع من التمرد.
وفي زمننا هذا الذي تسوده التكنولوجيا، فقد أصبح من السهل الحصول علي أي شيء تقنياً أو افتراضياً، وبالتالي فإن التعقيدات أصبحت أكبر وأكثر شمولية، فما تفاصيل شخصياتي إلا انعكاس لما نعيشه اليوم من تناقضات سواء علي مستوي الموجات العالية أو المنخفضة في أحلامنا وطموحاتنا الكبيرة إلي الإخفاقات المتعششة في يومياتنا والتي باتت تؤثر فينا وتسيّر نمط حياتنا.

û في روايتك” خان زاده” ليس هناك شخصية محورية أو رئيسية، كل الشخصيات كانت مؤثرة وان كان بعضها حصل علي نصيب قليل من الحكي ورقياً. كيف ترين المسألة؟
ــ هذا الأمر صحيح تماماً، في رواية “خان زاده” حبكات مختلفة وأحداث صغيرة تغزل النسيج الأساسي للقصة، وقد كتبتها بلغة مضغوطة ومختصرة أردت من خلالها كما أسلفت تسليط الضوء علي معطيات وأحداث موجودة في مجتمعنا إنما بطريقة سريعة متماشية مع روح العصر التكنولوجية كالخبر العاجل علي الفايسبوك أو تويتر، أي السرعة في نقل الأحداث مع تكثيف للأفكار مع الإبتعاد عن الوصف والإسهاب في شرح التفاصيل والصياغة الإنشائية الصعبة للحدث أو الخبر.

û في أعمالك تكتبين سيرة للوطن أو سيرة للإنسان اللبناني . بمعني كل ما يكتب علي الورق ليس محض خيال إنما هو جزء من الواقع أو يشترك معه في صفات. ماذا تقولين؟
ــ يتجلي هذا الأمر بشكل واضح في عملي الأول “خان زاده” الذي تختلط فيه صورة الوطن مع الإنسان والواقع والإحلام المتكسرة كحلم القومية العربية. بينما في “نساء يوسف” تطرقت أكثر إلي مشاكل المراة في الخليج العربي وما تعانيه نتيجة السيطرة الكاملة والمطلقة للذكورة علي كل جوانب الحياة هناك.
يحتوي العملان علي حركات واقعية أضفت إليها بعضاً من خيالي، فهما رواية وليسا قصة أو سيرة ذاتية. وهنا تكمن جمالية النص في جمعه ما بين واقع وحلم وخيال الذي قد يكون عبارة عن تجليات ممكن حدوثها في أي وقت معي أو مع غيري من النساء.

û رغم التقدم الذي تشهده البلاد العربية. مازالت المرأة الكاتبة تكتب تحت وطأة الرقابة الذاتية. لماذا؟
ــ حرصاً علي المجتمع والبيئة المحيطة تقوم المرأة بالرقابة الذاتية أثناء كتابتها للرواية أو للأحداث، لكنني في كلتا الروايتين لم أقم بهذا الأمر بل تركت ملكة الكتابة لدي تتصرف علي سجيتها. بدأت رواية “خان زاده” بكأس النبيذ وأنهيتها به أيضاً، الأمر الذي أثار حفيظة بعض العائلة والمجتمع البيروتي المحافظ الذي شاءت الأقدار أن اكون منتمية له، فتم اعتبار ما أقدمت عليه خارجاً عن المألوف أو تخطياً للحدود بينما هو أمر بسيط جداً واعتيادي وموجود بشكل علني!
أما في عملي الثاني “نساء يوسف”، فقد تطرقت إلي المثلية الجنسية واللجوء الخاطئ إلي الدين كتعبير عن الضعف أو للتغلب علي هشاشة الوضع الإنساني.
ورغم حريتي التامة في الكتابة، إلا أنني أستيطع أن أتفهم ظروف وتجارب الكتابات النسائية الأخري التي تقيم حدوداً نظراً لأن مجتمعنا لا يرحم وفي الأمور الحساسة لا يقبل أنصاف الحلول لأن الأغلبية متطرفة في إصدار أحكامها حيث ما زال هامش التقاليد والطقوس والعادات التي ننسبها إلي الدين هي المحرّك الأساسي لوجداننا الإنساني.

û إلي أي حد يشغلك القارئ؟
ــ يشغلني القارئ إلي الحد الأقصي في الإمساك بالكتاب أو الرواية وقراءتها للآخر بكل حماس وشغف. لا أطيق ذرعاً بأن نبدأ بقراءة الرواية بنشاط ثم نمل بعدها فإما أن نتركها أو نكملها من باب رفع العتب، وهذا ما يحصل معي أحياناً.
أحب أن يعيش القارئ في تفاصيل الرواية وأن يشعر بأنه معني بها، ولهذا أحاول أن أستخدم الأسلوب السريع والكثيف كما أشرت في إجابة سابقة لتسليط الضوء علي أمور موجودة إنما متخفية مثل اللهو الجنسي عند البنات وهن صغيرات أو العلاقة الجنسية التي تجمع المربية بالقاصر، أي التحدث عن أفكار جديدة غير مستهلكة وغير مبتذلة.

û هل لديك طقوسك الخاصة في الكتابة؟
ــ إنه من الأمور البديهية، ولي طقوس خاصة زمنية ومكانية، لعل أهمها الزاوية التي أجلس فيها في منزلي الجبلي الذي يطل علي بيروت والبحر حيث الأفق المفتوح، وحتي أستطيع رؤية التقاء النجوم والقمر أضواء بيروت المتلألئة في المساء، فالأفق شيء أساسي بالنسبة لي لأنه تعبير عن الحرية اللامحدودة وعن سعة الحياة. إضافة إلي ذلك، هنالك الموسيقي وأشياء أخري خاصة لآ أحبذ التحدّث عنها.

û بين “خان زاده” و”نساء يوسف” عاما كاملا. هل أصبحت الكتابة الروائية لديك أكثر نضجاً؟
ــ بين الروايتين تراكمت لدي تجربة تعلمت من خلالها أن أعير اهتماماً أكثر للتفاصيل ولخلفيات الشخصيات التي أضعها في الرواية. هذا الأمر يوجب عليّ إجراء بحث سيكولوجي وسوسيولجي علي حد سواء أثناء قيامي ببناء هذه الشخصيات. ففي “نساء يوسف” تحديداً قمت بأبحاث مختلفة وعديدة ساعدتني علي التعرّف أكثر علي الأشياء، علي سبيل المثال تعرّفت علي مقومات الجنس عبر الهاتف والأسباب الكامنة وراء تعلق الرجال الشرقيين بهذه الظاهرة وما هي اللذة أو المتعة التي ينشدوها من خلال الأحاديث أو سماع أصوات مثيرة!!
وهذا الأمر أطبقه علي الرواية القادمة التي ما زالت تخضع للدرس، لأن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً ولم يعد من المقبول استسهال العقول، فأنا في الوقت الراهن أقوم بدراسة ظاهرتين هما العنف الأسري بأشكاله المختلفة والذكورة المتخيلة في المشرق العربي.

û برأيك.. هل أصبح للرواية العربية ملامح خاصة؟ وهل للسرد العربي ما يميزه عن غيره؟
ـــ في الرواية العربية هناك اختلافات فردية تميّز كاتب عن آخر تتعلق بأسلوب كتابته وبكيفية طرح إشكالية الرواية، لكن ليس هناك ملامح عامة مثلما يحدث في الرواية اليابانية أو الرواية في أميركا الوسطي واللاتينية.

û في ” خان زاده” كتبتِ عن نساء تعلمن ودفعن ثمن تفوقهن وفي “نساء يوسف” كتبت عن تجارب إنسانية نسائية أعمق.هل للتراكم الحياتي والمعرفي دوره في البحث عن هذه التجارب والكتابة عنها؟
ــ لقد أوضحت لكِ بأن تراكم التجارب الذي حدث معي في الوقت الفاصل بين الروايتين زاد من ملكة التعمّق في الطروحات، فالرواية تجمع أفعالاً حقيقية وخيالات يضاف إليها أشياء من ذات الكاتب، وتأتي الحبكة بالإستناد إلي أحداث وظروف مختلفة، فالداد نعيمة إحدي شخصيات “نساء يوسف” هي الخادمة السوداء التي تهرب من البؤس والفقر وسفاح القربي والعنف خارجة عني تماماً لكن قراءاتي واستقائي للمعلومات حولها أعطاني القدرة للتحدث عنها بإسهاب.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























صباح بطعم الرصاص لجبار المشداني

صباح بطعم الرصاص لجبار المشداني
إفطاري المفضل قيمر طائفي وعسل مفخخ

قراءة: حسين سرمك حسن
حينما تتأمل نصوص مجموعة الشاعر جبار المشهداني الأولي هذه : “صباح بطعم الرصاص” «منشورات مكتبة عدنان/ بغداد/ 2012»، ستمسك – فنّياً وجمالياً ونفسياً – بمجموعة من المحاور المركزية التي سنحلّل هنا الأساسي منها والذي يتمثل في ثلاثة بؤر دلالية وفنية تاركين المحاور الأخري لمناسبات قادمة:
يوماً بعد آخر “تتغرّب” قصيدة النثر خصوصا علي أيدي الشباب الذين أساءوا فهم أطروحات الحداثة وما بعد الحداثة الغربية في الشعر. تتغرّب عن ذاتها، وعن ناسها ومجتمعها، حتي صرنا نقرأ مطوّلات عن النحاس الذي يتأطر في جوف السماء وعن إسقاطات المربع الأزرق وغيرها من الألعاب “الشعرية”، في حين أن بغداد تحترق. بخلاف هذا تشتمل مجموعة جبار هذه علي أكثر من خمسة عشرة نصّاً تكشف عمق انهمامه بشدائد وطنه الفاجعة، وبخيبات شعبه، والتمزقات الرهيبة التي عصفت بجسد وطنه، هذا الوطن المسبوك من خلطة عجيبة عصية علي الفهم، وطن تتعايش فيه أشد المتناقضات فداحة وغرابة:
اله الخمر/ خاصم اصغر ابنائه/ وأجملهم/ كان اسمه العرق/ اسقطه/ من غرة جبينه
الي بقعة من الارض/ يتوسطها نهران/ ونخيل بعدد الملائكة. «قصيدة: حين زعل إله الخمر».
أرض الفردوس الدامية هذه منذ فجر تاريخها، أرض السواد السواد التي خلق الله الإنسان فيها وهو يبكي، كُتب عليها الخراب الأزلي.. خراب أوصله المحتلون الخنازير الغزاة إلي أقصي مدياته الجحيمية الماحقة، مديات مزقت بمخالبها العدوانية الباشطة كل بقايا الجمال في حياتنا حدّ أن جعلوا صباحاتنا معتمة تُفزع أرواحنا بطعم الرصاص بعد أن كانت تشرق علينا بطعم فيروز. هذا ما لخصّه الشاعر في قصيدته «صباح بطعم الرصاص»:
«كل صباح/ وانا استمع الي فيروز الدوريات/ وصوت رصاصها الطائش/ تأتيني زوجتي بافطاري المفضل/ قيمر طائفي/ وعسل مفخخ/ اشرب شاي المحاصصة مع سكر متعدد الجنسيات/ ثم ادخن سيكاراً كوبياً/ لف علي أفخاذ الخوف المرسوم/ علي وجوه العذراوات».
ولكن تبقي القصيدة الأنموذج في تكثيف أبعاد محنة العراق المدوّية هي قصيدة «حصّة تموينية»، التي يستهلها عبر “مجانسة” بين رأس الشهر الزماني المجرد، ورأس الشارع المكاني المحسوب والقريب، وحيث مفردات جديدة للحصة التموينية تخالف مفرداتها الغذائية المعروفة، المفردات الجديدة هي عبارة عن أوزان من الحزن الأصلي والقهر المستورد والضيم المحلي.. وأعداد من الأصدقاء المفقودين ورز بطعم الجثث المجهولة الهويّة. هكذا قلب الغزاة حصة الفرد العراقي جذرياً من حصة معاونة علي البقاء بوجه الموت المصنّع أمريكياً، إلي جرعات من زقوم المُثكل:
«عندما يهل «راس الشهر»/ أذهب «لراس الشارع»/ لاستلام حصتي التموينية/ 10 كيلو غرام حزن اصلي/ 8 كيلو غرام قهر مستورد/ 13 كيلو غرام ضيم محلي/ 10 اصدقاء مفقودين».
.. لكن جبار يدرك أن الشاعر – رغم روحه الشيطانية الخلّاقة – هو رسول أمل ونماء.. هو زعقة الحياة المهدّدة ضد قبضة الموت الخانقة.. هو المؤهل لأن يودع نخيل وتراب وطنه/ العراق الطهور وصيّة البقاء والمقاومة بعيداً عن وصايا آكلي أثداء أمهاتهم من محتلين وسياسيين أدلاء:
«سأرحل/ بعيدا عنكم/ دون ان اتمني لكم/ طيب الاقامة في بلدي/ سأرحل/ تاركاً خلفي/ دعوات الامهات الثكالي/ دموع الارامل واليتامي/ شاهراً سيف اللعنات
غارزاً إياه في مؤخرات «همراتكم الشاذة»/ سأرحل/ حاملاً معي/ الفرات / كي لا تشربوا منه/ أو حتي تنظروا اليه».
وقد قلت كثيرا ومراراً إن الشعر العراقي، في جانب حاسم منه، هو عبرة عن مرثية طويلة جداً، يصلنا عبرها أنين العراقي الموجع من عصور هذه البلاد السحيقة، بدءاً من درّة تاج أساطير البشرية : ملحمة جلجامش. ولأن جبار وريث، وما أضني أن تكون وريثاً حسب تعبير ” غوته “، فإن الثيمة الأساسية لهذ الملحمة ممثلة في رفض الفناء، وإنكار رحيل المرثي النهائي، تتجسد في ثلاثة نصوص رئيسية هي: آخر حرّاس الجمال، وكاشي الروح ناجي، وبرقية لدرويش طائر. النص الأول مهدي للراحل ” كامل شياع ” وفي رثائه حيث يستثمر جبار – بذكاء – اسم الفقيد ويوظفه في حركة خلودية عبر نقلة آسية “تشيع الكمال”:
« بموتك شيعنا الكمال/ من قال إنك مت؟ نكاية بالقتلة/ من يجرؤ علي قتل الصباح؟» « قصيدة آخر حرّاس الجمال ».
أما في قصيدته التي يرثي بها صديقه الفنان ” ناجي كاشي ” فتتجلي بأتم صورة أطروحة ” معلّم فيينا ” عن إنكار لاشعورنا الشخصي لفنائنا المقرر سبقياً وبقسوة.. وعدم إقراره بهذه الحقيقة الصادمة إلا عندما يفقد عزيزاً ” استدخله – internalized ” وصار جزءاً من أناه الشخصي، برحيل ناجي انخلع جزء عزيز من أنا الشاعر الشخصي، فشعر أن هو أيضا قابل للإنجراح ووجوده ليس عصيّاً علي الفناء، لذلك نجده يمرّ بالمراحل الإنكارية نفسها التي مرّ بها جلجامش حينما فقد ” أنكيدو ” خلّه وصاحبه، ليذعن أخيرا مقرّاً بحتمية الموت، الحي الذي لا يموت :
« يا حريمة… يا ناجي يا… حريمة…لم اباغت من قبل/ بأحد مثلك/ وانا الشاهد علي كل شيء».
ويتمتع النص الرثائي الثالث « برقية لدرويش طائر » بفرادة خاصة تتجلي بدءا من إغفال جبار المتعمّد ذكر الشخص المرثي، إدراكاً منه أنه أوسع من أن ” يُعرّف “، فهو فتي الزعتر والزيتون، وسرير الغريبة، وحصار مدائح البحر، وأسي حصان الكرمل الذي تُرك وحيداً، وخبز الأم المقدس الذي نحن إليه، وعصافير الجليل التي تموت كسيرة القلب والجناح. إنه “ولد زهر اللوز أو أبعد ” : محمود درويش. وقد ذكرت عناوين بعض مجموعات محمود درويش لأن احترافية جبار تتجلي في توظيفه المستتر لبعض تلك العناوين، مثلما تتجلي – أي تلك الاحترافية في الصنعة الشعرية – في البيت الأول من القصيدة الذي استعاد فيه اسم ” ريتا ” تلك الأنثي الشعرية االتي جعلها درويش رمزاً للحب والحياة والقضية :
« لن اعزي ” ريتا “/ ولن ابعث برقية للسياب وللماغوط/ ولن ابلغ القباني فيقطع اجازته الصيفية/ ولن اعزي القدس ورام الله/ ولن اقرأ الفاتحة في مجلس/ تقيمه البندقية المصابة بالانفصام.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























