يوم المظلوم 88
اتقوا دعوة المظلوم فانه يسأل الله حقه والله سبحانه وتعالى اكرم من ان يسأل حقا الا اجاب . فلا بارك الله بالظالمين الذين يعرفون ان العدل هو اساس الملك وهم من يعلمون جيدا ان السعادة والاطمئنان لا تتحقق الا من خلال اسعاد الاخرين وتحقيق الامن المادي والمعنوي لكل ابناء المجتمع يوم المظلوم هو نداء المعدمين ورفع اكفهم الى الواحد العلي القدير انهم يسالون حقوقهم ومساواتهم وفق ميزان العدل . نداء المظلومين هذا يصعد الى الاعالي فلا حجاب بينه وبين الخالق انه يقول للمتربعين على الثراء الفاحش (ما ولدتم فللتراب وما بنيتم فللخراب وما جمعتم فللذهاب وما عملتم ففي الكتاب مدخر ليوم الحساب) كما يقول امير المؤمنين علي (ع) : (فهل من متعظ ؟) . كما يقول (ع) : (عليكم بالاحسان الى العباد والعدل في البلاد تأمنوا عند قيام الاشهاد) .
ولذلك فاذا بغى المسؤول عن الرعية ولم يعدل فقد يعجل الله له العقاب في الدنيا قبل الاخرة . ان السكوت على الظلم هو ظلم ومعاونة الظالم على ظلمه اشد من الظلم . لذلك فان بغي الناس بعضعم على البعض الاخر يخلق مجتمعا متصدعا تقل فيه الارزاق والخيرات ويعم الشر لعدم الوقوف بوجه الظالم فالظالم اساسا هو شخص معتدي وهذه الغريزة (مجابهة الظلم) توجد حتى لدى الحيوانات حيث تتجه الى ابعاد الظلم والعدوان عن بعضها البعض الاخر وكذلك فان الخروج على الحاكم الجائر امر به الشرع لمحاربة الظلم وتحقيق العدالة ، فاذا استشرى الظلم في اي مجتمع من المجتمعات فهنالك طريقتان للتوجيه والاصلاح هما اولا الطريقة التربوية بالنصح والارشاد وهذا ما سلكه الانبياء والرسل مع الفاسدين والمتخلفين فعند عجزهم يسلكون الطريق الاخر وهو السيف للدفاع عن الاعراض والاموال والكرامة الانسانية .
ان الانسياق وراء الرغبات الوضيعة بدون تعقل وحكمة وحساب للعواقب يجعل المسؤول يخسر ويسقط في النهاية ، فالمشكلة اذن هي ان تكون هنالك رغبات غير مشروعة على حساب المظلومين تحط من كرامة المسؤول وتعيق سعيه نحو الكمال حيث ينهار تحت الحاحها وضغطها فيرتكب الخطايا والاخطاء ويرتكب ما لا يليق به . ان يوما تقضيه الروح وهي تندب موت حقوق المساكين وفقدان العدالة انبل من عمر يقضيه الانسان بالتمتع بالشهوات ، اننا لن نشهد في اية حكومة من الحكومات المتتالية تطبيقا صحيحا للعدالة ، فالميزانية الحالية كمثل مبسط وصفتها الصحف الاجنبية وخبراء الاقتصاد بانها (ميزانية الاغنياء) حيث لم تعر اهتماما بالشرائح المعدمة والفقيرة من الشعب والتفصيلات كثيرة بهذا الخصوص ان القادة والمسؤولين والسياسيين كافة يتحملون اثما كبيرا ان هم يقولون سمعنا فالباطل ان تقول سمعت والحق ان تقول رايت فاسوأ نكبة تمر بالانسان ان تكون له عينان ولا يرى واخيرا وليس اخرا نقول لهم هل ندلكم على صوت اقوى من دوي المدافع ؟ انه صوت الحق الذي ينبعث من قلب امة متحدة تريد ان تعيش حرة .
لفته عباس القره غولي – ذي قار
/5/2012 Issue 4207 – Date 23 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4207 التاريخ 23»5»2012
AZPPPL