الأمطار تكشف المستور: غرق الشوارع يفضح عجز البنية التحتية

بغداد – الزمان

مع بدء موسم الأمطار، تعود ظاهرة غرق شوارع بغداد لتظهر مجددًا، حيث تتحول العديد من الشوارع إلى بحيرات مائية، مما يثير قلق السكان ويعيد إلى الأذهان الوعود التي أطلقها مسؤولو الدولة في الصيف الماضي بعدم تكرار هذا الوضع في الشتاء المقبل.

المشهد بات مألوفًا، إذ يعكس إخفاقات متكررة في معالجة مشكلات البنية التحتية في العاصمة.

أحد سكان منطقة الأعظمية، علي السعدي، عبر عن استيائه قائلاً: “كل عام نفس المشكلة، أين هي المشاريع التي وعدونا بها؟”. بينما تحدثت مصادر في الدوائر البلدية عن استعدادات اتخذت لمواجهة موسم الأمطار، إلا أن الوضع على الأرض يقول عكس ذلك تمامًا. هذا الأمر دفع العديد من المواطنين إلى طرح تساؤلات حول مصير ميزانيات الصيانة والترميم التي تم تخصيصها سابقًا.

وغمرت المياه أيضًا شوارع مدينة زاخو في محافظة دهوك، حيث ذكرت التقارير أن المواطنين تضرروا بشدة من دخول المياه إلى بيوتهم. كما أظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد للسيارات غارقة، الأمر الذي زاد من حدة الانتقادات للمسؤولين المحليين.

وافادت تحليلات بأن غرق الشوارع بهذا الشكل يعكس ضعف التخطيط الحضري والتجهيزات اللازمة لمواجهة الفيضانات.

وكتب المغرد مهند الجبوري : “عدم وجود شبكة صرف صحي فعالة في بغداد والمحافظات الأخرى يؤدي إلى تفاقم المشكلة، ويجب على الحكومة وضع خطط عاجلة لتحسين البنية التحتية”.

من جهة أخرى، كتبت الناشطة الاجتماعية زينب العلي على تويتر: “ما زلنا نتعامل مع نفس المشاكل سنويًا، فكيف نتوقع تحسينات في حياتنا؟”. بينما علق أحد المطاعم المتضررة من الفيضانات عبر فيسبوك: “موسم الأمطار جاء ليغرق كل أحلامنا، هل من مجيب لمشاكلنا؟”.

تحدثت مصادر مطلعة عن لقاءات طارئة تم عقدها بين الدوائر الحكومية لمناقشة سبل التعامل مع هذه الكارثة، لكن يبقى السؤال: هل ستخرج هذه اللقاءات بنتائج فعلية أم ستبقى وعودًا جديدة تضاف إلى قائمة الوعود السابقة؟

واعتبر مواطن آخر، محمد العبدلي، أن الحلول الحقيقية تتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، قائلاً: “لا يمكن معالجة الأمور بتصريحات إعلامية، نحتاج إلى خطوات حقيقية على الأرض”. ووفق معلومات من خبراء البيئة، فإن الظروف المناخية الحالية تتطلب استراتيجيات فعالة وليس مجرد ردود فعل آنية.

 

مشاركة