خبراء:الفيضانات تكشف أكاذيب اثيوبيا حول دور سد النهضة
القاهرة- مصطفى عمارة
في أول رد فعل على الفيضانات التي حدثت في السودان أكد هاني سويلم وزير الري المصري للزمان أن المياه التي خزنها سد النهضة طوال سنوات الملء خصمت من رصيد مصر والسودان. وأن القوانين الدولية تعطي مصر الحق في اتخاذ الإجراءات كافة لحماية أمنها المائي.
وأضاف أن الدولة تدخلت لتوفير المياه للمواطنين من خلال المشروعات التي أقامتها مثل تكرير مياه الصرف الصحي وتبطين الترع واستخدام طرق الري الحديثة إلا أن السد العالي يظل أهم تلك المشروعات ولولاه لواجهت مصر مصير السودان. وأشار إلى أن إثيوبيا لم تراعِ احتياجات دول المصب وخصمت كميات كبيرة من المياه دون اتفاق مسبق وأوضح أن مصر لا زالت تطالب باتفاق قانوني ملزم لتشغيل السد طويل الأمد وهناك سيناريوهات للتعامل مع التطورات كافة ولن نوقع على أي اتفاق لا يمنح مصر متطلباتها. في السياق ذاته، أكد عدد من الخبراء والمختصين بملف المياه أن الفيضان السوداني يفضح ادعاءات إثيوبيا بشأن فوائد السد. وفي هذا الإطار قال الدكتور عباس شراقي خبير المياه إن إثيوبيا أنشأت 13 توربينا لتصريف المياه وتوليد الكهرباء، إلا أن تلك التوربينات لم تعمل مما أدى إلى تخزين كميات كبيرة من المياه تفوق سعة السد التخزينية وحتى لا ينكشف الفشل قامت بتشغيل 4 توربينات فقط إلا أن تلك التوربينات لم تعمل أيضا بكامل طاقتها وأشار إلى أن إثيوبيا كانت تحتاج إلى 55 مليار متر مكعب فقط إلا أن الخلل في عمل التوربينات أدى إلى زيادة المخزون أكثر من طاقات السد حيث وصلت إلى 75 مليار متر مكعب بدأت تتدفق من الأعلى مع استمرار هطول الأمطار حيث تدفقت المياه إلى السودان فأغرقت الأراضي مع عدم قدرة سد الروصيرص على استيعاب تلك المياه.
مراجعة أستاذ الزراعة والمياه الدكتور نادر نور الدين أسباب حدوث الفيضانات في السودان إلى خطة إثيوبيا بملء البحيرة بكامل سعتها قبل الانتهاء من تركيب التوربينات 13 حيث تم تركيب 8 توربينات يعمل منها خمسة فقط وبغير انتظام وكان يجب على إثيوبيا الاكتفاء بتخزين 50 إلى 55 مليار متر مكعب على قدر ما تعمل التوربينات. وحذر أن الفيضانات التي تأتي خلال فترة قصيرة تكون أشد خطرا من الفيضانات الطبيعية التي تتوزع على مدار عدة أشهر كما حذر من المخاطر القائمة المستمرة على السدود السودانية.
من ناحية أخرى استبعد عدد من الخبراء العسكريين لجوء مصر إلى عمل عسكري مؤكدين أن تصريحات ترامب حول حق مصر في اتخاذ كافة الإجراءات لحفظ حقوقها المائية هي فقط محاولة من ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام والضغط على مصر للقبول بمخططه الخاص بقطاع غزة وأضاف الخبراء أن الملف التفاوضي والقانوني لا يزال متاحا لعقد اتفاق يشمل مصر والسودان وإثيوبيا.