لقدس (أ ف ب) – بيروت- الزمان
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين حزب الله «بانتهاك خطير» للهدنة، مضيفا أن إسرائيل سترد بشدة، بعد هجوم شنّه الحزب نحو موقع عسكري إسرائيلي في منطقة حدودية، هو الأول منذ سريان الاتفاق.
وعلى الجانب اللبناني، اتهم رئيس البرلمان نبيه بري إسرائيل بـ»خرق فاضح» لاتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين الحزب المدعوم من إيران، داعيا اللجنة التي شكّلت بموجب الاتفاق للإشراف على تنفيذه والتي تضم الولايات المتحدة وفرنسا، إلى «مباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها وانسحابها من الأراضي» اللبنانية.
و قال رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي فاوض باسم حزب الله للتوصل إلى الاتفاق، إن «ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال عدوانية» في القرى الحدودية، مع «استمرار الطلعات الجوية وتنفيذ غارات استهدفت أكثر من مرة عمق المناطق اللبنانية (…) تمثل خرقا فاضحا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار».
وأشار بري إلى أنّ الخروق «تجاوزت 54 خرقاً، فيما لبنان والمقاومة ملتزمون بشكل تام بما تعهدوا به»، وذلك قبل أن يشنّ حزب الله هجومه الإثنين
ويسري منذ فجر الأربعاء الماضي وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل وضع حدا لنزاع بدأ قبل أكثر من عام بين الطرفين، غداة اندلاع حرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على الدولة العبرية.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان خلال 60 يوما، في وقت من المفترض أن يسحب حزب الله قواته إلى شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) ويفكك البنى التحتية العسكرية التابعة له في جنوب لبنان.
ومنذ سريان الهدنة، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بشكل يومي عن «انتهاكات متواصلة لوقف إطلاق النار» من جانب القوات الإسرائيلية، مع تعرض بلدات، خصوصا الحدودية، لقصف مدفعي ورشقات رشاشة.
والإثنين، أعلن حزب الله أنه شنّ هجوما على موقع عسكري إسرائيلي، للمرة الأولى منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ردا على «الخروقات» الإسرائيلية.
وتعقيبا على ذلك، قال نتانياهو في بيان أصدره مكتبه «إن إطلاق حزب الله النار على موقع اسرائيلي يشكّل انتهاكا خطيرا لوقف إطلاق النار، وسوف ترد إسرائيل بشدة على ذلك» مؤكدا «نحن مصممون على مواصلة تطبيق وقف إطلاق النار والرد على أي انتهاك من جانب حزب الله، سواء كان صغيرا أو خطيرا».
وقبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ، قال نتانياهو إن لإسرائيل «الحرية الكاملة للتحرّك عسكريا» في لبنان إذا انتهك حزب الله اتفاق وقف إطلاق النار أو حاول إعادة التسلح.
من جانبه، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر بضرورة التزام كلّ الأطراف باتفاق الهدنة، وفق ما أعلنت الوزارة الفرنسية.
وردا على الاتهامات بخرق الاتفاق، قال ساعر في بيان «على العكس، إسرائيل تطبق هذه التفاهمات ردا على انتهاكات حزب الله والتي تتطلب تحركا فوريا».