كتاب البنت وبيرتها

كتاب البنت وبيرتها

عوّاد ناصر
قفزت البنت السياج، الفاصل بين بيتينا المزعومين، لتجلس علي سريري الذي كان لصق السياج. فاجأتني ثلاث مرّات: الأولي عندما قفزت السياج مثل ولد سيئ التربية، والثانية عندما جلست علي سريري والثالثة لأنها تحمل بيمناها قنينة بيرة “فريدة” وفي يسراها رواية “زقاق المدق” لنجيب محفوظ، قالت إنها استعارتها من صديقتها التي تقطن الكاظمية.
كانت البنت في سبعة عشرها، وكنت في ثمانية عشري، نقيم، نحن الإثنين، في مدينة الثورة «داخل» قطاع 46.
بنت يركبها جنيّ أو تركب جنيّاً ما أتاح لها أن تقفز السياج وبيديها تلكما القنبلتان المتفجرتان: قنينة بيرة «فريدة» ورواية لنجيب محفوظ.
أربكتني، حقاً، فهي، كلها، وما معها مدعاة لارتباك. جنية بشعر أسود مضطرب يوحي بمشاغل صاحبته الأكثر أهمية من تمشيطه. زيقها بلا أزرار يكشف عنوانين فرعيين لصدر فتيّ أبيض لوّحته شمس عراقية باهظة علي قدر المسافة التي يتيحها زيق بلا أزرار.. زيق تقطعت به السبل.
كنت التقيتها مرّة رفقة إحدي قريباتي – كانت خيّاطة – وسألتني عن كتاب بين يديّ فأجبتها بأيجاز من أدرك أنها لا تفقه شيئاَ بأمر الكتب، فأجبتها: قصة.
قالت: أنا أحب القصص. أتعيرني إياها؟ قلت: بشرط: أن تخبريني ما إذا كنت قرأت قصة من قبل. ردّت: نعم، قرأت «البؤساء».
سألتها لأتأكد: من هو مؤلف «البؤساء»؟ ردّت وهي تتلعثم حرجاً: نسيته. لكنني بكيت أكثر من مرة وأنا أقرأ تلك “القصة” ولا دليل إثبات لدي غير دموعي.
لم أجرؤ علي أسئلة أخري بشأن “قصة” البؤساء لأنني لم أكن قرأتها بعد!
تفوّقها هذا جعلني أصغر منها ثقافة، رغم أنني أكبر منها قراءة.
أعرتها “القصة” التي كانت بين يدي، وقتها، وهي رواية “الأم” لمكسيم غوركي.
ناولتني قنينة البيرة وهي تهمس: خذ لك مصّة!
أخذت مصّة وأعدت القنينة إليها ولم أسألها السؤال الفضولي: كيف تعلمت تناول البيرة؟ لأنها أدخلتني في فضولات عدة تخص تربيتها “السيئة” وولدنتها وحملها لرواية نجيب محفوظ.
شربت من قنينتها بما يترك لمعاناً مبلولاً علي شفتين مبكرتين بينما بدت عيناها أوسع، قليلاً، من عيني فتاة تحب القصص.
قالت: عندما رأيتك أول مرة عند قريبتك الخياطة وأنت تقلب ذاك الكتاب قلت في نفسي: ربّما سنصبح صديقين.. نادرون جدّاً هم الشبان الذين يقرأون الكتب.
قلت: الأكثر ندرة هنّ البنات، في مثل عمرك، يقفزن سياج الجيران ويحملن العقل والروح معاً.
قالت وقد أخذت شفتها السفلي تسيل قليلاً: لم أفهم.
شرحت لها: الكتاب هو العقل وقنينة البيرة هي الروح.. يسمونها “المشروبات الروحية”.
عقبّت: أول مرة أسمع بـ “المشروبات الروحية”.. بدأت أتعلم “كلمات” جديدة. أنت مثل الكتاب.. يعلم القارئ “كلمات” جديدة.
أحسست بغرور ما ولو كان للنرجسية لون لبان كزرقة السماء.
انهينا القنينة، معاً، ونحن نثرثر بينما مسحت بسبابتي شفتها السفلي التي كانت تسيل، فتأوهت: آه!
تساءلت: ماذا؟
ردّت: توجعني!
سألتها: ما هي؟
لا أدري. ليست شفتي بل ما تحتها.. اللذة توجع أو الوجع يلذ. لا أدري، شيء ما أوجعني وأنت تمسح بسبابتك شفتي.
قلت متآمراً: كلما أوجعني شيء تبوسه أمي ليخف الوجع!
ضحكت حتي تحركت خصلات كثيرة فوق جبينها.
قربت شفتي من شفتيها فأبعدتهما عن شفتيّ.. لتستدرك: قلت لك: توجعني!
ثم سألتني: عندك بيرة؟
قمت لآتي بقنينة كنت وضعتها تحت “الحِبّ” تبترد بناقوطه.
علّقتْ: الآن اجتمعت الروحانيات والعقليات وأشياء أخري “توجع”.
بعد أسبوع أعادت لي رواية غوركي “ناقدةً”: ما أحببتها، لا تشبهنا.. رواية نجيب محفوظ تشبهنا جدّاً.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























مغامرة الفكر الأوروبي.. الإنسان يوجه كيانه

مغامرة الفكر الأوروبي.. الإنسان يوجه كيانه

أبوظبي – الزمان
“مغامرة الفكر الأوروبي” للباحثة الفرنسيّة الدكتورة جاكلين روسّ، ونقلته إلي العربية المترجمة أمل ديبو. كتاب جديد من مشروع كلمة للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للثقافة حسب بيان صحفي صادر عن الهيئة امس، يفتح الكتاب أمام القراء العرب مجال الدّخول إلي التركيبة العقليّة الأوروبّية كما تنظر هي إلي ذاتها وتقرأ تاريخها وتحلّله وتدرس تسلسله، ففي ظلّ ما يفرضه التفاعل الحضاريّ في عالم اليوم من تواصل جعل الانفتاح علي الآخر شرطاً ضرورياً للتقدّم والمشاركة في صنع الحاضر والمستقبل أصبح من الأهمية بمكان أن تسبر الذات فكر الآخر ويتفهّمه وأن تتلاقح الحضارات بسعي مستنير لتفادي الصراعات الحضارية وعواقبها الوخيمة، ولا يقتصر الانفتاح الثقافي علي تبادل المستجدّات من الآراء والأبحاث الفكريّة والعلميّة بل يتعدّاه عمقاً ليصل إلي التعرّف إلي المكوّنات الأساسيّة لعناصر فكر الآخر في جذورها والبحث فيها. كما يشكّل هذا العمل عرضاً وافياً لمسار الفكر الأوروبّي منذ تكوينه وحتي القرن العشرين بدرجة عالية من المسؤوليّة والجدّية والاكتمال. وإلي جانب غني المادة التي يحتويها ووفرة العلم والمعلومات التي يقدّمها فإن العرض الذي ظاهره سرديّ ينتظم في مقاربة تظهر التفاعل بين الطبيعة والكون من جهة وعمل الإنسان الفكريّ الدينيّ والحضاري فيها من جهة أخري.
وتوضح المؤلِفة في كتابها “أن تطور الحضارات يبرز في مجموعة من الأفكار تمثل قدرة الإنسان علي توجيه كيانه، ووجوده ومصيره. وما قدرة الإنسان اليوم المتعاظمة والمستفحلة إلا حصيلة بناءٍ متصاعدٍ، توليفيّ أو تصادميّ بين الأفكار والمواقف من جيل إلي جيل”. ومن خلال كتابها هذا توضح الكاتبة للأجيال القادمة أهمية القراءة الواعية والعميقة لما ورثوه من فكر وحضارة، وهاجسها في ذلك تعزيز الانسجام والوحدة في غناها وقدرتها علي تكوين الذات.
وصاحبت الكتاب جاكلين روس هي كاتبة ومؤلفة موسوعيّة وأستاذة جامعيّة تعدّ الطلاب لامتحان الإجازة في الفلسفة. وتحمل دكتوراه في الفلسفة والعلوم الإنسانية. ولها مؤلَفات عديدة باللغة الفرنسية، في الفلسفة وتاريخها وتطوّرها وطرق تعليمها، كما أنها وضعت قاموساً فلسفيّاً. حالياً تعدَ كتاباً في عدّة أجزاء يغطَي تاريخ الفلسفة وأيضًا مجموعة أخري تدرس فيها تاريخ الفكر.
أما مترجمة الكتاب أمل ديبو، أستاذة في الجامعة الأميركيّة في بيروت وتدرّس باللغة الانكليزية الحضارات في حقبات أربع، العصور القديمة، العصور الدينيّة، عصر النهضة الأوروبيّة وعصر التنوير وصولاً إلي القرن العشرين.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























