من ينقذني من العرة ؟
قرات في كتاب الف ليلة وليلة قصة جميلة لا تزال احداثها ماثلة في ذاكرتي وهي بعنوان ” فوزية العرة والملك” تحكي القصة احداثا خيالية عن رجل ابتلاه الله بامرأة متسلطة شريرة يجري الشر في دمها، قبيحة، سليطة اللسان، جعلت ايام هذا الرجل جحيما لايطاق وجعلته يقطع الليل بالنهار لتلبية اوامرها ومتطلباتها لينال رضاها، مسكين هذا الرجل ظل يجري جري الوحوش ليرضي من لا يرضى فاوامرها مستمرة وكلما نفذ احدها تعاجله باخر، ويا ويله الف ويل ان تاخر في تنفيذ امر ما، عندها تكون القيامة قد قامت فلا نصير ولا معين ، وهكذا اصبح الرجل حائرا في كيفية ارضائها ولكنه اخيرا استسلم ورفع الراية البيضاء.
فكر ذات يوم برسم خطة ذكية بعدما زادت طلباتها واوامرها وشمخرتها، فكر بطريقة للخلاص من هذه المرأة التي لقبت “بالعرة” لقبحها وخلقها الدميم وقصرها الشديد للحد الذي تشك في انها معاقة عندما تسير لان رجلاها احداها اقصر من الاخرى، وذات يوم طلبت منه ان يجلب لها لبن العصفور، عندها رسم طريقة الخلاص والهروب من جحيم ايامها الحالكة السواد ولسانها السليط فهيأ عدته للسفر بحجة انه ذاهب ليجلب لها لبن العصفور وقطع في رحلته التي استغرقت شهور عديدة وقطع فيها بحارا عديدة وانهارا ووديانا حتى وصل لمدينة كان الناس فيها متجمهرين، استفزه المنظر وسأل احدهم عن السبب في تجمهرهم هذا فاخبره ان ملك هذه المدينة قد توفاه الله وكان لا يملك ولدا ليخلفه على عرش المملكة و له ابنة وحيدة رفض حكماء المدينة تتويجها لانه كان ينقصها الحزم والنضج ليتم تنصيبها على العرش فاختلفوا على طريقة اختيارالبديل واخيرا اهتدوا الى الحل المناسب لهذه المعضلة وهي اطلاق طير السعد ومن يقف فوق راسه يتم تنصيبه ملكا لمدينتهم… اطلقوا طير السعد فوقف على كتف الغريب الاعور ولما كان غريبا ليس من اهل هذه المملكة قرروا اعادة العملية مرة ثانية فوقف طائر السعد على كتف هذا الغريب مرة ثانية واخيرا اتفقوا ان يعيدوا الكرة مرة اخرى واذا ما وقف على كتف الرجل الغريب سيختاروه ملكا عليهم ويتوجوه بعرش المملكة فتحققت المعجزة ووقف طير السعد على كتف الاعور مرة ثالثة وتزوج ابنة الملك وعاش سعيدا في حياته وراى اجمل الايام ولكن دوام الحال من المحال مرضت هذه الملكة وبعد صراع مرير مع المرض توفاها الله.. وظل وحيدا بلا زوجة وتذكر زوجته السابقة “فوزية العرة” وظن ان ايام العز والنغنغة ستغير طباعها وسلاطة لسانها فارسل شلة من حاشيته ليجلبوها كي تتنعم بهذا العز، فبدات تتحين الفرصة لاذلاله والانتقام منه ولكنها كانت تسايره على مضض وفي احد الايام وخلال حفلة وعشاء اقامهما الملك دست له مخدرا في احد العصائر وحين شربه غط في نوم عميق فاعطت شارة الصفر لاحد ابنائها للاجهاز على ابيه فدخلت غرفة النوم وانتظرته على باب الغرفة بغية مبايعته بعد مقتل ابيه وحين رفع سيفه للاجهاز على ابيه وقبل ان يلامس السيف رقبة الملك عاجله احد حراسه الذي شك بالامر واجهز عليه وعندما دخلت والدته للتخلص من الحرس عاجلها بضربة سيف قاتلة وهكذا قتلت العرة اطماعها وحقدها الدفين ولم تتعض من دروس الحياة وظل الملك حزينا ساهرا يفكر كيف سببت فوزية العرة هذا الاذى النفسي المدمر الذي ظل راسخا في ذاكرته وحوله الى مريض نفسي.. اعترف لكم سادتي القراء بلا خجل ان هذه العرة لا ازال اعاني من الالام التي سببتها العشرة التي اذاقتني فيها الويل .. كانت لا تتورع من القيام بالحماقات فاذا ما اشاد شخص ما بجمال قميصي يكون تمزيقه امر حتمي لهذه الاشاده.
