الوطنية الرمزية
مكونات الشعب
من المعلوم ان البذور هي اساس كل النباتات في الكون وبلا شك انها اول الوجود واصل الحياة وان للماء الدور الاكبر مضاف اليه الهواء والتربة وضوء الشمس هذه عوامل الانبات والنمو لمختلف النباتات وقد اشتق الانسان هذه التسمية ليطلقها على بقية الموجودات بما فيها الافكار والحيثيات التي تحصل في المجتمعات فجرت التسمية بذور الخير وبذورالشر واول من وضع بذرة فكرة الفلسفة المعينة واول من دعى الى فكرة او رأي معين وهكذا مما تقدم يبدو بكل وضوح ان العوامل والتربة المناسبة هي البيئة الصالحة للانبات وهذا ينطبق على حال العراق ان زرع بذور الطائفية والاثنية والمناطقية والعشائرية وغيرها من المسميات التي سمعنا بها بعد 2003 بعد ان اكتسحت تلك المسميات الوطنية والوطن وامسى العميل والمجرم والانتهازي صاحب اللسان الطويل واليد الطولى اما الوطنية فقد انحسرت واصبحت اشبه بالرمزية وفي تراجع فمثلا القائمة العراقية حصلت في انتخابات البرلمان لعام 2014 على 21 مقعدا مقابل91 مقعدا في عام 2010 و كما ان قائمة التحالف المدني والتي عول عليها الوطنيون والمثقفون ان تحصل على مقاعد كثيرة كي تكون عامل مؤثر في التغيير غير ان النتيجة كانت مؤلمة لتحصل على 4 مقاعد في عموم العراق مما يدل على ان البذور غير الوطنية وجدت المناخب المناسب لتنتشر بسرعة ولم تدع مساحة لبذور الوطنية ان تنتشر بالشكل الذي يتمناه الوطنيون فكان البيت الشيعي والبيت السني والبيت الكردي والتركماني حتى وصل الى الاقليات التي وجودها رمزي مع اكبارنا واجلانا لتلك المكونات وليس الغرض الاقلال من اهميتها وانما استشهاد على التفتت وعوده على بدأ فأن وجود داعش والمليشيات الخارجة عن القانون وانتشار السلاح بين العشائر والطوائف وعصابات الاجرام وفر البيئة المناسبة لتجد داعش واخواتها الارض الخصبة للنمو ومما يحزن ان القائمين على السلطة لا يفكرون بمنطق العقل لاجتثاث تلك الظواهر الاجرامية والسلبية وكسب الجماهير والتعاطف معها بل نراها تسير في الاتجاه المعاكس وبدلا من ان تجعل ابناء الشعب الى جانب السلطة بالعقل والمنطق والحلول اليسيرة نراها تلجأ الى عقاب جميع السكان عقاب قاسي وشامل فمن تدمير للبنية التحتية الى القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة والخسائر المعلومة في الارواح والممتلكات لكل الاطراف لتبقى حالة البداوة تمارس من خلال البدلة والرباط الذي يرتديه المسؤول ولو استمرت تلك الاحداث الى سنوات طويلة ستعود السلطة الى التفاوض مع سكان تلك المناطق وتعويضهم عن الخسائر مضاف لها خسائر الدولة وتعطيل الحياة والتخلف عن الركب الحضاري العالمي وتبقى مقولة القائد الضرورة في حينها عندما كان في تراشق مع الامريكان (خلي نتلاوه انا وبوش ونشوف اي اللي يلوي صاحبه) او تصريح طه ياسين الجزراوي (بوش فارس وصدام فارس يتبارزان واللي يغلب خصمه هو الفائز).
والامر ينجرعلى الاقليم في مسألة المناطق المتنازع عليها والنفط والاتهامات والتصريحات النارية من هذا وذاك التي تزيد الامور تعقيدا فما هي المناسبة التي ينبري بها هذا النائب او ذاك او هذا المسؤول او ذاك ليلقي الكلام على عواهنه والغرض منه كما معلوم هو ليس الحرص على الوطن وانما لكسب من يفكرون بنفس طريقة تفكيره وضمهم الى صفوفه سواء كان التوجه طائفي او قومي او اثني بعيدا عن مصلحة الوطن والشعب نعود الى هؤلاء المنغلقين فكريا كم عدد الشيعة في العراق هل هم مئة او الف او مئة الف حتى يقضى عليهم وهذا ينطبق على السنة والاكراد والتركمان فعلى من عنده غيرة على ابناء طائفته او قوميته ان لايكون عامل ضرر وتخريب لطائفته اولا ولابناء وطنه ثانيا وليعلم الجميع ان هؤلاء وهؤلاء لهم امتدادات في بلدان اخرى وليس من الشرف والغيرة والوطنية ان يتحول العراق الى ساحة صراع وتصفية حسابات والنتيجة خسارة العراق والعراقيين واستفادة دول الجوار بالدرجة الاولى والدول الراعية للارهاب وعلى رأسها امريكا وبريطانيا وايران واسرائيل وقطر نسأل الله ان يزيل هذه الغمة عن العراق وشعبه ويهزم الجمع الغادر الذي يفتك بكل مكونات الشعب العراقي وعلى الحكومة المقبلة ان يكون من اول اهدافها تصفية كل التنظيمات الارهابية واعادة هيكلة القوات المسلحة بما يخدم سلامة وحماية كل الاطياف وبعيدا عما يريده الماسك بزمام السلطة من جعل تلك القوات القوة الضاربة التي يسعى من خلالها لتحقيق مأربه واهدافه الفئوية. ومن الله التوفيق
خالد العاني – بغداد