ناس من هذا الزمان: رجل الظل فرض نفسه علي اللاعبين السياسيين في اليمن
الرئيس المقبل عبدربه منصور هادي: عسكري محترف تحول لرمز توافقي
صنعاء ــ الزمان
نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي سينتخب اليوم الثلاثاء رئيسا جديدا لليمن رجل عسكري متحدر من جنوب اليمن ظل لسنوات طويلة مواليا للرئيس علي عبدالله صالح وانما حظي بثقة المعارضة وبات الرجل التوافقي الذي سيدير المرحلة الانتقالية في اليمن.
ويخوض هادي انتخابات الثلاثاء مرشحا توافقيا ووحيدا عن الحزب الحاكم والمعارضة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية الذي وقعه صالح في الرياض في 23 تشرين الثاني مقابل حصوله علي حصانة من الملاحقة القضائية.
ويشغل هادي منذ العام 1994 منصب نائب الرئيس، كما يشغل منصب الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وهو سيصبح رئيسا لفترة انتقالية تستمر سنتين.
وهادي شخصية متكتمة ولا يحظي بنفوذ حقيقي في الاوساط السياسية اليمنية وهو اضعف الضعفاء في المعادلة السياسية الا انه تمكن من فرض نفسه لاعبا اساسيا عندما غاب الرئيس اليمني للعلاج في السعودية بعد اصابته في هجوم في حزيران، وحظي خلال هذه الفترة بثقة المعارضة التي كان يتفاوض معها حول اتفاق انتقال السلطة.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان “الطريقة التي ادار بها هادي المفاوضات حول اتفاق انتقال السلطة ومساهمته في اقناع صالح بالمضي قدما في الاتفاق، تظهر انه شخص ماهر جدا”.
وبحسب هذا الدبلوماسي، فان هادي، وعلي عكس صالح، “لا يملك قاعدة قبلية او عائلية او مناطقية او فئوية وليس لديه خبرة حقيقية في الحكم الا انه يبدو فوق صراعات الاطراف، الامر الذي يعطيه قوة”.
وهادي المتحدر من اليمن الجنوبي السابق كان انضم الي معسكر الشماليين في 1986، اي قبل اربع سنوات من الوحدة بين الشمال والجنوب، وذلك هربا من تصفية الحسابات الدامية بين القيادات الجنوبية في ذلك الوقت.
ولد هادي في الاول من ايار 1945 في محافظة ابين التي كانت في ذلك الوقت جزءا من محمية عدن الخاضعة لبريطانيا وباتت الان من معاقل تنظيم القاعدة.
وتخرج هادي من المدرسة العسكرية في اليمن الجنوبي عام 1964 وتابع بعد ذلك دورات تدريبية في بريطانيا ومن ثم تابع دورة خاصة بالمدرعات في مصر وظل هناك حتي العام 1970. ولم يلعب هادي اي دور في استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في العام 1967.
واستمر هادي بالترقي في المنظومة العسكرية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية »اليمن الجنوبي« التي كانت الدولة العربية الماركسية الوحيدة، وكانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي.
وتابع هادي في 1976 دورة في قيادة الاركان استمرت اربع سنوات، ثم شارك في بعثات لشراء الاسلحة من الاتحاد السوفييتي. وفي 13 كانون الثاني 1986، اندلعت معركة دامية في عدن، عاصمة جنوب اليمن حينها، بين قيادات الحزب الاشتراكي.
ولجأ الرئيس الجنوبي علي ناصر محمد الي اليمن الشمالي الذي كان يرأسه علي عبدالله صالح برفقة جزء من قيادات الجيش التي ظلت موالية له، وبينها عبد ربه منصور هادي.
وذلك الحدث شكل بداية النهاية لليمن الجنوبي وبدأت المحادثات تتكثف باتجاه توحيد اليمنين، واعلنت الوحدة في 22 آيار1990. الا ان الجنوبيين عادوا واعلنوا انفصالهم في 1994 فواجههم صالح بالحديد والنار واندلعت حرب اهلية اسفرت عن فوز معسكر صالح الذي تمكن في النهاية من الحفاظ علي الوحدة. وفي خضم هذه المعارك، قام صالح بتعيين هادي وزيرا للدفاع، وكان ذلك في ايار 1994.
وبعد قمع الحركة الانفصالية، عين صالح في الرابع من تشرين الاول 1994 عبد ربه منصور هادي نائبا لرئيس الجمهورية.
وهادي متزوج واب لابنتين وثلاثة ابناء، وهو ألف عدة كتب عسكرية بينها كتاب حول حماية المناطق الجبلية.
/2/2012 Issue 4128 – Date 21- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4128 – التاريخ 21/2/2012
AZP02