واشنطن تبادل الجاسوس الإسرائيلي بولارد بسجناء فلسطينيين


واشنطن تبادل الجاسوس الإسرائيلي بولارد بسجناء فلسطينيين
العاهل الأردني يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية بشأن السلام
باريس عمان ــ الزمان
قالت مصادر مقربة من المفاوضات أمس إن من الممكن الافراج عن جاسوس لإسرائيل يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة وعدد من السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل في إطار صفقة يجري إبرامها لانقاذ محادثات السلام في الشرق الأوسط.
وقالت المصادر إنه بموجب الاجراءات المقترحة سيجري الإفراج بحلول منتصف نيسان عن جوناثان بولارد المحلل البحري الأمريكي السابق الذي ضبط وهو يتجسس لصالح إسرائيل في الثمانينيات . جاء ذلك بينما يستعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للاجتماع مع قيادات إسرائيلية وفلسطينية.
وإضافة لذلك ستمضي إسرائيل قدما في تعهداتها بالافراج عن مجموعة رابعة من الفلسطينيين من بين 104 سجناء وعدت بالإفراج عنهم في إطار الصفقة التي أدت لاحياء عملية السلام في يوليو تموز الماضي.
وقالت المصادر إنه سيجري الإفراج عن مجموعة أخرى من المساجين الفلسطينيين وسيجري مد محادثات السلام لما بعد الموعد النهائي المحدد لها وهو 29 أبريل نيسان.
من جانبه بحث العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أمس في عمان مع زعيم المعارضة الاسرائيلية أسحق هرتزوغ تطورات عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، على ما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني.
فيما حاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن جدول سفرياته للمرة الثانية خلال أسبوع ليعود إلى الشرق الأوسط أمس في محاولة لانقاذ محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
على صعيد آخر أدانت محكمة في تل ابيب أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ايهود اولمرت بتهمة الفساد والرشوة في قضية تطوير عقاري في احدى اسوأ فضائح الفساد في تاريخ القضاء الاسرائيلي.
ودين اولمرت بتلقي رشاوى في اطار فضيحة العقارات الكبرى هولي لاند في القدس بالاضافة الى شهادة الزور، وهذه اول مرة يتم فيها ادانة رئيس وزراء اسبق بالرشوة في فضيحة وصفت باسوأ قضية فساد في تاريخ البلاد. واتهم اولمرت 68 عاما و15 مسؤولا اخرين بتسهيل بناء مجمع هولي لاند العقاري مقابل رشاوى مالية عندما كان رئيسا لبلدية القدس في الفترة ما بين 1993 2003. وبحسب البيان، بحث العاهل الاردني مع رئيس حزب العمل يسار وسط ، الذي يعد الحزب الرئيسي في المعارضة الاسرائيلية، الجهود المبذولة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل … استنادا إلى حل الدولتين، وصولا إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل .
ولم يعط البيان مزيدا من التفاصيل.
وانتخب هرتزوغ، الذي يدعم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، على رأس حزب العمل في تشرين ثاني الماضي بعد ان حقق فوزا ساحقا على منافسته زعيمة الحزب السابقة شيلي يحيموفيتش، حيث حصل على 58,5 بالمئة من الاصوات.
وتأزمت مسيرة المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل مجددا، بعد رفض اسرائيل اطلاق سراح الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين السبت طبقا لاتفاق ابرم لدى اطلاق المفاوضات في تموز»يوليو 2013.
واعلن مسؤول اميركي كبير في فرنسا ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيعود الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية الاثنين ليجري مشاورات في القدس ورام الله.
وواجهت المفاوضات التي تجري بوساطة أمريكية أزمة في مطلع الأسبوع عندما لم تلتزم إسرائيل بالافراج عن الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين في الموعد المقرر للافراج عنهم. وتقول إسرائيل إنها تسعى للحصول على التزام فلسطيني بمواصلة المفاوضات إلى ما بعد مهلة نهاية إبريل نيسان.
وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية بعد مشاورات مع فريقه قرر الوزير كيري أن العودة إلى المنطقة سيكون بناء.
وقطع كيري زيارة إلى روما الأسبوع الماضي للسفر إلى عمان لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومحاولة اقناعه باطالة أمد المحادثات إلى ما بعد مهلة 29 ابريل نيسان ولحث إسرائيل على الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وقال مسؤولون إنه من المتوقع أن يسافر كيري إلى كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال الساعات المقبلة.
