نينوى تتّجه لإنشاء نصب يخلّد شهداء الخسفة

مراقبون: تقدير دماء الوطنيين يضمّد جراح أهاليهم

نينوى تتّجه لإنشاء نصب يخلّد شهداء الخسفة

الموصل – حمدية الراشدي

أعلن محافظ نينوى، عن مساعٍ جارية لإقامة نصب تذكاري يخلّد شهداء الخسفة الذين راحوا ضحية جرائم تنظيم داعش الإرهابي، مؤكداً أن المشروع سيكون رسالة إنسانية ووطنية تحفظ ذاكرة آلاف الأبرياء الذين طُمِرت أجسادهم في تلك الحفرة جنوب الموصل.

وقال المحافظ في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (النصب سيُقام بالتعاون مع الجهات المعنية ومنظمات محلية ودولية، ليكون رمزاً للعدالة والانتصار على الإرهاب، ولتذكير الأجيال بما تعرضت له المحافظة من مأساة)، مشيراً إلى أن (الخطوة تأتي ضمن خطة أشمل لإعادة إحياء المواقع التي شهدت انتهاكات مروعة وتحويلها إلى شواهد تاريخية تحاكي صمود الأهالي وتضحياتهم)، واكد دخيل ان (المشروع يهدف إلى ترسيخ الذاكرة الجمعية لأهالي نينوى، ونقل رسالة للأجيال القادمة بأن المحافظة انتصرت على الإرهاب بدماء شهدائها وصمود أهلها). وبدأت السلطات في المحافظة، اول أمس الأحد، أعمال استخراج رفات من موقع الخسفة التي يقدّر أنها تضمّ آلافا من ضحايا تنظيم داعش. وأوضح رئيس فرق التنقيب عن المقابر الجماعية، أحمد الأسدي إن (المرحلة الأولى التي انطلقت في العاشر من آب وتتضمن رفع الأدلة وبقايا العظام، تشمل سطح محيط حفرة الخسفة الجيولوجية.

عظام متفرقة

وعثر الخبراء على عظام متفرّقة بينها جماجم بشرية في الموقع القريب من الموصل والتي اتخذها التنظيم عاصمة له عام 2014)، مبيناً أنه حتى الآن (لا عدد محددا للضحايا في هذه المقبرة الجماعية، لكن السلطات قدّرت سابقا بأنه يراوح بين أربعة آلاف و15 ألفا)، واضاف الاسدي إنها (قد تكون أكبر مقبرة جماعية في العراق، بحسب تقرير للأمم المتحدة الصادر في 2018)، لافتاً إلى أن (هذه الحفرة تحتوي على ضحايا من جميع القوميات والطوائف بينهم عناصر من الجيش وضحايا من الأيزيديين وسكان الموصل، تمّت تصفيتهم جميعا من قبل داعش). وتحدث الاسدي عن (صعوبة تعترض أعمال انتشال الرفات، مرتبطة بتدفق المياه الكبريتية تحت الأرض والتي قد تكون تسببت في تآكل الهياكل العظمية، ما يزيد من تعقيد مهمة خبراء الطب الشرعي في أخذ عينات الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا).

وشهدت حفرة الخسفة الطبيعية بعمق يصل إلى 150 مترا وقطر يبلغ 110 أمتار، واحدة من أفظع الجرائم في العام 2016 حين أعدم تنظيم داعش في يوم واحد 280 شخصا معظمهم من عناصر وزارة الداخلية.  وبعد بروزه في العام 2014، كثّف التنظيم الإعدامات في مساحات واسعة سيطر عليها في العراق وسوريا. وترك وراءه في العراق أكثر من 200 مقبرة جماعية قد تضمّ ما يصل إلى 12 ألف جثة، وفق الأمم المتحدة. وإضافة إلى المقابر الجماعية المرتبطة بتنظيم داعش، ما زالت السلطات العراقية تعثر على مقابر جماعية تعود لعام 2006. واكتشفت السلطات العراقية نحو 289 مقبرة جماعية، بحسب مؤسسة الشهداء الحكومية المكلفة العثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات.

اقامة نصب

 إلى ذلك، يرى مراقبون ان (إقامة نصب يخلّد شهداء الخسفة لا يحمل بعداً رمزياً فحسب، بل يمثل خطوة نحو الاعتراف الرسمي بضحايا الإرهاب، وتضميد جراح عوائلهم)، مؤكدين أهمية ان (يتم تقدير تضحيات أبناء الوطن بما يندمج مع السردية الوطنية، ويضمن توثيق الحدث وعدم نسيانه).

مشاركة