الكتاب العربي الاسرائيلي

الكتاب العربي الاسرائيلي
موقع مشترك علي أرض متنازع عليها

لندن – الزمان
لا شك أن النزاع الفلسطيني الاسرائلي لم يجن الكثير من كل ما كتب من مقالات وقدم من حلول وما حدث من انتقام وحروب وما حملته القلوب من ثارات. وكما يقول الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ابدأ قصتك من ثانياً وسينقلب العالم رأساً علي عقب «هذه ترجمة للترجمة». ووسط كل الاستنكارات والرد عليها وما نشاهده علي قنوات التلفزيون من الام الاحتلال الاسرائيلي وشكاوي إسرائيل من الصواريخ التي تطلق عليها، نكاد ننسي حياة الناس العاديين اليومية وثقافتهم وكل مكونات المجتمع الذي يبذل المحللون قصاري جهدهم في تجميعه أو تفريقه. نكاد ننسي ما يعني الناس أكثر من كل ما نشاهده في نشرات الاخبار. فقد علمنا الأدب منذ عصر هومر إلي عصر شوسر ومن بريمو ليفي إلي الكسندر شوليتسنيزين، أن الحياة لا تتوقف. كا جاء في مقال توبي ليشتيغ، أخيرا، بصحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويضيف الكاتب: كان هذا الموضوع مدار حديثي مع الكاتب الفلسطيني سمير اليوسف وهو يستعد لاطلاق مجلته الأدبية الالكترونية والتي تحمل عنوان “مراجعة الكتب العربية الاسرائيلية”، يقول اليوسف إنه نشأ في مخيم لللاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان ولم يكن حديث الناس ينصب علي السياسة وحدها. فجدته كانت معنية باهتمامه باسنانه أكثر من أي أمر آخر. ومشروعه الجديد يهدف إلي توجيه ما يكتب بعيداً عن السياسة والتعصب وباتجاه الناس العاديين أي ان يكون سياسياً وواضحاً جلياً في نفس الوقت. وقد تعاون لنحقيق ذلك مع الكاتب الاسرائيلي آريل خان وخرجت المجلة الالكترونية من عبائة النادي الذي اسساه في شمال لندن عام 2009 تحت مسمي “نادي الكتاب العربي الاسرائيلي” والذي يجتمع اعضاؤه مرتين كل شهر لبحث وجهات النظر الادبية المختلفة. المجلة ستتوسع في حواراتها لتشمل المقالات والشعر وكل أشكال التعبير الادبي بعيدا عن عناوين الاخبار للغوص في الادب الذي يثير التحديات ويحرك المشاعر والابتسامات. وكما يقول سمير اليوسف :” صراعنا دام لسنين طويلة وسيدوم لسنين كثيرة قادمة وعلينا أن نحيا خلالكل ذلك بشكل او بآخر”.
ويقول الكاتب: احتفاء بإطلاق المجلة نشر الموقع قصة قصيرة ساخرة للكاتب الاسرائيلي إتغار كيريت من مجموعته القصصية “نقر مباغت علي الباب” تتحدث عن زوج خائن برفض الاعتراف بخيانته، ويرافق القصة مقال لليوسف يبحث في مقدرة كيريت الفذة علي التصوير الكوميدي للاحداث ودورها في الصراع السياسي ويعترف اليوسف بأنه كان في الماضي يري في سخرية إدغار كيريت نوع من السذاجة السياسية، اليوم يدرك أن الكوميديا واللامعقول كثيراً ما يعيداننا إلي إنسانيتنا. فهو يري ان الأمم التي يكون بقاؤها الجماعي وكرامتها تحت التهديد، تخجل من واقعها اليومي ولكن هذا الواقع سرعان ما يملي عليها أن لا تتخلي عنه من أجل الامن القومي فيتركز اهتمام الافراد بشكل تدريجي علي الاحتياجيات الذاتية اليومية ولا يستطيع البعض منهم الهروب من سخريته ليصور بها واقع يومه.
وهنا لا بد أن نسترجع ما قاله الشاعر ويستان هيو أودين:”الشعر لا يجعل الأمور تحدث” نرجو أن تجعل هذه المجلة الالكترونية بعض الامور تحدث وقد تساعد قراءها ولو قليلاً ولو ببطء شديد ليحدثوا بعضا من التغيير. فقبل السلام لا بد من فهم الآخر.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























وليد هرمز.. الشاعر الذي جننتهُ البصرة

وليد هرمز.. الشاعر الذي جننتهُ البصرة
لا أشرعة تقود النوتي المتنكر بالعماء

حسن النوّاب
سالميتي..؟! حين تقرأ هكذا عنوان علي مجموعة شعرية، ستحيط برأسك علامات استفهام وتعجّب لا حصر لها، لأن المفردة تبدو غريبة علي مسامعنا ويحيلك ايقاعها الصوتي الي طقس شعبي يحمل نكهة فلكلورية،لكن الشاعر وليد هرمز لا يدعنا في حيرة طويلة، اذ سرعان ما نجد بعد قراءة صفحات قليلة من الكتاب ، ان هامشا وضعه يقول ان سالميتي كلمة اكدية تطلق علي مدينة البصرة. وهكذا يفتح امامنا كوّة مليئة بالخصب والحب والإستغاثات حتي نتفاعل مع قصيدته الطويلة التي دوّنها وفق ايقاع شعري من بحر مركّب عن مدينته البصرة، للحد الذي جعلنا نشعر بالزهو من انتمائه الجنوبي النبيل وهو الشاعر الذي يحمل علي صدره الصليب، حتي بدي لنا ذلك الصليب كأنه نخلة بصرية مزروعة في شعاب جسده وليست علي صدره فحسب، حيث نراه في قصيدة ساليمتي مشحونا بعواطف ملتهبة وكلمات يضيئها الجمر وتكاد تحرق الورق الذي رسمت عليه تلك الشهقات حين يقول:
” ذاهبٌ، اخيراً، إليها كقدرٍ
ذاهبٌ علي رسُلي،
الي انسيابي الأخير،
عطشٌ الي اثداء ينابيع ،،
ثم يهتف بحرقة الوجد قائلا:
اهيئُ حبر القلب،
اهيئُ ضرباته المستأنسة بعشب الشهيق. “
غير ان الشاعر الهرمزي لن يتوقف بوحهُ بعد لأن البصرة تهجع في نبع روحه مثل موقد نار ولست مغاليا اذا ما قلت ان نيران الشعيبة كلها توهجت في منفي ذاكرته، ولذا نري نسغ لوعته يتصاعد هارمونيا مع ايقاع الكلمات التي تتشظي من دمه حيث يقول:
” لاشريعة ماء لبلم عشاري
لا اشرعة تقود النوتي المتنكر بالعماء
الي مضائق سالميتي “
ثم يستدرج القاريء الي عوالم قصيدته حتي يتوغل معه في جغرافيتها حين يبدأ الشاعر هرمز بتوصيف الأمكنة الأثيرة علي قلبه في البصرة بلغة مشحونة بالألم والحسرات حيث يقول:
” انا المشّاء الجفل
مثقل بمفاتيح من رمل “الرميلة”
بأصفاد من حجر “سنامْ”
مرتجف كعرف ديك
علي برج ” سورين “
دجٌّ ازرق يطوف علي
بحر ” السبتيين “
ونكتشف ان الشاعر ابتعد عن البصرة منذ ثلاثين عاما ملتحفا ظلام المنافي الموحشة، هاهو يناديها بقلب مكلوم تقطعت نياط وجده بالجنون قائلا:
” ايكفيك ثلاثون نأيا ؟
ايكفيك ثلاثون جنونا..
لاكاهنٌ طاهر، يدهن جبينك بزيت الثالوث
لاصلاة المنسية علي ملح ” أدوم “
لاعراب يشهد علي معموديتك،
لا أم تطرز قميصك بالشريط الأبيض والصليب. “
ولأن القصيدة التي دونها هرمز طويلة وضاجة باللهاث والعناء والأسي حيث امتدت علي اربعة وسبعين صفحة من الكتاب، نشعر ان الشاعر قد نال منه التعب كمن ينحت مفاصلها بإزميل من جرّيد النخل، لذا يباغتنا بعد حين بسرد شعري هامس في غاية الدهشة لا تجد روحك الا متناغمة معه حين يوّظف عناوين قصائد السياب بشفافية عالية مع نسيج كلماته و يبدأ الترتيل:
” لكن الشاعر غفا، فجأة
غفي النسر
غفت الأسلحة بيد الأطفال
غفت المومس العمياء في المبغي
غفا الهراقطة في المعبد الغريق
غفا المطر بإنشودته
غفا حفارو القبور في ام البروم
غفا المسيح في جيكور
غفت وفيقة علي الصليب..
غفا جدي الكِلديُّ علي طمي بويب
غفا لوركا في منزل الأقنان..
وتستمر هذه الغفوة العذبة التي تشبه ترانيم يرددها كلداني في كنيسة علي مساحة صفحتين من الكتاب، والشاعر هرمز مازال يحاول ان يملأ مسامات روحه في تفاصيل اخري يستلهمها من بصرته الموغلة في البعد عن ناظريه ولكنها حاضرة كفنار في عش رأسه، ولكأن انثياله المتدفق هذا يذكرنا بقصيدة “صور” للشاعر اللبناني عباس بيضون حيث الخطاب الدرامي المتوتر المضيء بالصور النثرية، غير ان شاعرنا هرمز يحرث بأضلاعه تخوم سالميته التي لا شبيه لها في الطبيعة.. يحرثها بموسيقي ضاجة بالحنين، اجل.. انها ارض البصرة التي تمطر سماواتها نوارسا ودمعا وغبارا وبلابل ، تلك المدينة التي اشتعل قلب الشاعر وجدا لرؤيتها وهو يئن بلغة شعرية هادئة لكنها مليئة بالوجع قائلا:
” ذاهب، اقرع ابوابها الخمسة،
هكذا كخفة سنجاب
اقضم جوزة عمري بقشرتها
بلا قوافل
بلا مريدين
بلا انيس
بلا ندم
اذهب لأولد هناك
لأموت هنا
في النسيان “
هكذا يخبرنا الشاعر وليد هرمز بلوعة في متن قصيدته ونحن نجوب عوالمها المنسوجة من شهقات وعبرات وانين وجنون والق بعيد، ان ولادته لم تتحق مالم يكن هناك في سالميتهِ..البصرة العجيبة ابدا.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09
HSNO























فرجة مسرحية لندنية

فرجة مسرحية لندنية

عبدالرزاق الربيعي
خلال زيارتي لندن عند مشاركتي ضمن قافلة سبلة عمان الثقافية الثالثة سألت الصديق نديم العبدالله وهو أحد العارفين بمرافق لندن الثقافية: هل يقام هذه الأيام بلندن مهرجان مسرحي؟
فقال:لماذا؟
أجبته: لكي تتاح لي فرصة الإطلاع عن قرب علي المسرح في لندن
فقال: في لندن كل يوم مهرجان مسرحي وأردف “طبعا بالمعني المجازي لمفردة مهرجان”ظننته يبالغ ويمزح، فلم يسبق لي حضور عرض مسرحي في أوروبا، التي منها انطلق المسرح منذ بداياته في اليونان علي يدي أسخيلوس وسوفوكلس وأوريبيدس في القرن السادس قبل الميلاد ومن ثم المسرح الروماني وقد ارتبط ذلك بالاحتفالات الدينية ويؤكد مؤرخو المسرح أنه اختفي بعد ظهور الكنيسة المسيحية وسقوط الامبراطورية الرومانية واستمر ذلك خمسة قرون ليعود في القرون الوسطي تحت فضاء الكنيسة الكاثوليكية وفي المناسبات الدينية والفلكلورية ثم يعود مجددا في عصر النهضة وفي ايطاليا في القرن الخامس عشر الميلادي مستفيدا من نظريات ارسطو في فن الشعر واستقر شكل خشبة المسرح بما يسمي اليوم بالعلبة الايطالية،ويعود نشوء المسرح الانجليزي الي عصر الملكة اليزابيث الأولي في القرن السادس عشر الميلادي وبلغ هذا المسرح نضجه مع شكسبير الذي مزج التراجيديا بالكوميديا والمشهد الدرامي بالرقص والغناء فصنع فرجة مسرحية من خلال أعمال خالدة تعد من كلاسيكيات المسرح الحديث.

وبعد أيام اتصل صديقي ليخبرني إنه حجز مقعدين في أحد مسارح لندن لأكون علي مقربة من “الحالة المسرحية” اللندنية كما أسماها، وأكد أن العرض يبدأ في الساعة الثالثة عصرا!!
سألته:هذه المرة الأولي التي أسمع بها بوجود عروض مسرحية في هذا الوقت، فقد اعتدنا أن تقدم العروض المسرحية ليلا في أوقات السهرة!!
فقال: توجد هنا عروض مسرحية ليلية لكنني وجدت حجزا في هذا الوقت رغم اكتضاض المسرح في هذا الوقت لدرجة انني حاولت الحصول علي مقعد لصديقنا الشاعر عدنان الصائغ فلم أجد الا في العرض الذي يعقب العرض الذي سنشاهده
وفي الوقت الذي حددناه التقينا قال لي: إن العرض الذي سنشاهده جديد فلم يمض علي بدء عرضه سوي حوالي ثلاث سنوات
سألته:وهل أن عرضا يستمر ثلاث سنوات يعد من العروض الجديدة؟
أجابني:طبعا، ففي لندن عروض مستمرة منذ خمس وعشرين سنة وربما أكثر!!ولسوء الحظ لم أحصل علي حجز لأن مشاهدة أمثال هذه العروض تحتاج الي وقت ليس بالقصير!
توجهنا للمسرح الواقع علي نهر التايمز وعلي واجهة المسرح شاهدنا اعلانا كبيرا يشبه اعلانات الأفلام السينمائية، بل أن صور الممثلين المثبتة علي الواجهة الخارجية للمسرح وتجمع الجمهور علي شباك العرض رغم الحجز المسبق – كان سعر التذكرة 40 باوند – وكأنني أقف ببوابة دار عرض سينمائي لا مسرح! هذا الجمهور جعلني أقتنع باحصائية نشرها الكاتب صلاح أحمد في “ايلاف” أكدت أن عائدات المسرح بلندن “بلغ متوسطها 720 مليون دولار منذ العام 2007. وتضم لندن حوالي 40 مسرحاً تجارياً، إضافة الي عدد كبير من المسارح غير الربحية ودور العروض المسرحية المؤقتة. ويقدر أن نحو 20 مليون شخص يؤمون المسارح سنوياً، 15 مليوناً منهم من نصيب المسارح التجارية في الويست إند”

حين عرضنا ورقة الحجز علي عامل شباك التذاكر أعطانا تذكرتين فتوجهنا للقاعة، كانت مغلقة لذا جلسنا في كافتيريا صغيرة تقدم بها المشروبات ريثما يفتح باب القاعة، قبل العرض بحوالي عشر دقائق فتح باب القاعة فدخلنا، وجدنا عاملة تنظر في التذاكر وتحدد لنا أماكن الجلوس، كما يحصل عند ركوبنا طائرة أو دخولنا دار عرض سينمائي!
كانت القاعة قديمة تشعرك بهيبة وجلال المكان الذي يعود الي ماقبل حوالي مائة سنة بكراسيه ومقصوراته وأجهزة الانارة المصوبة نحو الخشبة المسدلة الستائر وديكورات القاعة التي لم يسمح لنا بتصويرها
كانت “فولدرات” العرض المسرحي تقدم للجمهور فكرة عن الممثلين والعرض وأسماء الممثلين الذي قدموا العرض منذ بدايته وأسماء البدلاء وعناوين الأغاني التي يتضمنها العرض وكان يحتوي علي 42 أغنية بواقع 21 أغنية لكل فصل من فصلي المسرحية التي كانت ذات طابع غنائي وتعود أحداثها الي فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي وهذا ما يفسر وجود معظم الجمهور من كبار السن
بعد مرور دقائق خفتت الأضواء وبدأ العرض فوجدت نفسي كأنني بقاعة عرض سينمائي من حيث الشد البصري والسمعي وتفاعل الجمهور الذي ظل لحوالي ثلاث ساعات منسجما مع العرض مستمتعا بتفاصيله وبأداء ممثليه حتي إنه استجاب لطلب بطل المسرحية في آخر عشر دقائق بمشاركة فريق المسرحية الرقص، وهكذا وقف الجمهور وبدأوا الرقص حتي انني خشيت أن تسقط بنا المنصة من كثرة اهتزازها وقدمها وسط ضحك زميلي!!
انتهي العرض وعادت الأضواء للقاعة كانت وجوه الجمهور سعيدة مبتسمة مستمتعة وفوجئت حين وجدت زحاما شديدا علي باب الخروج وكأن الجمهور خرج من مشاهدة مباراة لكرة القدم لا لعرض مسرحي، والكل يبتسم بوجه الآخر ويسأله: هل استمتعت بالعرض؟ ويتمنون للجمهور المحتشد الذي كان يقف عند البوابة الخارجية منتظرا اخلاء المكان ليدخل القاعة مشاهد ممتعة
ولاحظت تركيز الجميع علي مفردة ” المتعة “فالعرض فرجة ومتعة وجماليات سمعية وبصرية ومضمونا وهذه هي التي تصنع جمهورا.
من هذه التجربة عرفت أن المسرح اضافة الي ماذكرت تراكم حضاري وتقاليد وثقافة ورسالة وليس ندوات وتنظيرات وكما كبيرا من من الكراسي الفارغة!!