وبحسب محطة التلفزيون الاسرائيلي الاولى، فان اولمرت دين بتهمة تلقي رشاوى في قضيتين منفصلتين، احداهما فضيحة العقارات الكبرى هولي لاند الارض المقدسة في القدس حين كان رئيسا لبلدية المدينة 1993 2003 .
وكان اولمرت اعتبر مشتبها به رئيسيا في العام 2010 في قضية هولي لاند بتهمة تلقي رشاوى بقيمة 1,5 مليون شيكل 430 الف دولار رغم ان الادعاء خفض لاحقا المبلغ الذي تلقاه الى نحو النصف.
وقال القاضي ديفيد روزين وهو يتلو الحكم في تصريحات بثتها وسائل الاعلام نحن نتحدث عن ممارسات فاسدة وقذرة .
وندد القاضي ب النظام السياسي الفاسد الذي تراجع على مر السنين … والذي تم في ظله نقل مئات الاف الشيكل الى مسؤولين منتخبين .
واكد القاضي ان اولمرت كذب على المحكمة في محاولة تشويه سمعة شاهد الاتهام في الحكم بينما تمت تبرئة ثلاثة من المتهمين.
وبحسب نص الحكم الذي حصلت فرانس برس على مقتطفات منه، فان اولمرت تلقى شخصيا رشاوى بقيمة 560 الف شيكل 160 الف دولار تم اعطاء معظمها الى شقيقه عبر وسيط اصبح بعدها شاهدا للاتهام.
واورد النص اشترى شاهد الاتهام خدمات اولمرت بمبلغ 500 الف شيكل تم نقلها اليه عبر شقيقه .
ونقلت صحيفة هارتس على موقعها الالكتروني تأكيد المتحدث باسم اولمرت جاكوب جالانتي نيته استئناف الحكم.
ولم يتضح حتى الان موعد النطق بالحكم ولكن المحكمة امرت ببدء المداولات في 28 نيسان»ابريل المقبل في عملية قد تستغرق اسابيع عدة، بحسب مصادر قضائية.
وقالت ليئات بن اري وهي محامية في فريق الادعاء انه ما زال من المبكر للغاية القول ان الادعاء قد يطلب العقوبة القصوى التي تصل مدتها الى سبع سنوات.
واضافت المحامية في حديث للاذاعة العامة الاسرائيلية في العادة، عقاب الرشوة هو السجن. من الواضح ان علينا النظر في كل الظروف ونص الحكم الكامل من اجل التوصل الى قرار .
من جهتهم، اشار المعلقون الى امكان دخول اولمرت السجن.
وقال الخبير القانوني والمعلق في الاذاعة العامة موشيه هنغبي نحن نتحدث عن رجل دين بالفساد في قضية سابقة في محكمة القدس .
واضاف في هذه الظروف، فانني لا ارى وضعا لن تطالب فيه النيابة العامة بحكم بالسجن لعدة سنوات .
وفي ايلول»سبتمبر 2012 صدرت بحق اولمرت عقوبة خفيفة بالسجن سنة مع وقف التنفيذ ودفع غرامة بتهمة الفساد.
وفي تموز»يوليو من السنة نفسها دين بتهمة استغلال الثقة في قضية اطلق عليها اسم مركز الاستثمارات ولكن تمت تبرئته في ملفين اخريين بتهم فساد اكثر خطورة.
وفرض عليه دفع غرامة قدرها 75 الفا و300 شيكل 19 الفا و200 دولار اميركي .
وكان اولمرت رئيسا لبلدية القدس بين 1993 و2003 ثم تولى منصب وزير التجارة والصناعة وكذلك عدة حقائب وزارية اخرى قبل ان يصبح رئيسا للوزراء في 2006.
وترأس حزب كاديما وسط يمين حتى العام 2008.
وبدأ سقوط اولمرت في تموز»يوليو 2008 عندما اضعفته اتهامات الفساد واعلن وقتها انه لن يرشح نفسه لرئاسة حزبه كاديما وسط في الانتخابات الحزبية متخليا بذلك بحكم الامر الواقع عن رئاسة الحكومة التي تسلمها عام 2006.
ودفع اولمرت ببراءته دائما في هذه القضايا، ولكنه اضطر للاستقالة من مهامه كرئيس للحكومة في 21 ايلول»سبتمبر 2008 بعد ان اوصت الشرطة باتهامه في سلسلة قضايا اثناء مسيرته المهنية.
وتولى اولمرت رئاسة الوزراء في آذار»مارس 2006 خلفا لارييل شارون الزعيم اليميني المتشدد الذي اسس حزب كاديما واصيب بجلطة دماغية ادخلته في غيبوبة عميقة توفي جراءها في مطلع عام 2014.
AZP01