الصحيفة محرمة من الدخول الى البيت والرياضة لعبة زعاطيط فوزية تكره المطالعة فمزقت جميع الكتب التي كنت اهوى قراءتها اما الصحف اليومية كان مصيرها التمزيق دائما لانها من المحرمات فهي تكره الرياضة بشكل عجيب وكرة القدم من الد اعدائها فالرياضة برايها ماهي الا هواية زعاطيط فتغلق التلفاز اذا ما شاهدت برنامجا رياضيا فعشت محروما من المطالعة والقراءة ومحروما من مشاهدة البرامج الرياضية واذا ما شاهدت جزءا منها الا بغفلة من الزمن اذا تهيأت الظروف التي تجعلني قادرا على متابعتها اذا ما خدمتني الظروف وحدها وشاهدت واحدة منها فان الصدف هي وحدها التي تجود علي بهذه الفرصة الذهبية والنادرة واما هذه الظاهرة الشاذة والنادرة من التسلط عانيت اشد معاناة من وطأة هذا التسلط والعنجهية الفارغة وتحولت رغما على نفسي الى خيال ماله لا حول ولا قوة لانك امام امراة شريرة معجونة بذرة شر في دمها وكيانها وهي بحاجة الى علاج نفسي وتحولت الى مريض يشفق على حالته كل من يراه وتغيرت طباعي واصبحت ارى في نفسي طباع جديدة لم القها من قبل ومن خلال هذا الظلم والقهر الذي عانيته بدت ظواهر جديدة انطفأت شمعة توهجي ولم تعد الشمعة تمنح الضياء والتوهج وزادت رغبة اليأس وحب الموت للخلاص من هذه الدنيا ولكن الموت كان بعيد المنال وكان يعاندني على الدوام واصبح امنية للشخص العاجز مثلي كيف ارسم طريقا لحياتي وقد اختلطت علي الاشياء وتداخلت كل الخيوط لم اعرف الخيط الابيض من الاسود اي حرب شرسةالتي واجهتها زادت اصراري فمصائب قوم عند قوم فوائد انا ادين للعرة التي فتحت منافذ عديدة امام نفسي ما كنت ذات يوم افكر ان اطرق ابوابها الموصدة فجرت كل الطاقات الكامنة فلا شيء يعلم الانسان اكثر من القهر والحزن وانا الذي سالت من دموعي انهار من الدموع وتقطعت انفاسي من حشرجات الالم والقهر لاشيء اقوى واشد الما عند الانسان عندما يتحول الى الة تنفذ ما يريده ويطلبه الاخرين لاشيء اشد الما عندما ترى امام ناظريك احلامك تموت وتنحر امامك بسيف لا يعرف الرحمة؟ الاحلام الوردية بدات تتلاشى وتذوب يوما بعد اخر في ظروف عصيبة وبدأت الخطوة الاولى من رحلة المليون خطوة ولولا العرة لما تم كل هذا الاصرار على التغيير .. فالحياة لابد من ان تتغير نحو الافضل فانا ادين للعرة لانها صاحبة الخطوة في بداية انطلاق الشرارة الاولى في رحلة الكتابة لولا العرة ومعاناتها لعشت مثل سائر الناس يأكل وينام يمارس حياة طبيعية كاي انسان واعترف امام الله ونفسي لاجل هذا اعترف اني ماكرهتها لروحها التسلطية لان ذلك فجر في داخلي كل الطاقات الكامنة ماكرهتها لحظة واحدة بل ارثي لها هذا الخواء والخراب النفسي المدمر ادعو لها بالشفاء فما تعرضت له تدمير واذى يكفي لهد الجبال وليس انسان من دم ولحم فقد كان الاذى انعكاسا لامراض عديدة ماظهرت في جوانب شخصية مدمرة وممسوخة كليا فما تعرضت ليس بالشيء الهين الذي يمر مرور الكرام فقد عاش كل المحيطين والمقربين لي وطأة هذا المرض وظهرت اعراضه في تصرفاتي التي كانت اشد ضررا لزوجتي الثالثة التي فوجئت بحطام رجل يعشق الايذاء واذلال المرأة باي طريقة رغم اعترافي الكامل لها وصراحتي معها باني مريض نفسيا ولكنها لم تتفهم معاناة هذا المرض المدمر وبدأت تعيد حساباتها من هو الرابح ومن هو الخاسر من تلك الزيجة الفاشلة وتتمنى من كل قلبها يوم الخلاص مني ومن هذا الاذى والدمار الذي سببته لها وعلى اي حال اقول لكم بان زوجتي تحملت وطأة قسوة طباعي التي ترسخت في اعماقها سطوة العرة وقسوة طباعها واوامرها التي لا تنتهي، اه ايتها الحمقاء ما اقواك اه من جبروتك الذي لا يقهر اه من سطوة لسانك الاحد والاشد من ضربة السيف ان حياتي ستظل باسمك ممهورة وبختم فوزية العرة والتي احالت حياتي الى هشيم وعجزت بكل ما اوتيت من قوة ان انتزع ثوبك الذي ترسخ بجسدي وجعلني مضطهدا و ممسوخا لاشيء اتمناه في عمري وحياتي غير شيء واحد لاغيره تمنيت ان يطول عمري لاعيش واعرف نهاية رحلتك واطماعك و احلامك التي لا حدود لها في هذا العالم.. رغم ان كل شيء في هذه الدنيا الفانية الزائلة التي ندوس ترابها وهو بقايا من كانوا قبلنا فماذا اخذوا من دنياهم عندما رحلوا اين فرعون وجبروته اين الاسكندر الذي ظن انه امتلك العالم بل اين هتلر واحلامه واطماعه عندما احرق العالم بحروبه اين صدام وجبروته ما الذي تبقى لهؤلاء الطغاة الذين قدموا درسا لنا، اما يكفي بعد من حروب عبثية تحيل حياتنا الجميلة؟ ولحظاتها الرائعة التي حولناها الى ساحة حروب ومعارك دامية اما يكفي…اما يكفي من الام ودموع فالحياة قصيرة لا تستحق كل تلك المجازفة.
حسين المسعودي – بغداد
/4/2012 Issue 4175 – Date 16 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4175 التاريخ 16»4»2012
AZPPPL