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09
RZRB
























النجف.. المدينة كأم رؤوم

النجف.. المدينة كأم رؤوم

فليحة حسن
كنتُ وفي كلّ يوم حين يركن الراحلون الي لحظات ابديتهم الاولي، ويدبُّ النسيان الي أعماق ذويهم فينامون متأسفين، أتسللُ إليكِ اسحب نفسي رويداً رويداً،وامدُّ يدي صوّب كتفكِ بهدوء أُربتُ عليها، تستيقظين ونتسامر حكايا عن ما كان وما سيكون،
اخبركِ… وتخبريني!
اقول سيدتي…..
وابتسم اذ اري كلّهم فيكِ كلّ عالمي أنتِ أقول لكِ….،
ومشاكسة مثلكِ كنتُ، وكنتِ حنونة مثل جدتي،
لم اكن«آريةً» كبقية اولادكِ وسمرتي سجني ومغايرتي لهم تميزاً لا اختلافاً،
غير انّكِ كنتِ والدتي عن صدق وابنائي منكِ ينحدرون،
أيتها العاشقة الأبدية وهكذا سميتك قبلاً
غير انكِ اليوم أرعبتني فهربتُ،
الا تذكرين حين أيقضتكِ علي وقع حلم مثل كلّ يوم، تفاجأتُ وأنا أراكِ تعتمرينها قسراً فوق رأسكِ، سميتَها جاهاً وعلواً ورمزاً ،وهي لم ولن تك كذلك إذ تزّورُّ النوافذ عنها، وبها ُتمحي دروب الشمس،
وأزداد رعباً وأنا أري لحية لكِ تستطيل، واظافر تنشب وانياب تسن،
ركضتُ……..
وصرتُ أعدو فراراً وانا أراكِ تلتهمين كبد أمي يا فلذتها….،
وتمضعين روح أبي – أكان مخطئاً حين دفع عن وجهكِ الليل، وسوّرك بذراعيه لتنامي؟، وتقطعين حبل المشيمة عن طفلي ولم يتجاوز بعد الحلم الي الرؤية، فيسقط نحوالاخرة الغابرة الغادرة،
عدوتُ بعيداً عنكِ فانتِ مدينة تعرف من أين تُنهش الروح،
شوارعكِ اكتضتْ بأسلاكهم الشائكة الشائنة المشينة المهينة، جاؤوا بها لتعليق مِزقنا عليها كشواهد حرب لاتنتهي،
هل تصدقينني وأنا المولودة فيكِ حين أقول معترفة بانني تهتُ،
اجل تهتُ، فقد ضاعتْ شوارع طفولتي ضاع «المشراك والبراك والحويش والعمارة وعكد اليهودي والولاية وخان المخضر والجديدة وشارع المدينة وحي ابو خالد » ضيعوها مثلما ضاعتْ ملامحكِ،
أيتها المدينة المسترجلة لم يعد حرف الاشارة «هذه» يصلح لملامحكِ فلستِ أنثي لنقول «هذه النجف»،
لا،
وتستغربين فراري وأنتِ التي كنتِ تعطينه كلّ يوم خنجراً شرعياً ليطعن ايامي،
وتطلبين مني المهادنة،
قطّعتني الي نصفين نصف عندكِ وربع نصفي الآخر معي، لا تستودعيني علي ما لم تستطيعين حفظه مني،
غير إني مضطرة للابتهال إليكِ كلّ حين لأستودع ماتبقي مني لديكِ،
فسبحانكِ من ظالمة
ماذا لوعدتِ كما الأمس بلهجة نجفية تتكلمين، وركنتِ الي حائط النسيان قاموسهم الفارسي المقيت ؟
يا حبيبتي المهادنة…… لِمَ جعلوكِ تفقدين بهاءك رويداً رويداً وتتصالحين مع حرابهم المفجعة؟
ِلمَ تصمتين الآن وأنتِ ترينهم يقتلعون اشجاركِ ويستبدلونها بالجدّب،
يقلعون أفراحنا من مضانها ويزرعون صلوات زائفة تفتقد الي ربِّ حنون؟
انتِ مريعة الآن ياحبيبتي بثأليلك التي َنبُتتْ بوجودهم،
ِلمَ لم تشعري بأرواحنا وهم يلتفون عليها خانقين ؟
أيتها المدينة التي أحبها بمقدار كرهي وكرهها لي،
أجيبيني ان كنتِ عالمة عن بحركِ وقد جفّ،
عن صحراءكِ وقد لامستْ السماء،
عن يتم ايامنا،
عن صور يعلّقونها بمسامير الكره عنوة فوق صدور شوارعنا، ألا شاهتْ الصور وشاه معلِقها وشاه الشاخص إليها من ألابصار،
كيف لكِ ان تميّزين اليوم بين وجوه نساءك وقد تنقبنّ ؟، أفهمتِ إذن سبب عشق الرجل مثيله وتكدس العانسات في بيوت أهلهن ؟
لن اطالبكِ بعدِّ ايادي المتسولات في «كراجاتكِ» فهن أكثر من كثر
وليس لي ان أُحصي الاسبوع فيكِ فهو يبدأ بفاجعة وينتهي «بمقتل »،
حتي العيد زحفتْ عليه «الوفيات» وتقلّص،
اعلمي إنني هربتُ بصغيري من رجالكِ وهم يراودونه عن براءة طفولته،
من لحاهم وهي تفّح ورائي بـ«متعة» كذباً حلّلوها،
هربتْ من القتل علي الحبّ،
أيتها العجوز المختلة،
بأي حق تركلين أولادكِ بعيداً عن هدأة حنينكِ، وتدنين الي حضنكِ غرباء العجم؟
تمحين أراجيح طفولتنا وتهدينا سلاسل لطم، وقوافل نواح لاتنتهي ؟
هل تفقهين تسبيحنا الآن، ونحنُ بعيدون عن ثراكِ نغتسل بدموع هجرانكِ ؟
أبداً لن تتعرفين علي ملامحنا بعد الساعة فقد أسدلوا غيومهم الخانقة علي عيونكِ ولم تعودي قادرة علي التمييز بين أبنائكِ والتراب بين أعمارنا والخراب،
حباً لكِ ياصالحة للموت وحده،
وتباً لكِ من فاضلة!
مدينة عراقية
أماكن قديمة في مدينة النجف
جمع مرآب

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























الفيلم الوثائقي ملاكي … الوقت يحاصر ضحاياه

الفيلم الوثائقي ملاكي … الوقت يحاصر ضحاياه
رسم الواقع بفرشاة حاذقة

محمد جبّار الربيعي
هل تقتصر وظيفة الفيلم الوثائقي علي تقديم المعلومة وطريقة طرح تلك المعلومة أم أن هناك أدواراً أكبر وأعمق لهذا النوع الخطير من أنواع الفيلم السينمائي؟ واذا كانت مهمته طرح المعلومة فبما يختلف عن التقرير والريبورتاج التلفزيوني المصور؟ واذا كان كذلك فأين مكان اللغة السينمائية ولماذا دخل هذا النوع من الأفلام عالم السينما اصلاً؟ حاصرتني هذه الاسئلة وأنا اتابع الفيلم الوثائقي اللبناني ملاكي للمخرج خليل زعرور الذي استخدم لغة سينمائية راقية مفعمة بالرمزية في إطار فيلم وثائقي إمتاز بميزة قد يفتقر اليها الكثير من الأفلام الوثائقية وهو متعة المشاهدة فنحن نعرف أن من أهم بل ومن ركائز السينما انها فضلاً عن كونها سلاحاً ثقافياً خطيراً يستطيع تغيير مجتمعات كاملة بأدواته المعروفة الا أنها في النهاية لاتستطيع أن تُبارح وظيفتها الرئيسية وهي الترفيه والمتعة، والفيلم لناجح علي مر الأزمان هو ذلك الفيلم الذي يقدم للمشاهد المعلومة والدرس المستقي من الحياة في إطار من التسلية والتشويق وهذا ماحققه فيلم “ملاكي” بإمتياز .

الماساة مكتوبة ثم مجسدة
يبدأ الفيلم بكلمات مكتوبة عن الحرب اللبنانية التي أودت بحياة 150 الف مواطن وفقدان 18 الف آخرين وأن هناك عوائل تحاول الحصول علي معلومات عن ذويهم المختطفين دون أن يجدوا مايشفي غليلهم لذلك عمدوا الي الاعتصام بنصب خيم صغيرة في حديقة عامة وهم يعتصمون منذ 5 سنوات دون أن يلتفت اليهم أحد ” ويبدو أن هذا الفيلم أخذ علي عاتقه هذه المهمة ” هنا المعلومة وصلت ويحير المُشاهد ماذا سيقدم المخرج بعد هذا،
ثم يستدرجنا نحو غابة جردها الخريف من أوراق أشجارها لتكون المدخل للفيلم لتبدأ المعتصمات بسرد حكاياتهن والبوح بآلامهن، يتناول الفيلم حكايات ست نساء فقدن أحباءهن لينتقي نماذج، فمنهن سيدة فقدت والدها وأخري فقدت زوجها أما البقية ففقدن أبناءهن ، والمخرج وضع لكل منهن بيئة خاصة تُعبِّر عن مكنوناتها بما يناسب حالتها ووضعها النفسي فمنهن من وضعها في مكان فارغ مقفر وثانية في غابة جرداء وثالثة علي البحر واُخري في مكان يغطيه الجليد وخامسة في محطة قطار مهجورة وهكذا، و درس بالتاكيد هذه الأماكن بعناية فائقة ليعبر المكان عن مكنونات كل واحدة منهن فمثلاً السيدة التي كانت تفتقد زوجها كانت تجلس في مكان يغطيه الجليد وعلَّق أغراض زوجها وبدلته التي لم يلبسها منذ أكثر من عقدين في هذا المكان وهنا الرمزية واضحة جدا في أن الزوجة تفتقر الي الدفئ والحنان الذي يوفره الزوج لها وللبيت بشكل عام فهي تعيش جليد نفسي وافتقاد محموم لذلك الدفء العاطفي أما السيدة التي تنتظر والدها فكان جلوسها بقرب ارجوحة أطفال وعلي الأرجوحة تم تعليق أغراض الأب الغائب لأنها فقدت طفولتها بفقدان الأب فيما وضع احدي السيدات اللواتي فقدن أبناءهن في داخل أسلاك شائكة علي شكل دائري يحيط بها من كل الجهات تقترب من شكل القلب ورسم حول هذه الاسلاك دائرة تحيط بتلك الأسلاك ليحدد أرقام الساعة الرئيسية وهي 12،9،6،3وهي تجلس في الوسط بحيث يكون ظلها عقربا للساعة يتحرك كلما تحركت الشمس حوله تلك السيدة فهي ثابتة والوقت هو الذي يمر بها ويمضي لتتسمر هي في مكانها بأنتظار الابن .

ثيمة الوقت ولمسة الافتقاد
إشتغل المخرج في القصص التي تناولها علي ثيمة رئيسة تجمعن جميعاً وهي ثيمة الوقت الذي يمر بطيئاً ومثقلاً بمرارة الإنتظار فوضع في خلفية كل شخصياته ساعات صغيرة أو كبيرة وعلقها في أماكن خارجية ليست مناسبة لها كالشجرة أو الأرجوحة أو أعمدة نصبت في العراء لتحمل تلك الساعات كذلك رسم الساعات علي الجدران كما وضع أكثر من بندول وبأحجام مختلفة لتحاصر احدي الشخصيات وهكذا وهو هنا استثمر ثيمة الزمن للتعبير عن مكنونات النساء بالصورة فضلاً عن كلامهن عن تلك الدقائق والساعات والأيام والسنين التي تمر ولايحصلن الا علي الغياب، ثم قبل نهاية الفيلم يؤكد علي هذه الثيمة التي تجمعهن معا برمي أوراق “روزنامة “كُتب عليها أرقام الأيام التي مضت في الفراق وهي كثيرة تملأ كادر الكامير وتتلاطمها الرياح لتبعثرها في أرجاء الغابة المقفرة والمتخمة بالأشجار العارية من خضرتها، وهناك ثيمة اخري كررتها السيدات مع كل قصة وهي لمس الصور وملابس ومقتنيات المفقودين “حتي ان السيدة التي تفتقد زوجها تتلمس يد زوجها التي ظهرت علي شاشة العرض بعد أن شغلت فيلم قديم لهما معا ” فاللمس هنا صار معنوياً جدا فهن يلمسن بقايا مفقوديهن رغم أن تلك المقتنيات بعيدة كل البعد عن الحقيقة فهنّ لايلمسن سوي الأوراق والاقمشة التي طبعت عليها الصور لكن المخرج هنا حاول تكرار هذه الثيمة للمبالغة في تجسيد الافتقاد .

