مطربة سودانية لـ (الزمان):الأغنية العراقية تسكن القلب

حوار‭: ‬كاظم‭ ‬بهية

وصفت‭ ‬المطربة‭ ‬السودانية‭ ‬ريان‭ ‬الشاذلي‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬لصحيفة‭ (‬الزمان‭) ‬رحلتها‭ ‬الفنية‭ ‬بأنها‭ ‬ولدت‭ ‬من‭ ‬شغف‭ ‬الطفولة،‭ ‬إذ‭ ‬قالت‭ ‬إنها‭ ‬بدأت‭ ‬الغناء‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2006‭ ‬وهي‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬حين‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الأطفال‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬لتصبح‭ ‬أول‭ ‬فنانة‭ ‬سودانية‭ ‬تسجل‭ ‬شريط‭ ‬كاسيت‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬وهي‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬فتحت‭ ‬لها‭ ‬الباب‭ ‬نحو‭ ‬الاحتراف‭ ‬والشهرة‭.‬

وقالت‭ ‬الشاذلي‭ ‬إنها‭ ‬تأثرت‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬بالفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬وبالفنان‭ ‬معتز‭ ‬صباحي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يستوقفها‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬المطربين‭ ‬العرب‭ ‬هاني‭ ‬شاكر‭ ‬ومحمد‭ ‬عبده‭ ‬وكاظم‭ ‬الساهر،‭ ‬لأنهم‭ ‬يمثلون‭ ‬الذوق‭ ‬الرفيع‭ ‬والمدرسة‭ ‬الأصيلة‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الغنائي‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جيلها‭ ‬يتميز‭ ‬بتطور‭ ‬الوسائل‭ ‬التقنية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬وبالآلات‭ ‬الموسيقية‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬الإيقاع‭ ‬وتحديث‭ ‬الألحان‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ذائقة‭ ‬المستمع‭ ‬المعاصر،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬يعيش‭ ‬ثورة‭ ‬موسيقية‭ ‬حقيقية‭ ‬تواكب‭ ‬روح‭ ‬الزمن‭.‬

وأوضحت‭ ‬الشاذلي‭ ‬أن‭ ‬الأغنية‭ ‬العراقية‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬وجدانها،‭ ‬إذ‭ ‬وصفتها‭ ‬بأنها‭ ‬“تدخل‭ ‬القلب‭ ‬دون‭ ‬استئذان”،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سر‭ ‬انتشارها‭ ‬العربي‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬كلماتها‭ ‬العميقة‭ ‬وألحانها‭ ‬الأصيلة‭ ‬وأدائها‭ ‬العاطفي‭ ‬القوي،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬العراق‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬بلد‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع‭ ‬والحضارة‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭.‬

وكشفت‭ ‬الفنانة‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬الفنانين‭ ‬السودانيين‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬الدعم‭ ‬الإنتاجي،‭ ‬قائلة‭ ‬بأسف‭: ‬“لا‭ ‬يوجد‭ ‬منتج‭ ‬للأغاني‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬أكتب‭ ‬وألحن‭ ‬أعمالي‭ ‬بنفسي،‭ ‬وأتكفل‭ ‬بالتسجيل‭ ‬على‭ ‬نفقتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬أغلب‭ ‬الفنانين،‭ ‬لأن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم”‭.‬

وأكدت‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬حديثها‭ ‬أنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعمل‭ ‬وتحلم،‭ ‬وأن‭ ‬رسالتها‭ ‬الفنية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الفن‭ ‬الراقي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬القيم‭ ‬الجمالية‭ ‬والإنسانية‭ ‬للمجتمع‭ ‬السوداني‭ ‬والعربي،‭ ‬مضيفة‭: ‬“أتمنى‭ ‬الخير‭ ‬للجميع،‭ ‬وسأظل‭ ‬أغني‭ ‬للحب‭ ‬وللحياة‭ ‬وللجمال‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التحديات”‭.‬

ويكشف‭ ‬حديث‭ ‬ريان‭ ‬الشاذلي‭ ‬عن‭ ‬ملامح‭ ‬جيل‭ ‬فني‭ ‬سوداني‭ ‬جديد‭ ‬يسعى‭ ‬لتجاوز‭ ‬العزلة‭ ‬المحلية‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الفضاء‭ ‬العربي،‭ ‬مستفيداً‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية‭ ‬رغم‭ ‬قلة‭ ‬الإمكانات‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬الشاذلي‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجاً‭ ‬للفنانة‭ ‬التي‭ ‬تمزج‭ ‬الأصالة‭ ‬بالمعاصرة،‭ ‬وتؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الغناء‭ ‬ليس‭ ‬ترفاً‭ ‬بل‭ ‬رسالة‭ ‬ثقافية‭ ‬وجمالية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬الشعوب‭ ‬وجبر‭ ‬الخواطر‭ ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬الاضطراب‭.‬

‭ ‬

ويؤكد‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬الأغنية‭ ‬العراقية‭ ‬عمق‭ ‬التلاقح‭ ‬الوجداني‭ ‬بين‭ ‬السودان‭ ‬والعراق،‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬الألحان‭ ‬والمفردات‭ ‬تتبادل‭ ‬الطريق‭ ‬بين‭ ‬دجلة‭ ‬والنيل‭.‬

مشاركة