إيغويليز لندن (أ ف ب) – أصبحت الملحّنة إيرولين والِن التي عُيِّنَت قبل نحو عام مستشارة موسيقية لملك بريطانيا تشارلز الثالث أول امرأة سوداء تشغل هذا المنصب المرموق، ما يشكّل تتويجا لمسيرة هذه الفنانة الغزيرة الإنتاج التي أثبتت مكانتها في المجال الكلاسيكي. صُدمت الموسيقية البالغة 67 عاما والمولودة في مستعمرة بليز البريطانية السابقة، عندما اتصل بها قصر باكنغهام ليعرض عليها دور مسؤولة الموسيقى لدى الملك، وهو منصب تشمل المهام المنوطة بشاغله تأليف موسيقى المناسبات الملكية الكبرى (حفلات الزفاف والجنازات وغيرها) وتقديم المشورة للملك. وقالت إيرولين والِن في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن الملك “رجل موسيقي بامتياز، يتمتع بذوق متنوع جدا، وهو أمر رائع حقا”. وباتت عازفة البيانو هذه التي لحّنت 22 عملا أوبراليا ومجموعة واسعة من المؤلفات الأوركسترالية، ثاني امرأة تشغل هذا المنصب الموروث من تقليد منشدي الملك، بعد الاسكتلندية جوديث وير التي تولّته قبلها. وتُواصِل إيرولين والِن العمل على مشاريعها الخاصة، وقد قدمت الجمعة مؤلفها الموسيقي الجديد “إلمنتس” Elements في الليلة الأولى من مهرجان “برومز” Proms الشهير للموسيقى الكلاسيكية في لندن. في آذار/مارس، كشف تشارلز الثالث عن حبه غير المتوقع لموسيقى الريغي والأفروبيت من خلال نشره قائمة أغنياته المفضلة لفنانين من الكومنولث، من غريس جونز إلى كايلي مينوغ.
وطلب الملك يومها نصيحة إيرولين والِن، “لكن في النهاية، اختار أغنياته الخاصة”، ملاحظة أنها “أغنيات تُعيد إحياء ذكريات شخصية لديه”. وأضافت “تخيلوا كل الأشخاص الذين قابلهم، كل الموسيقيين الكبار… إن العمل معه أمر رائع”. أظهرت إيرولين والِن موهبة موسيقية فطرية في سن مبكرة جدا. وروَت أن والدَيها كان يقولان لها إنها “طفلة لا تبكي، بل تُغني طوال الوقت”. في سن الثانية، أُرسِلَت إلى لندن حيث ربّاها عمّها وعمتها. ومن أبرز الأشخاص الذين طبعوا طفولتها المُعلمة في مدرستها الابتدائية الآنسة بيل التي علّمت تلاميذها كتابة النوتات الموسيقية وقراءتها، وعرّفتها على السيمفونيات. ولكن رغم حماستها وموهبتها، لم تتلقَّ إيرولين والِن يوما اي تشجيع من معلميها أو حتى من عائلتها المُحبّة للموسيقى على امتهان الموسيقى وتأليفها. وروَت الفنانة التي يعزف شقيقها بايرون والِن البوق في أعمال جاز: “كان يقال لي إنني قد أكون موهوبة موسيقيا، لكنني لن أنتمي إلى هذا العالم”. لكنّ الملحّنة التي “سلكت مسارات إبداعية مختلفة” عن أقرانها، كانت “شديدة الفضول والشغف”، على قولها، بحيث “لم تكن لهذه الأفكار السلبية تأثير عميق” عليها. فوالِن التي كانت في البداية راقصة في نيويورك، عادت إلى المملكة المتحدة لدراسة التأليف الموسيقي في “غولدسميث كولدج” وكلية “كينغز كولدج” في لندن، ثم في كامبريدج في ثمانينات القرن العشرين. وأنشأت عازفة البيانو أيضا استوديو تسجيل، وكانت مغنية مساندة لفرقة “إترنال” النسائية لموسيقى آر أند بي، وقدّمت حفلات في مراكز مجتمعية ودور رعاية للمسنين، مما فتح عينيها “على كيفية تأثير الموسيقى على الناس”، بحسب قولها. وساهمت من جهة أخرى في تلحين موسيقى احتفال افتتاح دورة الألعاب البارالمبية في لندن عام 2012، واحتفالَي اليوبيلين الذهبي والماسي للملكة إليزابيث الثانية. ورأت أنها ستكون، في منصب مستشارة الملك الموسيقية الذي تولته والذي أنشأه تشارلز الأول عام 1626، بمثابة “سفيرة” وخصوصا لدى أوساط الشباب الذين ترغب في توفير “تعليم موسيقي متين” لهم، بغض النظر عن خلفياتهم أو فئاتهم الاجتماعية. واشارت الملحّنة إلى أنها تريد أن تُوفّر لهم ما تعلّمته مجانا في المدرسة في طفولتها، مما مكّنها من تنمية موهبتها.