وثيقة خيالية
وخلافاً لما عهدناه في الفيلم الوثائقي في تصوير الواقع يُصرّ المخرج علي تصوير إنعاكسات خيالات بطلاته فمثلاً السيدة التي تنتظر والدها تقول إنها لم تشعر بالسعادة التي تشعر بها العروس عندما تزوجت بسبب غياب أبيها عن حفل الزفاف وتعود بذاكرتها الي يوم عرسها “رمزيا” وليس واقعيا فهي ترتدي في ليلة زفافها ثوبا أسود وتمسك بباقة ورد «العرائس» الباهتة الالوان ليطبع المخرج وضعها النفسي عند زفافها لدي المتفرج فيتماها مع احساسها بالالم ليشعر به هو، كذلك في مشهد عودة الابن الذي تخيلته أو حلمت به وهنا تم تصويره علي انه واقع فتتحدث الأم الي ابنها «الفراغ» في بعض اللقطات لتبث له آلآم الفراق ورتابة الانتظار وتصب له الطعام تماماً وكأنه حقيقة ولا أعتقد أن هناك فيلم صور الخيال والاحلام في فيلم وثائقي غير في هذا الفيلم فمخرج الفيلم الوثائقي يكون مقيداً بالواقع وتجسيد الاحداث التي حدثت بشكل مباشر محاولا محاكاة الواقع جهد إمكانه، في هذا الفيلم يكون جُلَّ جهده منصباً حول الفجيعة التي تكسو كل حياة بطلاته كي يتبني المتلقي موضوعهن ويسقط فجيعتهن علي نفسه فيشعر شعورهن وهذا تؤكده احدي السيدات بقولها ربما يسمع انسان عن شخص ما مفقود فيفكر فيقول لنفسه :”وماذا يعني؟ هو خطف مادخلي أنا بالموضوع مادام بعيدا عني؟ لكن هذا الأمر حصل معي “والكلام للسيدة” وخطف زوجي وكان بالامكان أن يحصل وحصل فعلا للآخرين ملمحة الي أن هذا كان من الممكن يحدث للمتفرج أيضا فعليه أن يشعر بها ولايكتفي بالتعاطف المؤقت معها والذي ينتهي بمجرد انتهاء عرض الفيلم لأن الموضوع سيكون يخصه حينها.
ثم يتناول الفيلم احدي السيدات اللواتي شاركن في الاعتصام وتوفيت خلاله دون أن تحصل علي جواب شاف عن مصير ابنها وهي تُدعي اوديت سالم وهي الوحيدة التي تم التركيز علي اسمها وذكره أكثر من مرة لانها غادرت الدنيا بحسرتها علي ولدها “وهذا قد يحصل للبقية ” إن لم يلتفت اليهن احد، يمتن في خيمهن وحيدات منكسرات هدَّهن الانتظار، يصور المخرج مراسيم دفن اوديت بشكل توثيقي لكنه لايغادر هاجس الرمزية كما فعل مع الأخريات فبعد مشهد الدفن تدخل وجبة الرمزية بتصوير سجن متحرك علي سيارة ليقوم احد الاشخاص بفتح باب هذا السجن لتنطلق روح اوديت التي عبر عنها بالتصوير من وجة نظر الكاميرا وكأن اوديت هي الكامير والتي بالنهاية تمثل وجهة نظر المتفرج ذاته، فلا يظهر منها سوي يديها لتتحرك نحو بيتها وتقلب صور ابنها الغائب لتتحسس تلك الصور واغراض ابنها المفقود ولتتحسس حتي صورها فهي تفتقد صورتها ايضا لانها كانت قد غادرتها منذ غادرها ولدها، ثم يعود الي الامهات وانطباعاتهن وخوفهن من أن يكون مصيرهن كمصير زميلتهن اوديت ليخاطبن السياسيين للتدخل لحل مشكلتهن فهم تقاتلوا واصطلحوا وبقي مصير الضحايا مجهولاً لتخرج الكاميرا في آخر مشهد من الفيلم كما دخلت منسحبة هذه المرة من الغابة الجرداء التي دخلتها، برعت السيدات في الاداء والكلام المؤثر الي درجة إن احداهن تجعلك تبكي رغماً عنك بينما تحدتث احداهن الي الكاميرا وكأنها تتحدث الي لدها في مشهد تخيلت فيه انه حضر اليها، كذلك برع المخرج في توظيف الرمزية للإرتقاء بالتأثير البصري الي اعلي مستوياته كذلك في إختيار شخصياته من حيث التنوع في انتمائهن الي الطوائف المتحاربة فتوزعت المأساة علي كل الطوائف لآن الجميع كان خاسرأ لدخوله تلك الحرب العبثية المؤلمة، عُرض الفيلم في مهرجان بغداد السينمائي ضمن مسابقة صورة انسان – أفلام حقوق الأنسان وحصل علي الجائزة الاولي عن جدارة لأنه يتميز بأنه لمسة تجديد مدروسة في عالم الفيلم الوثائقي.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























زمان ثقافي

زمان ثقافي

رسالة شيكاغو
الدنيا في أعين الملائكة فوق طاولة النقد
تعرض الكاتبة والصحفية الامريكية ماري سجوميك الحاصلة علي جائزة بوليتزر لرواية الكاتب العراقي محمود سعيد “الدنيا في أعين الملائكة” التي ترجمت مؤخرا الي الانكليزية وحازت علي اهتمام القارئ في الولايات المتحدة. وستقام الامسية التي يشترك بها سعيد المقيم في شيكاغو مساء يوم السادس عشر من شباط «فبراير» الحالي في شيكاغو.
وسبق وان منحت جامعة سيراكيوز بولاية اركنسو الاميركية جائزتها للترجمة لرواية الكاتب العراقي محمود سعيد “الدنيا في أعين الملائكة”. ونشرت الرواية التي تتناول اجواء مدينة الموصل في خمسينيات القرن الماضي باللغة الانكليزية بترجمة ألين سالتر. وعبر الروائي سعيد عن سعادته بالجائزة بالرغم من أنها ستذهب لغيره «المترجم ألين سالتر».وقال في تصريح لصحيفة “الزمان” بطبعتها الدولية “فرحتُ وأردتُ مشاركة قراء الزمان بشكل خاص، لاهتمامها بالرواية الفائزة وبما يكتب عني في جهد نقدي”.
وكانت “الزمان” من أوائل الصحف التي تناولت الرواية عبر حوار مطول اجراه المشرف علي ملحق “الف ياء” المحرر كرم نعمة مع الروائي محمود سعيد حول أجواء الرواية وتكنيكها وعما اذا كانت هذه الرواية بمثابة سيرة ذاتية للمؤلف نفسه. ويعد محمود سعيد المولود في الموصل عام 1939، من الروائيين الرواد، كتب أكثر من عشرين رواية ومجموعة قصص، ومئات المقالات. وحازت روايته زنقة بن بركة علي جائزة وزارة الإعلام العراقية سنة 1993 ومن أهم رواياته بعد زنقة بن بركة “بنات يعقوب” و”الدنيا في اعين الملائكة” و”أنا الذي رأي” و”ثلاثية شيكاغو”.
وترجمت روايته “أنا الذي رأي” الي الانكليزية باسم Saddam City، ثم إلي الإيطالية بالاسم نفسه.
واعتبر موقع Library Thing في نيويورك رواية Saddam City إحدي أفضل خمسين رواية في العالم، واختارته منظمة العفو الدولية ضمن ثلاثين كاتباً من العالم “من بينهم غير واحد حائز علي جائزة نوبل” لكتابة قصص قصيرة عن مبادئ الأمم المتحدة، لأصدارها في انطلوجيا في المملكة المتحدة بمناسبة مرور 60 عاماً علي قيامها.
وتناول في قصته التي نشرت في الانطولوجيا المجرزة التي قامت بها السلطات الحكومية في بغداد لمجموعة “جنود السماء” في النجف وكربلاء.

رسالة القاهرة
ندوة عن أدب السجون في معرض الكتاب
في آخر نشاط للجناح التونسي ضيف الشرف قبل انتهاء فعاليات معرض الكتاب أقيمت ندوة بعنوان “حول أدب السجون” قدمتها رشا التونسي، وشارك فيها سمير ساسي من تونس وسلوي بكر من مصر، دارت محاورها حول سجون النظام السابق وتجربة السجن السياسي والمؤلفات التي كتبت عن السجون وفيها، وقد حضر الندوة عدد كبير من الجمهور إلي جانب النوري عبيد رئيس اتحاد الناشرين التونسيين ود. خالد النامي مساعد الملحق الثقافي للمملكة العربية السعودية.
وبدأت الكاتبة رشأ التونسي بالتقديم لسمير ساسي صاحب رواية خيوط الظلام ومجموعة قصصية بعنوان “سهر في ذاكرة المدينة”، قالت إنه قضي 10سنوات سجنًا علي خلفية اشتراكه بنشاط طلابي وقت دراسته بالجامعة بتهمة الانتماء لجمعية غير مرشح لها، وكان وقتها ضمن الفصيل الطلابي التابع لجمعية النهضة، وأضافت أن روايته عن السجون اعتمدت الرواية بشكل سردي قديم يعتمد علي تقسيم النص إلي أبواب ويستلهم نصوصًا فقهية، تفضح روايته سجون تونس زمن حكم بن علي ووصف أصناف التعذيببها.
ثم تحدث سمير ساسي عن جزئين رئيسيين أولهما عن التجربة والثاني عن مستقبل أدب السجون وهل لا يزال من الممكن أن يكتب أديب حول السجن أم أن ذلك المعني استهلك ولم يعد هناك بد من تكراره؟
عن تجربته حكي سمير ساسي قال “انطلقت التجربة حين ظهر بن علي علي حقيقته ومارس الاستبداد في فترة التسعينيات وتعرض كثير من الناشطين والمثقفين إلي جلادين وبوليس سياسي، وكنت ممن شملتهم المحنة 10 سنوات متتالية، أتيحت لي عدة حلول متاحة أحدها الرضي بما يعرضه الجلاد، أو الصبر، والصبر نوعان سلبي وإيجابي، وأضاف قد اخترت الصبر الإيجابي وأملت أن أحوله إلي صبر جميل، فالانتقال من مرحلة المقاومة السلبية إلي الإبداع الجمالي يرقي بمرحلة الصبر إلي مقاومة خلاقة”.
بعد ذلك تحدثت سلوي بكر الأديبة والروائية الناشطة المصرية عن ظاهرة أدب السجون التي كانت ولا تزال تسيل الكثير من الحبر، قالت إن الكتابة عن السجون هي ظاهرة أدبية قديمة، فطالما وجد القهر الإنساني وجد الاستعباد، ونحن إزاء ظاهرة أدبية لها وجود منذ زمن طويل فأول ذكر لسجن كان في القرآن وهو سجن سيدنا يوسف عليه السلام الذي ظل موجودًا في الذاكرة التاريخية، وأخذ عنه المقريزي قال في ذكر سجن يوسف إنه يقع في منف البدرشين جيزة، وكان يجري احتفال سنوي هناك يحتفل الناس بالذكري، ويجود عليهم بما يقيم الاحتفال، أما خلال العصر المملوكي، فقد كان هناك سجن خزانة البنوك والمقشرة.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP09

























قمة بغداد العربية

قمة بغداد العربية

إن من أولي أولويات الحكومة العراقية في هذه المرحلة هي أثبات وجودها الإقليمي القوي بالمنطقة وعرض قدرتها وأمكانية نجاح عمليتها السياسية بكسب ود الدول العربية وتعاطيها الايجابي مع مشاكل المنطقة ولاسيما الأزمة السورية التي راوحت بين تألف المد الموافق للحكومة العرقية وبين تناغمها مع خطي الجامعة العربية وموقفها المتوافق مع زرع الديمقرطية الغربية في عالم الربيع العربي الذي لم نلمس ثماره الي الآن علي مستوي الشارع العام وليس التخلص منالانظمة الدكتاتورية والمتوحدة بالسلطة وكرسي الحكم جيل بعد جيل..
ففي الوقت الذي تتخطف عمليتنا السياسية ونظامها التوافقي التحاصصي التضاد بين مختلف رؤي الشركاء السياسيين بالعراق .. استقوت بعض الأطراف الفاعلة من الكتل السياسية ببعض الدول العربية والإقليمية لمساندة موقفها بين الحين والآخر وللضغط علي صانع القرار السياسي لتحصيل بعض منافعها أو كما تقول حقوق ناخبيها المهدورة والمهمشة .. وبين استعداء أطرافا أخري نتيجة مواقف سياسية لكتلا فاعلة بالحكومة العراقية .. أدت الي إيجاد فريق مواجهة للحكومة بالضد من إقامة القمة العربية في بغداد العام الماضي وكان قد سبقها سحب الثقة من مدينتا الرياضية بالبصرة من أستضافة بطولة خليجي 21 .. والتي حرمت العراق حتي من اللعب علي أرضه في المنافسات الدولية.
وتصاعد حدة صراع الشركاء الفرقاء في بناء حصن العملية السياسية وديمقراطيته الوليدة أوجدت أرضية خصبة لكل من يريد باللعب بأوراق ضغطه علي السياسة العراقية من دول الإقليم والجوار بأشهار هذه الورقة لصالحه، وبعد زيارات مكوكية بين العراق والجامعة العربية منذ نهاية العام الماضي مكنت الحكومة العراقية من دعم مطلبها بإقامة القمة العربية في بغداد .. ولكن المواجهة مع موقف الجامعة العربية بشأن الأزمة السورية برأي بعض الأطراف العربية جعلها تلوح للعراق بورقة استضافة مؤتمر القمة في بغداد هذا العام.. وأمتنع نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي عن زيارة بغداد في موعد كان معدا له مسبقا تحت ذريعة أسباب فنية .. والذي سرعان ما تداركته الحكومة العراقية بموقف معاضد لدور الجامعة العربية يدعم قراراتها بشأن الازمة السورية علي وجه التحديد .. والذي طمأن الجامعة العربية فأعادت بن حلي لزيارة العراق لمدة أربعة أيام لغرض الإعداد لإقامة مؤتمر القمة العربية والوقوف علي الاستعدادات العراقية للاستضافة في بغداد. والأمر المهم هنا هل ستكون الامور بهذه الايجابية علي طول الخط حتي بداية شهر أذار المقبل؟ أم سيكون الربيع العراقي الهش بالتوافق الحالي بعد عودة نواب القائمة العراقية الي مجلس النواب محطة تحفيز لها، ووسط شكوك بعض السياسيين من صعوبة إقامة القمة العربية في بغداد تحت ظل الظروف الأمنية والسياسية المتقلبة في العراق .. أم سيستمر خريف التوافق السياسي العراقي بمقاطعة وزراء القائمة العراقية ويتحول الي خريف معارض للحكومة العراقية في البرلمان .. والذي بدت بوادره بتصريح أحد نواب العراقية بأن تنفيذ مطلبهم بإقرار مجلس السياسات الستراتيجية سيساعد علي توحيد الرؤي والخطاب السياسي ونجاح القمة العربية .. فهل هذا شرط للتوافق السياسي بأستخدام ورقة القمة العربية والاستقواء ببعض دول الإقليم لدعم مطالب تلك الكتل .. والذي سيجعل الطرف المقابل يستعدي تلك الدول وخلق حالة من عدم وضوح الرؤية لدي الحكومة العراقية مما يزيد حدة التوتر والذي سينسحب بالتالي علي إقامة القمة العربية .. وبين المنظور المناخي لموعد أنعقاد مؤتمر القمة في الربيع القادم بمدينة السلام وبين ربيع المنظور السياسي العراقي والخوف من تحوله الي خريف دائم بين الأطراف الفاعلة بالعملية السياسية في العراق تبقي الشكوك حاضرة في أذهاننا عن قدرة العراق من أحتضان رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية في بلدهم الثاني الذي يبدو بأنهم جعلوه هامشيا بحكم تقاطع مصالحهم مع كل دول الإقليم والجوار العراقي…..
أمير جبار الساعدي

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























اللغة العربية (1)

اللغة العربية (1)
وشيجة بين الأمة وأبنائها

قرأت مقالات عن اللغة العربية في صحيفة الزمان الغراء لأساتذة كرام وعلماء دين أجلاء أمثال السيد حسين الصدر والأستاذ سعد الدين خضر والأديبة غادة السمان والأستاذ رجب السامرائي والسيد هادي الزيدي والباحث السوري ماجد أبو ماضي وغيرهم .اتسمت كتاباتهم بالأخلاص والأعتزاز بلغتنا (لغة القرآن العظيم والنهج القويم) (العربية الحسناء .. لغتنا) الأصيلة الرشيقة الأنيقة الدقيقة تنصت اليها بخشوع تجويدا وترتيلا) وليست (العتيقة) كما وصفها أحد الكتاب في مقال قرأته منذ فترة – وقد احتفظت به – في جريدة عراقية – ولا أحب أن أذكر الأسماء – خشية السجالات .
ومع احترامي لرأي الأخ الكاتب وما يؤمن به ألا أنني وددت عرض وجهة نظري حول موضوعه الذي انتقد فيه قواعد اللغة العربية .
وراح يكتب وينظر ويورد الأمثلة ويتهكم باسلوب ساخر باللغة العربية وعلمائها . ونسي أن كتابة مقالة بصورة سليمة من الأخطاء النحوية ثمرة تمسكه بقواعد اللغة . فلماذا لم يلحن بكلمة أو جملة .. وكان ملتزما تماما بالقواعد وكان لسانه قويما وأسلوبه معصوما من اللحن والخطأ .. فهل عرض مقاله علي رجل ضليع باللغة لقراءته قبل نشره بغية التأكد من وجود الخطأ النحوي أو عدمه – كما يقول بوجوب ذلك – أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم المعجز لغة مصدري التشريع الأساسيين في الأسلام القرآن والأحاديث النبوية الشريفة المروية عن النبي (ص) ولا تتم الصلاة وعبادات أخري في الأسلام ألا بأتقان كلمات اللغة . واللغة العربية للأمة وشيجة قوية بين أبنائها فتربط ماضيها بحاضرها . وهي أصل أقدم اللغات في الأرض . وقد حفلت مسيرتها بأحداث كبيرة كان بعضها مصدر خير لها . وكان بعضها الآخر مثار متاعب لها وللمتكلمين بها . وقد ابتليت العربية بعدوين خطيرين العدو العثماني وآخر أشد عداوة وأفتك أسلوبا هو الأستعمار الذي شن علي العربية حربا ضارية وعمد الي زعزعة ثقة أبنائها بها . وعزا تأخر العرب في مضمار الحياة الي لغتهم ثم خرج بدعوات كثيرة منها صعوبة النحو مما يجعل فهمها أمرا صعبا علي طالبيها واقترح التحلل من نحو اللغة . واليوم تحارب اللغة بأيدي أبنائها فمنهم من يدعو الي تغيير خصائصها وألغاء بعض سماتها الأصيلة والأستهزاء بها وبرجالاتها العظام والتهكم عليهم بكلمات غير لائقة وغير موجودة بكل اللغات مثل (طركاعتويه) ساخرا من (سيبويه) كما جاء في مقال الكاتب آنف الذكر – الذي جاء بأمثلة منها : (جاء الرجلان) و (جاء الرجلين) الأولي صحيحة والثانية خاطئة . ويقول : أن الجملتين (تعطي نفس المعني) لكنه غفل أو تغافل عن جمل كثيرة لا تحصي أذا لحن بها فأنه يشوه المعني ويفسده فأذا قلنا : (فسيري الله ورسوله عملكم والمؤمنون) بفتح اللام في (رسوله والمؤمنين) اختلف المعني . وفي هذه الآية الكريمة : (أن الله بريء من المشركين ورسوله) فأذا قرأناها بكسر (لام الرسول) اختلفت سلامة المعني كثيرا . وفي الآية (ويل يومئذ للمكذبين) فأن قلنا (للمكذبين) بفتح الذال فأن (لمكذبين) هم الرسل وهذا خطأ جسيم.
ومثال آخر أختم به الأمثلة العديدة فعندما نقول (أقبل أخوك باسم) فمعني هذا أن للمخاطب أخا أسمه (باسم) وقد أقبل أما أذا قلنا : (أقبل أخوك باسما) فمعني هذا أن للمخاطب أخا وليس بالضرورة أن أسمه باسم ولكنه جاء (مبتسما) وشتان في المعني بين الجملتين .
ويتهم الكاتب الأمة العربية بالتخلف (بسبب نصب جل جهدها علي اللغة) ويقارن بيننا وبين الهنود الذين يعبدون (الهوش) – كما يذكر – أن لديهم معامل وطائرات وأقمار صناعية .. أما نحن (لدينا علم أعراب اللغة العربية) – نص قوله – وأورد له حكاية عن واحد من أولئك الهنود يذكرها الأستاذ عبد الهادي الزيدي حين فرش له جريدة محلية لكي يجلس عليها علي درجة أحدي السلالم وكان بانتظار صديق فاستغرب وتعجب (عابد الهوش) كيف يجلس علي جريدة مطبوعة باللغة العربية وبالحرف العربي .. أجلالا منه للغة العربية .
ويؤكد هذا الأستاذ الزيدي أننا العرب أولي من غيرنا بالحفاظ علي لغة القرآن ولسان الأسلام . أما دعاة التغيير فدعواتهم معادية للغة العربية المقدسة لأن قواعدها تأخذ القدسية منها . وهذه الدعوات هي لزرع الفرقة بين أبناء الأمة .. أما التسهيل والتيسير والتبويب فمن مهمة المربين والمعلمين والمدرسين .
أما التغيير في قواعد اللغة العربية فيقول (الباحث الأستاذ ماجد أبو ماضي) في جريدة الزمان بعددها 3546 أنه (يؤثر علي موروثنا اللغوي وتراثنا الحضاري وأرثنا الفكري . وبخاصة أذا علمنا أن هذا التغيير في تفسير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وسيؤدي بالتالي الي نسف كل الكتب التي وضعت في تفسير كل ذلك .. كما أن اللغة ستتأثر وستضعف بنيتها وتتغير ألفاظها وتراكيبها مما يؤدي الي أقتلاع اللغة من جذورها .. ووضع لغة جديدة قد يصعب علي الأجيال التأقلم معها.
ويذكرنا الكاتب بالمحتل الأنكليزي عام 1914 وكيف أن بعض الجنود البريطانيين كتبوا مذكرات عن العراق وعن التقاليد العشائرية في الجنوب واعتمدت كوثائق تاريخية . ويواصل قوله أن هؤلاء ربما لم يحصلوا علي شهادة الأعدادية والبكالوريوس من أين علم بذلك ؟ وما دري أن أكثر العسكريين – الذين اشتركوا في احتلال العراق – هم من رجال المخابرات البريطانية المتمرسين . وامثالهم الكثير جاء بصفة (مضمد وختان الأطفال) أو بصفة سائح في الأهوارأو مستشرق ..تؤكد ذلك كل المذكرات التاريخية .. وكتب الأنكليز أنفسهم .. والمتداولة اليوم في المكتبات التي تثبت أنهم من رجال الفكر والسياسة . أمثال المستشرق البريطاني (ويلفرد ثسيكر) الذي عمل في السياسة والجانب العسكري في عقد الاربعينيات . وعاش في أهوار جنوب العراق من نهاية 1951 حتي حزيران 1958 وهو من خريجي أكسفورد وزميله (برترام توماس) السياسي البريطاني وآخرون .. أصحاب شهادات عليا يضحون ويتعبون خدمة لبلادهم وهم مزودون بعلم رفيع (عرب الأهوار – ثسيكر)
كما أن جامعات بريطانيا من الجامعات التي لا تتساهل في قضايا العلم . وتهتم باللغة والأدب ولا يحصل الشخص علي الشهادة العالية الا بصعوبة وجهد كبير . أما (هتلر – نائب العريف) فقد قرأت كتابه (كفاحي) فلم أجد فيه خطأ أملائيا أو نحويا – ماذا يدل ذلك ؟
أود أن أسأل الكاتب : هل أن سبب تخلفنا القواعد ؟ أم سببه تلك الهجمات الاستعمارية المتعددة والمتنوعة الأغراض والأهداف .. والمتعاقبة .. المغولية والعثمانية والانكليزية والامريكية ..حتي يومنا هذا . أن هؤلاء جميعا هم سبب تخلفنا وهم الذين خلفوا لنا الثالوث البغيض (الجهل والفقر والمرض) الذي لا تزال آثاره الضارة والمدمرة باقية الي وقتنا الحاضر . هم سبب البلاء وليس العربية التي هي من ضحاياهم . وهل يمنع الكاتب أو غيره من العراقيين قوله (جاء الرجلان) بشكل صحيح من اختراع علاج لمرض السكر أو السرطان أو جهاز علمي لتطوير الكهرباء مثلا.
محمد ياسين الهاشمي – بغداد

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























الإعلام العربي في مواجهة التحديات

الإعلام العربي في مواجهة التحديات

من ابرز سمات الاعلام في العصر الحديث من هذا القرن .
انه يؤدي دورا بارزا ومهما لما له تأثير مباشر علي الشعوب في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . ولقد لعبت علي مدي عصور سابقة وشملت محاور واسعة وقطاعات شاملة لمجمل سير الإحداث وأصبحت لها دور السبق في تحديد سياسات الدول بما تنشره وتبثه من تقارير ومعلومات تزود بها المنظومة الإعلامية من خلال مراسليها بمختلف الاختصاصات سواء كان علي شكل جزئي أو إذاعي وحتي الصحافة الورقية أي (الصحف) لقد أسهم الإعلام العربي في بث الوعي القومي والوطني بما شهدته المنطقة من تحولات جذرية وضعت بصمتها علي خارطة الوطن العربي .
وكان مستوي توظيف الخبر وصياغته والوقوف علي ما جري وسخونة الأجواء والتغيرات الجذرية ونقطة التحول في مسار حياة الشعوب . وهنا يكون الإعلام في كل منطقة سلاح ذو حدين وهناك مما هو يهول ويؤول الأمور ويعطيها أكثر واكبر من حجمها المعتاد ويحاول أن يضخم الحدث أو المشهد السياسي أو الواقع الحياتي لتلك الدولة . وهنا تدخل معطيات علي ساحة الواقع قد تكون من باب شد الانتباه وجذب أكثر عدد ممكن من المتابعين لهذه القنوات ومنها يكون مدفوعا من إطراف خفية فنري تؤكد علي الخبر وصياغته صياغة فيها الشيء الكثير للمبالغة ومنها ما يكاد يكون اقرب إلي الواقع .
وهناك قنوات ومؤسسات إعلامية بكافة مجالاتها السمعية والمرئية والمقروءة تتبع الخبر ومصداقيته وتنال من خلالها علي احترام الجمهور العربي والمتلقي عموما . وتبقي المصداقية أساس التعامل .لقد أصبح العالم قرية صغيرة بفضل تقنية المعلومات ووسائل الاتصال الجماهيري ولعبت كذلك ما شهده العالم من تحول في الثورات السياسية الطابع الفكري والأيدلوجي لأبناء الامة العربية وهنا ظهر دور الإعلام العربي في نقل الحقيقة بعيدا عن التزويق والتزوير أو المماطلة في نقل الحدث .
لقد ظهر جليا إن ما حدث في ليبيا أو اليمن ومصر وتونس وسوريا من صراعات وتغييرات أسهم فيها الإعلام بشكل كبير . فالإعلام هو المرأة العاكسة لمجمل الأمور ولقد شهدت السنوات الأولي من القرن العشرين ثورة علمية وتكنولوجية ومنها الإعلام . وحتي أربعينيات القرن الماضي وبالأخص في فترة الحرب العالمية الثانية للفترة ما بين 1939-1945 دورا خطيرا وكان وزير إعلام أدولف هتلر الكولونيل (غوبلز) وزير الدعاية اللسان الناطق باسم الرايخ الثالث صاحب شعار (اكذب ثم اكذب حتي يصدقك الناس )يؤمن إن انهيار الجيوش وتقهقرها مرهون بمدي قوة الدعاية الإعلامية والماكينة التي تقف وراءه . فكان الإعلام الألماني في تلك الفترة ذائع الصيت وأصبحت إذاعته (صوت برلين) لسانا ناطقا بأسم الشعوب العرب من هناك في عاصمة ألمانيا (برلين) تبث باللغة العربية لشد حماسها وتأجيجها ضد عملاء الانكليز والمحتل الانكليزي والفرنسي باعتبارهم من دول الحلفاء والذين تجري الحروب بينهم وبين ألمانيا الغازية . وكان يونس بحري الإعلامي المعروف يبث بصوته من برلين معلقا علي سخونة الإحداث التي تجري في الأقطار العربية. مع العلم إن الأعلام الغربي له تأثيره الواضح في سير المجريات وتوسيع الإخبار وهو دور خطير يحاول من خلاله بث الأفكار التي تشتت الأمة ويزرع بذور ألتفرقه ودس الأحقاد بين أبناء الوطن الواحد . فتراه يصوغ الإحداث ويحللها بعيدا عن الواقع ويخلق عدوا وهميا يحاول تدمير الشعوب وفي حقيقة الأمر ليس وهميا بل هو واقعي . أنهم ومن غيرهم يحمل شحناء البغضاء وسموم في داخل أنيابه ومتي ما تسنح ألفرصه يغرس انفاثه السامة في جسد الوطن ناشرا كل ما يرمي إليه في جعبته من القضاء علي بذور الوحدة والإخاء ولم الشمل العربي بين الأقطار العربية . فلا حدود مصطنعة ولا حواجز ولا محاذير تقف بوجه أبناء الأمة . فدينهم وإسلامهم وعقيدتهم وفكرهم ونضالهم واحدة لذلك يجب أن يبرز دور الإعلام العربي هنا وان يقف القائمون علي العملية الإعلامية في الوطن العربي بالمرصاد لكل ما من شأنه أن يحد من بذور التخريب لا أن يقف موقف المتفرج من سير الإحداث ولا يجب أن يكون يوما يمجد أسطورة القائد الأوحد والذي تراه قد يكون الجلاد أو الدكتاتور الأوحد وذو الشخصية الدموية بكل صفاتها فتراه يرسم أسطورة نمر من ورق الأعلي بني جلدته والمتمكن من أبناء بلده يبطش بهم وينكل بهم كما نراه ألان في الدول التي شهدت تحولات ليس علي الصعيد السياسي فحسب بل علي مجمل الأصعدة كافة . وعليه يجب أن تشكل هيئه عليا تتخذ من احد الأقطار العربية مركزا أساسيا لرسم سياسه علميه حديثه بعيدة عن التهريج والإطماع أو المصالح الشخصية ونبذ الأحقاد وليس بدافع آو غرض مسبق من شأنه أعطاء الصورة قاتمة عن الأوضاع بأنها سيئة وسوداويه بل إلزامها ببث ونقل الصورة كما هي بعيدة عن المغريات المدفوعة مسبقا ونحن لا نريد أخداع الناس وإيهامهم ورسم صورة وردية عكس الواقع ولكننا نريد اكبر قدر ممكن من المصداقية في التعامل مع الملفات وسخونة الحدث ونتعامل علي أرضيه واضحة لا لبس فيها لا إن نجر المنطقة والشعوب إلي اضطرابات وانفعالات من شأنها تأجيج الصراعات وفسح المجال أمام المغرضين بإعطائهم فرصه في ضرب كل استقرار تشهده المنطقة . لقد برزت إلي الساحة بعض رجال الإعمال ممن امتلأت جيوبهم اخذوا علي عاتقهم الولوج إلي الساحة الإعلامية بأخطر مفاصلها . فالإعلام خطر إذا ما مورس بخطأ . لقد اخذ البعض من أصحاب هذه القنوات ببث أجندات مرسومه سلفا تحركهم أصابع خفيه لها أهدافها وبرامجها وسياستها وتخطط لتحطيم نفوس الشعوب التواقة لنيل حريتها ولكن يبقي أصحاب المثل العليا أصحاب ألكلمه الشريفة والقائمون علي الإعلام العربي المخلصين في كل أنحاء عالمنا العربي بالمرصاد ويبقي لها القول الفصل . والسلام عليكم
محمد عبد الجبار عبد الله – بغداد

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























الفرج يا صاحب الفرج

الفرج يا صاحب الفرج

ادعية تنطلق من هنا وهناك وعلي لسان حال ابناء من شعبنا .. وهم يطالعون الصحف ويسمعون الاخبار .. عن العملية السياسية وما يجري فيها وحولها .. وكل يوم لنا عنوان جديد ورأي جديد.. وتصريح جديد والواقع لا جديد في العملية السياسية وكل شيء باق علي حاله ولم تكن هناك تنازلات واتفاقات حول وحدة الكلمة وتصفية القلوب وتوحيد الايدي في ازاحة كل المعلقات التي من شأنها ان تقف حائلا في طريق وحدة الكلمة.
وبرغم كل المبادرات الخيرة التي نادت بها بعض الاطراف من هذا الشأن والخصوص .. ولا ادري الي اين المسير … بالعملية السياسية مع ما يتساقط من اجساد تمزقها تفجيرات الارهاب .. غير مبالية ان كان طفلا او كهلا او امرأة .. اضافة الي تزايد عمليات الاغتيال والخطف وما الي ذلك من عمليات اجرامية الشعب يدفع الثمن .. ولازالت العملية السياسية واقفة في مكانها .. تراوح وكان ما يجري لا يعنيها او انه اصبح مألوفا لديها .. لا يا سادتي يا كرام .. يجب العمل وبكل جد واخلاص ونكران ذات من اجل وضع النقاط فوق الحروف والعمل علي توحيد الصفوف والكلمة من اجل الوطن والمواطن.. الشعب يطالبكم بالخروج من ازماتكم السياسية والالتفات الي المهمات الاخري التي تسهم في بناء العراق الجديد .. والاتجاه الي الاعمار وبناء العراق الجديد ليكون شامخا شموخ الاعمار يجب انتشال الشعب من براثن الفقر الي عالم جديد عالم الكرامة والشموخ ورفع الرأس.
نريد ان تكونوا صفا واحدا ضد الارهاب وقطع دابره .. نريد منكم الوقوف سدا منيعا وسيفا بتارا لكل من تسول له نفسه بالعبث بامن البلاد وتقدمها ..
اننا نريد ان تكون قلوبكم واسعة تسع كل العراق … بعيدا عن المنازعات الضيقة التي تقف حجر عثرة في طريق نهضة البلاد وتقدمها..
بل الشعب يريد منكم الكثير وينتظر منكم الكثير .. وتأكدوا من ان الشعب يشد ازر من يعمل لمصلحة الوطن والمواطن ..
فكل ما يطمح فيه استقرار البلاد واعمارها
اهذا كثير علينا..؟
وها نحن ندعو واياكم
الفرج يا صاحب الفرج
محمد عباس اللامي – بغداد

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























الصحافة بين المهنة والدراسة

الصحافة بين المهنة والدراسة

ما احلي واجمل تلك المهنة الرائعة الجميلة والمهذبة بنفس الوقت الا وهي الصحافة وصاحبها الذي يطلق عليه الصحفي ذلك الرجل الذي يضنيه التعب والارهاق والسهر من اجل ايصال الكلمة الصادقة والهادفة الحقيقية الي الناس وهم قد يكونون يجلسون علي المقاهي او في المكاتب وبيدهم تلك الوريقات السمر او البيض التي يطالعونها صباحا ليعرفوا اخر اخبار العالم المليء بالحوادث والمفاجآت ولكن الذي يشغل البال احيانا هل يمكن ان نميز بين الصحفي الذي جعلها هواية او الشخص الذي جعلها مهنة كباقي المهن لتكون له بابا للرزق فقط وعشقها لانها سبب مورده المالي وبين الصحفي الذي جاء اليها عن طريق المعدل الدراسي بعد الاعدادية لتفرض عليه تلك المهنة الشريفة المقدسة ليصبح بعد ذلك يحمل بكالوريوس اعلام صحافة والسؤال هنا من هو الافضل والاجدر للاجابة علي ذلك السؤال المهم الحساس شقين. 1/ قد يكون الصحفي المهني افضل لانه اختارها نتيجة لتراكمات ادبية اراد ان يفيض بها الي الناس عن طريق الصحافة والاعلام ولا بأس من واردها المالي الذي يأتي اليه عن طريقها 2/ قد يكون المثقف الذي جاء اليها عن طريق الشهادة كباقي المهن التي جاءت من الدراسة الاكاديمية كالطب والهندسة ثم طورها لتصبح له عشقا وابداعا وتعليما وبابا للرزق ايضا واخيرا الابداع ليس بالشهادة او الهواية بل بما يتوفر للصحفي من فرص وجهد عملي واطلاع وترك الكسل ليكون الافضل بين اقرانه.
انمار العلاق – بغداد

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























لدغات بعد التحرير

لدغات بعد التحرير

ليس الخير ان يكثر نصاب الجلسات البرلمانية، لكن كل الخير بان تكتمل مفردات الحصة التموينية..
لابأس بالوزارات من طول ومن تعظيم جسم البعير واحلام العصافير..
اذا ظلمت شعبا فاحذر (حوبته)
من يزرع (الميليشيات) لاتثمر توبته.
ابدا بحزبك فائنه عن التكسب فان فزت في دورة جديدة فانت حكيم.
يا جامع الاموال قبل اكلها فانما المال في ارض السواد لمن اكل.
ان قصرت يد المسؤول عن طلب (الرشا) فليطيل لسان الشعب بالدعاء للحكومة..
لعمري ماود الحكام بنافع، ان لم يكن اصل المحبة في الصدر.
احفظ وزارتك من اقربائك الخاصين والزمها بالضبط والحزم رغم كيد المستعمرين.
اذا كنتم للجنة طالبين (سكان المنطقة الخضراء) فارفضوا الحور العين.
اذا ماضاق باب الامن من محتل فان الله اوسع منه بابا.
وان سالت ان تحيا سالما من الاذي يا اولي الامر، فكن للاشرار منهم ما عشت تاركا. محمد قاسم الدباغ- بغداد

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























علي ظهرِ أتان بيضاء

علي ظهرِ أتان بيضاء

أعرفُ أنني إذا غادرتُ قريتي
حافياً علي ظهرِ أتانٍٍ بيضاء،
مصطحباً عُكَّازيَ الأثري
ومعي يَباسُ إكسيرٍ،
مِن طَمْيٍ القصائد..
سألقي حتفي بزحمةِِ الحضاره.
حين طويتُ تحت إبطي،
منجلَ القروي
وشَمَرْتُ عَن لساني، لَعقَةَ الصمت،
وافترشتُ لَغْوِيَ،
في زحامِ المدنِ الخانقْ.
وصرتُ في مآتمِ الإشاراتِ الضوئيه.
علمتُ أنني سأجيدُ الغناءَ،
في ليلِ الهزيمه.
علمتُ أن شُهرتي ستُهشَّمُ،
بوعاءِ أيَِ وليمه.
وجوعي يهدمُ وجهي
يبعثرُ ما حصدَهُ منجلي،
من سنابلِ القصائد
آهِ.. صيحةَ الديك،
آه.. جَنْيَ العناقيد،
آهِ .. طرقي الوعرَه.
تناديكِ أقدامي الحافيةُ،
تناديك عيني الرمَداء..
بشهقةِ الأبنيةِ الشاخصه.
هنا الأحذيةُ المليئةُ بالأرجُلِ،
تلوكُ الأرصفةَ كاللُبانْ
وحشرجةُ الخُطي..
وهي تمرُ خلالَ خبايا دواري
ارضٌ تفتحُ صناديقَها المُقفلةَ،
وتنشرُ فوق اللظي،
لحنَ أوتاري
تنثرُ رمادَها،
عندَ كلِّ عنوانٍ،
يكتبُ بدخانِ أحلامي المنطفئه.
أتسمرُ علي مقاعدِ المقاهي،
وتغرسُني مطرقةُ اللحظةِ،
في خشبِ الاغترابْ..
وفي الزحمةِ أغيب،حافياً،
علي ظهرِ أتانٍ بيضاء
حارث معد – الموصل

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZPPPL

























تقديم الساعة الذرية ثانية واحدة لسد الهوة الزمنية لدورة الأرض

تقديم الساعة الذرية ثانية واحدة لسد الهوة الزمنية لدورة الأرض

لندن ــ الزمان
تقرر تقديم الساعة الذرية لثانية واحدة في 30 حزيران/يونيو بغية سد الهوة الزمنية الصغيرة الناجمة عن دورة الأرض. وذكرت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية “NHK” ان الساعة الذرية ستقدم ثانية واحدة في ما يعرف باسم “قفزة الثانية” للمرة الأولي منذ 3 سنوات ونصف في 30 حزيران/يونيو 2012. وأوضحت ان الهدف من هذه الخطوة هو تعديل الساعة الذرية، بما ان دورة الأرض تستغرق في الواقع أكثر بقليل من 24 ساعة. يشار الي ان تقديم الساعة الذرية سيتم للمرة الـ25 منذ بدأ تطبيق هذا النظام قبل 40 سنة، في حين كانت الأخيرة في 31 كانون الأول/ديسمبر 2008. وارجئ تعديل نظام التوقيت العالمي الذي وضع قبل 40 عاما للتوفيق بين التوقيت الذري والتوقيت الشمسي الي اجل غير مسمي الاسبوع الماضي في جنيف بعدما تعذر التوصل الي توافق بهذا الشأن خلال اجتماع جمعية الاتصالات التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات.
وقال الان جامييسون رئيس الجمعية بعد نقاشات استمرت ثلاث ساعات “سيعاد الملف مجددا الي مجموعات العمل لتوضيح بعض التساؤلات التي اثارتها عدة دول اعضاء”.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا اليابان تطالب بهذا التعديل بينما تعارضه بريطانيا والمانيا والصين وكندا معارضة شديدة.
واضاف جامييسون ان النقاشات اظهرت ان المندوبين السبع مئة الذين يمثلون 70 دولة في هذه الجمعية منقمسون جدا حول المسألة التي هي موضع دراسات ضمن فريق عمل منذ عشر سنوات.
واضاف “هناك من يدعم التعديل وهناك من يعارضه فيما يعتبر فريق ثالث انه لا يملك ما يكفي من المعلومات لادلاء برأي وهذه هي النقطة الاهم”. وقد حدد نظام التوقيت الحالي عام 1972 مع اعتماد “التوقيت العالمي المنسق” اي التوقيت الصادر عن الساعات الذرية الذي يضاف اليه او ينقص منه من فترة الي اخري ثانية تسمي “الثانية الكبيسة حتي تبقي متناسقة مع التوقيت الشمسي. ومنذ عام 1972 اضيفت 24 ثانية من هذا النوع علي التوقيت العالمي المنسق لتعويض الفارق بين التوقيت الذري المنتظم دائما، والتوقيت الارضي الذي يمكن ان يتفاوت نظرا الي عوامل مثل المد والجزر او الزلازل. وتعتبر الولايات المتحدة التي تريد الغاء هذا النظام ان الثانية الكبيسة “تشكل مصدر ارباك في الصناعات الفضائية وعلي صعيد الاقمار الاصطناعية التي تطالب بنظام متواصل”. وقال المندوب الامريكي في الجمعية ان “الاجراء الحالي معقد جدا فكل اضافة لثانية كبيسة يتطلب تدخلا بشريا الامر الذي يطرح مشاكل تقنية ودونه احتمالات بوقوع اخطاء”. علي العكس تعتبر بريطانيا ان الغاء الثانية الكبيسة سيؤدي الي ابتعاد التوقيت الذري اكثر فاكثر عن التوقيت الارضي. وقال لمندوب البريطاني الذي طالب بمزيد من الدراسات حول الموضوع “سيكون لقرار كهذا انعكاسات كبيرة علي الاجيال المقبلة ولا سيما علي الصعيد الاجتماعي وحتي الديني”. اما بالنسبة لفينسنت مينز رئيس لجن الدراسات في الاتحاد حول المسألة “فالمشكلة تكمن انه لا يمكن توقع مسبقا قبل فترة طويلة متي يجب اضافة ثانية كبيسة علي الساعة الذرية لان الامر مرتبط كليا بدوران الارض”. وبشكل عام يتخذ القرار قبل ستة اشهر من تنفيذه وهي تضاف دائما اما في 30 يونيو/ حزيران او 31 ديسمبر/كانون الاول.
واوضح مينز “لهذا السبب لا تطلق صواريخ فضائية ابدا في تلك التواريخ بسبب احتمال حصول فارق يؤثر علي الحسابات”. والغاء الثانية الكبيسة سيهل حياة المبرمجين المعلوماتيين الا انها ستؤدي الي “فرق” بين التوقيت الذري والتوقيت الشمسي يصل الي “15 ثانية كل مئة عام”. وسترفع ملخصات مناقشات الجمعية الي المؤتمر العالمي للاتحاد العالمي للاتصالات عام 2012 التي تعقد من 23 يناير/كانون الثاني الي 17 فبراير/شباط في جنيف.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP20
















توقيع

توقيع
وضوح روسيا وغموض أمريكا
فاتح عبدالسلام

أظهر حلفاء الحكم في دمشق وضوحاً عالياً في المواقف علي طول خط الأزمة، حيث تحدثت روسيا والصين بلسان “فصيح” في رفض أيّ عقوبات أو إدانة أو قرار دولي ضد الحكومة السورية، وذلك علي وتيرة واحدة من قوة الرفض وقوة الدعم المعنوي والمادي. ولعلّ وضوح الموقف الروسي حتي هذه اللحظة هو مفاجأة لكل مَنْ بني أحكامه علي التاريخ الأسود للروس في التخلّي عن حلفائهم وملاحقة الصفقات الرابحة. في حين إنَّ مواقف المعسكر الدولي الآخر تعاني من غموض وتذبذب بما لا يتيح اطمئناناً لدي المعارضة السورية ذاتها في التعويل عليها، بالرغم من إنّه لا خيار لها سوي ذلك التعويل في ظل تذبذب آخر تعاني منه الجامعة العربية.
ويمثل الموقف الأمريكي مثالاً في عدم الوضوح، ومن الصعب قراءته إلاّ من خلال زاوية حشر الرئيس باراك أوباما نفسه في مضمار السباق الانتخابي ورهن كلّ شيء بخيارات الترشيح بما لا يوفر موقفاً أمريكياً يستحق الإشارة إليه سلباً أو إيجابياً في الميزان الدولي من الأزمة السورية المشتعلة.
واشنطن التي اندفعت مبكراً نحو خيار العقوبات الاقتصادية ضد دمشق، كانت تداري ما تعانيه من عجز عن أي خيار آخر وربّما كانت تلتمس اعفاءها من أي خيار مختلف. بل لعلّها ذهبت عبر أوباما إلي تصريحات عالية السقف مبكراً أيضاً من دون أن تستطيع أن توفر غطاء يحمي أو يوفر أفقاً لتنفيذها كما في دعوتها إلي تنحي الرئيس بشار الأسد وقد قبضت مقابلها الريح فوراً. وهي الآن، تعود من خلال تكرار أن الحل المطلوب في سوريا هو سياسي من دون أن تفسر التغيير المفاجئ في موقفها الذي جاء يحمل معني الخسران والذلّ بعد الفيتو الثاني من موسكو وبكين. والأهم في ذلك هو إن واشنطن لا تفسر للعالم معني الحل السياسي الذي تنشدهُ لا سيما إنّها لا تذهب باتجاه وجهة النظر الروسية التي تريد الحل السياسي أيضاً. فماذا تعني، ولمن توجه خطابها الآن. وما معني أن تحذر كلاً من روسيا والصين من إنّ التحالف مع دمشق خيار خاسر ثم تصرّ هي علي إنّ الحل السياسي هو الأساس، وهي ذاتها دعوة الروس أيضاً. فأين المشكلة يا أمريكا، فإذا لم يكن لكم لسان واضح خاص بكم فلا تورطوا أحداً بغموضكم وضياعكم أو تعلّموا الكلام بـ «الروسيّة» حتي ولو علي كبر!
وضوح حلفاء النظام السوري انتصر علي غموض أعدائه، ولعل المعارضة، وقبلها الشعب السوري كلّه، أول الخاسرين.

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP20
















مكاتيب عراقية

مكاتيب عراقية
طوبة حب بين العراقية ودولة القانون
علي السوداني

وهذه ليلة من ليال لا شبيه لها . سلة من العلل استضافها جسدي. زكام ورشح وصداع وسخونة. صنعت لي ايمان الحبّابة، صحن شوربة عدس، تبعته بحبّاية نشلة، وحبة اسمها “يرفين” تجعلك تعطس ثلاث مرات كل نصف دقيقة، بدلاً من سبعين عطسة قد تزعج جارك الطيب، فيقفز الي مخفر شرطة رأس الشارع، بداعي دعوي قضائية عنوانها “إزعاج متعمّد” عاونتني شوربة العدس، وحبوب اليرفين علي نومة مستعجلة، حيث كنت علي ميعاد مبروك مع أول حلم . أنا الآن في ملعب الشعب الدولي برصافة بغداد ــ في الحلم طبعاً ــ ومعي أخي وابنه وابن خالي كريم، ننطر مباراة قوية، ستقع بين فريقي الزوراء والقوة الجوية. الملعب غاص ممتلئ ولا محطّ رجل . نزل الفريقان المنتظران، فقامت الناس علي حيلها تهتف وتصفق وترقص، لكن، لا الزوراء نزل، ولا الجوية وصل. نحن الآن نتفرج علي فريقين، واحد اسمه فريق القائمة العراقية بقيادة الكابتن إياد علاوي، والثاني هو فريق دولة القانون ويقوده الكابتن نوري المالكي. هنا، تبدلت بوصلة هتاف الرعية، فأجواق محتشدة علي اليمين، تتمايل وتهتز وتؤدي بصوت اوبرالي واحد ” إخوان سنّة وشيعة، هذا الوطن ما نبيعه ” أما الأجواق التي تحتشد في الجانب الآخر من الملعب، فلقد فضّلت طقطوقة سبعينية حلوة منسابة من حنجرة أحمد الخليل، وواقعة دعش آذار، ومطلعها الواثق يقول “هربشي كردي وعرب رمز النضال” أما أنا، فلقد اندسست في قلب جوقة ملونة من عتاة البزّاخين، وقدتهم صوب هوسة “عرب وين، طنبورة وين”. كان المنظر ينقّط محبة، اذ تبادل الكابتنان، واللعيبة، باقات الورد الجوري، وبدا أن التواضع والتنازل هو سيد المشهد، اذ وافق إياد علي منصب حراسة مرمي العراقية، وفعل مثله نوري، حتي انتهت المباراة بخمسة أهداف للعراقية، مقابل أربعة لدولة القانون . وإفراطاً في الحب وفي الشراكة، تبادل الفريقان، الفانيلات والشورتات واللابجينات والجواريب والبوسات الساخنات، في منزع لم تشهده من قبل، كل أرض الله الواسعة . في أول محاولة لترك الملعب، تزحلقتُ بقشر موز صومالي، فسقطت من علي سريري، لأجد ايمان مزروعة فوق رأسي وهي تبسمل وتصيح ” اسم الله الرحمان حبيبي ” نهضت من كبوتي، وقلت لها إنني بخير، وعدت الي غطة نوم جديدة وحلم ثان . زبدة الحلم هي، إنني رأيت طابوراً من رجال ونساء وأطفال، أشكالهم من الأفرنجة، زرق العيون، يمتدون من لوية حافظ القاضي، وينتهون في حلق أورزدي باك الرشيد، فسألت مجاوري عن المسألة، فأجابني إن هؤلاء، هم لاجئون أمريكان تم توطينهم ببلاد الرافدين، وهذه ظهيرة تسلمهم، طعام الحصة التموينية. ضحكت واستغربت واستنكرت، وسألته عما جري لدولة أمريكا العظمي؟ فأجاب الرجل الصبور، بأن تلك البلاد قد وقعت فريسة غزو همجي من كندا المتغطرسة شمالاً، ومن المكسيك المستهترة جنوباً، وأن العائلة الأمريكية الآن، لا تكاد تتدبر خبز عيالها، والكهرباء، أربع ساعات باليوم، والحرب الأهلية قد اشتعلت بين السود والبيض من جديد، ونسوة واشنطن يفترشن الآن، محيط الجامع الحسيني وأرصفة سقف السيل بعمّان، وهن يعرضن بضاعتهن الرخيصة، من سكائر مهربة حتي مناقيش صيد الشعرات الناطة من ظلمة الخشم، ما أجبر تالياً، جلّ أدباء وفناني ومبدعي تلك البلاد، علي هجرها، وقد لا تصدقني ان قلت لك، إن روبرت دي نيرو وآل باتشينو وأنجلينا جولي وجوليا روبرتس وداستن هوفمان وتوم كروز وكيت هادسون وجورج كلوني وأوبرا السمراء، وبراد بيت وسلمي حايك وستيفن سبيلبرغ وإيدي ميرفي وميريل ستريب، وآخرين من صفوة فناني ومبدعي أمريكا المحتلة، يقيمون الآن بدمشق الشام، يتلفون ظهيراتهم، باللغوة ولعب الطاولي، والتنكيت مع أبي حالوب لبيد، وشفط الشاي والنومي حامض، علّ الحظ، يبتسم بوجه واحدهم، فيحصل علي دور ثانوي في الجزء السابع من الملهاة السورية الشهيرة ” باب الحارة “، فإن لم يحدث هذا، نهض الجمع، وتداحسوا بسيارة كيّة تشتغل علي خط باب توما، ومنتهاهم سيكون ببطن حانة البلور، حيث عرق الريّان الرخيص وأغنية سومرية بديعة بصوت نسيم عودة، أدمنت علي سماعها، الممثلة المثيرة أنجلينا جولي: يا هلا بحلو المعاني، مرحبا بعمري وزماني، شوفتك ردّتلي روحي، جيّتك شدّة أغاني!!

/2/2012 Issue 4116 – Date 7- Azzaman International Newspape

جريدة «الزمان» الدولية – العدد 4116 – التاريخ 7/2/2012

AZP20
ALSO
















أحدث الأخبار

Azzaman